شفق نيوز/ على وقع ترنيمات يقول بعضها: "من أجل مدينة في حالة خراب، من أجلنا جميعا نحن الرهائن، من أجل الأمهات الحزينات، من أجل دموع المهمشين" لطم آلاف المعزين بمناسبة عاشوراء، ذكرى استشهاد الحسين بن علي بن ابي طالب، صدورهم في عدد من المدن الإيرانية، وفقا لنيويورك تايمز.

وتكمل الترنيمة، المعروفة لدى المسلمين الشيعة بـ"اللطمية" بالعربية، وسينه زنى، بالفارسية، بالقول: نحن نحزن على آلاف الأرواح البريئة، نشعر بالخجل من هذه النار المستعرة.

يا مطر ، يا عاصفة ، تعال، لقد أضرموا النار في خيمتنا".

وتحيل هذه الكلمات إلى حادثة إحراق الخيم في كربلاء، وهي الحادثة التي تقترن في الأدب الشيعي بالظلم الذي تمارسه السلطة ضد الثائرين والأبرياء والضعفاء.

وسجل تقرير نيويورك تايمز، الذي كتبته الصحفية فرناز فصيحي، تكرار مثل هذه الممارسات، حيث يمشي رجال بملابس سوداء في الشارع، يحمل بعضهم أعلاما خضراء، ويضربون صدورهم بشكل إيقاعي في انسجام تام مرددين نصوصا تنتقد حكام إيران بشكل ضمني أحيانا وصريح أحيانا أخرى.

وسجلت مثل هذه الحوادث في مدن مثل يزد، وكرمانشاه، وغيرها وفقا للصحيفة.

وفي كرمانشاه ردد المنشد كلمات عن المسؤولين الذين "يسرقون ويلتهمون" الموارد ويحرمونها الناس.

وفي دزفول، وهي مدينة محافظة صغيرة في الجنوب الغربي، ألقى منشد قصيدة لاذعة ضد الحكومة بينما كان الحشد يسير في موكب طقوسي.

ورددت الكلمات، وفقا للصحيفة "أوه ، بلدي ، هل تعرف لماذا أنا حزين؟ همهم الوحيد هو الحجاب. إنهم لا يرون الدم والفقر، إنهم يسرقون أموال الجمهور".

وبدلا من الهتاف التقليدي الذي يردد أسماء أهل البيت وشهداء كربلاء، هتف الحشد: "إيران، إيران، إيران".

وتقول الصحيفة إن الطقوس التي ستعقد يوم 6 سبتمبر، والمعروفة بيوم الأربعين يتوقع أن تصبح أيضا منصة للاحتجاج.

وطالما كانت طقوس عاشوراء أكثر من مجرد عزاء في بلدان مثل إيران والعراق ولبنان، حيث تستخدم النصوص الثورية والقصص الدينية المنتقدة للفساد للإشارة إلى الأوضاع في تلك البلدان.

وفي إيران خلال ثورة 1979 التي أطاحت بالنظام الملكي، أصبح احتجاج ضخم في عاشوراء نقطة تحول ضد الشاه.

وخلال الحركة الخضراء في البلاد في عام 2009، خرج المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب والطبقة المتوسطة العليا، إلى الشوارع في عاشوراء للطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية.

وفي احتجاجات تشرين 2009 في العراق، حمل كثير من المحتجين رايات تحمل صورا لأئمة الشيعة.

وقتلت السطات العراقية مئات المتظاهرين وأصابت آلافا آخرين منهم. وفي 2020، شارك نشطاء عراقيون في مراسم عاشوراء بمواكب تحمل اسم "شهداء تشرين.

في ظل حكم صدام حسين، مُنع الشيعة العراقيون من الاحتفال علنا بالمناسبة، وأعلنت حكومة طالبان في أفغانستان مؤخرا حظرا مماثلا.

ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن التسييس الواسع النطاق والملحوظ لعاشوراء الذي يستهدف مباشرة قادة الجمهورية الإسلامية هز السلطات، التي حذرت من أن لهجة الاحتجاج "تجعل أعداءنا سعداء".

ونقلت الصحيفة تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي عن احتجاز قصير لبعض المنشدين البارزين ومطالب من الحكومة بأن يخففوا من حدة خطابهم.

وتشير الصحيفة إلى محللين قالوا إن على الحكومة أن "تأخذ في الحسبان الحقيقة الصارخة المتمثلة في أن المعارضة لها قد امتدت الآن إلى بعض الإيرانيين المتدينين، الذين كانوا يعتبرون في السابق قاعدة قوة موالية".

كما نقلت عن محللين إيرانيين قولهم إن الانتقادات للسلطة هذا العام كانت "أقوى بكثير" من الأعوام السابقة.

وقبل عام تقريبا، خرج الإيرانيون إلى الشوارع في احتجاجات على مستوى البلاد مطالبين بإنهاء الحكومة الدينية.

واندلعت تظاهرات بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في حجز شرطة الآداب، التي احتجزتها بتهمة انتهاك قانون الحجاب الإلزامي.

وردت الحكومة بالعنف، فقتلت أكثر من 500 شخص، بينهم أطفال، واعتقلت عشرات الآلاف وأعدمت سبعة متظاهرين.

ونقلت الصحيفة عن إيرانيين أقاموا مجالس عزاء حسينية "ورفعوا صور قتلى التظاهرات إلى جانب الصور والأعلام الدينية التقليدية" في تلك المجالس.

كما نقلت عن أفراد في عوائل رجال دين، لم تكشف أسماءهم، مقاطعتهم لمراسم محرم التي ينظمها النظام الإيراني.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد ايران تقرير امريكي

إقرأ أيضاً:

مسؤول امريكي يتهم رئيس الوزراء العراقي بتقديم وعود كاذبة بشأن محتجزة إسرائيلية

7 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: زعم آدم بولر ، مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قدم وعودا كاذبة بشأن الباحثة الإسرائيلية الروسية المحتجزة في العراق إليزابيث تسوركوف.

وكتب بولر في تدوينة على منصة “إكس” إن “رئيس الوزراء العراقي  قدم باستمرار وعودا كاذبة للإدارة السابقة بالإفراج عنها. إذا لم تعد إليزابيث تسوركوف الآن فإن رئيس الوزراء العراقي إما غير قادر  أو متواطئ”.

وقبل أيام، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن تسوركوف محتجزة لدى جماعة مسلحة عراقية وتعمل بغداد على تحريرها.

وأوضح حسين، لمراسل موقع أكسيوس الإخباري، أن الباحثة التي تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والروسية المحتجزة كرهينة لدى جماعة مسلحة عراقية على قيد الحياة”. وأضاف أن رئيس الوزراء العراقي يعمل من أجل تحريرها.

ووصلت تسوركوف إلى بغداد مطلع يناير/كانون الثاني 2022 بجواز سفر روسي، حيث ركّزت في بحثها على فصائل مسلحة وعلى التيار الصدري ، وفقا للعديد من الصحفيين الذين التقوها.

وتقول تسوركوف على موقعها الشخصي على الإنترنت إنها تتحدث الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مسؤول امريكي يتهم رئيس الوزراء العراقي بتقديم وعود كاذبة بشأن محتجزة إسرائيلية
  • نار الغضب الشعبي تمتد الى لحج والضالع
  • القوّات هي السرّ... هكذا سيستفيد التيّار مِنْ إقصائه مِنَ الحكومة
  • «تقرير»: درجات الحرارة التي شهدها شهر يناير أعلى عن الرقم القياسي المسجل في 2024
  • بنك امريكي: سياسات ترامب سترفع سعر الذهب العالمي الى مستويات قياسية 
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • مياه سوهاج تدعو رجال الدين الإسلامي والمسيحي لنشر رسائل توعية لترشيد الإستهلاك
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