متحف نابولي الوطني للآثار يستعرض آثارًا تاريخية من إيطاليا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
العلا – عائشة العامودي
في إطار فعاليات مهرجان الممالك القديمة المنتظر في العلا، يعرض متحف نابولي الوطني للآثار مجموعة من التحف الفنية المأخوذة من عدة مواقع أثرية إيطالية؛ مما يوفر للزوار فرصة فريدة للتعرف على عدد من أشهر الأساطير التاريخية.
ويقام المعرض بعنوان “روائع متحف نابولي الوطني للآثار “من 7 نوفمبر ولغاية 14 ديسمبر”، ويستطيع خلاله الضيوف الاستمتاع بالتحف الرائعة التي يعرضها مجانًا عند الحجز.
وسيشمل المعرض قطعًا أثرية من المدن الرومانية القديمة كبومبي وهركولانيوم، اللتين دفنتا تحت الرماد البركاني بعد ثوران بركان جبل فيزوف في عام 79 ميلاديًا، إضافة إلى مقتنيات من مجموعة فارنيزي الشهيرة، التي تعتبر واحدة من أبرز المجموعات من العصور القديمة اليونانية والرومانية.
وسيقام المعرض، الذي يمزج بين العراقة والجمال العصري، في قاعة “مرايا” بمحافظة العلا بالمملكة العربية السعودية، وهي أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم.
وتتيح كل تذكرة مجانية إمكانية الوصول إلى القاعة، مع دليل صوتي مدته 30 دقيقة متاح باللغات العربية والإنجليزية والإيطالية، يسلط الضوء على القصص الرائعة للقطع الأثرية.
كما يعكس المعرض الارتباط الثقافي العميق بين روما القديمة وجزيرة العرب، الذي تأسس من خلال طرق التبادل التجاري والثقافي الواسعة المعروفة باسم طريق البخور.
وقد لعب الأباطرة الرومان، مثل أوغسطس وتراجان وماركوس أوريليوس، أدوارًا مهمة في إنشاء شبكات التجارة والتبادل الثقافي والحفاظ عليها، وإرساء مبادئ السياسة الرومانية والمجتمع العربي خلال فترة حكمهم.
وباعتبارها محطة رئيسية على طريق البخور، كانت العلا مركزًا حيويًا لتبادل السلع القيمة، مثل التوابل والبخور، التي كانت تتدفق من جنوب جزيرة العرب إلى أسواق روما القديمة ومصر وبلاد ما بين النهرين وغيرها.
وقال رامي المعلم، نائب رئيس إدارة الوجهات والتسويق في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: “لطالما اشتُهرت العلا بكونها وجهة غنية تنبض بالتاريخ والتراث. وعليه، تسرنا استضافة هذه التجربة، وجلب كنوز لا تقدر بثمن إلى العلا، وإقامة روابط جديدة بين الثقافات البعيدة”.
وأضاف: “يحظى عرض هذه القطع الأثرية بأهمية خاصة، إذ يثبت سعي الحضارات القديمة في العلا إلى الجمال والبراعة الحرفية تمامًا كما فعل شعب روما القديمة. وكلنا أمل أن يتمكن الزوار من تجربة الأمر هنا. وفي نهاية المطاف يساهم هذا المعرض في إغناء إرثنا العريق، وتعزيز الدور الحيوي للعلا كمركز لصون التراث والتبادل المعرفي والاكتشاف”.
من جانبه، قال البروفيسور ماسيمو أوسانا، مدير متحف نابولي الوطني للآثار: “بصفتي مديرًا لمتحف نابولي الوطني للآثار، فإنه من دواعي سروري إطلاق معرض روائع متحف نابولي الوطني للآثار في العلا، التي تشكل محطة رئيسية على طريق البخور الغني بالتاريخ والإرث العريق. ومن خلال تسليط الضوء على القادة الذين اشتهروا برؤيتهم الاستشرافية في العصر اليوناني الروماني، بمن فيهم الإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر وتراجان وهادريان وماركوس وأوريليوس، يهدف المعرض إلى استعراض رحلة شخصيات تاريخية بارزة، حلمت بإمبراطورية عالمية، تقوم على التكامل والانفتاح، وتقدير إنسانيتنا المشتركة”.
