لماذا تأخرت ثورة الذكاء الاصطناعي في هوليود؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
منذ بداية العام الجاري، تحاول شركات الذكاء الاصطناعي مثل "أوبن إيه آي" جذب أستوديوهات هوليود من خلال وعود مستقبلية بتوفير أدوات يمكن أن تجعل إنتاج الأفلام والمسلسلات أسرع وأسهل وأقل تكلفة.
لكن في المقابل، فإن شركات التقنية كانت بحاجة للحصول على الملكية الفكرية المستخدمة لكميات هائلة من الأفلام والمسلسلات لتدريب نماذجها المعقدة.
ورغم التوقعات الكبيرة، فإن المحادثات بين الطرفين لم تثمر عن نتائج تذكر حتى الآن.
أبرز شراكة تم الإعلان عنها عقدت الشهر الماضي بين شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "رنواي" وأستوديو "لايونزغيت"، المنتج لسلاسل أفلام مثل "جون ويك" (John Wick) و"ألعاب الجوع" (The Hunger Games). وبموجب هذه الاتفاقية، ستعمل "رنواي" على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يساعد في عمليات مثل التخطيط المبدئي للقصص (storyboarding).
لكن حتى الآن، لم تعلن أي من الأستوديوهات الكبرى عن شراكات مشابهة، ولا يُتوقع أن يتم ذلك قبل عام 2025، وفقًا لمصادر مطلعة على هذه المحادثات.
هناك أسباب عديدة لهذا التأخير؛ فالذكاء الاصطناعي يمثل مجالًا معقدًا تتطور ضوابطه القانونية باستمرار. كما تتشكك الجهات المنتجة بمدى قبول الجمهور للأفلام التي تُصنع أساسًا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وهناك أيضًا تساؤلات بشأن كيفية تقدير قيمة مكتبات الأستوديوهات لأغراض الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مخاوف تتعلق بحماية الملكية الفكرية.
كما أن الذكاء الاصطناعي يعد قضية شائكة في صناعة الترفيه، حيث تسود حالة من انعدام الثقة تجاه شركات التقنية بسبب تعاملها مع الملكية الفكرية بمنهجية توصف أحيانًا بأنها "فوضوية". ويثير الذكاء الاصطناعي قلق الكثيرين في القطاع، إذ يخشون استخدام أدوات تحويل النصوص إلى صور وفيديوهات في القضاء على فرص العمل.
على سبيل المثال، أثارت صفقة "لايونزغيت" مع رنواي قلقًا بين بعض العاملين في مجال الترفيه، مما دفعهم إلى التواصل سريعًا مع وكلائهم. وقد أكدت نقابة المخرجين الأميركيين أنها تواصلت مع لايونزغيت لعقد اجتماع قريبًا.
وكانت مخاطر الذكاء الاصطناعي واحدة من القضايا الرئيسية التي أثارها الممثلون والكتّاب العام الماضي عندما أضربوا لعدة أشهر. وطالبوا بإدراج بنود حماية في عقودهم، مثل اشتراط الحصول على إذن الممثلين قبل إنشاء نسخ رقمية منهم وتعويضهم عن استخدامها.
وقال خافي بورغيس، الذي يقود فريقًا يقدم استشارات لقطاع الترفيه ضمن شركة "إي واي" للخدمات المهنية، إن "الشركات تتوخى الحذر حاليًا في كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.. الجميع يحاولون فهم الفرص المتاحة وكيف يمكن أن تدعم أعمالهم".
ورفض تحالف منتجي السينما والتلفزيون -الذي يمثل الأستوديوهات الكبرى في المفاوضات العمالية- التعليق على الموضوع، في حين لم تستجب أستوديوهات كبرى مثل "نتفليكس" و"ديزني" و"وارنر برذرز ديسكفري" لطلبات التعليق.
ويحظى الذكاء الاصطناعي بأهمية خاصة لدى الأستوديوهات في وقت تسعى فيه إلى خفض التكاليف، خاصة مع تزايد الاعتماد على البث الرقمي على حساب التلفزيون التقليدي وصعوبة استعادة إيرادات شباك التذاكر بعد جائحة "كوفيد-19".
