لبنان ٢٤:
2024-11-17@10:51:21 GMT

لا حلّ في لبنان...إلاّ إذا!

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

لا حلّ في لبنان...إلاّ إذا!



قد تكون حادثة الكحالة بتوقيتها وحيثياتها وتداعياتها تلك القشّة، التي قصمت ظهر العلاقات السوّية بين اللبنانيين، وزعزعت ما تبّقى من ثقة بينهم، وهي تكاد تزول وتندثر. ما حصل على هذا "الكوع"، الذي يعتبره أهالي المنطقة رمزًا من رموز الصمود والمقاومة الحقيقية ضد كل أنواع الاحتلالات، فيما يصفه آخرون بأنه مصيدة للبنانيين الذين يسلكون هذا الخطّ الدولي، الذي يربط بيروت بدمشق، ولذلك سُمّي "خطّ الشام"، قد يؤسّس لمرحلة جديدة من التعاطي بين اللبنانيين.

 

ويقول بعض العارفين إن العلاقات المتوترة بين اللبنانيين المنقسمين طبيعيًا إلى خطّين متنافرين لا يلتقيان كالمتوازيين، وإلى خطّ ثالث هو "بين بين"، لم تكن في حاجة إلى حادثة الكحالة لكي توسَّع تلك الهوّة التي تفصل بين هذين الخطّين، إذ كان يكفي أن ينظر أي من الطرفين بالآخر المختلف معه وعنه نظرة استعلاء أو فيها بعض من الازدراء حتى تتوتر العلاقة بينهما أكثر مما هي متوترة في الأساس. 

فـ "الفريق الممانع"، وعلى رأسه "حزب الله"، يتهمّ "القوى المعارضة"، وخصوصا"القوات اللبنانية"، بأنها تنفذ "أجندة" خارجية، وبأنها تأتمر بأوامر السفارة الأميركية في عوكر، مع ما يعنيه هذا الأمر من التعامل مع المشروع الأميركي في المنطقة والقائم على "التطبيع" مع العدو الإسرائيلي. 

أمّا "القوى المعارضة" فتتهم "الفريق الممانع"، الذي يترأسه "حزب الله"، بأنه ينفّذ المشروع الإيراني في لبنان، سياسيًا وعقائديًا وثقافةً وتنشئةً وتربيةً ولغةً ونهجًا وطريقة عيش مختلفة كليًا عن طريقة عيش اللبنانيين، وبالأخص طريقة العيش المتبعة حتى في البيئة الشيعية قبل "الظاهرة الخمينية"، وهي البيئة، التي كان ينتمي إليها الإمام المغيب موسى الصدر وآل الخليل وآل عمّار وآل سليم، الذين كان معظمهم ينتمون إلى حزب "الوطنيين الأحرار" قبل الحرب اللبنانية.   

ففي حادثة الكحالة تفسيرات مختلفة، وكل فريق يحاول أن يصوّرها وفق رؤيته الخاصة للأمور، وليس استنادًا إلى الوقائع الحسّية، التي لا تقبل التأويل أو التزوير أو التشويه. ولأن لا أحد يريد أن يرى الحقيقة كاملة وكما هي وليس كما يرتأيه أو يُخّيل إليه تختلف النظرة الشاملة إلى الأمور بواقعية وموضوعية، وتتداخل معها المصالح والأهداف والتوقعات. 

وكما هي الحال في التحليل والاستنتاج لحادثة الكحالة كذلك هي في كل الأمور المطروحة على بساط البحث والتشريح. وما دام اللبنانيون غير متفقين حتى على القواسم المشتركة قبل الحديث عن القضايا الخلافية الكبرى، التي هي مثار جدل طويل وعريض، فإن أي حلّ ممكن يبقى متعذّرًا إن لم نقل مستحيلًا، وبالتالي فإن الحديث عن طاولة العمل، التي ستدعو إليها فرنسا في أيلول المقبل، قد لا يُكتب لها النجاح، لأن لا أحد من أفرقاء النزاع السياسي، والذي قد يتحّول إلى غير سياسي، غير مستعد للتنازل عمّا يعتقده صوابًا، وعمّا يُخيّل إليه أنه الأفضل لمستقبل لبنان. 

