دراسة: 200 مادة مرتبطة بسرطان الثدي في أغلفة الطعام البلاستيكية والورقية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تشير الدراسات إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بسرطان الثدي المبكر في جميع أنحاء العالم، بالتزامن مع "ارتفاع معدلات سرطان القولون بين الشباب"، بحسب الدكتور لين ليشتنفيلد، نائب كبير الأطباء السابق للجمعية الأميركية للسرطان. وهذا الارتفاع "لم يعد يكفي تفسيره بعوامل مثل البيئة أو الوراثة أو السمنة أو قلة النشاط البدني فقط"، وفقا للخبراء.
وتأتي أهمية هذه الدراسة الجديدة التي نُشرت أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، وركزت على الدور الذي يمكن أن تلعبه "ما يقرب من 200 مادة كيميائية مرتبطة بسرطان الثدي"، تُستخدم في صناعة المواد الملامسة للطعام، من أغلفة وأكياس وعبوات وأدوات مائدة ورقية وبلاستيكية، عندما تنتقل العشرات منها إلى جسم الإنسان.
أدلة قويةوجدت الدراسة أن "هناك أدلة قوية على أن 76 مادة مسرطنة معروفة أو محتملة للتسبب في الإصابة بسرطان الثدي، من مواد ملامسة الطعام التي تم شراؤها مؤخرا في جميع أنحاء العالم، يمكن العثور عليها في البشر".
وأشارت إلى أن التخلص من هذه المواد المسرطنة المعروفة أو المشتبه بها في مشترياتنا الغذائية، "يمثل فرصة كبيرة للوقاية من السرطان"، وفقا لما ذكرته جين مونكي، الباحثة المشاركة في الدراسة، والمسؤولة العلمية في منتدى تغليف الأغذية (مؤسسة غير ربحية تركز على التواصل العلمي والبحث، مقرها زيورخ- سويسرا)، لشبكة" سي إن إن".
مع أن الدراسة كشفت أن 40 من المواد الكيميائية التي تم اكتشافها مؤخرا في أغلفة الطعام، تم تصنيفها بالفعل من قِبَل الهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم على أنها "تشكل مخاطر صحية للإنسان"، لا يزال يُسمح باستخدامها في مواد تلامس الطعام، "ومن ثم انتقالها إلى الطعام الذي نتناوله"، كما تقول جيني كاي، وهي عالمة أبحاث -لم تشارك في الدراسة- من معهد "سايلنت سبرينغ" (منظمة بحثية علمية معنية بالعلاقة بين المواد الكيميائية وصحة المرأة وسرطان الثدي).
وأكد دكتور ليشتنفيلد أن هذه المواد الكيميائية "سوف تحتاج إلى وقت طويل لتحديد أي منها الأكثر تأثيرا، حيث قد تكون بعضها عالية الخطورة، وبعضها الآخر منخفض الخطورة".
ورغم ما ذكرته سارة غالو، نائبة رئيس رابطة العلامات التجارية الاستهلاكية، الممثلة لصناعة المنتجات الاستهلاكية، لسي إن إن، عن التزام أعضاء الرابطة بمعايير السلامة التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، "لحماية الطعام وإبقائه آمنا للاستهلاك". تعرضت إدارة الغذاء والدواء لانتقادات شديدة، "بسبب فشلها في التصرف بسرعة بشأن المخاوف الصحية المرتبطة بحوالي 14 ألف مادة كيميائية معروفة بإضافتها إلى الطعام"، مما دفعها لعقد اجتماع في اليوم التالي لنشر نتائج الدراسة، "لتقديم أفكار حول كيفية تحسين تحليلات الأغذية بعد التسويق".
في يناير/كانون الثاني 2024، وجد الباحثون 921 مادة كيميائية مسببة للسرطان، بما في ذلك 642 مادة قد تحفز إنتاج هرمون الإستروجين أو البروجسترون، "وهو عامل خطر آخر معروف للإصابة بسرطان الثدي". وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أظهر بحث أنه تم العثور على ما يزيد قليلا عن 3 آلاف و600 مادة كيميائية، تتسرب إلى الطعام أثناء تصنيع ومعالجة وتعبئة وتخزين إمدادات الغذاء العالمية، وتنتهي في دم الإنسان وشعره وحليب الثدي والبول والأنسجة.
