منذ عقود، تبنت إسرائيل سياسة الاغتيالات كأداة مركزية في محاولاتها لقمع المقاومة الفلسطينية، واستهدفت هذه السياسة قيادات بارزة في حركات المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، التي تعد واحدة من أقوى الفصائل في غزة، إلا أن التجارب المتكررة أثبتت أن هذه الاغتيالات لم تؤدِ إلى إضعاف المقاومة كما كان الهدف، بل على العكس، كثيرًا ما أعطت هذه العمليات دفعة جديدة للمقاومة وزادت من إصرارها على مواصلة القتال.

إغتيال يحيى السنوارماذا بعد اغتيال يحيى السنوار؟

اغتيال قائد حركة حماس، يحيى السنوار، في أكتوبر 2024 جاء ضمن هذه السياسة، السنوار، الذي يُعد من أبرز القيادات في حركة حماس، شكل رمزا للمقاومة وقيادتها العسكرية والسياسية. بعد مقتله، تعتقد إسرائيل أنها حققت انتصارًا كبيرًا يمكن أن يضعف حماس ويفتح الباب أمام إنهاء الأعمال العدائية، ومع ذلك، يُظهر التاريخ أن مثل هذه الاغتيالات تُصعّد الوضع أكثر مما تهدئه، وتدفع بالمزيد من الفلسطينيين إلى صفوف المقاومة بدلاً من التراجع عنها.

وبينما تعلن إسرائيل أن هذا الاغتيال يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق أهدافها العسكرية، فإن حركة حماس، المعروفة ببنيتها التنظيمية القوية، قد تكون بالفعل مستعدة لتعزيز صفوفها واستمرار عملياتها، قد يؤدي مقتل السنوار إلى تعزيز الحافز لدى الفصائل المسلحة الأخرى ويزيد من قوة المقاومة بدلاً من إضعافها.

في ظل هذا التطور، يطرح تساؤل كبير حول مستقبل الهدنة المأمولة بين الطرفين، فبعد اغتيال السنوار، تبدو احتمالات التوصل إلى هدنة أو تسوية سلمية أكثر بُعدًا، مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي وموقف المقاومة المتشدد، ومع غياب أي مؤشرات على تقدم في المحادثات الدبلوماسية، يظل مصير الهدنة غير واضح، وربما يتجه الوضع نحو تصعيد جديد قد يجعل تحقيق السلام أصعب من أي وقت مضى.

أستاذ عبري بجامعة الإسكندرية: استشهاد يحيى السنوار كان مشهدًا أسطوريًا

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي في حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إن الاغتيالات التي طالت قادة المقاومة على مدار 76 عامًا، مثل ياسر عرفات وأحمد ياسين، لم تنهِ الصراع بل أحيانًا عمقت جذوره. 

وأضاف الرقب أن اغتيال السنوار، رغم أهميته، لن يغير الواقع على الأرض، حيث أن من يتحكم في مسار الحرب هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وليس المقاومة.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المقاومة في غزة لن تتوقف، بل قد تسهم الفوضى التي قد تنتج عن هذا الوضع في تأجيج الكراهية المتنامية في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

وأشار إلى احتمالية التفاوض مع شقيق يحيى السنوار، محمد السنوار، حال كان على قيد الحياة، لقيادة الحركة في المرحلة المقبلة.

من جانب آخر، وضعت إسرائيل أهدافًا واضحة لحملتها العسكرية الحالية، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: القضاء على حركة حماس، استعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنشاء كيان غير معادٍ لإسرائيل في قطاع غزة، ومع ذلك، يعتبر الرقب أن تحقيق هذه الأهداف الثلاثة يبدو أمرا بالغ الصعوبة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السنوار يحيى السنوار اغتيال يحيى السنوار حماس حركة حماس قائد حركة حماس إسرائيل المقاومة یحیى السنوار حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

عاجل - أبرزهم "الضيف والحية والجعبري".. من سيخلف يحيى السنوار في قيادة حركة حماس؟

استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة وأحد أبرز قادتها العسكريين، يمثل ضربة موجعة للحركة، لكنه يفتح باب التساؤلات حول من سيتولى قيادة الحركة في المرحلة المقبلة، في ظل استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

محمد الضيف.. المرشح الأبرز لخلافة السنوار

يعد محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المرشح الأبرز لخلافة السنوار، والضيف هو شخصية بارزة في المقاومة الفلسطينية منذ عقود، ويُعرف بقدرته على التخفي وقيادة العمليات العسكرية الكبرى ضد الاحتلال، وعلى الرغم من محاولات إسرائيل المتكررة لاغتياله، التي وصلت إلى سبع محاولات منذ عام 2001 وحتى عام 2024، إلا أنه نجا منها جميعًا، ما عزز من مكانته كرمز للغموض والقوة.

