طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية بأن توقف تنفيذ حكم الإعدام بحق الشاب محمد رضا عزيزي (21 عاماً)، المقرر اليوم الاثنين في شيراز (مقاطعة فارس)، بحسب بيان نشرته على موقعها. 

وقالت المنظمة الحقوقية، الجمعة، إن عزيزي أدين بجريمة قتل وهو طفل حين كان عمره 17 عاماً، مؤكدة أن حكم الإعدام وقرار تنفيذه يتعارضان مع القانون الدولي، الذي يحظر حظراً قاطعاً فرض عقوبة الإعدام على الأفراد بعمر أقل من 18 عاماً وقت ارتكابهم للجريمة.

من جهتها، أوضحت سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن "قسوة السلطات الإيرانية تظهر جليّة في تنفيذ حكم الإعدام المقرر بحق محمد رضا عزيزي. ويشكل تجاهلها المتكرر، والفاضح، للحق في الحياة اعتداءً شنيعاً على حقوق الطفل".

وأضافت أن فرض عقوبة الإعدام على شخص كان طفلًا وقت ارتكاب الجريمة "محظور" بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي العرفي، ويعدّ "انتهاكًا لالتزامات إيران الدولية".

صورة أرشيفية خلال تظاهرة في ألمانيا ضد أحكام الإعدام في إيران

وبيّنت حشاش ظروف محاكمة عزيزي بالقول "انتُهكت حقوقه في المحاكمة العادلة، حيث خضع للاستجواب دون حضور محامٍ، واعتمدت المحكمة على (اعترافات) انتُزعت منه بالإكراه لإدانته وإصدار حكم الإعدام ضده. ومن شأن تنفيذ حكم الإعدام أن يرقى إلى الحرمان التعسفي من حقه في الحياة".

لذللك "يتعيّن على السلطات الإيرانية أن توقف فوراً تنفيذ حكم الإعدام بحق عزيزي، وأن تلغي إدانته والحكم الصادر بحقه، وتمنحه محاكمة عادلة تتوافق بالكامل مع مبادئ عدالة الأحداث والمعايير الدولية، دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام" تابعت حشاش.

كما طالبت المجتمع الدولي، بما فيه هيئات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، أن يتدخل "بشكلٍ عاجل" لإنقاذ حياة هذا الشاب.

وحاليًا، يقبع عزيزي في سجن "عادل آباد" في شيراز. ووفقًا لمعلومات حصلت عليها المنظمة، حددت السلطات الإيرانية موعدا لإعدامه مرة واحدة على الأقل في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.

وبحسب "العفو" فإن إيران دولة طرف في اتفاقية حقوق الطفل والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ما يُلزمها قانونا بمعاملة أي شخص دون سن 18 كطفل، وضمان عدم تعريضه لعقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم.

#إيران: على السلطات الإيرانية وقف تنفيذ حكم الإعدام الوشيك بحق محمد رضا عزيزي، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي كان طفلًا عمره 17 عامًا عند ارتكاب الجريمة https://t.co/A0oCCP0CUd

— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) October 21, 2024

وتطلق منظمة العفو حملة منذ فترة بعنوان "أوقفوا موجة الإعدام في إيران"، قائلة عبر بيانها الداعي إلى توقيع عريضة لصالح الأمر، إن الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2024 شهدت تضاعف عدد عمليات إعدام الأشخاص المدانين بجرائم تتعلق بالمخدرات ثلاث مرات مقارنة بالعدد المسجل في الفترة نفسها من 2023، وتمس هذه العمليات في الغالب المجتمعات الأكثر فقرا كما أعدمت السلطات أفرادا بسبب منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبسبب ممارسة العلاقات الجنسية بالتراضي بين بالغين.

وفي تقرير آخر نشرته أبريل الماضي، قالت المنظمة إن عام 2023 شهد تسجيل 853 عملية إعدام وهو العدد الأعلى منذ سنة 2015 بزيادة نسبتها 48% عن 2022 وزيادة بنسبة 172% عن 2021.

كما شهد 2023 تصعيداً "صادما" على حد تعبير "العفو" في استخدام عقوبة الإعدام ضد الأحداث الجانحين، حيث تم إعدام صبي يبلغ من العمر 17 عاما وأربعة شبان أدينوا بجرائم وقعت عندما كانوا دون سن 18عاماً.