وكانت "وارنر برذرز ديسكفري" أعلنت الشهر الماضي أنها ستستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي من "غوغل" لتوليد نصوص مصاحبة للبرامج غير المكتوبة، مما يقلل من وقت الإنتاج وتكاليفه بشكل كبير. كما تُجري وارنر برذرز ديسكفري و"ديزني" محادثات مع "أوبن إيه آي" للحصول على تراخيص لاستخدام مقاطع من مكتباتهما.
من ناحيتها، أعلنت "ميتا" عن تعاونها مع شركة إنتاج الرعب "بلمهوس" في برنامج تجريبي لدراسة وجهة نظر الصناعة حول أدوات "موفي جين إيه آي". واختارت بلمهوس ثلاثة مخرجين، من بينهم كيسي أفليك، لاستخدام الأدوات الجديدة وإنشاء مقاطع فيديو تُدمج في كبرى أعمالهم.
غير أن التوصل إلى المزيد من الصفقات يتطلب وضع معايير محددة لتقييم مكتبات الأفلام والتلفزيون، وهي مسألة لم يتم الاتفاق عليها بعد.
ويواجه الذكاء الاصطناعي تحديات قانونية بشأن كيفية تدريب نماذجه وطريقة تعويض المواهب؛ وقد رفعت عدة دعاوى قضائية على شركات الذكاء الاصطناعي، من بينها رنواي، بسبب استخدام أعمال إبداعية لتدريب النماذج دون إذن أصحابها. كما رفعت بعض شركات الموسيقى والنشر دعاوى مشابهة.
وأثارت مواقف "أوبن إيه آي" تجاه حقوق الطبع والنشر مخاوف في هوليود، إذ تتبنى الشركة تفسيرًا واسعًا لمبدأ "الاستخدام العادل"، مما يسمح باستخدام محدود للمحتوى المحمي دون إذن. وفي حادثة مثيرة في مايو/أيار الماضي، اتهمت النجمة سكارليت جوهانسون الشركة بإطلاق برنامج يستخدم صوتًا مشابها لصوتها، رغم رفضها سابقًا المشاركة في المشروع.
وحتى الآن، لم تقم الأستوديوهات الكبرى برفع دعاوى قضائية على شركات الذكاء الاصطناعي، لكن هذا الخيار ليس مستبعدا في المستقبل.
من جهة أخرى، يسعى المشرّعون على المستويين الفدرالي والولايات إلى سن قوانين لمعالجة المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، إذ وقع غافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا قوانين لمكافحة انتشار "التزييف العميق" في الإعلانات السياسية، وسط مطالبات من هوليود لفرض المزيد من التشريعات.
صفقة لايونزغيت مع رنواي توفر نموذجًا لكيفية صياغة الاتفاقيات المستقبلية؛ فبموجب الاتفاق، ستُدرب رنواي نموذج ذكاء اصطناعي باستخدام عدد محدود من الأعمال لاستخدامه من قبل الأستوديو والمخرجين المختارين. ولن تُستخدم بيانات لايونزغيت في تدريب نماذج رنواي الأخرى.
ويؤكد كريستوبال فالينزويلا الرئيس التنفيذي لرنواي أنه يدرك أن "هذه التقنية قوية للغاية، لكنها ليست صندوقًا سحريا يصنع الأفلام دون تحكم بشري.. هذه أدوات عظيمة للفنانين، والكثير منهم بدأ بالفعل في استخدامها، وأدرك أنها ستُحدث تغييرًا جذريا في المهنة".
وتعمل شركات الذكاء الاصطناعي على توفير أدواتها للمزيد من العاملين في قطاع الترفيه، مع حوافز مالية أحيانًا. وقد بدأ بعض المبدعين في استخدام أدوات تحويل النصوص إلى فيديوهات في مقاطع موسيقية أو لإضافة خلفيات إلى محتوى "يوتيوب".
لكن لا يزال من غير الواضح مدى سرعة قبول هذه الأدوات وإبرام الصفقات مع الأستوديوهات الكبرى.
