لجريدة عمان:
2024-10-21@20:26:03 GMT

سكان شمال قطاع غزة: نعيش في جحيم

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

سكان شمال قطاع غزة: نعيش في جحيم

شابة في مقتبل العمر تصرخ وتشتغيث من أجل إنقاذ طفلها المصاب داخل مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا "قوات الاحتلال الإسرائيلي حرقت مدرسة حمد بجانب مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة والنيران تمتد إلى مولدات المستشفى، إلحقونا قبل ما ينحرقوا أولادنا وين نروح يا عالم؟".

كانت تلك الكلمات آخر ما قالته سماح قبل أن تقع أرضًا مغما عليها فيما تزال النيران تشتعل في مدرسة الإيواء الملاصقة للمستشفى الإندونيسي حيث تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إحراق المدرسة التي يتلاصق جدارها مع محطة الأكسجين الخاصة بالمستشفى.

وقد انتشرت صور عديدة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا يتباهون بإشعال النيران في المدرسة ذاتها.

أما عمر سالم أحد الشباب المحاصرين في جباليا شمال قطاع غزة فأطلق مناشدة للعالم أجمع من أجل إنقاذ المحاصرين من مدنيين داخل أحد مراكز الإيواء في مدينة بيت لاهيا قائلا "إلحقونا يا عالم، أغيثونا يا مسلمين، أكثر من سبعة عشر يوما والغذاء شبه مقطوع والمياه غير صالحة للشرب، لا يوجد حليب للأطفال والأمهات تخلط النشا والطحين مع الماء والسكر لإطعامهم، الاحتلال يطبق الحصار على المواطنين ويستهدف كل من يتحرك، نسكن في مدارس و منازل مقصوفة مسبقا، نستخدم قماش الخيام وبعض الأخشاب من الأثاث بسبب انقطاع الحطب لإشعال النار وتجهيز الطعام إن وجد، أطفالنا ماتوا أمام أعيننا يوجد أطفال ورضع ونساء في المدرسة، الرائحة الكريهة ومياه الصرف تسبب أمراضا على كل من في المدرسة".

في هذه الأثناء، ما زال شمال قطاع غزة يتعرض لأبشع مجازر الإبادة الجماعية من قتل وتهجير وتجويع وحصار خانق بالتزامن مع منع دخول المساعدات الإنسانية إلى الشمال ومنع دخول الأدوية وحسب ما ورد عن وزارة الصحة الفلسطينية فإن عدد الشهداء وصل لأكثر من 600 شهيد ومئات الجراحى، عائلات بأكملها ما زالت محاصرة في ظل العملية العسكرية لقوات الاحتلال التي تمنع دخول الطعام والشراب واستمرار محاصرة مستشفيات الشمال وتعرض المنظومة الصحية للانهيار.

وقد أطلق المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في غزة مناشدات عاجلة للسيطرة على الحريق وإنقاذ ما تبقى من مرضى في داخل المستشفى الإندونيسي.

كما أشار بصل أن الاحتلال يسعى لتهجير المنطقة من شمال القطاع وتفريغ الكتل العمرانية، ما يحدث في شمال غزة هو تطهير عرقي وقضاء على كل مقومات الحياة مع استمرار القصف الإسرائيلي على عشرات المنازل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، جثث عشرات الشهداء موجودة تحت أنقاض المنازل التي تم قصفها.

الجديد بالذكر أن الكثير من المواطنين من سكان مخيم جباليا قد اضطروا للجوء والنزوح إلى بعض المنازل والمنشآت الآيلة للسقوط في مدينة بيت لاهيا، التي استهدفتها الصواريخ الإسرائيلية سابقا، في محاولة للاحتماء من برد الليل وشظايا القذائف التي تتناثر في المنطقة بكثرة.

فيما يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدام كثافة نارية عالية في تلك المنطقة ضد المواطنين لإجبارهم على الاستجابة لأوامره والنزوح إلى جنوب قطاع غزة.

وأشارت مصادر طبية إلى أن هذه الاستهدافات أسفرت عن سقوط مئات الضحايا بين قتلى وجرحى منذ بدء الهجوم في 5 أكتوبر الجاري.

فيما استهدف الجيش الإسرائيلي ليلة السبت الماضي تجمعا لمنازل المواطنين في بيت لاهيا، ما أسفر عن مجزرة خلفت أكثر من 100 شهيدًا ومفقودا تحت الركام، بالإضافة إلى أكثر من 40 إصابة، من بينها حالات حرجة.