ويرتبط بعضها بأضرار صحية خطيرة "من بينها بعض المواد المسرطنة المعروفة، التي تنتقل من عبوات الطعام إلى البشر".
وقال مارتن فاغنر أستاذ علم الأحياء في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا -الذي لم يشارك في البحث- إن هذه الدراسة هي الأولى التي تربط بشكل منهجي بين المواد الكيميائية التي نستخدمها لتعبئة ومعالجة الأطعمة وبين تأثيرها على البشر، وتتوصل إلى "هذا الرقم المذهل الذي يُظهر أن مواد ملامسة للغذاء، هي مصدر مهم للمواد الكيميائية لدى البشر".
بحسب جيني كاي، فقد أظهرت قاعدة بيانات "منتدى تغليف الأغذية"، والتي تتضمن المواد الكيميائية الملامسة للأغذية التي يتم رصدها لدى البشر.
"أن البلاستيك ليس الجاني الوحيد، وأن المواد المسرطنة توجد في عبوات الورق والكرتون أيضا"، حيث يوجد البنزين، وهو مادة مرتبطة بسرطان الثدي لدى الحيوانات والبشر، بالإضافة إلى الصبغات المستخدمة في تلوين البلاستيك والورق والكرتون، وتسبب سرطان الثدي وأنواعا أخرى من السرطان لدى الحيوانات، "وقد يكون لها بعض الخصائص السامة للغاية بالنسبة للبشر".
أيضا، في الوقت الذي جاء فيه معظم التعرض للمواد المسرطنة من البلاستيك المستخدم في تغليف المواد الغذائية، "تم العثور على 89 مادة مسرطنة مشتبها بها في حاويات الورق والكرتون، من بينها بعض المستحلبات والمواد اللاصقة، على سبيل المثال".
وخصوصا مواد الـ"بي إف إيه إس" التي يطلق عليها "المواد الكيميائية الدائمة" لأنها لا تتحلل في البيئة، وتُستخدم في تعبئة الأطعمة لمنع السوائل والشحوم من التسرب عبر أغلفة الطعام وأكواب المشروبات الورقية، وكذلك في الحبر المستخدم لطباعة الماركات والبيانات والتعليمات على حاويات الطعام.
وجميعها مواد "ترتبط بارتفاع نسبة الكوليسترول والسرطان والأمراض المزمنة المختلفة، بالإضافة إلى السمنة لدى الأطفال والربو ومشاكل القلب والأوعية الدموية والسرطان والوفاة المبكرة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما"، وفقا لتقرير "الأكاديميات الوطنية (الأميركية) للعلوم والهندسة والطب".
6 خطوات يجب اتخاذها للحد من المخاطروفقا لتوصيات معهد "سايلنت سبرينغ"، يُنصح باتخاذ الخطوات التالية للحد من مخاطر المواد الكيميائية السامة والمواد المسرطنة:
تجنب حرق أو تحميص الطعام، حيث تنتج عضلات اللحوم والأسماك والدواجن مواد كيميائية ضارة، عند شوائها في درجات حرارة عالية أو على لهب مباشر. استخدام مروحة تهوية عند الطهي، تجنبا لتراكم ملوثات كثنائي الفينيل متعدد الكلور في الدهون. إزالة الدهون والجلد من اللحوم قبل الطهي، والتخلص من أي دهون تتكون أثناء التحضير. تناول المأكولات البحرية الأصغر سنا، لاحتوائها على زئبق وسموم أقل من تلك الأكبر والأقدم. اختيار المنتجات العضوية واللحوم ومنتجات الألبان، لتعرضها لمبيدات حشرية ومعادن ثقيلة أقل. تخزين الأطعمة في الزجاج بدلا من البلاستيك، ولا تستخدم المقالي غير اللاصقة للطهي، واستبدل أي زجاجات بلاستيكية وآلات صنع القهوة بالزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المواد الکیمیائیة المواد المسرطنة مادة کیمیائیة بسرطان الثدی إلى الطعام
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف عن تأثير نمط نوم محدد على الصحة العقلية
إنجلترا – كشفت دراسة حديثة أن الأفراد الذين يفضلون السهر، أو ما يعرفون بـ”بومة الليل”، أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يستيقظون مبكرا.
وأشار باحثون بريطانيون إلى أن هؤلاء الأشخاص يميلون إلى القلق المفرط خلال ساعات الليل المتأخرة، كما أنهم يستهلكون كميات أكبر من الكحول، وهو عامل معروف لزيادة خطر الإصابة بالأمراض العقلية.