"موجة فظيعة".. تطور عمليات الإعدام في إيران بعد انتخاب بزشكيان سلط تقرير جديد لمنظمة هيومن رايتس ووتش، مزيدا من الضوء على حملة الاعدامات التي تنفذها السلطات الإيرانية، بمعدلات توصف بأنها ضمن الأعلى في العالم، بما في ذلك ضد معارضين ونُشطاء سياسيين.

وفي بيانها عن حالة الشاب عزيزي، قالت المنظمة الدولية إنه اعتقل في سبتمبر 2020، وأدين بتهمة القتل وصدر بحقه حكم بالإعدام من الفرع (1) للمحكمة الجنائية الأولى في مقاطعة فارس بتاريخ 15 أغسطس 2021.

ووفقا للوثائق القانونية التي استعرضتها، تم استجواب عزيزي دون حضور محامٍ بعد اعتقاله، واعتمدت المحكمة الجنائية بعد ذلك على تلك "الاعترافات" لإصدار حكمها الذي يقضي بإعدامه. وفي نوفمبر 2021، أيدت المحكمة العليا الإيرانية قرار الإدانة وحكم الإعدام، فيما رفضت المحكمة العليا طلبا للمراجعة القضائية في يوليو 2023.

وخلصت منظمة الطب الشرعي  الإيرانية، وهي معهد طب شرعي يخضع لإشراف القضاء، إلى أن عزيزي "بلغ النضج العقلي والجسدي" وقت الجريمة، دون أن توضّح كيفية الوصول إلى هذا الاستنتاج، باستثناء الإشارة إلى أنه كان قادراً على ذكر اسمه وكنيته.

وطالبت منظمة العفو الدولية مراراً السلطات الإيرانية، بما في ذلك القضاة والأطباء في منظمة الطب الشرعي، بوقف عمليات "تقييم النضج" التي "تنتهك بشكلٍ سافر حقوق الأطفال وتعرضهم لخطر عقوبة الإعدام" بحسب وصفها.

وقالت إن البديل هو  "التعامل مع جميع الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما على أنهم أقل نضجا ومسؤولية مقارنةً بالراشدين، وذلك وفقا للمبادئ الدولية لعدالة الأحداث".

محكمة إيرانية تقضي بإعدام ناشطة عمالية بتهمة الانتماء لمنظمة محظورة قضت محكمة إيرانية الخميس بإعدام ناشطة عمالية بتهمة ارتباطها بمنظمة كردية محظورة، وفق ما أفادت جماعات حقوقية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات الإیرانیة تنفیذ حکم الإعدام عقوبة الإعدام منظمة العفو فی إیران

إقرأ أيضاً:

حملة في العراق لوقف الإعدامات الجماعية والرئاسة تحذر وتوضح

"#أوقفوا_الإعدام_التعسفي_بالعراق" حملة على منصات التواصل العراقية تطالب الرئاسة والحكومة في بغداد بوقف الإعدامات الجماعية التي وقّع عليها رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد لنزلاء اعترفوا تحت التعذيب.

وكان أول من علق على هذه الإعدامات "مرصد أفاد" وهو مرصد إعلامي حقوقي يسلط الضوء على الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في العراق، فقال المرصد في بيان نشره عبر حساباته على منصات التواصل: أقدمت السلطات العراقية على تنفيذ واحدة من أوسع عمليات الإعدام في البلاد منذ عام 2003.

وتكمل المنظمة حيث جرى تسليم ما لا يقل عن 50 معتقلا لذويهم خلال سبتمبر/أيلول الماضي، تم إعدامهم شنقا في سجن الناصرية المركزي جنوبي البلاد.

وأضاف المرصد أنه تبيّن أن هناك حركة إعدامات جماعية متسارعة بعضها لكبار سن، وأخرى تمت بطريقة بشعة.

