جامعة الأميرة نورة تُطلق الملتقى السعودي الأول للدراسات العليا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
المناطق_واس
أطلقت عمادة الدراسات العليا في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، اليوم، الملتقى السعودي الأول للدراسات العليا “مستقبل الدراسات العليا في ضوء رؤية المملكة 2030″، بمشاركة عدة قطاعات قيادية تنوعت ما بين جامعات، وهيئات حكومية، ومراكز أبحاث وتدريب، وذلك في مركز المؤتمرات بالجامعة.
أخبار قد تهمك جامعة الأميرة نورة تُطلق حملة “لأنَّك مسؤول”.
. تزامنًا مع اليوم العالمي للأغذية 16 أكتوبر 2024 - 3:04 مساءً جامعة الأميرة نورة تفتح باب التسجيل في “الدبلوم العالي في التدريس باللُّغة الإنجليزية” 9 أكتوبر 2024 - 9:30 صباحًا
ويُعقد الملتقى في نسخته الأولى، برعاية معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان؛ بهدف تعزيز المعرفة ببرامج الدراسات العليا في الجامعات السعودية، وتحفيز التعاون بين الجامعات المحلية والدولية، ومؤسسات القطاعين العام والخاص؛ لتوفير بيئة تعليمية متميزة تسهم في تطوير التعليم العالي في المملكة بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
ويشارك في جلسات الملتقى، الذي تستمر أعماله يومين، عدد من المتحدثين من وزارة التعليم، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، والهيئة السعودية للملكية الفكرية، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والمركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي، وبرنامج تنمية القدرات البشرية، إضافة إلى أكاديميين وقياديين ومختصين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
ويتضمَّن برنامج الملتقى ندوة علمية، وورش عمل تُسلِّط الضوء على ثلاثة محاور رئيسة، وهي: “دور برامج الدراسات العليا في تحقيق رؤية المملكة 2030″، و”الجودة والتميُّز في برامج الدراسات العليا”، و”مخرجات برامج الدراسات العليا لدعم مستقبل مزدهر وتنمية مستدامة”، إضافة إلى تدشين “منصة نورة للدراسات العليا”. كما يُقام على هامش الملتقى معرض مفتوح للجامعات المحلية والدولية، والمؤسسات الداعمة للدراسات العليا.
ويأتي الملتقى لتحقيق أكثر من هدف إستراتيجي، منها: تأهيل قيادات قادرة على الابتكار، وزيادة الوعي المجتمعي حول برامج الدراسات العليا، والتحفيز لمتابعة التعليم العالي، وتحفيز المؤسسات الحكومية والخاصة المهتمة بمجال الدراسات والأبحاث، وتشجيعها على دعم المشاريع البحثية، وتقديم منح تميُّز لطلبة الدراسات العليا، والتعرُّف على فرص العمل لخريجي برامج الدراسات العليا، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي.
ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) فإنَّ “أنظمة التعليم العالي الفعالة ضرورية لتزويد الناس والدول بالمعرفة والمهارات المتقدمة التي يحتاجون إليها للنجاح في عصر يتسم بالتغير التكنولوجي السريع”، حيث يُعد التعليم العالي أحد الركائز الأساسية لقيادة المستقبل في المجتمعات الحديثة.
