شهد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، جلسة حوارية تحت عنوان «اللامركزية والتنمية البشرية: سد الفجوة بين السياسة والممارسة» ضمن فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24)، والذي يُعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت شعار «التنمية البشرية: من أجل مستقبل مستدام»، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

تناولت الجلسة التنفيذ الاستراتيجي للامركزية في مصر، وأبعاد اللامركزية الإدارية والمالية والاقتصادية، وكيفية تمكين المجتمعات المحلية لتعزز تقديم الخدمات والتنمية البشرية، واستعراض نماذج من المبادرات المحلية الناجحة من محافظتي قنا والفيوم، كتطبيق عملي لسد الفجوة بين السياسة والممارسة، مع تعزيز النمو المستدام والمشاركة المجتمعية.

وأكد الدكتور خالد عبد الغفار- خلال مداخلته بفعاليات الجلسة- إن نماذج الدول التي حققت نجاحات على مستوى العالم هي التي اتخذت نهج تطبيق اللامركزية، موضحًا أن التنافس بين المحافظات ينعكس على التقدم الاقتصادي للدولة، مشيرا إلى أن دراسة الخريطة السكانية على مستوى مصر ومعدلات النمو السكاني، تضع أيدينا على المشكلات التي تخص كل مدينة ومركز بعينه داخل المحافظة الواحدة.

وأكد نائب رئيس الوزراء، أن هناك مؤشرات كثيرة داخل كل محافظة لا تستطيع الدولة إدارتها بشكل مركزي، ولا يمكن تحقيق نتائج ملموسة للنجاح إلا بإعطاء المزيد من الصلاحيات للمحافظين وبمعاونة ممثلي الوزارات المعنية داخل المحافظات، موضحًا أن تحديات الاستراتيجيات تكمن في التنفيذ على أرض الواقع داخل المحافظة.

محافظا قنا والفيوم يستعرضان نماذج لممارسات تطبيق اللامركزية

وقالت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية – خلال كلمتها- إن المؤتمر يعكس التزام مصر والمجتمع الدولي بتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أهمية المؤتمر في توسيع فرص تبادل الخبرات بين الخبراء وصناع القرار المشاركين في الجلسات الحوارية، مؤكدة أن الوزارة تضع تقليص الفجوات التنموية الجغرافية على رأس أولوياتها مثل برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر لتقليص الفجوة بين الوجهين القبلي والبحري.

وأضافت وزيرة التنمية المحلية، أن اللامركزية ركيزة أساسية للتنمية البشرية، وتسعى الوزارة لتحقيق النمو الجغرافي وتحسين احتياجات المواطن من خلال التخطيط والمتابعة والرقابة المجتمعية لتنفيذ عملية التخطيط، وتحسين قنوات التواصل والاستجابة مع المواطنين وعملنا على قضايا السكان، وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص لإجارة المشروعات التنموية، برامج التمكين لزيادة دخل الأسرة، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تقليل تأثير اللامركزية على التنمية البشرية من خلال التقييم والمتابعة عن طريق منظومة الرصد، وتمكين المجتمعات المحلية من تحقيق التنمية وأفضل الممارسات في هذا الشأن.

واستعرض الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، الممارسات التي نفذتها المحافظة لتحسين الخدمات معتمدة على اللامركزية، قائلا إن قنا كانت إرشادية لتطبيق اللامركزية من خلال برنامج تنمية صعيد مصر، بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتطوير المؤسسي من خلال تطوير الهيكل المؤسسي للمحافظة وبرنامج مكثف للتنمية البشرية بالمحافظة، وكذلك ممارسة مؤشرات الأداء، فضلاً عن الاهتمام بتنمية الموارد المحلية.

فيما استعرض الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، تجربة تطبيق ممارسات اللامركزية بمحافظة الفيوم والتي لها طبيعة خاصة من حيث الكثافة السكانية العالية والتي تبلغ حوالي 4 ملايين يعيشون على 50% من مساحة المحافظة، موضحًا أن نماذج التعامل مع الأزمات مثل أزمة فيروس كورونا تعكس ممارسات تطبيق اللامركزية من خلال الاعتماد على الموارد المحلية ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني ورجال الأعمال، وكذلك نموذج نجاحات المحافظة في جذب استثمارات داخلية وخارجية أثمرت عن العديد من المشروعات الاستثمارية بالمحافظة، فضلاً عن اللامركزية في بناء القدرات للتعامل مع جذب المستثمرين.