وتسبب قطع الجيش الإسرائيلي للاتصالات والإنترنت عن المنطقة قبل عدة أيام في شح الفيديوهات والصور التي توثق ما يحدث للنازحين، فضلا عن صعوبة التواصل مع الأهالي وصعوبة إخراج الضحايا من تحت ركام المنازل بسبب نقص المعدات اللازمة لذلك.

من جهته، يقول الشاب إياس جبريل وهو أب لأربعة أطفال أكبرهم 7 سنوات، إنه يشعر بالخطر يقترب منه ومن أطفاله، لكنه لا يستطيع التحرك بهم نحو أماكن آمنة بسبب إغلاق الطرق ووجود قناصة جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، حيث إن أي شخص يخرج يعرض لحياته للخطر.

ويضيف جبريل "إن انقطاع الاتصالات يزيد من حدة الأزمة والقلق والهلع، إذ لا تصل صورة حياتهم للخارج، بصعوبة أستطيع توفير علاج لوالدتي المريضة، أما أطفالي فلا يوجد لدى أصغرهم حليبا، بالكاد وبصعوبة نستطيع الحصول على الطعام".

وقال جبريل: "نحن والنازحون في مشروع بيت لاهيا قررنا البقاء والصمود في بيوتنا حتى آخر نفس في ظل انقطاع الطعام والماء، فهذه الأرض لن تهب للمحتل إلا على أرواحنا".

*كاتبة فلسطينية من غزة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی شمال قطاع غزة بیت لاهیا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تُبيد سكان المنطقة الشمالية

ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة أسفرت عن استشهاد أكثر من 73 فلسطينياً وأصيب العشرات، فى منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فجر الأحد، وهو المكان الذى يعانى من حصار خانق يهدد حياة مئات الآلاف، وسبق مذبحة الفجر، مجزرة يوم السبت، استشهد فيها 33 فلسطينياً بينهم 21 امرأة، فى قصف جوى استهدف مخيم جباليا فى الساعات الأولى من يوم السبت. 

قبل تنفيذ مذبحة الفجر أقبلت قوات الاحتلال على قطع الاتصالات والإنترنت وعزل بيت لاهيا عن العالم، حتى لا يكون هناك شاهد على ما يحدث داخل المنطقة، من مجزرة غير مسبوقة فى التاريخ . 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلى قصف مربعات سكنية كاملة فى بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون، وما زال يواصل سياسة التطهير العرقى والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية خليل دقران، فى تصريحات صحفية: راح ضحية مجزرة بيت لاهيا أكثر من 70 شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين من بينهم أطفال ونساء، بعد أن قام جيش الاحتلال الإسرائيلى بقصف مربعات سكنية مكتظة بالسكان فى محافظة شمال غزة.

وأكد «دقران»، أن الاحتلال الإسرائيلى ما زال يواصل حربه وسياسة التطهير العرقى والاستئصال والإبادة بشكل واضح فى حق الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع قضائه على المنظومة الصحية فى محافظة الشمال.

 التصعيد الإسرائيلى فى غزة، جاء بعد إعلان جيش الاحتلال عن بدء تنفيذ خطة الجنرالات، التى تم وضعها فى سبتمبر 2024، لإجبار عناصر حماس على الاستسلام، من خلال خنق شمال القطاع وإجبار السكان على الرحيل أو القتل.

خطة الجنرالات، تتمثل فى دعوة السكان المدنيين لإخلاء مناطقهم نحو جنوب وادى غزة، الذى أصبح خطًّا فاصلًا منذ بدء العمليات العسكرية فى أكتوبر الماضي، وأى مدنى أو مقاتل يختار البقاء فى الشمال، سيكون الموت مصيره، وإذا لم يمت بالقصف سيموت بسبب الحصار الكامل على الموارد الأساسية مثل الماء والطعام والدواء والوقود، وهو الهدف الرئيسى للاحتلال من خلال خنق عناصر حماس وإجبارهم على الخروج.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة
  • السعودية تدين القصف الإسرائيلي لـ"بيت لاهيا" شمال قطاع غزة
  • إسرائيل تُبيد سكان المنطقة الشمالية
  • مصر تدين بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي لمربع سكني في "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة
  • الأردن يدين قصف الاحتلال الإسرائيلي لمربع سكني في "بيت لاهيا" شمال قطاع غزة
  • الدفاع المدني بغزة: الاحتلال الإسرائيلي يتوغل بآلياته في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون
  • متحدث الدفاع المدني بغزة: الاحتلال الإسرائيلي يتوغل بآلياته في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: الاحتلال الإسرائيلي يتوغل بآلياته في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون
  • قتلى بغارات على بيت لاهيا.. والجيش الإسرائيلي يعلق