الترند الإخباري ومعركة السردية في محركات البحث
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
في حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر (16:00) من يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، أحد أهم المطلوبين في إسرائيل والعقل المدبر الأول لعملية طوفان الأقصى.
تصدّر الخبر نشرات الأخبار العربية والعالمية، وأصبح "الترند" رقم 1 في معظم دول العالم.
وبعيدا عن الشاشات الإخبارية، تصدر الخبر محركات البحث العالمية وعلى رأسها غوغل، حيث بدأت ملايين عمليات البحث في جميع أنحاء العالم تبحث عن "السنوار".
ولأن محركات البحث دقيقة في تقييم الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها المستخدمون، فقد تصدرت كلمتان كل الكلمات المرتبطة بالترند الإخباري لهذا الحدث، وكانت أشهر ما بحث عنه الجمهور عالميا باللغة العربية كلمتا "السنوار" و"يحيى السنوار".
وبدأت الكلمتان بالتصدر ابتداء من الساعة الرابعة تقريبا، وتحديدا بدا الترند في التشكّل الساعة الثالثة وأربعين دقيقة (3:40)، ليصلا إلى ذروة البحث في الساعة السادسة مساء (18:00)، واستمرّا في الذروة لغاية الساعة التاسعة مساء (21:00)، بعدها بدأ حجم البحث في الانخفاض، وصولا إلى فجر يوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ليستقر بنسبة بحث تُخرجه من كونه "ترندا عالميا".
يُقدّر عدد عمليات البحث التي تتم عبر محرك البحث غوغل يوميا بنحو 8.5 مليارات عملية بحث عن معلومات في مختلف المجالات.
وتشير التقديرات أيضا إلى أن غوغل تتعامل مع أكثر من 99 ألف عملية بحث في الثانية.
نسبة البحث باللغة العربية من هذه الأرقام تحتل مكانة جيدة، خاصة أن مجال عملنا هو "البحث باللغة العربية"، يظهر ذلك بوضوح عند البحث عن كلمة "السنوار" في غوغل خلال الـ24 ساعة المرتبطة بالحدث، فيظهر غوغل نحو 303 ألف نتيجة، ارتفع بعدها العدد لاحقا إلى نحو 79 مليون نتيجة.
تعكس هذه الأرقام أهمية كبيرة للمواقع الإلكترونية التي تستطيع السيطرة على الكلمات المفتاحية المهمة، سواء في البحث اليومي لمئات الآلاف من الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها الجمهور، أو من خلال تصدرها في حدث تحول إلى ترند خلال ساعات، وبالنتيجة ستحصد عشرات الآلاف من الزيارات.
تحوّل هذه الزيارات الكبيرة مواقع القنوات الفضائية إلى معركة "السردية" والصراع الرقمي في السيطرة عليها، وبالنتيجة تؤثر على عشرات الآلاف من الجمهور الباحث عن هذه الكلمات المفتاحية.
الصراع الرقمي على السرديةنستطيع أن نعرّف السردية في ظل التزاحم الرقمي بأنها الطريقة التي تشكّل وتوجّه الرأي العام وتعيد صياغة الأحداث وفق رؤية معينة تؤثر على كيفية فهم الجمهور للواقع.
فهي بالتالي ليست مجرد نقل للأخبار أو المعلومات، بل هي عملية تكوين صورة ذهنية للجمهور من خلال ما يتم يركز عليه الجمهور في البحث.
والسردية نفسها تتجاهل أو تخفي أحيانا ما يتعارض معها إذا لم تستطع تبريره، أو حتى تتجاوز حقائق لا يرضى بها مقصها.
وهذه السيطرة على تفسير الأحداث تؤثر بالنتيجة على العقل الجمعي للجمهور، وتشكل منه رأيا عاما يمكن توجيهه نحو الرؤية الخاصة بالسردية.
تعتمد المواقع الإلكترونية للسيطرة على السردية بشكل رئيسي على التحكم في الكلمات المفتاحية المهمة في غوغل، سواء تحولت هذه الكلمات في لحظة معينة إلى ترند، أو تلك التي تم العمل عليها مسبقا لتقوية الموقع وتهيئته لأي عملية بحث متوقعة.