8 ملايين مواطن استفادوا من المشروع

ومن جهته، أكد الخبير الاقتصادي بمصر واليمن مارك اهريم، أن اللامركزية تتيح استغلال الموارد، مستشهدًا بمشروع التنمية المحلية لمحافظات جنوب الصعيد، والذي يقدم منحا قيِّمة للموارد الواجب إنفاقها والقائم على القرارات الموضوعية لتحديد قدر الأموال الممنوحة للمحافظة والتخطيط على أساسه وهو نهج في غاية الأهمية، مشددًا على ضرورة وجود صلة أفضل بين إنفاق رأس المال والإنفاق التشغيلي، موضحًا أن 8 ملايين مواطن استفادوا من المشروع ولاقت ردود فعل إيجابية كبيرة من المواطنين، مطالبًا باستمرار تنفيذ هذا المشروع، مشيدًا بتعامل الحكومة المصرية في تطبيق المشروع والتنسيق الجيد بين وزارات التخطيط والتنمية المحلية والمالية كان سمة أساسية لنجاح المشروع.

شارك في مناقشات الجلسة الحوارية، الدكتورة منال عوض وزير التنمية المحلية، واللواء دكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، والدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، والخبير الاقتصادي بمصر واليمن مارك اهريم، وأدار الجلسة الدكتور هشام الهلباوي مدير برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصحة الصحة والسكان المؤتمر العالمي التنمية المحلية التنمیة البشریة التنمیة المحلیة موضح ا أن من خلال

إقرأ أيضاً:

العطاري: ريادة الأعمال ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني مستدام

قالت وزيرة العمل الفلسطينية إيناس العطاري، إن ريادة الأعمال ليست مجرد أداة اقتصادية، بل هي رؤية لتغيير الواقع، ووسيلة لتمكين الشباب الفلسطيني من إطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال كلمة وزيرة العمل، اليوم الاثنين، في جلسة "مستقبل ريادة الأعمال"، بهدف مناقشة دعم ريادة الأعمال التي تُعتبر أحد أبرز المواضيع الحيوية لمستقبل فلسطين، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني مستدام، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يسهم في استقرار سوق العمل وديمومته، وذلك بحضور ومشاركة فاعلة من المانحين والمؤسسات الدولية والمحلية التي تُعنى بريادة الأعمال.

وتأتي الجلسة استنادا إلى بوصلة سوق العمل الفلسطيني التي أطلقتها وزارة العمل، لبحث احتياجات سوق العمل من التخصصات والمهن، ومواءمتها مع الأيدي العاملة الفلسطينية المؤهلة والمدربة، بما يواكب التطورات التكنولوجية، وتوجيه جهود المانحين وتوحيدها لدعم قطاع العمل في فلسطين.

واستعرضت عطاري، المحاور الرئيسية التي تركز عليها وزارة العمل في تعزيز ريادة الأعمال، منها تهيئة البيئة الداعمة للرياديين، حيث تعمل الوزارة على تحديث القوانين واللوائح التي تسهّل إنشاء الشركات الناشئة، وتطوير قانون الاستثمار والمُخاطر بالشراكة مع الجهات ذات الاختصاص، الذي سيشجع المزيد من المستثمرين على دعم المشاريع الريادية، حيث إنه قبل العدوان الأخير على قطاع غزة ، ارتفعت المشاريع الريادية إلى 17%؜، ما يعكس ثقة متزايدة بالبيئة الريادية، علما أن هناك 60% من حاضنات الأعمال والمؤسسات العاملة في القطاع الريادي في فلسطين لها هوية ريادية واضحة.

وقالت: "نعمل على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والمحلية لزيادة قدرة المؤسسات الداعمة للرياديين على تقديم الدعم الفني والتمويل، إضافة إلى تمكين الشباب والنساء من ريادة الأعمال، ويمثل الشباب والنساء أكثر من 70% من سكان فلسطين، ولهذا نحن ملتزمون بإشراكهم في هذا القطاع، فقد عملنا خلال العام الماضي على إطلاق برامج تدريبية استفاد منها أكثر من (500) متدرب، واستفاد منهم 67 بمنح ريادية، قيمة كل منها 5500 يورو بدعم من الصندوق الفلسطيني للتشغيل، كما نعمل باستمرار على تحديث البرامج الريادية في المناهج التدريبية، لنغرس في الأجيال القادمة روح الابتكار والتفكير الإبداعي.