فالمطلوب من "حزب الله"، كما تقول أوساط معارضة، أن يتواضع قليلًا، وأن "يتلبنن"، وأن يوقف تعامله مع اللبنانيين الآخرين وكأنهم "أهل ذمّة"، أو أنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة، وأن يبتعد عن تصرفاته التي تستند إلى واقعية ما لديه من "فائض قوة". 

أمّا ما هو مطلوب من "القوى المعارضة"، وفق نظرية "الفريق الممانع"، فهو أن يتعايشوا مع فكرة "قدسية المقاومة"، وأنها وجدت لحماية لبنان من كل عدو، سواء أكان إسرائيليًا أم "داعشيًا"، أو أي نوع من أعداء الوطن المرتبطين بمشاريع غريبة عن البيئة اللبنانية المقاومة لكل مشاريع الهيمنة والغطرسة. 

وبين ما هو مطلوب من هذا، وما يرفضه أو يقبل به ذاك، يبقى الوطن مقسومًا نظريًا إلى نصفين، وربما إلى أكثر. وما دام الوضع على حالته الانقسامية فلا أفق منظورًا للحلّ، ولا بوادر قريبة بإمكانية أن يكون للبنان الواحد رئيس للجمهورية. فلا حلّ لكل هذه الأزمة إلا إذا تنازل هذا لذاك، أو قبل ذاك بمنطق هذا. وهذا ما لا نتوقعه، خصوصًا أن زمن "العجايب" قد ولّى إلى غير رجعة.      المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها

زنقة 20 | الرباط

قال وزير الصناعة والتجارة برياض مزور، أن النفايات التي ننتجها بالمغرب غير كافية في استثمارات المصانع لإعادة التدوير و إنتاج الالمنيوم و الحديد و غيرها من الصناعات.

و اضاف مزور ، خلال جلسة عمومية لجواب الحكومة والتصويت على الجزء 2 وعلى مشروع قانون المالية برمته اليوم الجمعة، أن العالم سائر في إعادة تدوير النفايات و تثمينها لإنتاج سلع و منتوجات قابلة للإستهلاك.

مزور، ذكر أن النفايات “كيضارب عليها العالم وحنايا خصنها نثمنوها ونستافدو منها و نخلقوا بها فرص الشغل، و إما نقصيو راسنا من هاد الاقتصاد الدائري.. هادا اختيار سنأخذه بكل مسؤولية”.

مقالات مشابهة

  • ما هي الأعمال التي تجعلنا نرى رسول الله في الجنة؟
  • النفط تجهز أماكن إيواء ضيوف العراق اللبنانيين بحصص استثنائية من زيت الغاز
  • هذه هي أهم العوامل التي تُسقط الأنظمة الديمقراطية
  • اللغة التي يفهمها ترامب
  • ما مصادر التمويل التي ستوفرها قمة المناخ "كوب 29"؟
  • ميقاتي للاريجاني: لعدم اتخاذ مواقف تولّد حساسيات لدى أي فريق من اللبنانيين
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها
  • عرض فيلم «غزة التي تطل على البحر» في مهرجان القاهرة السينمائي اليوم
  • تحذير إلى اللبنانيين.. تجنبوا هذه الأدوية
  • الخارجية : سورية تؤكد على أن إمعان هذا الكيان الغاصب بالاستهتار المنقطع النظير بالقوانين الدولية، وعدم اكتراثه بكل المطالبات الدولية لوقف عدوانه وانتهاكاته، يأتي جراء عدم اتخاذ مجلس الأمن لموقف حازم وحقيقي لردعه عن جرائمه، التي شملت أيضاً الاعتداء على قوا