«الصحة»: وزارة الثقافة شريك أساسي في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
عقدت وزارة الصحة والسكان، جلسة حوارية تحت عنوان «قوة الثقافة والإعلام.. تشكيل التصورات الصحية والسلوكيات الانسانية» بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، ضمن فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC24)، لإلقاء الضوء على دور الثقافة في دعم جهود الدولة بالقطاع الصحي والسكاني والتنمية البشرية.
وأكد الوزير أهمية دور الثقافة الفعال والقوي في تغيير المعتقدات المجتمعية خاصةً لدى فئة الشباب، موضحا أن وزارة الثقافة شريك أساسي لوزارة الصحة والسكان، في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع من خلال مختلف الأعمال الدرامية والبرامج الحوارية.
تعزيز الوعي الصحيوأشار إلى أهمية التعاون المشترك بين الوزارتين لزيادة البرامج الحوارية التوعوية الصحية غير المدفوعة وغير الدعائية، فضلاً عن الأعمال الدرامية التي تستهدف تعزيز الوعي الصحي لدى المواطنين حول مختلف الأمراض والقضايا الصحية.
وأضاف أن تضمين كل القضايا الصحية والسكانية والمجتمعية في الأعمال الدرامية له تأثير مباشر على تحسين سلوكيات ومعتقدات المواطنين، بما يتناسب مع معتقدات وأفكار المجتمع الحالية، وبما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة لإثراء حياة المجتمع في مختلف التحديات والقضايا التي تواجه الدولة والمجتمع، لتحقيق أهداف الدولة ودعم رؤيتها في التنمية البشرية وبناء الإنسان وخلق مجتمعات تمتاز بالرفاه.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خلال الجلسة، إن الثقافة جزء أصيل وأساسي في مكون الشخصية والمجتمع المصري، فهي مجموعة من المعارف القادرة على تشكيل الأفكار، التي تساهم بدورها في تشكيل هوية المجتمعات، مؤكدا أن التعاون المشترك مع وزارة الصحة والسكان يرتكز على رفع الوعي لدى المواطن المصري تجاه القضايا المهمة ومن بينها قضايا الصحة والسكان والتنمية البشرية.
زيادة المدارك المعرفيةوأكد أن الثقافة والفن قادرين على زيادة المدارك المعرفية لدى الإنسان، من خلال تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المجتمع والمواطن عن طريق الأعمال الفنية من بينها الأعمال الدرامية المختلفة، والفنون التشكيلية، والموسيقي والأداء الحركي، ما له دور أساسي في رفع درجة الوعي والمعرفة تجاه الجمهور المتلقي.
ولفت الدكتور أحمد هنو، إلى العمل الدائم من خلال مشروعات تكاملية مع مختلف الوزارات المعنية بتحقيق أهداف التنمية البشرية وبناء الإنسان المصري، تحقيقاً لأهداف الدولة في في هذا الشأن وخلق مجتمعات تمتاز بالرفاه من خلال الأعمال الفنية باختلاف أشكالها.
وأضاف أن وزارة الثقافة تعمل على الانتشار بشكل أفقي في كافة الأقاليم بمحافظات الجمهورية من خلال نشر القصور الثقافية والتي تستهدف تقديم كافة الفنون والثقافة، والوصول لأكبر كم من الجمهور بشكل توسعي أفقي قوي، لما من شأنه تعزيز الوعي الصحي والاجتماعي للمجتمع، مؤكداً حرصه على تعزيز التعاون بين الوزارتين وتبني القضايا والتحديات الصحية والسكاني التي تواجه المجتمع في الأعمال الدرامية لرفع الوعي لديهم وتحسين سلوكياتهم ودعم رؤية الدولة في التنمية البشرية وتحقيق الرفاه للمجتمع.
رفع التوعية والتثقيفوأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، خلال الجلسة على دور الثقافة والدراما في رفع التوعية والتثقيف ونشر المعلومات المرتبطة بالقطاع الصحي، من خلال الرسائل الموجهة في الوسائط الثقافية المختلفة، لافتاً إلى أن هناك عدداً من الدراسات أثبتت تأثير الدراما في رفع الوعي العام لدى المتلقيين بنسبة 50% من بينهم 36% قاموا باتخاذ قرارات فعلية تجاه صحتهم العامة.
وأكد أهمية رفع كفاءة وقدرات الإعلاميين الصحيين، بما يمكنهم من توصيل الرسائل المطلوبة بشكل علمي حقيقي قادر على تحقيق الأهداف المرجوة منها، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة والجهات الإعلامية.
وأضاف أن هناك عددا من الدراسات التي أثبتت دور التسلية والمتعة في التعلم، مشيراً إلى أهمية العمل ضمن مشروع عمل مشترك بين الوزارتين لزيادة ضخ الأعمال الدرامية التي تتبنى مثل هذا النوع من التعلم، لما لها من تأثير حقيقي على السلوكيات الصحية، فضلاً عن أهمية التعاون مع شركة فايزر لوضع برنامج تدريبي مشترك للإعلاميين الصحيين.
