مطار بيروت الدولي يتحدّى العدوان برحلات محفوفة بالمخاطر
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
لا يعدّ المنظر من نافذة الطائرة جميلاً كما كان عليه قبل اندلاع الحرب. فالنظر إلى بيروت من فوق اليوم، يؤلم القلب ويحرقه تماماً كما تفعل نيران غارات العدوّ الإسرائيلي بالأحياء والبيوت. هذه هي المشهدية التي يراها المسافرون من بيروت وإليها مع طاقم عمل لا بد من الإشادة به في هذه الأوقات الحالكة. صادف يوم أمس 20 تشرين الأول، اليوم العالمي للمراقب الجوي، وهي مناسبة للإشادة الفعلية بأداء المراقبين الجويين في مطار بيروت الدولي، وبالطاقم العامل في هذا المرفق الحيوي اليوم.
بفضل العمل الجبّار الذي يقوم به الطيارون والمضيفون والمراقبون الذي يعملون وسط الخوف من الغارات التي يشنها العدوّ على الضاحية الجنوبية لبيروت القريبة جداً من المطار، ما زال الأخير متنفسّاً بوجه الحصار الذي تحاول إسرائيل فرضه على لبنان. وبسبب الوضع الأمني المتهالك والتطورات العسكرية والميدانية الخطيرة، أوقفت نحو 14 شركة طيران رحلاتها من لبنان وإليه، فتراجعت حركة مطار بيروت الدولي لما بين 30 و40%، فهبّت شركة طيران الشرق الأوسط لإنقاذ ولو جزء بسيط من عمل الملاحة في هذا المرفق الحيوي. وباعتراف جميع الأطراف داخلياً وخارجياً، ما تقوم به شركة طيران الشرق الأوسط يعدّ جباراً، وهي التي تضع رحلات إضافية لسد الفراغ الحاصل مع توقف سائر الشركات عن القدوم إلى لبنان. ولا يقتصر عمل الـMEA على تسيير رحلات الى كل الخطوط والوجهات، إلا أنها تولّت أيضاً مهمة إيصال بعض البضائع ونقل الأدوية والمساعدات. وكان لافتاً أنه رغم القصف الإسرائيلي العنيف الذي شهده لبنان مساء الأحد على فروع مؤسسة القرض الحسن، تحدّت إحدى طائرات شركة طيرات الشرق الوسط المخاطر وتمكّنت من الهبوط بشكل طبيعي في مطار رفيق الحريري الدولي. وكانت غارة إسرائيلية قد استهدفت فرع "القرض الحسن" القريب من المطار فتصاعدت أعمدة الدخان من المكان، الا أن هذا الأمر لم يؤثر على حركة الملاحة في المطار. وفي سياق الحديث عن القوة والشجاعة، لا بدّ من الإشارة إلى أن للمرأة حضورها الصارخ في هذا الميدان، رغماً عن كل الأطر التي لا تزال تحيط بها خاصة في زمن الحرب. فكيف يمكن وصف الشجاعة في مطار بيروت الدولي من دون الإضاءة على الكابتن رولا حطيط؟ وثقت الكابتن الطيار في "ميدل إيست" رولا حطيط رحلة الهبوط المحفوفة بالمخاطر أمس على مدارج مطار بيروت الدولي بينما كان الحربي الاسرائيلي يقصف الضاحية. فبينما كان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري يحذّر أي طائرة تهبط في مطار بيروت لغير النقل المدني، كانت الكابتن حطيط تخطف الأنظار من خلال هبوط حبس الأنفاس لطائرة مدنية وسط انفجارات وغارات كان صوتها ودخانها يتعاليان من الضاحية الجنوبية. ربّما العزيمة التي يتحلّى بها اللينانيون هي ما يقهر العدوّ الإسرائيلي. فالمقاومة ليست حصراً بالسلاح، بل لها أوجه عدّة ومنها الإستمرار بالعمل الحيّ بينما كل ما يحيط بنا لا يشبه سوى الألم والموت.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مطار بیروت الدولی فی مطار
إقرأ أيضاً:
السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت- عاجل
بغداد اليوم - متابعة
كشفت السفارة العراقية في لبنان، اليوم الأحد (22 كانون الأول 2024)، عن تفاصيل مهمة تتعلق بإيواء العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت عبر منفذ المصنع الرابط بين الدولتين، مبينة أنها تكفلت بتأمين كل متطلباتهم لحين عودتهم الى سوريا او العراق حسب رغبتهم.
