لماذا تستهدف أمريكا "إخوان اليمن" بورقة العقوبات؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقف الولايات المتحدة الأمريكية بالمرصاد لكل جماعة أو تنظيم أو ميليشيا، تحاول بأي طريقة كانت دعم حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، ولذلك حتى لا تتمكن تلك الحركة من الاستمرار في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبعد فرضها عقوبات على كل من إيران ووكلائها المنتشرين بالمنطقة، اتجهت إلى فرض عقوبات على جماعة الإخوان في اليمن الممثلة في «حزب التجمع اليمني للإصلاح» التي يحاول قياداتها إبراز أنهم داعمين للقضية الفلسطينية، وذلك من أجل حشد الدعم الشعبي ودفع المواطنيين للالتفاف حولها.
أمريكا والإخوان
في هذا السياق، فقد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان، في 8 أكتوبر 2024، فرض عقوبات على رجل الأعمال وعضو البرلمان اليمنيوعضو الهيئة العليا في حزب التجمع الإخواني، الشيخ حميد عبدالله الأحمر، وتسع شركات تابعة له بتهمة "توفير الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحماس"، وأفادت بأن "الأحمر أحد أبرز المؤيدين الدوليين لحماس وعضو رئيسي في محفظة استثمارات حماس السرية، والتي كانت تدير في ذروتها أصولاً بقيمة 500 مليون دولار، وهو أيضًا رئيسًا لمؤسسة القدس الدولية الخيرية التابعة لحماس ومقرها لبنان، والتي أدرجها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في أكتوبر 2012 لكونها خاضعة لسيطرة حماس"، وأضافت إن تصنيف "الأحمر" تم بموجب الأمر التنفيذي 13224، المعدل، لمساعدته ودعمه لحماس.
وقد رد الحزب الإخواني على القرار الأمريكي، معلناً رفضه للعقوبات ضد «حميد الأحمر»، واعتبر الحزب، في بيان له، أن "هذا القرار الصادر بدعوى مناصرته للقضية الفلسطينية تعسفي وجائر"، ومؤكداً أن القرار يهدف إلى تجريم التعاطف السياسي والشعبي مع القضية الفلسطينية، وترهيب من يدينون مجازر الإبادة الجماعية في غزة، وطالب الحزب الإخواني بإلغاء هذا القرار، الذي قال إنه "طال شخصية وطنية لها سجل حافل في التاريخ السياسي والنضالي محليا وإقليميا"، كما طالب الحكومة اليمنية الشرعية بتحمّل مسؤوليتها في الدفاع عن "الأحمر".
تضيق الخناق
تحاول واشنطن من خلال نهج العقوبات سواء على الحوثيين أو الإخوان تضيق الخناق على هذه الجماعات ومنعهم من تنفيذ أعمال وجرائم إرهابية بالمنطقة، كما تركز واشنطن في الوقت الراهن على استهداف الجهات الفاعلة الرئيسية التي مكنت حركة "حماس" من الصمود وتطوير قدراتها العسكرية والاستمرار في مواجهة إسرائيل.
ويشار إلى أن العقوبات الأمريكية على القيادى الإخواني اليمني "حميد الأحمر"، أعادت تسليط الضوء على مدى ارتباط الحزب الإخواني، الذي تقول قياداته إنّه حزب وطني بالدرجة الأولى، بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وهو ما يجعل من الحزب وقياداته جزءا مما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران ويضم عددا كبيرا من القوى والفصائل الإسلامية السنية والشيعية المسلّحة عبر المنطقة.
تعاون حوثي إخواني
ويعني ما تقدم أن العقوبات الأمريكية الجديدة على القيادي الإخواني اليمني تضع حزب الإصلاح في صف واحد إلى جانب الحوثيين ضمن "محور المقاومة" الذي تتزعمه إيران، ورغم العداء بين الحوثي والإصلاح، إلا أن الميليشيا أعلنت رفضها العقوبات الأمريكية على "الأحمر"، وذلك على لسان القيادي الحوثي "نصرالدين عامر" ، قائلاً في تغريدة عبر منصّة إكس، "نرفض رفضًا قاطعًا أي إجراءات أمريكية ضد أي يمني مهما كان اختلافنا معه".
وحول دلالة التحركات الإخوانية، يقول «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الإخوان يسعون للاصطياد دائمًا في "المياه العكرة" ويعتبرون أن القضية الفلسطينية والأحداث التصعيدية التي تشهدها المنطقة "فرصة هامة" ينبغي استغلالها للعودة إلى المشهد السياسي، وتكثيف التعاون مع الحوثي لإزاحة الحكومة اليمنية الشرعية والسيطرة على كامل الأراضي اليمنية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أمريكا حماس اخوان اليمن الحوثيين إيران
إقرأ أيضاً:
ترامب: أمريكا لا ترغب في تصعيد العقوبات ضد روسيا
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لا تسعى في المرحلة الحالية إلى استخدام الضغط أو تشديد العقوبات على روسيا، مشيرًا إلى أن هناك حوارًا جاريًا بين الطرفين.
جاءت تصريحات ترامب ردًا على سؤال من الصحفيين بشأن احتمالات تشديد العقوبات الأمريكية على موسكو، حيث قال: "حسنًا، لدي بالفعل وسيلة ضغط.. لكنني لا أريد التحدث عن وسيلة الضغط هذه، لأننا الآن نتحدث مع الروس".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن التصريحات الصادرة عن موسكو اليوم تحمل نبرة إيجابية إلى حد كبير، ولذلك يفضّل عدم مناقشة مسألة الضغط والعقوبات في الوقت الراهن.
موقف موسكو من إنهاء الأزمة الأوكرانيةمن جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو منفتحة على المقترحات المتعلقة بإنهاء الأعمال القتالية، لكنها تشترط أن يؤدي ذلك إلى سلام دائم وإزالة الأسباب الجذرية للأزمة. وأعرب بوتين عن تقديره لاهتمام ترامب الكبير بتسوية النزاع في أوكرانيا، لكنه شدد على أن أي مفاوضات بشأن إنهاء الصراع ستعتمد على التطورات الميدانية.
وأشار بوتين إلى أن جميع الخطط العسكرية الموضوعة في مقاطعة كورسك وعلى الجبهات الأخرى سيتم تنفيذها بالكامل، ما يعكس إصرار موسكو على تحقيق أهدافها الميدانية قبل أي اتفاق سياسي.
موقف وزارة الخزانة الأمريكية من العقوبات
على الرغم من تصريحات ترامب، فإن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أكد يوم الخميس أن الولايات المتحدة لن تتردد في تشديد العقوبات على روسيا إلى أقصى مستوى ممكن، إذا تطلب الأمر ذلك. ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار المواجهات في أوكرانيا، ما يعكس تباينًا في مواقف الإدارة الأمريكية بين الرغبة في الحوار مع موسكو والتهديد بتصعيد الضغط الاقتصادي عليها.
التوازن بين الحوار والضغطتعكس هذه التطورات تردد الإدارة الأمريكية بين خيارين: الأول هو متابعة المفاوضات مع موسكو لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية، والثاني هو الإبقاء على سياسة الضغط عبر العقوبات الاقتصادية. ويبدو أن ترامب يحاول تحقيق توازن بين الاثنين، حيث يُبقي على خياراته مفتوحة وفقًا لمسار المحادثات الجارية مع الكرملين.
وفي الوقت الذي تبدي فيه روسيا استعدادها للنقاش حول إنهاء الأعمال القتالية، فإنها لا تزال تربط ذلك بضرورة تحقيق مكاسب ميدانية وضمانات أمنية، وهو ما يجعل أي تقدم في المفاوضات مرهونًا بالوضع العسكري على الأرض والتوجهات السياسية للجانبين.