الخليج الجديد:
2025-02-23@22:05:51 GMT

مكابرة الأسد ورهان تطبيع العرب الخاسر!

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

مكابرة الأسد ورهان تطبيع العرب الخاسر!

مكابرة الأسد ورهان تطبيع العرب الخاسر!

لم يتغير سلوك الأسد ليعيد حساباته ويفي بتعهداته. يعني أن التطبيع العربي مع نظام الأسد كان رهانا خاسرا!

وصف الأسد موقف حركة حماس كان مزيجًا من الغدر والنفاق. ورفض فكرة الاجتماع مع الرئيس أردوغان، لعدم شرعنة الاحتلال التركي.

حمّل الأسد الدول الداعمة للمعارضة السورية التي أعادت الأسد للجامعة العربية مسؤولية «خلق الفوضى في سوريا ومسؤولية تجارة المخدرات».

كان خطاب الأسد مؤسفا ومتحديا ولم يظهر أي عقلانية أو مهادنة ولم يقدر دور الدول العربية التي دفعت لعودة نظامه للجامعة العربية، بل بدا أكثر تشدداً وصلفا.

لم ينفذ النظام أيا من مطالب القمة العربية لأنها باختصار غير قابلة للتطبيق. ومن هذا المنطلق بدا رئيس النظام السوري في المقابلة غير تائب ومبرراً، بل متحدياً ومصعداً.

برر الأسد بفجاجة عدم عودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم لصعوبة تهيئة الظروف و«دمار البنى التحتية التي تسبب بها «الإرهاب»! وكيف يعودون لبلادهم دون الماء والكهرباء والمدارس والرعاية الصحية».

أكد بشار أنه لم يكن مطروحاً تنحيه عن السلطة في بداية الانتفاضة (التي كانت سلمية ومليونية) ـ عند اندلاع أحداث 2011 في سوريا لأن ذلك كان سيعد "هروبًا من الحرب ولو تفادينا الحرب كنا سندفع ثمنا أكبر بكثير لاحقا".

* * *

علّقت في مقالين بشهر مايو الماضي، مستغرباً ومشككاً بتأهيل النظام العربي نظام بشار الأسد وإعادته إلى الحضن العربي وتعويمه برغم جرائمه وتحويل سوريا لخرابة كاملة تقترب من حافة الإفلاس والمجاعة اليوم مع تراجع قيمة الليرة لمستويات دنيا حتى صار راتب الموظف السوري بضعة دولارات في الشهر الواحد.

ومع ذلك كله، منح النظام العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي استضافت القمة العربية فائدة الشك، وقادت إعادة الأسد للحضن العربي، على خلفية التقارب والتطبيع وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

ولكن دون وضع مرحلة انتقالية لاختبار التزام واخضاع نظام الأسد للالتزام بالشروط العربية. وبعد ثلاثة أشهر من عودة نظام الأسد لم يلتزم بتطبيق أي منها!

علقت حينها، بالتأكيد «أن عودة نظام الأسد المثيرة للجدل والتي افتقدت للإجماع العربي، بسبب تحفظ قطر، تدشن لحقبة جديدة بانحياز النظام العربي للأنظمة والإعلان الرسمي عن نهاية موجات تغيير الربيع العربي».

افتقدت بدعة خطوة إيجابية من النظام تقابلها خطوة إيجابية من الجامعة العربية بإعادة النظام السوري إلى الحضن العربي، لآلية تعاقب النظام السوري في حال فشل في الالتزام بتلبية المطالب والتنازلات، بتعهدات عودة اللاجئين الآمنة إلى مناطقهم، والانخراط بحوار وطني ومخرجات جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254، ووقف تصدير شحنات المخدرات والكبتاغون التي يغرق بها الدول الخليجية، وإنهاء وجود ودور الميليشيات والجماعات المسلحة، والأهم فك ارتباط تحالفه مع إيران وهيمنتها على القرار السياسي والأمني مع روسيا على سوريا.

لكن الأسد كعادته يريد عودة مجانية. وكان صادماً خطابه الفوقي الشوفيني أمام القادة والشعوب العربية في القمة العربية، وتأكيده أن سوريا قلب العروبة وفي قلبها. «وتغيير الأحضان لكن لا تغير الانتماء»!

خرج الأسد الأسبوع الماضي في مقابلة حصرية مع فضائية «سكاي نيوز» عربية الإماراتية، بعد حوالي ثلاثة أشهر من القمة العربية وإعادة نظام الأسد إلى حضن الجامعة العربية في القمة العربية في السعودية ليبرر بأسباب واهية عدم الإيفاء بوعوده وتعهداته وفشله في تنفيذها، دون أي تلويح بعقوبات عربية!