وأوضح الباحثون أن نتائج الدراسة تشير إلى أن تغيير نمط النوم قد يساعد على تقليل أعراض الاكتئاب، الذي يعاني منه نحو واحد من كل ستة بالغين.
وفي هذه الدراسة، قام خبراء من جامعة ساري بمسح شمل 546 طالبا جامعيا حول أنماط نومهم، وقسموا المشاركين إلى ثلاث فئات: “الصباحيون” (من يستيقظون مبكرا)، و”المسائيون” (بومة الليل)، والفئة المتوسطة.
ووجدت الدراسة أن “بومة الليل” سجلوا درجات أعلى بمعدل نقطتين في استبيان الاكتئاب الطبي مقارنة بالذين يستيقظون مبكرا. كما طلب من المشاركين الإجابة عن مدى وعيهم بأفكارهم ومشاعرهم، ومدى ميلهم إلى التفكير المفرط، واستهلاكهم للكحول.
وأظهر تحليل النتائج أن “بومة الليل” يميلون إلى شرب كميات أكبر من الكحول، ويعانون من جودة نوم أقل، ويبلغون عن ميل أكبر للتفكير المفرط. وكتب الباحثون في مجلة PLOS One أن هذه العوامل قد تساهم في زيادة خطر الاكتئاب بين هذه الفئة.
وأشاروا إلى أن الأشخاص الذين يسهرون ليلا لديهم وقت أطول للتفكير والقلق بشأن حياتهم مقارنة بمن ينامون مبكرا، ما قد يزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب.
كما وجد الباحثون أن أولئك الذين ينامون مبكرا كانوا أكثر وعيا بمشاعرهم وأفكارهم، ما قد يعمل كشكل من الحماية ضد المزاج السيئ.
وسجل “بومة الليل” متوسط نقاط جودة نوم بلغ 8 (حيث تشير الدرجات الأعلى إلى جودة نوم أسوأ)، مقارنة بمتوسط 5 لدى الذين ينامون مبكرا.
وخلص المؤلفون إلى أن “هذه النتائج مهمة بشكل خاص في ظل معاناة العديد من الشباب من مشكلات الصحة العقلية”، مضيفين أن “الكثير من الشباب يميلون إلى السهر، وهذه النتائج تشير إلى كيفية تنفيذ تدخلات لتقليل خطر إصابتهم بالاكتئاب”.
ولم تسجل الدراسة كميات استهلاك الكحول بشكل مباشر، بل تم تصنيف المشاركين إلى ست فئات بناء على عدد وحدات الكحول التي يستهلكونها أسبوعيا. وسجل “بومة الليل” متوسط نقاط أعلى في هذا التصنيف مقارنة بالذين يستيقظون مبكرا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة هي دراسة رصدية، ما يعني أن الباحثين وجدوا ارتباطا بين عوامل مثل سوء النوم، واستهلاك الكحول، وخطر الاكتئاب لدى “بومة الليل”، لكنهم لا يستطيعون إثبات أن هذه العوامل هي السبب المباشر، وليس عوامل أخرى في حياتهم.
وتعترف هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بوجود صلة بين الكحول والاكتئاب، محذرة من أن استهلاك الكحول يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الدماغ تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية. ومع ذلك، فإن الأمر ليس ببساطة أن الكحول يسبب الاكتئاب، حيث قد يزيد المرضى الذين يعانون بالفعل من الاكتئاب من استهلاكهم للكحول “للتغلب على حزنهم”، ما قد يفاقم حالتهم.
ومن بين قيود الدراسة أن 38 فقط من المشاركين كانوا من الذين يستيقظون مبكرا، ما قد يحد من تفسير النتائج. كما أن الدراسات السابقة قدمت نتائج متضاربة حول ما إذا كان كونك “بومة ليل” مفيدا أم ضارا بالصحة.
ففي دراسة العام الماضي، أظهرت أن الذين يسهرون قد يتمتعون بوظائف دماغية أكثر حدة، ويؤدون بشكل أفضل في اختبارات الإدراك. ومع ذلك، أشارت أبحاث أخرى إلى أن “بومة الليل” أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بسبب اضطرابات ساعة الجسم.
المصدر: ديلي ميل