أطلقت الأكاديمية السلطانية للإدارة برنامج "مستقبل العمل في الحكومة لدول مجلس التعاون الخليج العربية" والذي جاء كمبادرة في الاجتماع 21 لمديري عموم معاهد الإدارة العامة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتمت مباركته من قبل أصحاب الجلالة والسمو رؤساء دول المجلس ضمن قرارات مؤتمر قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية 44، والذي يهدف إلى تزويد القيادات الحكومية الوسطى بالمعارف والمهارات والمفاهيم والأدوات اللازمة لتنفيذ الإستراتيجيات وتحقيق الأهداف على أرض الواقع وليكون رافدًا مهمًا في مسار التطور الإداري لدول الخليج، بما يتواءم مع الرؤى والإستراتيجيات الخليجية في مجالات الاستدامة وتنمية الموارد البشرية.

وقال سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة: جاء البرنامج بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون وبشراكة إستراتيجيّة مع كلية سعيد للأعمال بجامعة أكسفورد، نتيجةً لدراسة دقيقة لاحتياجات القيادات الوسطى في دول المجلس؛ لتوحيد جهود في تطوير القيادات التي تُعد أساسية لتنفيذ الرؤى الإستراتيجية، وإيمانًا بأهمية الاستثمار في القيادات الوطنية والخليجيّة، تماشيًا مع طموحات دول الخليج في الارتقاء بمستوى الأداء الحكومي بما يعزز من تنافسيتها إقليميًا ودوليًا، وتمكينهم في تنفيذ الإستراتيجيات على أرض الواقع، مؤكدًا أن المبادرة تعكس رؤية الأكاديمية في أن تكون مركزًا رائدًا للقيادة التنفيذية والإدارة إقليميًا.

وأضاف سليمان المحروقي مدير البرنامج: البرنامج صُمّم بناءً على دراسة متعمقة لاحتياجات الدول الخليجية المشاركة لضمان تقديم محتوى يلبي تطلعاتها ويعزز من كفاءة القيادات الحكومية، ويقدم البرنامج مزيجًا من الأدوات والأساليب التعليمية المتنوعة، بما في ذلك محاكاة الواقع وتقديم أمثلة عملية من بيئات العمل الخليجية، لضمان ربط المشاركين للنظريات التي يتعلمونها بالتطبيقات العملية.

وأشار المحروقي إلى أن البرنامج يتكون من شقين للتعلم نظرية وعملية مع أنشطة تفاعلية؛ سواءً كانت (عن بعد) أو حضوريًا، يتخللها حلقات عمل وزيارات ميدانية وجلسات فكرية مع خبراء وقيادات حكومية، باللغتين العربية والإنجليزية في رحلة تعلمية تستمر 12 أسبوعًا تشمل 10 وحدات تعليمية تركز على مهارات مثل إدارة الحوارات الصعبة، والتفاوض، والتغذية الراجعة، وقيادة التحول الرقمي للحكومات، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، ويركز البرنامج في سلطنة عمان بشكل خاص على إدارة الحوارات الصعبة والتفاوض، بما يتناسب مع الأولويات التي وضعت للرحلة التعليمية.

وأكد المحروقي على أهمية إدراك القيادات الحكومية للواقع والتحديات التي تواجهها دول الخليج، خصوصًا في ظل التحولات الرقمية السريعة والتطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن البرنامج يسعى إلى بناء عقلية مرنة وقادرة على الاستجابة السريعة للتغيرات، بحيث يكون المشاركون مستعدين لقيادة التحول الرقمي في حكوماتهم، مع ضمان أن تكون الحكومات الخليجية جاهزة للتعامل مع هذه التحولات.

