حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن مصر قد تضطر إلى إعادة تقييم برنامجها مع صندوق النقد الدولي الذي تبلغ قيمته 8 مليارات دولار، إذا لم تأخذ المؤسسات الدولية في اعتبارها التحديات الإقليمية غير العادية التي تواجهها البلاد.

ووقعت مصر حزمة دعم مالي بقيمة 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي في مارس/ آذار الماضي تلزمها بخفض دعم الوقود والكهرباء وسلع أولية أخرى والسماح بتحرير سعر صرف الجنيه، وهي إجراءات أثارت غضبا شعبيا.

وساعدت هذه الحزمة مصر في الحصول على أموال إضافية بمليارات الدولارات من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.

أسعار المحروقات

ورفعت مصر يوم الجمعة أسعار مجموعة كبيرة من منتجات الوقود للمرة الثالثة هذا العام، مع زيادة أسعار السولار (الديزل) والبنزين بما يتراوح بين 11% و17%.

وبموجب برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، يفترض رفع أسعار الوقود مرة أخرى بعد 6 أشهر، وفق المسؤولين المصريين.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، رفعت مصر سعر الخبز المدعوم 300%، وقال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في يوليو/ تموز إن أسعار الوقود سترتفع تدريجيا حتى نهاية 2025.

وقال السيسي في مؤتمر عن السكان والصحة والتنمية البشرية مساء أمس الأحد إن مصر تعمل على البرنامج الحالي في ظروف إقليمية ودولية وعالمية شديدة الصعوبة، منوها بأن هذه رسالة إلى المؤسسات الدولية المعنية بهذا الأمر، منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأضاف أن مصر خسرت ما بين 6 إلى 7 مليارات دولار من إيراداتها خلال الأشهر العشرة الماضية تقريبا، وقد يستمر الوضع لمدة عام آخر على الأقل.

وكانت هجمات جماعة الحوثي في اليمن على حركة الملاحة في البحر الأحمر قد أجبرت السفن على تحويل مسارها بعيدا عن قناة السويس لتنخفض إيراداتها إلى 870 مليون دولار في الربع الثاني، مقارنة مع 2.54 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وأضاف السيسي أنه لا بد من مراجعة البرنامج الذي اتفقت عليه مصر مع صندوق النقد إذا كان سيحمل الناس ما لا يمكن تحمله.

صندوق النقد سيجري المراجعة الرابعة لبرنامج إقراض مصر بعد اجتماعات الخريف (رويترز) مراجعة الصندوق

ومن المقرر أن يشارك مسؤولون مصريون في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي ستعقد في واشنطن هذا الأسبوع، وسط توقعات بأن يجروا محادثات مع مسؤولين من المؤسستين.

وكان من المقرر أن يجري صندوق النقد في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي مراجعة جديدة لاتفاقية القرض المبرمة مع مصر، لكن الصندوق أرجأ المراجعة إلى موعد لم يتحدد بعد وتأجل بالتالي حصول مصر على شريحة جديدة من القرض قيمتها 1.2 مليار دولار.

وحسب الصندوق، فإن أهم الإصلاحات الاقتصادية في مصر تشمل التحول إلى نظام سعر صرف مرن، وتشديد السياسة النقدية والسياسة المالية العامة، وإبطاء الإنفاق على البنية التحتية للحد من التضخم، والمحافظة على استدامة القدرة على تحمل الديون، مع تعزيز بيئة تمكن القطاع الخاص من ممارسة نشاطه.

وأكد صندوق النقد الدولي أن هذه السياسات ستسهم في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي واستعادة الثقة، كما ستمكن مصر من مواجهة التحديات التي طرحتها الصدمات الخارجية في الآونة الأخيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات صندوق النقد الدولی مع صندوق النقد

إقرأ أيضاً:

السيسي يوجه بمراجعة برنامج صندوق النقد مع تزايد التوترات الإقليمية

القاهرة - وجَّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، بمراجعة برنامج الإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي، في ظل تداعيات التوترات الإقليمية المتزايدة.

حديث السيسي جاء في كلمة له خلال جلسة حوارية بالمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، الذي عقد في القاهرة اليوم، وبثها التلفزيون الرسمي.

