«بنيامين ذئب يفترس».. نتنياهو يحتفل بيوم ميلاده الـ75 على دماء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
«مجرم حرب، ابن الشيطان، هتلر العصر الحالي»، كلها ألقاب حصل عليها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحتفل بيوم مولده الـ 75 بعد يومين فقط من نجاته من محاولة قتله في مقر إقامته بمدينة قيساريا، بواسطة مسيرة من طراز «صياد 107» أطلقها حزب الله.
الإبادة الجماعية في ذاكرة نتنياهوعلى الرغم من أن نتنياهو، جده هرب من النازية في منتصف القرن الماضي في ألمانيا، إلا أن نتنياهو هو من ينفذ الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في العصر الحالي منذ صباح السبت السابع من أكتوبر 2023 بحسب دعوى قدمتها جنوب إفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ولد بنيامين نتنياهو في 21 أكتوبر 1949 بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي (النكبة الفلسطينية) بعام في شهر أكتوبر الذي سيتحول إلى ذكرى مؤلمة لنتنياهو باستمرار، حيث حرب السادس من أكتوبر 1973 التي شارك فيها نتنياهو بعد أن حصل على شهرين إجازة أثناء دراسته في أمريكا ليخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو نفس الشهر الذي سيشهد أكبر حدث أمني (طوفان الأقصى 2023) هزَّ إسرائيل على يد الفصائل الفلسطينية.
الفصائل تنال من شقيق نتنياهوخدم نتنياهو في جيش الاحتلال الإسرائيلي في الفترة من 1964 حتى عام 1974، ونجحت الفصائل الفلسطينية في إلحاق خسارة بنتنياهو لم ينسها طوال عمره وهي قتل شقيقه الأكبر يوناتان نتنياهو الذي شارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر وتم تصفيته في عملية عنتيبي أثناء محاولة تحرير رهائن إسرائيليين في طائرة بأوغندا.
هتلر العصر الحالي وابن الشيطانوصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، نتنياهو بأنه هتلر هذا العصر بسبب جرائم الإبادة التي ينفذها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، حيث استشهد أكثر من 42 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والسيدات، كما أطلق عليه رئيس نيكاراجو دانييل أورتيجا، لقب «ابن الشيطان» بسبب سياساته الإرهابية تجاه الشعب الفلسطيني.
اهتزاز ثقة الإسرائيليين في نتنياهوبحسب العهد القديم تشير آية في سفر التكوين إلى أن «بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ» وكانت في حق بنيامين الشقيق الأصغر للنبي يوسف، ويعني بنيامين باللغة العبرية «ابن البركة» وهو ما يعتقده المؤيدون لنتنياهو ولكن مع وقوع أحداث طوفان الأقصى اهتزت الثقة في نتنياهو وسط انتقادات من المعارضة بسبب فشل أجهزة الأمنية الداخلية المختلفة في إسرائيل التنبؤ بما حدث على الرغم من كل الإمكانات التكنولوجية المتوفرة لديها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نتنياهو إسرائيل غزة قطاع غزة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
لا خلاف في أن ما يمر بالمنطقة العربية من تطورات خلال العام الأخير، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، جد خطير وغير مسبوق، وإذا قلنا إنه خريف عربي مفعم بالمآسي والأزمات فلن نبتعد كثيرا عن واقع الحال.
والحاصل، أن طوفان الأقصى الذي انطلق لتوجيه لطمة لإسرائيل على ما أتصور، ومقايضتها بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإحداث "تحريك" في الملف الفلسطيني بعد أكثر من 17 عاما من الجمود التام وعقب سيطرة حركة حماس على القطاع، قد انقلب إلى كارثة كبرى أو سيل يجرف أمامه البلدان العربية، وأول ضحاياها قطاع غزة نفسه، الذي يشهد حتى اللحظة، أكبر مهزلة إنسانية في التاريخ، بعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ودمار ليس له نظير ووضع على حافة المجاعة.
لكن قضيتنا اليوم، ليست فيما حدث في غزة وهو وضع بالغ الصعوبة وكارثة يراها العالم بأجمعه، ولا يمكن استمراره أكثر من هذا، وإنما المقصود بمقال اليوم هو تداعيات هذا "الطوفان"، والأطراف التي استغلت هذه اللحظة على الأمن القومي العربي والتداخلات الغريبة في المنطقة، والتي من المنتظر أن تشهد تدخلات أكبر وأكثر شراسة مع قرب بدء ولاية ترامب واستلام مهام منصبه رسميا في يناير.
