أثار إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن اكتمال نشر منظومة ثاد الأميركية المضادة للصواريخ في إسرائيل كثيرا من الشكوك بشأن قدرات القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الإسرائيلية، في الوقت الذي يترقب فيه العالم توجيه إسرائيل ضربة لإيران ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي جرى مطلع الشهر الجاري.

وبحسب ما رصده مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي من آراء إعلامية وسياسية أميركية، فإن نشر منظومة ثاد يعني بصراحة الاعتراف بفشل القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض كل الأجسام الطائرة التي يطلقها خصوم إسرائيل عليها.

وكانت القبة الحديدية قد فشلت مرات كثيرة طوال العام الماضي في اعتراض صواريخ أطلقت عليها من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان وكذلك الحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق، وتمكنت الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى عمق إسرائيل وضرب مواقع عسكرية مهمة وحساسة، كما وصلت صواريخ ومسيرات حزب الله إلى منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشكل وصول هذه الصواريخ والمسيرات ضربة كبيرة للمزاعم الإسرائيلية بشأن المقدرات الهائلة للقبة الحديدية وقدرتها على منع وصول الصواريخ إلى أراضيها، كما تسبب بإثارة أزمات للحكومة الإسرائيلية في الجبهة الداخلية بعد فشلها بحماية مواطنيها.

خلاف أميركي

كما كشف العلمي عن خلاف دائر بين الإدارة الأميركية بشأن الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، وتحديدا بين الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير دفاعه أوستن، فبينما أكد بايدن اطلاعه على طريقة وتوقيت الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجوم الإيراني الأخير، صرح أوستن بأنه ليس لديه علم بذلك، مما أثار تساؤلات عن مستوى التنسيق داخل الإدارة الأميركية.

ويأتي إعلان بايدن عن معرفته بتوقيت وتفاصيل الرد الإسرائيلي على إيران، في وقت قالت فيه وزارة الخارجية الإيرانية إنها تعتبر أي طرف مطلع على تفاصيل الضربة الإسرائيلية المرتقبة شريكا في العدوان عليها.

وأشار مراسل الجزيرة في طهران عمر هواش إلى تحذير وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة الطاقة الذرية بأن عليها تحمل مسؤولياتها بشأن أي تهديد لهذه المنشآت، مؤكدة أنها سوف ترد بالمثل على أي ضربة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد هواش أن الخارجية الإيرانية اعتبرت أي هدف تضربه إسرائيل في العمق الإيراني خطا أحمر، سواء كان منشآت نووية أو نفطية أو عسكرية أو حتى مباني حكومية أو مسؤولين رسميين.

وفي سياق تداعيات تطورات الأزمة على المشهد الداخلي الأميركي، تحدث مراسل الجزيرة العلمي عن غضب وحنق المعارضين الأميركيين خاصة بين أعضاء الحزب الديمقراطي، بعد قرار نشر المنظومة الأميركية وزيادة المساعدات العسكرية والمالية لإسرائيل، حيث يرى هؤلاء تناقضا بين دعوات الرئيس لضبط النفس وعدم توسيع رقعة الحرب، وبين هذه الخطوات التي تدفع الولايات المتحدة لتصبح طرفا مباشرا في الصراع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

في مواقعها الآن.. وزير الدفاع الأميركي يؤكد نشر منظومة ثاد بإسرائيل

قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إنه تم نشر منظومة ثاد المضادة للصواريخ في إسرائيل، وفقا لما ذكرت وكالة رويترز، الإثنين.

وأوضح أن الجيش الأميركي سارع إلى نشر نظامه المتقدم في إسرائيل، قائلا إنه "في مواقعه الآن".

ورفض أوستن أن يؤكد ما إذا كان ذلك النظام الدفاعي المضاد للصواريخ جاهزاً للعمل، لكنه أضاف: "لدينا القدرة على تشغيله بسرعة كبيرة، ونحن نسير على النهج الذي نطمح إليه".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد سمح لأوستن "بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز دفاعاتها الجوية"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، آنفا. 