بيان مرصد أفاد حول الإعدامات الجماعية التي وقّع عليها رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد لنزلاء اعترفوا تحت التعذيب، وتبيّن أن هناك حركة إعدامات جماعية متسارعة بعضها لكبار سن، وأخرى تمت بطريقة بشعة. pic.twitter.com/tPHb3ooKsh

— مرصد أفاد (@Afada_iraq) October 12, 2024

فقد ضجت منصات التواصل بعمليات الإعدام التي وصفها مدونون بالمسيسة، ونقل بعضهم تصريحات عضو البرلمان العراقي علاء الركابي والتي قال فيها "تواصلت مع قضاة وأعضاء بجهاز الادعاء العام وقالوا لي نحن على قناعة تامة أن هناك محكومين بالإعدام هم أبرياء، وقالوا إن عملية نطق الحكم عليهم كانت بأدلة غير صحيحة أو بالمخبر السري أو التعذيب، ونحن على قناعة أن هناك ناس مظلومة أكلت سجن مؤبد أو إعدام وهم أبرياء".

مع انشغال العالم بالحرب على لبنان ، تجري في العراق
حملة اعدامات بالجملة يوميا لابناء المكون السني بتهم الإرهاب بعظهم مضى على سجنه اكثر من ١٥ سنة رغم قناعة القضاة بأن الكثير منهم أبرياء بشهادة عضو البرلمان علاء الركابي … هذه الاعدامات يتحمل مسؤوليتها الرئيس التابع للاتحاد الوطني… pic.twitter.com/mJjXSyImKY

— سالم الجميلي (@salim_Aljomaili) October 16, 2024

ونشر أحد المدونين مقاطع صوتية لمناشدات الأهالي الذين حكم على أبنائهم بالإعدام، بعد اتصال أبنائهم لتوديعهم حيث سيتم إعدامهم بعد توقيع عبد اللطيف رشيد على أعداد كبيرة من أوامر الإعدام، بحسب المدون الذي نشر التسجيلات الصوتية.

وتعليقا على الإعدامات الجماعية قال بعض المدونين إن القضية معروفة منذ الأزل وهي قضية مقصودة وممنهجة ضد طائفة معينة منذ فترة في العراق.

هذه مناشدات أخوات وأمهات عراقيات صباح اليوم الأربعاء، بعد اتصال ابناءهم لتوديعهم حيث سيتم إعدامهم بعد توقيع عبد اللطيف رشيد على أعداد كبيرة من أوامر الإعدام

وفقا للأرقام المتوفرة تم إعدام نحو 70 معتقلا منذ مطلع سبتمبر، مستغلين انشغال العالم بغزة ولبنان

ارفع صوتك لإيقاف مجزرة… pic.twitter.com/Fbyrn1b7kt

— عثمان المختار (@othmanmhmmadr) October 16, 2024

وبعد الحملة التي حدثت على منصات التواصل ضد الإعدامات الجماعية، خرجت رئاسة الجمهورية العراقية ببيان عبر صفحتها على الفيسبوك قالت فيه: تداولت بعض الصفحات المشبوهة ،العائدة لبعض المطلوبين للقضاء وضباط المخابرات في زمن النظام السابق ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، خبرا مفاده صدور مراسيم جمهورية بالجملة للمصادقة على أحكام الإعدام الصادرة على المحكومين بالجرائم الإرهابية.

وتابع البيان وهنا نود أن نبين أن مثل هذه الأخبار الكاذبة التي يروج لها أعداء العراق إنما تسعى لإثارة الفوضى وخلط الأوراق وتحريك الشارع في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.

وأضاف أن "رئاسة الجمهورية لن تتوانى عن القيام بواجباتها في المصادقة على أحكام الإعدام على الإرهابيين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين الأبرياء بعد أن يستوفي الحكم الإجراءات القانونية كافة من تمييز وإعادة محاكمة وعرض على لجنة العفو الخاص".

ولكن بيان الرئاسة العراقية أثار موجة غضب في الأوساط العراقية المناهضة لحملة الإعدامات الجماعية، فخرجت هيئة علماء المسلمين في العراق لترد على بيان الرئاسة العراقية قائلة "نرفض الاتهامات التي تطلقها الجهات الحكومية ضد من يعارض حملات الإعدامات في محاولة منها لإرهاب الأصوات المعارضة وإسكاتها".

