قلق إسرائيلي متصاعد من ارتفاع تدريجي لموازنة الحرب وآثارها السلبية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
في الوقت الذي تخوض فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على غزة ولبنان للعام الثاني على التوالي، وما تسفر عنه من خسائر بشرية مدوية، وانتكاسات عسكرية متتالية، فإن أضرارها الاقتصادية آخذة في التفاقم، رغم أنها ليست واضحة للعيان، وبالتالي فإنه في حال انتقال الحرب إلى العام المقبل 2025، فإن الإسرائيليين سيكونون أمام واقع اقتصادي مالي غير قابل للاحتمال.
عيران هيلدسهايم الكاتب في موقع زمن إسرائيل، كشف أن "معالم الخطة الاقتصادية لعام 2025 بدأت في التسرّب، فيما أعلن وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش قبل شهر واحد فقط أن الميزانية مبنية على افتراض عملي بأن الحرب ستنتهي بحلول نهاية عام 2024، زاعما أنه "فيما يزيد قليلا عن شهرين سنكون قادرين على التنفس بسهولة، وستكون الحرب خلفنا تقريبا"، من خلال حلّ الوضع في الشمال، بينما في الجنوب ستستمر الحرب بوتيرة منخفضة، لكنها لن تؤثر على الاقتصاد الاسرائيلي بشكل عام".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تفاقم الأوضاع الأمنية في الأيام الأخيرة، مناسبة لطرح سؤال على وزارة المالية بشأن كيفية تناسبها مع ميزانية 2025 المقترحة، في ضوء أنها لم تأخذ في الاعتبار مثل هذا السيناريو الاقتصادي الدراماتيكي، فضلا عن إمكانية دخول إيران في هذه المعادلة المعقدة، صحيح أننا قد نشهد في أي لحظة انعطافا دراماتيكيا، واستعداد إيرانياً وأذرعها، للتوصل إلى اتفاق ما، لكنه في حال لم تحدث المعجزة قريبا، فستجد دولة الاحتلال نفسها مرة أخرى أمام تمرير ميزانية غير ذات صلة للعام المقبل".
وأشار أنها "ليست المرة الأولى بالفعل، ففي أيلول/سبتمبر الماضي، اضطرت اللجنة المالية للموافقة على ميزانية جديدة لعام 2024، إضافة للميزانية التي تمت الموافقة عليها قبل أشهر، لأن فرضية سموتريش كانت أن الحرب ستنتهي بنهاية تموز/يوليو 2024، وجاء تموز/يوليو، واستمرت الحرب، وأصبحت الميزانية غير ذات أهمية، ما يعني أن بناء ميزانية بهذه الطريقة له ثمن باهظ، يتجاوز الحاجة لتحديثها كل بضعة أشهر في الكنيست، حيث تبدأ العملية بقيام القيادة بوضع افتراضات غير واقعية، وبناء الميزانيات على أساسها، وعندما تصطدم الحقيقة بأحلام الحكومة الوردية، تبدأ السوق في فقدان الثقة في قدرتها على إدارة ميزانية مسؤولة ومحسوبة".
وأكد أننا "تلقينا مثالاً على انعدام الثقة في الأشهر الأخيرة، وفي نفس الاجتماع للموافقة على الميزانية الجديدة، حيث تدخّل سموتريش لدى أعضاء اللجنة المالية، مدعياً أنه سيكون قادراً على تغطية العجز بنسبة 6.6%، مما دفع أعضاء اللجنة للسخرية من هذا الوعد، لكن المشكلة الأعمق أن هذه السخرية لم تظل داخل اللجنة فقط، فحتى وكالات التصنيف الائتماني الكبرى حول العالم لم تعد تصدّق أياً من وعود الوزير تقريباً".
وكشف أن "وكالة التصنيف موديز ألغت توقعات سموتريتش المتفائلة، وقدرت أن العجز سيصل 7.5% في عام 2024، في المقابل، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز، المعروف بنهجه المحافظ، وقدر أن العجز سيصل إلى 9%، أي أكثر من ثلث توقعات وزير المالية، مع العلم أن الأمر لا ينتهي هنا، حيث لا يصدق بنك إسرائيل أي كلمة من سموتريتش، وقد حدد هدفاً للعجز أعلى من هدفه بنسبة 7.2%".
وختم بالقول إن "كل ما تبقى للإسرائيليين ألا يصلون إلى وضع محرج حيث سيتم فرض مراسيم قاسية عليهم، مما سيضر بمعاشات التقاعد، وصناديق التدريب، والرواتب والعلاوات، بما في ذلك المنح للجنود، ليكتشفوا أنها غير كافية على الإطلاق بزعم أن الحرب مستمرة، ولم تنته بعد، ومثل هذا الوضع سيجبر وزارة المالية على الإعلان عن تخفيضات إضافية وأوامر جديدة، مما سيزيد من إلحاق الضرر بجيوب الإسرائيليين، وثقة الأسواق في القيادة الاقتصادية لدولة الاحتلال ذاتها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي سموتريتش الميزانية إيران إيران إسرائيل الميزانية سموتريتش صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الرياض تقدم نصف مليار دولار دعما لموازنة اليمن وبنكها المركزي
أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها، الجمعة، عن تقديم السعودية نصف مليار دولار كدعم للموازنة الحكومية والبنك المركزي اليمني.
جاء ذلك في تدوينة نشرها رئيس الحكومة، أحمد عوض بن مبارك على منصة "إكس" مساء الجمعة.
وقال ابن مبارك : "كل الشكر والتقدير للأشقاء في المملكة العربية السعودية على الدعم الدائم والسخي للحكومة اليمنية وإطلاقهم اليوم للدفعة الرابعة من دعم الموازنة العامة بمبلغ 200 مليون دولار بالإضافة لمبلغ 300 مليون لدعم البنك المركزي اليمني".
وأضاف رئيس الحكومة اليمنية "أن ذلك ما هو إلا تعبير مستمر لمواقف المملكة العربية السعودية الأصيلة ودعمها الدائم للشعب اليمني في كل الظروف".
كل الشكر والتقدير للأشقاء في المملكة العربية السعودية على الدعم الدائم والسخي للحكومة اليمنية وإطلاقهم اليوم للدفعة الرابعة من دعم الموازنة العامة بمبلغ 200 مليون دولار بالإضافة لمبلغ 300 مليون لدعم البنك المركزي اليمني ، ان ذلك ما هو إلا تعبير مستمر لمواقف المملكة العربية… — Ahmed A. BinMubarak (@BinmubarakAhmed) December 27, 2024
وأشار إلى "أن هذا الدعم سيمكن الحكومة اليمنية من دفع مرتبات موظفي الدولة وإيقاف التدهور في سعر العملة، كما سيمكنها من المضي بإصرار في برنامج الإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد".
ويأتي هذا الدعم المالي من الرياض في ظل انهيار مستمر لقيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية والتي تجاوزت حاجز الـ 2000 ريال أمام الدولار الواحد.
وتواجه الحكومة اليمنية التي تتخذ من مدينة عدن، عاصمة مؤقتة لها، أسوأ أزمة مالية وتمويلية في مسيرتها منذ بدء الحرب في 2015 وسط تراجع إيرادات الدولة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بسبب فقدان عائدات النفط وتوقف الدعم السعودي والإماراتي".
وتعليق الصادرات النفطية وتأخر الدعم الخليجي أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، وتسبب في تأخير دفع رواتب العاملين في القطاع العام وتراجع الخدمات العامة ومنها العجز عن توفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء والمياه في مدينة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة، والمحافظات المجاورة لها.