ويعكس الملتقى التزام جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بتحقيق التميُّز الأكاديمي، وتعزيز الابتكار وتطوير برامج الدراسات العليا، ودعم البحث العلمي، ومواكبة المتغيرات العالمية في مجالات التعليم العالي، بما يضمن تمكين الجيل القادم من الباحثين والطلاب للاضطلاع بدورهم في بناء مستقبل مزدهر ومستدام للمملكة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: جامعة الأميرة نورة برامج الدراسات العلیا الدراسات العلیا فی جامعة الأمیرة نورة للدراسات العلیا التعلیم العالی
إقرأ أيضاً:
معًا نتقدم .. منصة وطنية جامعة
يشكلُ ملتقى (معًا نتقدم) منصة وطنية جامعة للتفاعلِ بين الحكومةِ والمجتمع، ونركز هنا على مصطلح (التفاعل) كمصطلحٍ أوسع من (الحوار)؛ لأنه مع توالي نُسخِ عقد الملتقى تضافُ بعض الأحداث الموازية على هامش الحوار عن السياسات العامة والإجراءات والنسق الحكومي؛ ففي نسخة هذا العام (فبراير 2025) تم الإعلان عن إطلاق بعض المنصات الوطنية، وهي: المنظومة الوطنية للتخطيط والتقييم ومتابعة الأداء، والمنصة الوطنية للمقترحات والشكاوى والبلاغات (تجاوب)، والبوابة الوطنية الموحدة للخدمات الإلكترونية، عوضًا عن إقامة بعض الأركان التفاعلية المصاحبة، هذا غير أن نمط الحوار كان مرتكزًا إلى الاستجابة الفورية فيما يطرح من بعض القضايا، وخاصة تلك التي تعنى ببعض الحالات الاستثنائية والفردية، سواء في قضايا الشباب، أو ريادة الأعمال، أو الحماية الاجتماعية ومنظومات التقاعد، كما أن هناك سردية غلبت على حديث المسؤولين الحكوميين بتضمين بعض استجاباتهم لقصص نجاح عايشوها في سياق المجتمع، وتحديدًا في قطاع الأعمال الريادية. من الجيد أن تتطور هذه المنصة بمرور الوقت كونها تنقل الحكومة إلى نمط (تفاعلي) أكبر، وهو ما تحتاجه مسارات تنفيذ «رؤية عُمان 2040» في راهنها، حيث إن وجود (اليقين الجمعي) بأهمية الرؤية، واستحضار المجتمع للمبادرات والمشروعات والمنجزات في سبيل تحقيقها، ووجود ما يلتمس لدى الأفراد من بعض ثمار مراحلها الأولى تعتبر كلها دعامات أساسية في سبيل تحقيقها كطموحٌ وطني جامع.
نحاول في هذه المقالة تقديم بعض الأفكار التي في تقديرنا من شأنها أن تضيف إلى هذا الحدث السنوي المهم، ويمكن أن نبدأ من فكرة أن تكون هذه المنصة حدثًا وطنيًّا للإعلان عن المشاريع الوطنية الكبرى في القطاعات المختلفة؛ سواء كانت في قطاعات الهياكل الأساسية والخدمات الاجتماعية، أو في القطاعات الاقتصادية الكبرى، أو المشروعات في قطاع تطوير العقار والعُمران. ما يحدث اليوم هو أن هناك مشروعات متعددة ومتوالية يتم الإعلان عنها على مدار العام؛ ولكن ذلك يتم بطريقة مجزأة؛ فتأخذ بعض المشروعات حيزها الكافي من التناول والانتشار والمناقشة وفهم أبعاد الأهمية الاستراتيجية، فيما بعضها الآخر يأخذ حيزًا محدودًا من ذلك وربما يغيب وسط مجموعة من الأحداث وإعلانات المشروعات الأخرى. إن اتخاذ منصة مثل هذا الملتقى للإعلان وإعطاء (الزخم التنموي) للمشروعات الوطنية الاستراتيجية، واتخاذ الملتقى كمنصة لمتابعة مراحل الإنجاز والتقدم فيها لاحقًا بشكل سنوي من شأنه أن يحقق معادلة (الزخم التنموي) المنشود لبعض المشروعات. مع أهمية التركيز على المشروعات الخدمية التي تخدم جوانب الصحة والتعليم والتنقل والإسكان، كونها تتماس بشكل مباشر مع الاحتياج الاجتماعي والضرورات التي ينشدها المجتمع. ونعتقد كذلك أنه من الجيد أن تخصص لهذا الملتقى منصة إلكترونية دائمة، تكون مزودة بالتقارير والتحديثات والبيانات والمعلومات حول ما يتمخض عنه، سواء كان من إجراءات حكومية استحدثت على إثر النقاشات الموسعة فيه، أو مشروعات تم الإعلان عنها خلال أحداثه، أو تحسينات في الخدمات تم البدء فيها على وقع مناقشاته. وهذا ما يكسب الملتقى في تقديرنا متابعة أوسع، ويجعله أكثر من فرصة موسمية سنوية للتفاعل مع الحكومة إلى منصة جامعة يستطيع المواطن من خلالها التعرف على الأحداث/ المشروعات/ السياسات العامة بشكل مستمر وبتفاصيلها المبسطة والقريبة من الفهم العام.