وأضاف بيان هيئة العلماء المسلمين أن بيان رئاسة الجمهورية دلَّ دلالة واضحة على انسياق رئيس الجمهورية لرغبات القوى السياسية المتسلطة بالتعاون مع المليشيات الإجرامية التي تمارس جرائمها بدوافع طائفية مقيتة.

واعتبرت هيئة علماء المسلمين أن بيان رئاسة الجمهورية العراقية اتسم بتدني مستويات الشعور بالمسؤولية وانعدام حسن التعاطي مع مطالبات الناس ومشاعرهم ولا يليق بمستوى الخطاب الرسمي.

الهيئة نت| هيئة علماء المسلمين: النظام السياسي في #العراق يسارع في حملات الإعدام الجماعية للمعتقلين اعتمادًا على مزاعم واهية ومحاكمات صورية وإجراءات تعسفية.#اوقفوا_الاعدام_التعسفي_بالعراق| #اوقفوا_اعدام_سنة_العراق| #Stop_Executing_Sunnis_in_Iraq #StopExecutingSunnis_in_Iraq… pic.twitter.com/OdTYLy251K

— هيئة علماء المسلمين في العراق (@amsiiraq) October 20, 2024

ووصف مدونون بيان الرئاسة العراقية بالأمر المؤسف، وقالوا أمر مؤسف أن تصدر رئاسة الجمهورية بيانا متهافتا في مضمونه متدنيا في قيمته مليئا بالاتهامات الجزافية على الشركاء السياسيين وعوائل المعتقلين ويصفهم بالإرهاب، لأنهم انتقدوا حفلات الإعدام الجماعية وطالبوا بتوفير فرص تقاض عادلة لمن اتهم بناء على المخبر السري ووسائل التعذيب.

الاعدامات طالت اكثر من ١٥٠ رجل وسط صمت من اغلب المعارضة العراقية والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان. على الجميع ان يقف ويساندنا لنوقف هذة الاعدمات الظالمة التي طالت ناس هم ضحايا المخبر السري الظالم والدعاوي الباطلة

— صقر دجله (@sakrsakr1937) October 19, 2024

وطالب آخرون من السلطات العراقية بتوفير العدالة والتحقيق المهني للمحكومين، ومن دون تعذيب وابتزاز، فمن الظلم أن يصادق رئيس الجمهورية على قوائم الإعدام قبل توفير مقاضاة عادلة للمحكومين وكأنهم يستعجلون قتلهم قبل إقرار قانون العفو العام.

الحكومة توظف مظاهرات #الناصرية كغطاء لإخفاء الإعدامات التي نفذها النظام، وفي نفس الوقت ستعيد التوازن بين القوى السياسية .#العراق#اوقفوا_اعدام_سنة_العراق #اوقفوا_اعدام_الابرياء_العراقيين #الناصرية_الان

— مصطفى سالم Mustafa Salim (@mustafasalem) October 18, 2024

في المقابل، هناك من أيد قرارات الإعدام، وقالوا إنه من أمن العقاب أساء الأدب، ووضعت القوانين الردعية والعقابية كوسيلة للحفاظ على أمن البلد، وتطبيق العدالة وتحصين الشارع من الإرهاب والجريمة هو واجبات الدولة.

مقالات مشابهة

  • اتهامات متبادلة في العراق بشأن آلية التعامل مع قضايا الإعدام
  • عبد الرحيم علي: إيران اتخذت قرار طوفان الأقصى.. ودربت على التنفيذ
  • ماساة إعدام المتهم الطفل في إيران.. ونداء اللحظة الأخيرة لوقف التنفيذ
  • العفو الدولية: العمال الأجانب في كارفور بالسعودية يكابدون الاستغلال
  • بعد تقرير عن استغلال وخداع عمّال.. كارفور تراجع ممارسات العمل في السعودية
  • السعودية.. إعدام شخصين بعد إدانتهما بالانضمام إلى كيان إرهابي
  • إعدام 25030 عبوة أدوية ومستحضرات تجميل مجهولة المصدر بحلايب وشلاتين
  • العفو الدولية تدعو إلى “الإفراج الفوري” عن الأتراك المختطفين في كينيا
  • حملة في العراق لوقف الإعدامات الجماعية والرئاسة تحذر وتوضح