هذا التوقع لا يأتي من فراغ أو ظنون، إنما ينطلق من خلال إستراتيجيات وأدوات متقدمة لاستهداف الكلمات المفتاحية الأكثر بحثا من قبل الجمهور عبر تحسين المواقع لمحركات البحث، وهو ما يطلق عليه "تحسين محرك البحث" (Search Engine Optimization).
وهنا يأتي احتكار السردية من خلال تقديم المحتوى بجودة عالية، لا يشمل الأخبار فقط وإنما تتبط بمواد أخرى، إذ إن الأخبار غالبا لا تصنع السردية ولا تؤثر عليها، بل تموت بعد ساعتين إلى 24 ساعة كحد أقصى ويختفي أثرها، ولا يعود لها الجمهور إلا نادرا.
لكن ما يحكم احتكار السردية هو التحليلات والمقالات والتفسيرات والرؤى التي تتضمن كلمات مفتاحية تتناسب مع حجم عمليات بحث الجمهور عنها، وتخضع لشق تقني مهم جدا لا يمكن تجاوزه، تستطيع من خلاله المواقع الاتساق مع معايير محركات البحث، وأشهرها غوغل، وبالنتيجة الظهور في الصفحة الأولى منه، والمنافسة في السيطرة على السردية التي تشكل كيفية فهم الجمهور للحدث.
إثبات الوجود الرقميوهنا تأتي أهمية إثبات الوجود الرقمي في محركات البحث، وأهمها غوغل، واستثمار المواقع الإلكترونية المختلفة، بما فيها مواقع القنوات الفضائية، بالشكل الذي يجعلها تُصدر روايتها وتزاحم من خلالها روايات المنافسين.
وهذا الإثبات الرقمي هو بالضرورة نتاج خطط إستراتيجية واضحة في تهيئة المواقع لمعايير غوغل وفق آليات تحسين محرك البحث "إس إي أو" (SEO)، وهو ما سنتحدث عنه بالتفاصيل في مقال لاحق.
سلطة الدومين واستثمار الترند الإخباريتظهر قوة المواقع التابعة للقنوات الفضائية في تصدر محركات البحث واستثمار الترند الإخباري خلال الساعات الحرجة في تغطية الأحداث العاجلة، مثل إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، مما يعكس قدرة هذه المواقع الإخبارية على التصدر في نتائج محركات البحث بشكل لافت.
الإحصائيات التي تم رصدها بعد 10 ساعات فقط من الإعلان، والتي سيتم استعراضها بعد قليل، تكشف عن سيطرة قوية لبعض هذه المواقع على النتائج، وهذه الفترة الزمنية القصيرة تُعد الأكثر تحديا للتصدر في غوغل، إذ لا يمكن للمواقع تحقيق هذا الإنجاز إلا إذا كانت مستعدة فعليا لذلك.
التنافس على الظهور في أولى نتائج البحث خلال الساعات الأولى من الحدث يتطلب جاهزية تقنية عالية وقوة هيكلية في الموقع الإلكتروني، وهنا تأتي قوة سلطة الدومين (Domain Authority) بوصفه عاملا حاسما في هذا السياق، حيث تمكّن المواقع ذات الدومين الأثيروتي العالي من تحقيق ما يلي:
تصدر سريع: النجاح في تصدر نتائج البحث خلال 10 ساعات فقط بعد إعلان الحدث. تحطيم المنافسين: استغلال قوة الدومين الأثيروتي لحصد مئات الآلاف من الزيارات العضوية بسرعة، على حساب باقي المواقع. استثمار الترند الإخباري: الجاهزية لاستغلال الأحداث العاجلة من خلال إستراتيجيات "إس إي أو" معدة مسبقا.هذا التفوق لا يأتي من مجرد نقل الأخبار بسرعة، بل هو نتيجة استثمار طويل الأمد في بناء قوة الدومين عبر تحسين محركات البحث، والروابط الخلفية، وتقديم محتوى جذاب ومتجدد.
المواقع العشرة التي سنستعرضها كانت جاهزة للاستجابة بسرعة فائقة، مما جعلها تحصد مئات الآلاف من الزيارات العضوية في مدة وجيزة، مع إبقاء المنافسين بعيدين عن الواجهة.