وأشار الدكتور عمرو سيف، مدير شركة فايزر مصر، إلى أن رؤية «مصر 2030» ترتكز على التنمية البشرية وتطوير الإنسان ليصبح قادراً على مواجهة التحديات ويصبح عضوا فعالا في المجتمع، ودور الثقافة جزء لا يتجزأ من تحقيق هذا الهدف، مؤكداً الاستعداد لتقديم كافة سبل التعاون لوزارتي الصحة والسكان، الثقافة، لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وبناء الإنسان، مؤكداً التنسيق مع وزارة الصحة، لإقامة ورش عمل مشتركة ببرامج تدريبية لرفع الوعي لدى الإعلاميين الصحيين، بما يضمن رفع كفاءة المحتوى الطبي المقدم للجمهور.
وقال المخرج طارق رفعت، إن الدولة المصرية لديها تاريخ حافل من الأعمال الدرامية التي تلقي الضوء على العديد من القضايا الصحية والسكانية الهامة، ولابد من استكمال تلك المسيرة لرفع الوعي لدى المواطنين في مختلف القضايا التي تواجه المجتمع، فضلاً عم مواجهة المعلومات المغلوطة التي لا تستند على خلفية صحيحة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يكون للأعمال الدرامية دور محوري في مواجهة مثل هذا النوع من الشائعات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصحة وزارة الصحة قوة الثقافة والإعلام القطاع الصحي وزارة الصحة والسکان الأعمال الدرامیة التنمیة البشریة وزارة الثقافة دور الثقافة التی تواجه الوعی لدى رفع الوعی من خلال فی رفع
إقرأ أيضاً:
إفيه يكتبه روبير الفارس: أكذوبة الجميل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الحنين إلى الماضي شعور عميق ومتجذر، يحتفي بالذكريات ويخلد ما ومن رحل في المجمل، هو شعور طيب، ولكن وما أقسى "لكن"، فلهذا الشعور جوانب مرضية حادة، ومظاهر تقديسية خيالية، ومثالية عبثية لا وجود لها.
من ذلك الإفراط في إطلاق مسمى "الزمن الجميل" على كل ما هو ماضٍ، بل وإلحاق كل ما هو جميل بكل ما مضى، وما أكثر الصفحات على فيس بوك والمواقع الإلكترونية والكتب التي تحمل اسم "زمن الفن الجميل"، مُحتفية بكل تلك الأعمال والمراحل التي مضت، وهذا بالطبع أمر غير حقيقي، بل يمثل اختفاءً لحقائق واحتفاءً وتقديرًا غير واقعي.
هناك من يتشدق بمواقف لفنان رفض، مثلًا، كتابة اسمه قبل فنان آخر أقدم، معتبرًا أن هذه ظاهرة تُعبر عن أخلاقيات “الزمن الجميل”، بينما يتجاهل هؤلاء الحروب التي تعرض لها الفنانون والفنانات، والصراعات المتعددة والطعون، على سبيل المثال، كانت هناك مجلة باسم المسرح أساءت إلى أم كلثوم بقصص كاذبة لأن صاحبها كان من أنصار المطربة منيرة المهدية كذلك، كانت هناك عداوات تحتاج إلى مجلدات بين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش.
أما على مستوى الأعمال الفنية، فهناك الكثير من الأعمال غير الجيدة، الساذجة، بل وأفلام عديدة تافهة جدًا وأغانٍ منحلة، وعلى مستوى المعارك الأدبية، نجد أمراض الوسط الثقافي من تكتلات ومجاملات ونتائج جوائز غير منصفة، فقد فازت قصة لقيطة أو ليلة غرام، للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله، بينما خسرت رواية السراب لنجيب محفوظ، كما استخدم الكاتب الكبير عباس العقاد في معاركه الأدبية ألفاظًا لا يمكن نشرها الآن.
إذًا، إضفاء حالة من المثالية الزائفة على الماضي أمر عجيب، بل ويمتد هذا التوجه بجوانبه إلى نواحٍ أكثر ضررًا في العقل العربي، فهناك غلوّ عقلي لدى الجماعات الأصولية، حيث تقدّس فترات زمنية محددة بنُظم حكم دينية، مثل فترة الخلافة، باعتبارها أزهى وأفضل نظم للحكم، على الرغم من قتل عدد من الخلفاء والكثير من السلبيات الواضحة كالشمس، إلا أنهم يتجاهلون الحقائق الدامغة في سبيل فكرة "الحكم الجميل"، التي لا تبتعد كثيرًا عن "أيام الفن الجميل".
وفي سياق مشابه، نجد إضفاء القداسة من جماعات "حماة الإيمان" على فترات زمنية قريبة لكنها مضت، مثل وصف فترة البابا الراحل باعتبارها “فترة ذهبية”، هذا على الرغم من وقوع حوادث طائفية مريرة وصلت إلى 167 حادثًا، إلى جانب مظالم واضطهاد عدد كبير من علماء الكنيسة، وانحدار مستوى التعليم اللاهوتي مقابل انتشار وعظ التأملات والقصص السطحية.
إذًا، لا يوجد "زمن جميل" في حد ذاته، أو زمن كان فيه البشر كلهم ملائكة أبرار، ولا يمتلك الحنين مهما اشتد قدرة على طمس الحقائق. فمنذ بدء الخليقة، يضم اليوم نهارًا وليلًا، نورًا وظلامًا، وسيظل الأمر هكذا دائمًا.
إفيه قبل الوداع:عايزين نرجع زي زمان
الإنسان هو الإنسان