وأشارت عطاري إلى الجهود المبذولة لمعالجة التحديات التمويلية، باعتبارها العقبة الكبرى أمام الرياديين، ونعمل بالتعاون مع شركائنا على دعم المشاريع الريادية، وتمكين أصحاب الأفكار الإبداعية من خلال تحويل أفكارهم إلى شركات ناجحة، ونسعى إلى توفير حلول تمويل مبتكرة من خلال الشراكات مع المنظمات المانحة، وقد نجحنا العام الماضي في توفير مشاريع ممولة تعزز مهارات الشباب في الفئة العمرية 18-28، وتسهم في خفض معدلات البطالة، استفاد منها حوالي 800 متدرب/ة في مواضيع ريادية متنوعة، كما نعمل على تعزيز الشراكة مع المانحين لتوفير آليات تمويل مبتكرة وداعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

وأكدت وزيرة العمل أهمية تعزيز التشبيك والتعاون من خلال تفعيل الريادة والتواصل بين الرياديين والمستثمرين والمؤسسات الأكاديمية وحاضنات الأعمال، لتبادل المعرفة والعمل والخبرات، إذ استهدفت الوزارة 350 صاحب /ة مشروع صغير ودرّبتهم على المهارات الإدارية والريادية والخضرنة، وعملت على تشبيكهم مع المحافظ المالية. و60% من الشركات التي استُهدفت في المشروع أصبح لديها وصول أفضل إلى القوى العاملة الماهرة، كما نشجع الوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية، لأن فلسطين تمتلك الكفاءات والقدرات التي تؤهلها للتنافس على المستوى العالمي.

وتابعت: ولأن التكنولوجيا هي مفتاح المستقبل، تولي وزارة العمل كقائدة قطاع العمل وبيت ريادة الأعمال، الاهتمام بالريادة الرقمية والابتكار، ودعم ريادة الأعمال الرقمية وتطوير الذكاء الاصطناعي، لخلق فرص عمل جديدة وتعزيز التنافسية.

وأكدت عطاري أن ريادة الأعمال هي الأمل الذي يجب أن نتمسك به، وهي السبيل نحو بناء مستقبل أفضل لشبابنا ووطننا، داعية الحكومات والمنظمات المانحة والمؤسسات الخاصة والعامة، إلى العمل معا على دعم هذا القطاع الحيوي.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين انتشال جثامين 39 شهيدا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة 3 إصابات جراء إلقاء مسيرة للاحتلال قنبلة على مواطنين في رفح حماس: ما جرى أمس يجسد الفارق بين أخلاق المقاومة وهمجية الاحتلال الأكثر قراءة الصليب الأحمر: جاهزون للعب دور محايد حال التوصل إلى صفقة تبادل أبو عبيدة: أكثر من 10 قتلى إسرائيليين شمال قطاع غزة آخر 72 ساعة أبو صفية: مستشفى العودة – تل الزعتر خرج عن العمل بفعل الحصار الإسرائيلي هل استجاب نتنياهو أم لا؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية تتابع المشروعات الجاري تنفيذها بالمحافظات
  • وزيرة التنمية المحلية: تطوير 13 مجزرا في المرحلة الأولى من المشروع القومي
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع رئيس "فولبرايت" مصر سبل التعاون
  • وزيرة التنمية المحلية تعلن اتفاقا لتسويق وتطوير عمراني لمسار العائلة المقدسة
  • العطاري: ريادة الأعمال ركيزة أساسية لبناء اقتصاد وطني مستدام
  • وزير الصحة يبحث محاور المشروع القومي للتنمية البشرية.. ويؤكد أهمية تعزيز الفكر الإنساني الإيجابي
  • وزير الصحة يبحث محاور المشروع القومي للتنمية البشرية.. تطوير التعليم والصحة والثقافة في صدارة الأولويات
  • وزير الصحة يبحث محاور المشروع القومي للتنمية البشرية: هدفنا توفير حياة كريمة للمصريين
  • وزير الصحة يبحث محاور المشروع القومي للتنمية البشرية
  • اللامركزية.. ركيزة للتنمية الشاملة وتحقيق التوازن الاقتصادي بعيدًا عن "تعقيدات البيروقراطية"