ما هي منظومة "ثاد"؟

منظومة "ثاد" تعد سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو نظام من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، حسب تقرير سابق نشر على موقع "الحرة".

دينيس روس لـ"الحرة": نشر نظام ثاد يحمل رسائل لإيران وإسرائيل وصلت منظومة الدفاع الجوي "ثاد" الأميركية إلى إسرائيل، في خطوة تدفع للتساؤل فيما لو كانت هذه الخطوة تأتي في خضم دعم الدفاعات الجوية الإسرائيلية أم تحسبا لأي تطور عسكري مع إيران؟

وتقول الشركة المصنعة لـ"ثاد"، إنه "النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي".

وتشكل منظومة الدفاع الصاروخي جزءا أساسيا من أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات للجيش الأميركي، وتضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.

وتحتاج بطارية ثاد عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وفق رويترز، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.

نظام "ثاد" لديه "5 مكونات رئيسية، هي أجهزة اعتراضية، وقاذفات، ورادار، ووحدة التحكم في الحرائق، ومعدات الدعم"، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

وتتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بقاذفات، تحمل كل منها من 6 إلى 8 صواريخ، إضافة إلى مركزين للعمليات ومحطة رادار.

"ثاد".. الدفعة الأولى تصل إسرائيل أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، اليوم الثلاثاء، عن وصول الفريق الأميركي مع المكونات الأولية لتشغيل بطارية "ثاد" إلى إسرائيل.

وحسب الشركة المصنعة، فإن "الرادار يكتشف الصاروخ القادم أولا، على أن يحدد مشغلو النظام التهديد بدقة".

وبعد ذلك، تطلق قاذفة مثبتة على شاحنة مقذوفا تطلق عليه "لوكهيد مارتن" اسم "معترض"، لتدمير الصاروخ البالستي باستخدام الطاقة الحركية.

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن صواريخ "ثاد" الاعتراضية لا تحتوي على رؤوس حربية متفجرة، لكنها تتحرك بسرعة أكبر من ميل في الثانية، وتضرب الصواريخ الباليستية القادمة بقوة كافية لإحداث انفجار.

ولأن نظام "ثاد" الاعتراضي يعتمد على الطاقة الحركية (الاصطدام عالي السرعة)، وليس الرأس الحربي الخاص به، لتدمير الصاروخ القادم، فإن خطر الانفجار النووي ينخفض إلى الحد الأدنى.

ويتميز النظام برادار قوي لالتقاط التهديدات، حيث يمكنه الدفاع عن المراكز السكانية والبنى التحتية ذات القيمة العالية.

كذلك، يعد النظام قابلا للتشغيل المتبادل مع أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية الأخرى، وهو متنقل ويمكن نشره في أي مكان حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الإيرانية: أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تهديدات إسرائيل لمواقعنا النووية
  • أوستن يؤكد نشر منظومة ثاد بإسرائيل تحسبا لهجوم إيراني
  • واشنطن تنشر منظومة ثاد المضادة للصواريخ في إسرائيل
  • في مواقعها الآن.. وزير الدفاع الأميركي يؤكد نشر منظومة ثاد بإسرائيل
  • وزراء سابقون يحذرون من ضعف الدفاعات الجوية البريطانية ويطالبون بشراء "القبة الحديدية"
  • البحرية الأميركية تعلن مقتل طيارين إثر تحطم مقاتلة في واشنطن
  • أزمة السذاجة الأميركية.. كيف أغرق التزييف سباق الانتخابات؟
  • وزير الزراعة والثروة السمكية يؤكد أهمية الإدارة السليمة للحياة البحرية والحفاظ عليها 
  • سعد الزنط: المناوشات الإسرائيلية – الإيرانية مسرحية متقف عليها