وفيما يتعلق بقياس نجاح البرنامج، أوضح المحروقي أن هناك عدة أدوات لقياس الأداء تشمل تقييم الفهم قبل وبعد المشاركة في البرنامج، بالإضافة إلى متابعة أداء المشاركين في بيئاتهم العملية لضمان تطبيق ما تعلموه. وأضاف أن القيادات المشاركة سيتم ربطها بمديريها لضمان حصولهم على المساحة اللازمة لتطبيق ما اكتسبوه من مهارات ومعارف، كما سيتم إعداد تقرير نهائي يتناول الحلول والتوصيات التي يمكن تبنيها على مستوى دول المجلس.

فيما ناقشت وداد معلوف المختصة بتدريب المهارات القيادية، في الحلقة التدريبية التي قدمتها بالتعاون مع المدرب خالد غراب موضوع المحادثات الصعبة وأهمية بناء علاقات قوية بين الأفراد والفريق، خاصةً من منظور القيادة.

حيث تم تسليط الضوء على أهمية "القيادة الواعية"، وضرورة أن يعرف القائد تأثيره على فريقه ومجتمعه، والأشخاص الذين لا يعرفهم، وتحدثوا فيها عن وعي القائد بدوره وتأثيره في مواجهة التحديات، وكيف يمكن تحويل هذه التحديات إلى فرص.

وفي الجزء الثاني من الحلقة التدريبية، تناول المدربان موضوع المحادثات الصعبة، مع التركيز على كيفية بناء علاقات قائمة على الحوار البنّاء نابعة من القلب، بعيدًا عن النقد واللوم مما سيساهم ذلك في تعزيز وتوطيد العلاقات بينهم وبين الآخرين.

كما أكدت معلوف أن الحلقة صُممت استنادًا إلى دراسة تحليل الاحتياجات، التي تهدف إلى فهم التوجهات المطلوبة للإدارة الوسطى وتحديد التحديات المؤسسية التي قد تؤثر على نجاح تطوير القيادة.

وأعربت نجمة الجابرية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن سعادتها بمشاركتها في برنامج "مستقبل العمل في الحكومة لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي يُعد الأول من نوعه مؤكدة أن البرنامج يتيح فرصة فريدة لتبادل الأفكار والخبرات بين نخبة من قادة الإدارة الوسطى من مختلف المؤسسات في دول الخليج.

وأشارت إلى أن هذه المشاركة تُعد إضافة قيمة لها على الصعيد الشخصي، متوقعة أن تساهم في تعزيز وتنويع الأساليب التي يمكن اكتسابها لتطوير المهارات القيادية، واعتبرت أن هذا البرنامج سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتفاعل بين القيادات، مما يسهم في تحسين الأداء الحكومي وتعزيز الابتكار في المنطقة.

وعبرت أسماء النقي، رئيس قسم الدراسات والاستدامة بوزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن سعادتها بترشيحها للانضمام إلى برنامج "مستقبل العمل في الحكومة لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يستهدف القيادات الوسطى في دول الخليج.

وأكدت النقي أن ما يميز هذا البرنامج هو التركيز على توفير محتوى علمي مهم يستند إلى أحدث التوجهات العالمية، مع الأخذ بالاعتبار الخصوصيات المحلية في دول المجلس، وأعربت عن حماسها للاستفادة القصوى من البرنامج، مشيرة إلى أنها قد تلقت حتى الآن ثلاث وحدات تعليمية، التي كانت لها فوائد كبيرة في تعزيز معرفتها.

وأضافت أن بعض المواد والأدوات العلمية المقدمة في البرنامج تعد جديدة بالنسبة لها، مما يتيح لها فرصة لتعلمها وتطبيقها مؤكدة أن البرنامج يشكل منصة مثالية لتبادل الخبرات والأفكار بين القيادات المشاركة من دول الخليج، مما يسهم في تعزيز قدراتهم وإمكاناتهم، مشددة على أن هذا البرنامج سيكون له تأثير إيجابي على مستقبل العمل الحكومي في المنطقة.