ويمكن إجمال ما حدث من هزّة شديدة في الأمن القومي العربي انطلاقا من دراما غزة في نقاط شديدة الوضوح كالتالي:-
-قطاع غزة تعرض لدمار شديد، ولم ينجح الطوفان في إحداث اللطمة التي كانت مطلوبة لمقايضة الأسرى والتحريك، ولكنه ساعد إسرائيل على مد يدها الطويلة لتمزيق القطاع إربا إربا والتصريح علانية باستمرار القوات الإسرائيلية فيه، يعني إعادة احتلاله بشكل كامل، ونسف كل ما سبق من تفاهمات بعد قيام إسرائيل باغتيال صف كامل من قيادات حماس بدأت بإسماعيل هنية وحتى يحيى السنوار، فالطوفان أطلق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وأصبح حلم الدولة الفلسطينية نفسه على المحك، ومع وصول ترامب وتأييده الشديد لخطوات إسرائيل فإن هذا الحلم قد أصبح بعيدا جدا.
-جاءت تداعيات الطوفان على لبنان، بعدما تدخل حزب الله في المعادلة، وقال إنه يدافع عن غزة أو يقوم بعملية إسناد جبهة غزة، وكانت النتيجة كارثية أيضا، فلم ينجح حزب الله بانتماءاته الإيرانية المعروفة في وقف الحرب على غزة، بل لم ينجح في الدفاع عن نفسه، وتعرض للتدمير شبه التام واغتيال كامل قيادة التنظيم وأولهم حسن نصر الله، والأسوأ أن تدخل حزب الله في الحرب، أطلق يد إسرائيل في لبنان، ما أدى لسقوط 4 آلاف عنصر ودمار شديد في جنوب لبنان ودمار مروع في بيروت، واستمر ذلك حتى وقف اطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، مع ضمان حق اسرائيل في القصف والضرب حال مخالفة حزب الله أو حكومة لبنان ما تم الاتفاق عليه.
-تداعيات الطوفان، لم تقف عند حدود لبنان ولكنها انتقلت لسوريا، فبعد الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في لبنان وطرق الإمداد السورية لأسلحته وتواصل هذه الضربات ضد معسكراته في ضواحي دمشق وغيرها من المدن السورية، ما أدى لانهيار منظومته في دمشق، فإن هيئة تحرير الشام مدعومة بقوة إقليمية، رأت أن ذلك مناسب للهجوم المضاد في أضعف حالات النظام السابق وترنح حليفه حزب الله، ما أدى لسقوط النظام في دمشق خلال 12 يوما فقط لا غير، ولم تكن هذه المشكلة، ولكن استغلال إسرائيل للوضع الذي تمر بها سوريا كان فادحا، بعدما قامت اسرائيل وبتوجيهات مباشرة من نتنياهو، باقتحام المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل وأعلن نتنياهو سقوط الاتفاقية والسيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بمسح الأسطول البحري السوري من الوجود، وتدمير كافة مواقع وثكنات الجيش السوري تدميرا ممنهجًا وكافة المراكز البحثية، وأصبحت إسرائيل على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة دمشق.
نتنياهو، لم يترك الفرصة وإنما اعترف علانية وفي ظل غياب تحرك عربي قوي وموحد أمامه، أن تل أبيب تغير منطقة الشرق الأوسط، وأن لبنان لم يعد لبنان الذي نعرفه، يقصد وقت وجود حزب الله، ولا سوريا التي نعرفها، يقصد وقت وجود الجيش السوري الذي جرى تفكيكه وتدمير أسلحته وطائراته، ولا كذلك قطاع غزة.
المثير للدهشة، أن جماعة الحوثي في اليمن، لم تتعظ من كل ما حدث وكذلك المجموعات الإيرانية المسلحة في العراق، فاشتعلت الصواريخ والمسّيرات القادمة من البلدين نحو إسرائيل، ما ينذر بحملات جوية عنيفة على البلدين انطلقت منها واحدة اسرائيلية بالفعل نحو اليمن، لتكسير مقدرات الحوثي و"الأشياء الضئيلة" التي يمتلكه الشعب اليمني الذي يعيش خارج العصر، منذ الربيع العربي الأسود في عام 2011.
وهو ما يدفع للسؤال مجددا عما تسبب فيه طوفان حماس؟ وعما إذا كان ذلك قد جرنا بالفعل للعصر الإسرائيلي وهيمنة تل أبيب على مقدرات عدة دول عربية وتغيير أوضاعها، وضربها لتحقيق مصالحها المباشرة، وهو ما دفع رئيس وزراءها للقول علانية أن بلاده تقوم بتغيير الشرق الأوسط وستستمر في ذلك؟!!
فهل هذا معقول أو مقبول او يمكن الاستمرار فيه؟! أعتقد أن الدول العربية عبر مؤسساتها الجامعة وفي مقدمتها الجامعة العربية، مطالبة بالتحرك لمواجهة العصر الإسرائيلي وإيقاف نزيف الخسائر والتفتيت والتقسيم عند هذا الحد.