وقال السيسي: "مصر عملت على مسار الإصلاح الاقتصادي (مع صندوق النقد) من خلال برنامجين، الأول في 2016 ونجحنا فيه ليس بجهدنا فقط، ولكن نظرا لاستقرار الأوضاع العالمية والإقليمية عما نحن عليه الآن".

أما بالنسبة للبرنامج الثاني، ففال: "أوجه رسالة لنا وللمؤسسات الدولية صندوق النقد والبنك الدولي أن مصر تقوم بتنفيذ برنامجها الحالي (مع صندوق النقد) في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الصعوبة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة المجاور لمصر، وبدأت في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي حربا واسعة على لبنان، وتنفذ من حين إلى آخر غارات جوية دموية على اليمن وسوريا.

و"تضامنا مع غزة"، يهاجم الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، ما دفع سفنا عديدة إلى عدم المرور من قناة السويس وتفضيل استخدام مسار رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع التكلفة.

كما تتبادل إسرائيل وإيران هجمات، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب إقليمية واسعة.

وتلك الظروف، وفق السيسي، "لها تأثيرات سلبية للغاية على الاقتصاد في العالم كله، ويقال إنه قد ينتج عن ذلك ركود اقتصادي محتمل في السنوات القليلة المقبلة نتيجة تداعيات هذا الأمر".

وتابع: "نحن (مصر) جزء من اقتصاد العالم، وبالتالي برنامج (صندوق النقد) يجب أن يضع هذه التحديات في الاعتبار، بما في ذلك أننا فقدنا من 7 إلى 8 مليارات دولار من دخل قناة السويس بين 7 إلى 10 شهور فقط، ومن المحتمل أن يستمر هذا الأمر لمدة سنة أخرى نتيجة هذه التداعيات".

وأردف: "أقول للحكومة ولنفسي إذا كان البرنامج المتفق عليه حاليا مع صندوق النقد وهذا التحدي سيجعلنا نضغط على الرأي العام بشكل لا يتحمله الناس، فلابد من مراجعة الموقف مع الصندوق".

والجمعة، رفعت السلطات المصرية للمرة الثالثة هذا العام أسعار الوقود، وذلك قبل أربعة أيام من إجراء صندوق النقد مراجعة ثالثة لبرنامج قروض موسع.

وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الأسبوع الماضي أن "أسعار المنتجات البترولية سترتفع تدريجيا حتى ديسمبر (كانون الأول) لعام 2025"، دون أن تكون هناك زيادة جديدة بأسعار المحروقات خلال الأشهر الـ6 المقبلة".

ووقَّعت مصر، في مارس/آذار الماضي، اتفاقا مع صندوق النقد بشأن حزمة دعم مالي قيمتها 8 مليارات دولار، للمساعدة على مواجهة تداعيات أزمة اقتصادية عالمية ساهمت في رفع أسعار سلع وخدمات في مصر.

ويتضمن الاتفاق أن تطبق مصر إصلاحات اقتصادية، أهمها الانتقال إلى نظام سعر صرف مرن، وخفض الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، وتمكين القطاع الخاص، حسب هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية.

وحصلت مصر من صندوق النقد، بعد المراجعة الثالثة في نهاية يونيو / حزيران الماضي، على شريحة قيمتها 820 مليون دولار.

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحات الرئيس السيسي.. تفاصيل إعادة تقييم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي
  • مصر.. السيسي يدعو لتعديل اتفاق صندوق النقد.. وخبراء يحددون أبرز المطالب
  • السيسي يوجه بمراجعة برنامج صندوق النقد مع تزايد التوترات الإقليمية
  • السيسي يدعو لمراجعة اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي
  • السيسي: قد نعيد النظر ببرنامج مصر مع صندوق النقد
  • السيسي: قد نضطر لمراجعة برنامجنا مع صندوق النقد
  • النكد الدولي.. أحمد موسى يهاجم صندوق النقد الدولي (فيديو)
  • السيسي: مراجعة اتفاق صندوق النقد لتخفيف العبء على المواطنين
  • السيسي يوجه رسالة غير مسبوقة إلى صندوق النقد الدولي