وأشاد راشد المناعي، مدير إدارة المواهب وتنمية الموارد البشرية الوطنية بديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي بدولة قطر، بأهمية برنامج مستقبل العمل في الحكومة لدول مجلس التعاون الخليجي كونه فرصة للتعرف على أفضل الممارسات وأحدث الأساليب في علم الإدارة والقيادة.

وأكد المناعي أن البرنامج سيمكّن المشاركين من مواكبة التحولات السريعة في بيئة العمل، مشيرًا إلى أن الأثر الإيجابي لهذا البرنامج سينعكس على أعمالهم وتنفيذ الإستراتيجيات الوطنية في قطر، كما سيساهم البرنامج في دعم المشروعات التي تعزز التميز المؤسسي، مما يسهم في تحقيق الأهداف الطموحة للدولة.

الجدير بالذكر أن البرنامج يستهدف 65 مشاركًا من موظفي الإدارة الوسطى في المؤسسات الحكومية بدول الخليج الست.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القیادات الحکومیة لدول الخلیج أن البرنامج دول الخلیج دول المجلس فی تعزیز الخلیج ا فی دول إلى أن

إقرأ أيضاً:

«تنمية المجتمع بدبي»: برنامج الشيخة هند للأسرة خطوة استراتيجية

قالت حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي: إن برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة، يعد خطوة استراتيجية تعكس رؤية حكومة دبي التي تضع الأسرة في صميم أولوياتها.
وأضافت: إن البرنامج يأتي انطلاقاً من إدراك حكومة دبي لأهمية الدور الأساسي للأسرة في بناء مجتمع متماسك ومستدام، وأهمية توفير دعم متكامل يعزز استقرار الأسرة الإماراتية ويمكنها من مواجهة التحديات بثقة لتحقيق تنمية مجتمعية مستدامة وشاملة.
وأشارت إلى أن المبادرات النوعية للبرنامج تسهم في تمكين الأسر الناشئة وتعزيز استقرارها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي سواء من حيث تقديم الدعم اللازم لتأسيس الأسر أو تيسير الظروف المعيشية وتطوير المهارات الحياتية بما يضمن انطلاقها على أسس قوية ومستدامة.
وأوضحت أن تفعيل البرنامج بحزمة التسهيلات التي تم الإعلان عنها يؤكد التزام القيادة الرشيدة بإيجاد بيئة داعمة تمكن أفراد المجتمع من تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية مع تقديم حلول عملية تلبي احتياجات الأسرة الحديثة.
وأشارت حصة بوحميد، إلى أن البرنامج يمثل نموذجاً رائداً للاستثمار في الإنسان، حيث يجمع بين الدعم المباشر والتطوير المستدام وستشمل المراحل المستقبلية للبرنامج قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية ما يؤكد أن تمكين الأسرة هو الطريق نحو بناء مجتمع أكثر استقراراً وتماسكاً في تحقيق تطلعات دبي المستقبلية.
(وام)

مقالات مشابهة

  • 57.6 مليون نسمة تعداد سكان دول "مجلس التعاون" في 2023
  • الأوقاف ومعهد البحوث الجنائية ينظمان زيارة تدريبية لمفتشي الأوقاف إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب
  • «تنمية المجتمع بدبي»: برنامج الشيخة هند للأسرة خطوة استراتيجية
  • تدشين برنامج تدريبي حول تطبيق مدونة السلوك الوظيفي لثمان وحدات خدمية بالحديدة
  • الشيخة هند تطلق «برنامج الشيخة هند بنت مكتوم للأسرة»
  • 57.6 مليون نسمة تعداد سكان دول التعاون في عام 2023
  • مبادرة بداية.. جامعة كفر الشيخ تطلق البرنامج البيئي التوعوي | صور
  • قهوة النواوي.. برنامج ساخر على منصة الجزيرة 360
  • «النواب» يستضيف برنامج محاكاة لجلسة برلمانية
  • فتح باب التسجيل في برنامج InnovEgypt