يتمتع الضيف بشعبية كبيرة بين أنصار المقاومة، ويعتبر المخطط الرئيسي للعمليات العسكرية الكبيرة لحماس، وكونه قائدًا لكتائب القسام، فهو يمتلك الخبرة اللازمة لقيادة المرحلة المقبلة، خاصةً في ظل استمرار الحرب مع إسرائيل، ومع استشهاد زوجته وابنه في غارة إسرائيلية عام 2023، ازداد العداء الشخصي بينه وبين إسرائيل، مما يجعله أكثر إصرارًا على مواصلة النضال ضد الاحتلال.

خليل الحية.. صوت سياسي بارز داخل حماس

على الجانب السياسي، يبرز اسم خليل الحية، أحد القياديين البارزين في حماس. قد يمثل الحية البديل السياسي للسنوار إذا قررت الحركة التركيز على الجوانب الدبلوماسية والسياسية بالتوازي مع العمليات العسكرية. لعب الحية دورًا مهمًا في قيادة حماس في غزة، وظهر في العديد من المناسبات كمفاوض وكواجهة سياسية للحركة، وأُعلن مؤخرًا استشهاد يحيى السنوار في خطاب متلفز للحية، حيث أكد على أن موقف الحركة ثابت، ولن يتغير رغم استشهاد قائدها.

أحمد الجعبري.. رمز خالد أم شخصية قيد الظهور؟

رغم استشهاد أحمد الجعبري، أحد قادة كتائب القسام، في عام 2012، إلا أن إرثه لا يزال قويًا داخل الحركة، وهناك توقعات بأن أحد القياديين الحاليين من الجناح العسكري قد يظهر ليكمل مسيرته، قد يمثل ذلك عودة للحركة نحو التركيز على العمل العسكري المكثف، حيث يتمثل الجعبري كنموذج للكفاح المسلح ضد الاحتلال.

ماذا تعني خلافة يحيى السنوار لحماس؟

خلافة يحيى السنوار ليست مجرد انتقال قيادة داخل الحركة، بل هي تحديد لمسار المقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، ومع استشهاد السنوار خلال معركة مفتوحة بين حماس وإسرائيل، ستكون شخصية خليفته حاسمة في تحديد توجه الحركة بين مواصلة العمليات العسكرية المكثفة أو محاولة الجمع بين السياسة والمقاومة. علاوة على ذلك، قد تحاول إسرائيل استغلال استشهاد السنوار لتكثيف هجماتها على قادة حماس، مما يزيد من تعقيد التحديات أمام أي خليفة محتمل.

مقالات مشابهة

  • هل تنتهي المقاومة باغتيال قائد حماس يحيى السنوار؟| محلل فلسطيني يحسم الجدل
  • تفاصيل جديدة حول اغتيال قائد حماس يحيى السنوار وسبب قطع إصبعه
  • مَن سيخلف يحيى السنوار في قيادة حركة حماس؟.. 5 أسماء مرشحة بقوة
  • عاجل - حركة حماس: يحيى السنوار استشهد بعد أن قاد المعركة الأعظم في تاريخ شعبنا
  • عاجل - أول رد فعل من حركة حماس على تصريحات جيش الاحتلال بشأن استشهاد يحيى السنوار
  • تفاصيل اغتيال يحيى السنوار: مصادفة أم عملية عسكرية محكمة؟
  • خبير عسكري: اغتيال يحيى السنوار لن يؤثر على حماس (فيديو)
  • عاجل - مخاوف إسرائيل تتصاعد:.. هل تنتقم حركة حماس لـ يحيى السنوار بقتل الرهائن؟
  • عاجل - أبرزهم "الضيف والحية والجعبري".. من سيخلف يحيى السنوار في قيادة حركة حماس؟