ويمكن للقيمين على الملتقى كذلك مناقشة إمكانية إقامة بعض النسخ القادمة منه خارج مسقط، وهو ما سيدعم التركيز على ملامح النمو الاقتصادي لا مركزيًّا، وأن يشهد المشاركون مسارات التنمية المحلية في المحافظات عبر مشروعاتها الاستراتيجية ومرافقها الخدمية، كما سيمكن من اقتراب الملتقى من خارج المركز، وهو ما يتناغم من دعم جهود التنمية المحلية من ناحية، ويتيح الفرص للساكنة خارج المركز للاقتراب من مشهد السياسات العامة -مع إدراكنا أن عملية اختيار المشاركين تأخذ في الاعتبار تنوع ساكنيتهم عبر المحافظات المختلفة- ولكنها التحرك المكاني نعتقد أنه قد يوسع فكرة التفاعل مع الحدث خلال النسخ القادمة. ومن بين الأفكار التي ننشدها توسيع نطاق التفاعل بإشراك القطاع الخاص لإيجاد وتقديم التحديثات حول المشروعات الكبرى التي يقودها جنبًا إلى جنب مع الحكومة، وتقديم رؤيته ومقاربته الاقتصادية لمشهد التنمية والاقتصاد الجديد الصاعد، والتفاعل المباشر مع المواطنين عبر تقديم تلك الرؤية بما يعتريها من تحديات وتسهيلات. ويمكن له كذلك أن يستثمر في هذه المنصة للإعلان عن مشروعات الاستثمار الاجتماعي الكبرى التي تقودها شركاته ومؤسساته العاملة في مختلف القطاعات وعلى امتداد الجغرافيا.
ومن بين الأفكار التي نركز عليها كذلك إمكانية إضافة جلسة موازية تعنى سنويًّا بتسليط الضوء على متغيرات ومستقبل عمل الحكومات، والكيفية التي تواكب من خلالها مؤسسات الدولة تلك المتغيرات ومحكات المستقبل، ويمكن خلالها استضافة المتحدثين الدوليين المختصين في مثل هذه الجوانب، ويتم خلالها سنويًّا العمل على إعلان السياسات/ المنصات/ الإجراءات المواكبة لتلك المتغيرات، بما فيها مشروعات التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية، أو التشريعات التي من شأنها أن تجود العلاقة بين الحكومة والمتعاملين باختلافهم. تتوقع التحليلات أنه بحلول عام 2030 فإن 80-90% من التفاعلات بين الحكومات والمستفيدين ستكون عبر الإنترنت، في الوقت الذي يعظم فيه الذكاء الاصطناعي أهمية وجود مهارات جديدة لدى الموظفين الحكوميين، وتتعاظم فيه ضرورات استثمار الحكومات في الأمن السيبراني لتعزيز منظومة خدماتها الحكومية، كل هذه المتغيرات الناشئة وأكثر من الجيد أن تُفرَد لها نقاشات حول المتغير العالمي فيه وكيفية الاستجابة له في السياق المحلي. وفي العموم تشكل تجربة (معًا نتقدم) أداة مهمة لتعزيز الوعي بالسياسات العمومية، وتمكين المسؤولين الحكوميين من فهم (رجع الصدى) على بعض السياسات والإجراءات القائمة، وتقريب المحددات الحكومية من فهم الحاجيات الاجتماعية القصوى في قطاعات التنمية المختلفة.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان