بعد واقعة"بوكا".. دور الكلاب في مصر القديمة؟ خبير آثار يجيب
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
في ضوء ما أثاره الكلب بوكا الذى تسلق الهرم ونزل منه في رشاقة وخفة أدهشت العالم بأسره وأصبحت حديث الإعلام المحلى والدولى مما شكَل دعاية مجانية في بداية الموسم السياحى في مصر.
يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أنه حين تمتزج الحقيقة بالخيال تنتج لنا نوعًا من الأساطير والحكايات المثيرة التي تجتذب عشّاق الحضارة المصرية المليئة بالأدبيات والقصص التي تعبر عن ثلاثية الحلم والأسطورة والواقع في نفس اللحظة ومنها لوحة الحلم أو لوحة أبي الهول القائمة بين ذراعي أبي الهول وهي لوحة تذكارية أمر بوضعها الملك تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبو الهول في الجيزة تخليدًا لحلم حلم به هذا الملك قبل أن يعتلي عرش مصر في عام 1401 قبل الميلاد حيث كان الملك تحتمس الرابع أميرًا شابًا في عصر الدولة الحديثة وكان يقوم ذات يوم بالصيد على هضبة الجيزة وعندما أصابه التعب لجأ إلى أبي الهول الذي كانت قد غطته رمال الصحراء ولا يظهر منه سوى رأسه، وخلد الأمير إلى النوم فراوده حلم بأن ظهر له أبو الهول في المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال
وبعد عدة سنوات حدث بالفعل أن اعتلى الأمير تحتمس الرابع عرش مصر وأمر خلال السنة الأولى من حكمه بتسجيل هذا الحلم على لوحة كبيرة توضع بين يدي أبي الهول الممتدتين بعد إزالة الرمال عن أبي الهول
ويتابع الدكتور ريحان بأن قصة الكلب بوكا حدثت في نفس الموقع مما يخلق لنا أسطورة إعادة هذا الكلب لرحلة تعود عليها في مصر القديمة وهناك نوع من الكلاب يطلق عليه الكلب الفرعوني أحد أقدم سلالات الكلاب وموطنه مصر القديمة حيث كان يستخدم لصيد الظباء والطرائد الأخرى
وعرفت الكلاب في اللغة المصرية القديمة باسم "إوو"، ويرجع اسمها إلى نفس الصوت الذي يصدره الكلب، ومنذ بداية العصر النيوليتي عرفت الكلاب للصيد بحيث ترافق صاحبها في مطاردة الحيوانات، وكانت تعد ضمن سكان البیت المصري القديم حيث تنام على مقربة من سيده أو في سريره وترافقه في أشغاله الیومیة وبعد ذلك تمت الاستعانة بها لحراسة القطعان وكانت مصاحبةا له فى المعارك الحربية وتعد لوحة الملك "انتف"من ملوك الأسرة الحادية عشر 2120 - 2070 ق.
وتتميز الكلاب الفرعونية بطول ما بين 53 و 70سم عند ارتفاع الكتف وتزن ما بين 15 و 23 كجم. فَرْوُها لامع، أسمر ضارب للصفرة أو أحمر قان، أطراف أصابعها بيضاء واشتهرت باستخدام حاستي البصر والشم في الصيد وتتحرك في سرعة ورشاقة تتوافق مع لياقة الكلب بوكا
وكانت الكلاب محبوبة في مصر القديمة ولها بعد دينى لارتباطها بالمعبود أنوبيس إله الموت والتحنيط والحياة الآخرة، وعادةً ما يتم تصويره على شكل كلب أو رجل برأس ناب، وأنوبيس معبود مصرى قديم على شكل ابن اوى اعتبر رمز للإقليم 17 من اقاليم الصعيد ثم أصبح حارس للجبانة و مشرف على تحنيط الموتى مركز عبادته كان قرية القيس بين البهنسا و بنى مزار.
وكان يعتقد في مصر القديمة أن الكلاب تعمل رفيقة ومرشدة للبشر في الحياة الآخرة وهناك 4 أنواع مميزة في مصر القديمة، الكلاب السلوقي وتتمیز بالرشاقة الواضحة ممشوقة القوام منتصبة الأذنین وملتوية الذيل وغالبا كان يقتنيها الأمراء وأثرياء القوم وھي قادرة على العدو الفائق السرعة بنفس سرعة بوكا، وربما يتخذها أصحابھا رفقاء مخلصین، وعلى ما يبدو أن أصلھا من بلاد "بونت"، ويسمیھا المصريون بالكلاب "السلوقي" ويوجد من سلالاتها الآن الكثير في أنحاء مصر .
وكان يطلق على الكلاب بعض الأسماء منذ عصر الدولة القديمة مثل "نب" أي "السید"، بالإضافة إلى أسماء أخرى تدل على صفات الكلب، منها "الرفیق المخلص"، و"المھاجم الجسور"، وفي فترات أخرى انتشرت بعض الأسماء الأجنبیة التي تطلق على الكلاب، حيث كانت أسماء كلاب الملك "أنتف" الأربعة وهي "بحتى" أي "غزال"، و"بحتيس" بمعنى "أسود"، و"أبیكور" الذي قد يعني "خنزير وحشي"، و"تكرو" أسماء أجنبية.
ويطالب الدكتور ريحان باستثمار هذا الحدث لصالح الترويج السياحى بالاهتمام والرعاية لمجموعة كلاب يطلق عليها "الكلاب السياحية" على شاكلة الكلاب البوليسية تنشأ لها وحدة بيطرية في منطقة الأهرامات كنموذج أولى تختص بالرعاية الصحية لها وتوفير الطعام لها وتطعيمها حتى لا تشكّل خطورة على الزوار خاصة مع انتشارها بكثرة في منطقة الأهرامات وربط ذلك بالدعاية السياحية وهناك دول عاشقة للكلاب بشكّل كبير مثل إسبانيا الذى زارها الدكتور ريحان وشاهد الكلاب ترافق أصحابها في الشوارع والميادين والفنادق ويمكن اجتذاب أعداد كبيرة من السياح الإسبان لزيارة مصر وهى من الدول السياحية الرائدة .
كما نربط بين ذلك وبين اهتمام المصرى القديم برعاية الحيوان والاهتمام به حيًا وميتًا بتحنيطه وتضم المتاحف المصرية نماذج كثيرة من مومياوات الحيوانات خاصة في متحف التحنيط بالأقصر الذى يتضمن مومياوات لقطط وأسماك وتماسيح
بل ويمكن خلق نوع خاص من السياحة مرتبط بالحيوانات يربط بين الماضى والحاضر من مشاهدة الحيوانات المحنطة في مصر القديمة والحيوانات في بيئتها الطبيعية في العديد من المحميات الطبيعية المتفرّدة داخل مصر وتجمع هذه السياحة بين السياحة التاريخية والبيئية في نفس الوقت
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دعاية مجانية الموسم السياحي فی مصر القدیمة أبی الهول
إقرأ أيضاً:
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
ليرد “ عبد السميع” قائلاً:" إن المؤمنون استعظموا أن يٌحاسبوا على ما يخطر في قلوبهم، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء في الآيات: " قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. الصحابة حينما نزلت الآية الكريمة خافوا جدًا فسيدنا النبى قال آمنوا بما أنزل الله سبحانه وتعالى، فنزل قول الله سبحانه وتعالى يقول: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".
وتابع قائلاً: " كأن الله سبحانه وتعالى يؤصل بهذه الآيات أن خطرات القلب وما يكون بين الإنسان وبين قلبه لا يحاسب عليه إلا إذا صدر عنه بالفعل ".
هل أحاسب على شتيمة الناس في سريوفي سياق متصل كان قد أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، إن الإنسان لا يُحاسب إلا على ما يفعله أو ما يتلفظ به، كما جاء في الحديث النبوي حيث قال رسول الله: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم؟» .
وأضاف محمود شلبي ، ردا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر البث المباشر عبر صفحة الدار على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جاء نصه «هل أحاسب على شتيمة الناس في سري؟»، أنه طالما لم يخرج الكلام أو تصدر الأفعال إذن لا يحاسب الإنسان عما يحدث به نفسه.
وأضاف أمين الفتوى «لكن الإنسان لا يترك نفسه للشيطان، فمرة وساوس، وثانية وثالثة، ومن الممكن في النهاية يوصل للقول أو الفعل».
وتابع شلبي «فالإنسان يقطع تلك الوساوس التي تشتمل على شتائم من الشيطان بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث ينصرف عنه الشيطان ولا يفكر فيه».
هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سب الدين جريمة عظيمة في الشريعة إذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى.
وأضاف الشيخ عبد الله العجمي، في إجابته عن سؤال: "ما حكم سب الدين وجزاء من يفعل ذلك؟"، أن سب الدين أمر مستفظع مستقبح يؤدي بصاحبه إلى درجة قبح يحل به إلى الكفر وذلك إذا قصد الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرامًا، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين.
وأشار إلى أنه يجب على الإنسان أن يكون حكيم نفسه فيقرأ الواقع وما يراه أمامه وعلى ضوئه يتصرف ولكن عليه أن يبتعد عن سب الدين للغير.
ما حكم من يسب الدين؟سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب "ممدوح"، قائلًا: "إن كل من يسب الدين شخص مختل، وهو أمر لا يحتاج لسؤال وهو جريمة وجناية عظيمة وفاعلها يعرض نفسه للخروج من الملة ويكون على شفا النار والخروج من الدين إن كان لا يقصد، وسب الدين كفر لكن من فعل ذلك هل هو كافر أم لا فهي أمور يجب التحقق منها".
وأضاف أن من قام بهذا الفعل دون أن يكون عنده موانع فلا شك أنه متصف بالكفر، بدلا من أن نبحث عن حكم سب الدين أن نبحث عن عدم القيام به فهو خلق ذميم من بعض الناس وبكلمة واحدة يمكن أن يمحو سجل حسناته مع الله سبحانه وتعالى ولو لا قدر الله ارتد فالردة تحبط الأعمال حتى لو قلت أشهد إلا إله إلا الله.
وتابع قائلًا: "وأقول لمن يسب الدين أنت على خطر الكفر وأنت بين أمرين إما انك كفرت أو انك ارتكبت فعلا اختلف العلماء في صاحبه فاسق ومجرم والعلماء اختلفوا في تكفيرك".
وأوضح أن الأمر خطير والإنسان عليه أن يراقب لسانه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)).