وكان مؤسفاً خطاب الأسد المتحدي، ولم يظهر أي موقف عقلاني ـ مهادن في المقابلة، ولم يقدر دور الدول العربية التي دفعت لعودة نظامه للجامعة العربية، بل على العكس بدا أكثر تشدداً وصلفاً. وذلك قبل اجتماع اللجنة السداسية لمراجعة التزامه بما تعهد بتنفيذه في 15 أغسطس الجاري.

وخاصة أن نظامه لم ينفذ أيا من الشروط التي وضعت مقابل استعادة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية ضمن بدعة خطوة إيجابية من النظام تقابله خطوة من طرف العرب. أبرز المطالب:

1 ـ تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

2 ـ إطلاق عملية سياسية تشمل حوار مع المعارضة السورية.

3 ـ تعديل الدستور لضمان مشاركة المعارضة في عملية سياسية.

4 ـ تهيئة الظروف لضمان عودة آمنة لملايين السوريين النازحين واللاجئين إلى مناطقهم من لبنان والأردن وتركيا والغرب.

5 ـ مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.

6 ـ الحفاظ على سيادة سوريا وإنهاء التدخلات الخارجية ووجود الميليشيات المسلحة الموالية لإيران على الأراضي السورية. (كيف يمكن للأسد أن يوافق على ذلك وإيران وميلشياتها وعلى رأسها حزب الله هي ضمان بقاء النظام).

7 ـ ضرورة وقف تصدير والاتجار بالمخدرات وخاصة حبوب الكبتاغون إلى الأردن ودول الخليج. حيث تدر التجارة بالمخدرات حوالي 6 مليارات دولار سنوياً للنظام.

وبجرأة صادمة حمّل الأسد في مقابلة «سكاي نيوز» عربية الدول الداعمة للمعارضة السورية التي أعادت الأسد للجامعة العربية مسؤولية «خلق الفوضى في سوريا ومسؤولية تجارة المخدرات».

لذلك لم ينفذ النظام أيا من مطالب القمة العربية لأنها باختصار غير قابلة للتطبيق. ومن هذا المنطلق بدا رئيس النظام السوري في المقابلة غير تائب ومبرراً، بل متحدياً ومصعداً.

وأكد الرئيس السوري في مقابلته أنه لم يكن مطروحاً تنحيه عن السلطة في بداية الانتفاضة (التي كانت سلمية ومليونية) ـ عند اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011. لأن ذلك كان سيعد هروبًا بسبب الحرب» ولو تفادينا الحرب كنا سندفع ثمنا أكبر بكثير لاحقا».

وذلك برغم تظاهر الملايين في معظم المدن السورية ومطالبتهم برحليه، قبل أن يعسكرها النظام باستخدام القوة المفرطة والصواريخ والبراميل المتفجرة وسلاح السيرين والسلاح الكيميائي لقمع الاحتجاجات والمنتفضين ضد نظامه، ودخول إيران وميليشياتها وروسيا والتنظيمات الإرهابية!

وأكد الأسد وجود مؤامرة بسيناريوهات لخلق حالة من الرعب في سوريا مثل ما حدث للقذافي وصدام حسين. وبرغم عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية، إلا أنه انتقد مؤسسة الجامعة لأنها «لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي»!

وبرر الأسد بشكل فج سبب عدم عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم لصعوبة تهيئة الظروف ـ «لدمار البنى التحتية التي تسبب بها «الإرهاب»! وكيف يعود اللاجئون إلى بلادهم دون وجود الماء والكهرباء والمدارس والرعاية الصحية». وكأنه يستجدي من الدول الخليجية تحمل كلفة وفاتورة إعادة إعمار الدمار الذي تسبب به مع إيران وميليشياتها وروسيا والميليشيات الإرهابية!

ووصف الأسد موقف حركة حماس كان مزيجًا من الغدر والنفاق. ورفض فكرة الاجتماع مع الرئيس أردوغان، لعدم شرعنة الاحتلال التركي.

وزعم الأسد أن هناك حوارا متقطعا يجري مع الولايات المتحدة منذ سنوات. وتمكنت سوريا تجاوز (قانون قيصر) الأمريكي (الذي يفرض عقوبات واسعة على الأفراد والشركات والحكومات والأنشطة الاقتصادية التي تساعد نظامه عسكرياً) بطرق متعددة ولم يعد «العقبة الأكبر»!

واضح، برغم تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار الدولة وانهماك روسيا بحربها في أوكرانيا، ومواجهة إيران مع أمريكا والتصعيد والإنفراجة بما يشمل سوريا، وصفقة المقايضات مع إيران، لم يغير سلوك الأسد ليعيد حساباته ويفي بتعهداته. يعني أن التطبيع العربي مع نظام الأسد كان رهانا خاسرا!