وسلطة الدومين هي مقياس يُستخدم لتقييم قوة وترتيب موقع معين في محركات البحث، طورته شركة "إم أو زد" (Moz)، ويُحسب على مقياس من 0 إلى 100، يأخذ هذا المقياس في الاعتبار عدة عوامل، أهمها: عدد وجودة الروابط الخلفية التي تشير إلى الموقع، وجودة المحتوى، وتجربة المستخدم، وتحسين الموقع لمحركات البحث.
وكلما كانت سلطة الدومين أعلى، زاد احتمال تصدر الموقع في نتائج البحث، خاصة عند تغطية أحداث عاجلة أو ترندات إخبارية.
السنوار والمواقع العشرة الأكثر منافسةنقدم هنا تصورا مختصرا لأهم 10 مواقع لقنوات إخبارية استطاعت أن تتصدر محرك البحث غوغل خلال مدة ظهور الترند المهم (السنوار)، مما أهلها لتصدر سرديتها على حساب عشرات الآلاف من المواقع الأخرى.
المواقع العشرة المتصدرة هي التي ظهرت في أول 3 صفحات من غوغل، وكانت جميعها مواقع لقنوات إخبارية حصرا، فلم يتصدر أي موقع لأي مؤسسات من نوع مختلف عن مواقع القنوات الإخبارية، وهذا يبعد المئات من المواقع الموسوعية أو غيرها التي الأصل فيها أن تقدم المعلومات وفق قوالب محتوى مختلفة، لكن معظمها لا يراعي جميع معايير خوارزميات غوغل في عملها، وبالنتيجة الوصول إليها يكون منخفضا جدا، وابتعدت عن مجال المنافسة في السردية والحصول على الزيارات العالية.
المواقع العشرة الأكثر تصدراعند البحث في محرك غوغل باستخدام الكلمة المفتاحية "السنوار" تظهر لنا مجموعة من البيانات المهمة التي تسلط الضوء على ترتيب المواقع الإخبارية في عرض الأخبار المتعلقة بالحدث:
الموقع الأول في الترتيب: الجزيرة نت، الذي احتل المركزين 1 و4 من بين 8 أخبار ظهرت في الصفحة الأولى. الموقع الثاني: قناة الحرة، حيث حصلت على المركزين 2 و7 في الصفحة الأولى. الموقع الثالث: "بي بي سي عربي" (BBC)، الذي جاء في المركزين 3 و6. الموقع الرابع: سكاي نيوز بمركز واحد، وهو الخامس في الصفحة الأولى. الموقع الخامس: قناة العربية، حيث ظهرت أخبارها في الصفحة الثانية في المركزين 2 و3.وتجدر الإشارة إلى أن الصفحة الثانية من نتائج البحث سيطرت عليها الفيديوهات، إلى جانب نتيجتين لموقع سكاي نيوز، أما في الصفحة الثالثة، فقد ظهرت عدة مواقع بالترتيب أدناه، وحصل كل منها على نتيجة واحدة فقط:
الموقع السادس: فرانس 24. الموقع السابع: الشرق الأوسط. الموقع الثامن: سي إن إن عربي (CNN). الموقع التاسع: دي دبليو (DW) الألماني. الموقع العاشر: هسبريس المغربي. الموقع الحادي عشر: روسيا اليوم العربية.بالنسبة للبحث باستخدام الكلمة المفتاحية "يحيى السنوار"، لم تختلف النتائج كثيرا، الفارق الوحيد هو ظهور موقع "روسيا اليوم" في الصفحة الثانية من نتائج غوغل.