وقالت القائم بأعمال السفارة العراقية ببيروت ندى كريم مجول في حديث لـ "بغداد اليوم" إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونائبه وزير الخارجية فؤاد حسين يتابعون عمل السفارة والتوجيهات منهم مستمرة لتقديم افضل خدمة لمواطنينا الذين تركوا سوريا باتجاه لبنان، وعليه فان السفارة عملت على تهيئة كل الظروف الملائمة لخدمتهم بغية تجاوز المحنة الحالية التي يمرون بها، سيما وان اغلبهم لا يمتلك قوت يومه.
وعن موضوع مستمسكاتهم الرسمية أوضحت مجول أن السفارة أصدرت جوازات للمواطنين الذين عبروا الحدود السورية باتجاه لبنان بغية تهيئة الأجواء المناسبة لغرض مغادرتهم لبنان باتجاه العراق حال رغبتهم بذلك، حيث ان مدة هذه الجوازات تصل لستة اشهر وبالتالي هي مدة كافية لتحديد خيارهم بالعودة الى سوريا او بلدهم العراق.
وأضافت أنه "تم التنسيق مع السلطات اللبنانية منذ اليوم الأول للازمة بسوريا وتابعت موضوع تسهيل دخول العراقيين الى لبنان والتكفل بعدها بتدقيق اوراقهم امنيا لضمان وضعهم الأمني حسب رغبة الجانب اللبناني، وعليه ذللنا كل العقبات اتجاه مواطنينا لضمان سلامة دخولهم ووصولهم للعاصمة بيروت"، موضحة أن "بعضهم ذهب الى مدينة بعلبك اللبنانية التي تابعت السفارة وضعهم حيث تفاجئت بوجود موكب حسيني مقدم من ال الصدر لتقديم الطعام والشراب على مدار اليوم للعراقيين وغيرهم ممن قدم الى لبنان، وهذا يعبر عن شيم العراقيين في فتح ابوابهم أينما كانوا لخدمة أبناء بلدهم وباقي المواطنين".
وبينت مجول ان السفارة تفتح أبوابها لجميع العراقيين لمعالجة موضوع مستمسكاتهم وجوازات السفر بغية تسهيل مهمتهم كون البعض منهم قد يرغب بالعودة الى العراق من سوريا او لبنان عبر الطائرات المجانية ( طائرات الاجلاء ) التي تحدث عنها رئيس الوزراء لإعادة مواطنينا الى بلدهم كالتزام حكومي اتجاه أبناء الشعب العراقي.
وعن الأطفال العراقيين الذين ولدوا في سوريا وليس لديهم جوازات أكدت مجول أن السفارة يسرت دخولهم الى لبنان مع بداية الازمة بدمشق وبينت انها تواصلت مع مدير عام الأحوال المدنية والإقامة والجوازات في العراق اللواء نشأت الخفاجي لإيجاد الحلول السريعة لهم لغرض اصدار جواز رسمي للأطفال بعدها يتمكنون من اكمال مستمسكاتهم في العراق وبالتالي فانها طرحت جملة من الحلول على اللواء الخفاجي والأخير تعهد بدراستها لتسهيل مهمة الأطفال العراقيين الذين ولدو في سوريا وليس لديهم مستمسك عراقي عدا بيان الولادة السوري وبالتالي فان سفارة العراق ببيروت تنتظر الحل لإصدار الجواز لهم كون إصداره دون موافقات من الجهات المعنية ليس من صلاحياتها.
ونفت مجول ما ذكرته وسائل اعلام وصفحات تواصل اجتماعي عن وجود مواطنين عراقيين عالقين بين الحدود السورية اللبنانية في منفذ المصنع مبينة انها توجهت رفقة وفد من السفارة العراقية وتحدثت مع الجهات الأمنية بالمنفذ المذكور فلم تجد أي مواطن عراقي عدا الذين دخلوا من بداية الازمة.
وأكدت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت عبر "بغداد اليوم" بان السفارة وكونها تمثل وزارة الخارجية العراقية فأنها تتابع ملف العراقيين في لبنان وملف العراقيين القادمين من سوريا الى بيروت وهي تسعى لتذليل أي مشاكل بناء على توجيهات أصدرها وزير الخارجية فؤاد حسين.