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا روسيا إيران السعودية المخدرات الكبتاغون الميليشيات التطبيع العربي الجماعات المسلحة بشار الأسد حركة حماس للجامعة العربیة الدول العربیة النظام السوری القمة العربیة نظام الأسد السوری فی فی سوریا مع إیران

إقرأ أيضاً:

سوريا: الشرع يتلقى دعوة لحضور قمة عربية طارئة في القاهرة

أعلنت الرئاسة السورية، يوم الأحد، أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع تلقى دعوة رسمية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في قمة طارئة لجامعة الدول العربية، المقرر عقدها في القاهرة يوم 4 مارس المقبل.

اعلان

وتأتي هذه الدعوة كخطوة مهمة في مسار إعادة بناء العلاقات السورية مع العالم العربي، خاصة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وكان الشرع، الذي قادت مجموعته "هيئة تحرير الشام" الهجوم الذي أطاح بنظام الأسد، قد أعلن رئيسا لمرحلة انتقالية الشهر الماضي. 

ومنذ توليه المنصب، سعى الشرع إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية، وتعهد بقيادة عملية انتقال سياسي تشمل تشكيل حكومة شاملة وإجراء انتخابات قد يستغرق تنظيمها ما يصل إلى أربع سنوات.

وقد تعاملت مصر، التي تعتبر الإسلاميين تهديدا وجوديا، بحذر مع الإدارة السورية الجديدة، حيث أكد مسؤولون مصريون أن دمشق بحاجة إلى تبني انتقال سياسي شامل بعيدا عن "التدخلات الخارجية". 

Relatedالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع بن سلمان؟شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة

وعلى الرغم من ذلك، هنأ الرئيس السيسي الشرع على تعيينه، ومن المتوقع أن يشهد اللقاء الوشيك بينهما في القمة العربية أول لقاء مباشر بين القائدين.

ومن المقرر أن تركز القمة الطارئة في القاهرة بشكل رئيسي على الجهود العربية لمواجهة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وتحويله إلى منتجع ساحلي دولي.

كما ستتناول القمة الدعوات التي وجهها ترامب لمصر والأردن لإعادة توطين النازحين من غزة، وهي قضية تثير جدلا واسعا في المنطقة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أحمد الشرع يصل اللاذقية معقل آل الأسد في أول زيارة له منذ الإطاحة بالنظام.. فكيف استقبلته المدينة؟ الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد" الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير" مصر- سياسةسورياأبو محمد الجولاني هيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext انتخابات ألمانيا: اليمين المحافظ في المركز الأول وهزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي بزعامة أولاف شولتز يعرض الآنNext تشييع حسن نصرالله في بيروت.. من سيشارك في وداع أمين عام حزب الله؟ يعرض الآنNext نتنياهو يحذر دمشق: على الإدارة الجديدة سحب قواتها من جنوب سوريا ولن نتسامح مع تهديد الطائفة الدرزية يعرض الآنNext طائرة أمريكية تغير مسارها بسبب تهديد بوجود قنبلة على متنها يعرض الآنNext زيلينسكي: أوكرانيا تعرضت لأكبر هجوم بالمسيرات منذ بدء الغزو الروسي اعلانالاكثر قراءة إسرائيل تتسلم الرهائن من الصليب الأحمر وترقب للإفراج عن 602 أسير فلسطيني اليوم مسجد "ليبرالي" في برلين يقبل دخول المثليين ويسمح بالاختلاط في الصلاة والإمام امرأة لأبراهام مانغيستو الذي أفرجت عنه حماس اليوم قصة مختلفة... فما هي؟ رقعة مشيمية تعيد الأمل لرجل فقد بصره جزئياً بسبب هجوم بمادة حارقة البابا فرنسيس يغيب عن قداس الأحد للمرة الثانية في ظل استمرار المخاوف حول صحته اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025إسرائيلألمانيادونالد ترامبأوكرانياحزب اللهحسن نصر اللهأولاف شولتسحركة حماسفلاديمير بوتيننيويوركإيرانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • سوريا: الشرع يتلقى دعوة لحضور قمة عربية طارئة في القاهرة
  • رفض سياسي ورسائل مبطنة.. لماذا تعارض قوى الإطار تطبيع العلاقات مع سوريا؟
  • رفض سياسي ورسائل مبطنة.. لماذا تعارض قوى الإطار تطبيع العلاقات مع سوريا؟ - عاجل
  • في تحول خاطف.. كيف اختفت رموز نظام الأسد من أسواق دمشق وحلّت محلها ألوان الثورة؟
  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • سوريا.. القبض على “مجرم” متورط بإلقاء براميل متفجرة على المدنيين / صور
  • أحمد حسون.. مفتي سوريا في النظام السابق
  • محطة "القدم" للقطارات بدمشق.. إرث عثماني دمره نظام الأسد
  • مجزرة التضامن يوم قتل نظام الأسد فلسطينيين وسوريين بدمشق وردمهم في حفرة
  • محلل سياسي: الآن هناك عودة لمفهوم الأمن القومي العربي (فيديو)