حدث "السنوار" يمثل نموذجا للترند الإخباري، ومثله يحدث يوميا العشرات بمختلف القضايا، بعضها يكون دوليا يبحث عنه مئات الآلاف، وبعضها يكون أقل من ذلك ويبحث عنه عشرات الآلاف. وفي الجانب الآخر، هناك الآلاف من الكلمات المفتاحية المتنوعة في المجال الإخباري والصحفي والتي يبحث عنها الجمهور بشكل يومي، وتخسر جمهورها مواقع القنوات الفضائية أو المواقع الإخبارية والموسوعية، سواء على مستوى الزيارات أو على مستوى المنافسة في السردية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الصفحة الأولى عشرات الآلاف محرکات البحث یحیى السنوار على السردیة نتائج البحث محرک البحث الآلاف من البحث فی یبحث عنه فی محرک بحث عنه من خلال فی غوغل بحث فی بحث عن
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مجموعة تطبيقات أندرويد تستخدم في التجسس لصالح كوريا الشمالية.. ما القصة؟
رغم القيود التي تضعها "غوغل" على متجر "بلاي" الخاص بتحميل تطبيقات "أندرويد"، إلا أن القراصنة دائمًا ما يجدون طرقًا لإضافة تطبيقات خبيثة تحتوي على برمجيات مراقبة وتجسس، وهذه المرة، استطاعت شركة الأمن السيبراني"لوك أوت" (Lookout) اكتشاف مجموعة تطبيقات خبيثة تعتمد على برمجية تجسس جديد تدعى "كوسبي" (KoSpy).
نشرت "لوك أوت" تقريرًا مفصلًا حول هذه البرمجية وآليات استخدامها واكتشافها عبر مدونتها الرسمية، وبينما قامت "غوغل" بإزالة التطبيقات فور ظهور التقرير، إلا أن أحد التطبيقات قد تم تحميله عدة مرات قبل إزالته، كما أشارت الشركة لكون التطبيقات تابعة لمجموعة من القراصنة المرتبطة بحكومة كوريا الشمالية بشكل وثيق.
اكتشاف التطبيقات الخبيثةبحسب التقرير الذي نشرته الشركة، فإن التطبيقات تنكرت في شكل تطبيقات من أجل إدارة النظام وتحسينه عمله، أي أنها كانت تأتي على شكل تطبيقات لتنظيم الملفات وتحديث التطبيقات الأخرى فضلًا عن إزالة البرمجيات الخبيثة وجعل الجهاز أسرع وأكثر سلاسة في الاستخدام.
وبشكل أكثر دقة، تنكرت البرمجية الخبيثة خلف 5 أنواع من التطبيقات، بدءًا من تطبيق إدارة الهاتف وتطبيق إدارة الملفات وتطبيق الإدارة الذكية وتطبيق يدعى "كاكاو سيكيوريتي" (Kakao Security) وأخيرًا تطبيق لتحديث أنظمة الهاتف والتطبيقات الأخرى.
إعلانوفور أن يتم تحميل التطبيق، يطلب من المستخدم مجموعة كبيرة من الصلاحيات التي تثير الشكوك، بدءًا من صلاحية الوصول وقراءة الرسائل النصية وسجل المكالمات والملفات المخزنة في الهاتف فضلًا عن الاستماع إلى الأصوات المحيطة وأخذ لقطات للشاشة وتسجيل موقع الهاتف بشكل مستمر وتخزينه في خوادم التطبيق، وهي الخوادم ذاتها التي تتحكم فيها حكومة كوريا الشمالية.
ولاحظت الشركة أيضًا تواجد التطبيقات في 3 متاجر "أندرويد" مستقلة على غرار "غوغل بلاي"، وهي متاجر تطبيقات تملك ضوابط وقيود أقل صرامة من تلك التي تضعها "غوغل"، لذا يستهدفها القراصنة عادةً.
اعتمدت برمجية "كوسبي" على بنية تحتية تدعم التحكم في الأوامر عبر خطوتين، الأولى كانت دومًا تستهدف خوادم "فاير بيز" (Firebase)، وهي خدمة استضافة التطبيقات وإدارتها مقدمة من "غوغل" نفسها، ثم تقوم بالتواصل مع الخوادم الخارجية التي تتحكم فيها حكومة كوريا الشمالية.
كما أن التطبيقات التي ضمت هذه البرمجية الخبيثة كانت تملك صفحة خارجية لسياسة الاستخدام وحماية الخصوصية، وهذه الصفحة كانت مستضافة في خوادم ارتبطت بالهجمات السيبرانية التابعة لحكومة كوريا الشمالية منذ عام 2019، وتجدر الإشارة إلى سياسة الخصوصية في هذه التطبيقات كانت تذكر صراحةً أنها تجمع البيانات وتستخدمها في التسويق وقد تشاركها مع أي شريك تراه مناسبًا، وأضافت بأن آليات تخزين البيانات الرقمية ومشاركتها ليست آمنة دومًا وقد تتعرض للسرقة في أي وقت.