واختتم أحد المدرين التنفيذيين قائلا "في نهاية المطاف، سيتعلق الأمر بالمال. فإذا كان العرض المالي كبيرًا بما يكفي، فلن تتردد الأستوديوهات في قبوله، ثم ستتعامل لاحقًا مع مسألة توزيع الأرباح وغيرها من التفاصيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شرکات الذکاء الاصطناعی إیه آی
إقرأ أيضاً:
سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعي
طرحت شركة سامسونج، هاتفها الجديد Galaxy A56 الذي يأتي مع دعم الشحن السلكي بقدرة 45 وات، بعد أربع سنوات من اعتماد الشركة لهذه السرعة لأول مرة، تشمل الميزات الجديدة أيضا دعم ميزات الذكاء الاصطناعي، ومعالج قوي وشاشة أكبر بقياس مع حواف أصغر من جميع الجهات.
وبحسب ما ذكره موقع “gsmarena” التقني، يعد Galaxy A56 أول هاتف يحمل معالج ميدياتك Exynos 1580، وهو يعد ترقية كبيرة مقارنة بسابقه، مما يمنح الهاتف أداء كبير مقارنة بـ A55.
ويحتوي المعالج على وحدة معالجة مركزية CPU بسرعة 2.9 جيجاهرتز، وحدة معالجة رسومات GPU قائمة على AMD، ووحدة معالجة الشبكات العصبية NPU بسرعة 14.7 TOPS، مما يعني أن الأداء سيكون أعلى بنسبة 37% مقارنة بالعام الماضي، يحتوي الهاتف على 8 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي رامم.
تم تحسين الشاشة أيضا، حيث أصبحت شاشة HBM أكثر سطوعا، مع 1200 شمعة في السطوع العادي و1900 شمعة في السطوع الأقصى، كما تحافظ الشاشة على دقة Full HD+ وحماية Gorilla Glass Victus+.
فيما يخص المتانة، فإن Galaxy A56 يحتوي أيضا على Victus+ في الجهة الخلفية مع إطار من الألمنيوم، كما أن الهاتف أصبح أنحف من سابقه بملف بسمك 7.4 مم ويتميز بجزيرة كاميرا معاد تصميمها.
يحتوي هاتف Galaxy A56، على كاميرا خلفية رئيسية 50 ميجابكسل، مصحوبة بكاميرا بدقة 12 ميجابكسل بزاوية واسعة، وعدسة بدقة 5 ميجابكسل ماكرو، بالإضافة إلى كاميرا أمامية بدقة 12 ميجابكسل لالتقاط صور السيلفي، يدعم نظام الكامير بعض ميزات الذكاء الاصطناعي.
يشمل الهاتف أيضا تحسينات في التصوير مثل تعزيز الصور السياقي، وتحسين الصور والفيديوهات في الإضاءة المنخفضة باستخدام وضع الحد من الضوضاء، وزيادة سرعة التصوير المستمر، تم تحسين التبديل بين الكاميرا الرئيسية والكاميرا الواسعة الزاوية ليصبح أسرع بمرتين.
وعدت سامسونج بتقديم 6 سنوات من التحديثات الأمنية و6 تحديثات لنظام التشغيل، مما يعد المستخدمين بعمر أطول للهاتف، سيتم إطلاق الهاتف بنظام Android 15 وواجهة One UI 7.0، التي تأتي مع تصميم جديد للواجهة وخيارات تخصيص أكثر.
يأتي الهاتف أيضا مع ميزة Circle to Search، التي تتيح للمستخدمين البحث عن أي شيء على شاشتهم من خلال حركة واحدة فورية.
وتعج هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها هاتف من سلسلة Galaxy A على دعم الشحن السريع بقدرة 45 وات، وهي ميزة كانت مقتصرة سابقا على هواتف Galaxy S الرائدة.
تسمى سامسونج هذه الميزة Super Fast Charge 2.0، ومن المفترض أن يشحن الهاتف 65% من بطاريته التي تبلغ 5000 مللي أمبير في 30 دقيقة، بينما سيستغرق الشحن من 0 إلى 100% حوالي 68 دقيقة.
يتوفر Samsung Galaxy A56 بأربعة ألوان هي: الرمادي الغامق، الرمادي الفاتح، الزيتوني، والوردي، مقابل سعر يبدأ من 479 دولار للإصدار بسعة 128 جيجابايت.