ربطت شركة "لوك أوت" بين الهجوم ومجموعتين من القراصنة وهم، "إيه بي تي 37" (APT37) المعروفة باسم "سكاركروفت" (ScarCruft) و"إيه بي تي 43″ (APT43) المعروفة باسم "كيمسوكي" (Kimsuki).
كلا المجموعتين ارتبطت أسمائهم بهجمات سيبرانية شرسة في السابق فضلًا عن انتمائهم الواضع لحكومة كوريا الشمالية وتعاونهم معها في الكثير من الأحداث السابقة، وبينما كان الهجوم هذه المرة موجهًا لهواتف "أندرويد"، إلا أن "سكاركروفت" كان لها هجوم سابق في 2019 ضد حواسيب "ويندوز" يهدف لجمع بيانات الأجهزة المتصلة بها، وأما "كيمسوكي" فقد ارتبط اسمها مع هجوم سابق استخدمت فيه إضافة "كروم" لجمع كلمات المرور وبيانات حسابات المستخدمين من المتصفح.
إعلاناستطاعت الشركة الربط بين البرمجية الخبيثة والفرق التي تقف وراءها عبر فحص الخوادم الموجودة داخل التطبيق وتتبعها حتى الوصول إلى العناوين الرقمية لهذه الخوادم، وعند مقارنة هذه العناوين مع قاعدة البيانات التي تملكها الشركة والمرتبطة بالهجمات السيبرانية، تيقنت من المجموعات المسؤولة عن البرمجية وارتباطاتها.
الهجمات السيبرانية سلاح كوريا الشمالية الأشرسانتشرت في السنوات الماضية الهجمات السيبرانية المدعومة من قبل حكومة كوريا الشمالية، وهي تستهدف العديد من القطاعات والأفراد، فبينما كانت برمجية "كوسبي" الخبيثة تستهدف المتحدثين باللغة الإنجليزية والكورية، فإن الحكومة استخدمت مجموعات القراصنة في العديد من الهجمات المختلفة والمتنوعة.
مؤخرًا، شاركت مجموعة "لازاروس" (lazarus) الشهيرة في هجمة سيبرانية ضد منصة "باي بت" (ByBit) البارزة في قطاع العملات الرقمية، ونجحت عبر هذا الهجوم من سرقة ما يقرب من 1.5 مليار دولار من الأصول الرقمية للمنصة.
كما ارتبط اسم قراصنة كوريا الشمالية مع الهجمات السيبرانية ضد مجموعة من المستشفيات والقواعد العسكرية الأميركية فضلًا عن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، وقد أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" مذكرة اعتقال في حق الشخص المسؤول عن هذه الهجمات في العام الماضي.
كيف يمكن الحماية من تطبيقات "أندرويد" الخبيثة؟في الوقت الحالي، تنتشر هذه التطبيقات بكثرة في متاجر التطبيقات المختلفة، سواءً كانت في متجر تطبيقات "غوغل" وحتى في متجر "آبل" في بعض الأحيان، لذا لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على آليات هذه المتاجر لحذف التطبيقات الخبيثة.
ولكن يمكن للمستخدمين حماية أنفسهم ومواجهة هذه التطبيقات عبر اتباع مجموعة من النصائح، فمن المهم ألا يتم تثبيت أي تطبيق مجهول المصدر أو غير معروف، ويفضل دومًا الالتزام بالتطبيقات الشهيرة التي تملك ملايين عمليات التحميل، رغم أن هذا ليس معيارًا يضمن أمن التطبيقات في الكثير من الأوقات.
أيضًا يجب مراجعة صلاحيات جميع التطبيقات والتأكد من أن التطبيق لا يحصل على صلاحيات لا يستحقها أو يحتاجها في عمله، ثم حذف أي تطبيق يشتبه في الصلاحيات الخاصة به وأنه يحاول الوصول إلى بيانات المستخدمين بشكل غير آمن.