وأضاف: “يمثل هذا المعرض المميز جسرًا يربط بين البلدين، ويعزز الحوار الثقافي الأعمق مع تقدير أكبر لتراثنا العالمي المشترك. ويمكن التماس قوة روابطنا الثقافية أيضًا من خلال مجموعتنا التي تضم عددًا من القطع الأثرية النبطية”.
وتشمل التحف الأثرية المعروضة تماثيل مصغرة للإسكندر الأكبر، ورأس المؤرخ اليوناني هيرودوت، ولوحة فسيفسائية أرضية رائعة من بيت الفنون في بومبي التي تصور نهر النيل، وغيرها.
كما تعمل الدروع والخوذ التي ارتداها المصارعون الرومان في القرن الأول الميلادي على إثراء هذا العرض التاريخي.
ويمكن للزوار أيضًا استكشاف المزيد عن القادة المشهورين، بمن فيهم يوليوس قيصر وتراجان وماركوس أوريليوس، ورؤيتهم الخاصة بإمبراطورية عالمية، شكلت ملامح العالم القديم.
وقد تم العثور على قطع أثرية تمثل بعض هؤلاء القادة في العلا، وتحديدًا في الحجر، أول مواقع التراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية.
ومنذ فتح أبوابها أمام السياح عالميًا حرصت العلا على مشاركة إرثها العريق كمفترق طرق قديم، وموطن للممالك القديمة، ومحطة رئيسية على طريق البخور، وذلك من خلال توفير تجارب ثقافية عالمية المستوى على مدار العام.
ويقام المعرض كجزء من مهرجان الممالك القديمة، وهو حدث رائد على أجندة تقويم فعاليات لحظات العلا. ومن المتوقع أن يوفر تجربة شاملة، ترضي جميع الزوار، بدءًا من عشاق التاريخ والثقافة، وصولاً إلى الزوار الشغوفين. كما أنه فرصة فريدة للتعرف على قطع أثرية ثمينة للغاية خارج إيطاليا؛ إذ يصحب الضيوف في رحلة غنية ومصحوبة بإرشادات صوتية عبر مجموعة متحف نابولي الوطني للآثار.
وينطلق مهرجان الممالك القديمة من قلب العلا، التي كانت محطة تاريخية بارزة على طريق البخور التاريخي، ويعد بمنزلة برحلة عائلية فريدة من نوعها إلى الماضي؛ إذ يوفر تجارب غامرة ومصممة لإحياء القصص القديمة في المنطقة.
وستتاح للزوار فرصة التعمق في دور العلا المهم على طريق البخور، واكتشاف الكنوز الدفينة لهذا الطريق التجاري الذي شهد فترة ذهبية في أحد الأيام، مما يجعل المهرجان حدثًا لا يفوت بالنسبة لعشاق الثقافة والتاريخ.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی العلا من خلال
إقرأ أيضاً:
برعاية خالد بن محمد بن زايد.. "فن أبوظبي" يستعرض الريادة الثقافية للإمارة
تحت رعاية الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عقد معرض فن أبوظبي، اليوم الاثنين، جولة إعلامية استعرض من خلالها تفاصيل المعرض بنسخته الـ16 لعام 2024، الذي يقام بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وينطلق في الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر "تشرين الثاني" الحالي بمنارة السعديات.
ويأتي هذا الحدث لتعزيز مكانة أبوظبي منصة ثقافية رائدة، تجمع بين الإبداع والحوار الثقافي على مستوى دولي، حيث تتميز نسخة هذا العام بمجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تهدف إلى تشكيل جسور جديدة للتواصل الثقافي وتعزيز التفاعل ضمن المشهد الفني المزدهر في دولة الإمارات.ويعد المعرض حدثًا استثنائيًا يحتفي بروح الإبداع والثقافة النابضة في المنطقة، حيث يجمع بين فنانين عالميين، وصالات عرض مرموقة، وعشاق الفن من مختلف أنحاء العالم. 500 فنان وقالت العنود الحمادي، رئيسة مشروع فن أبوظبي في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن المعرض يضم أكثر من 100 صالة عرض من 30 دولة، ويعرض أكثر من 1500 عمل فني لـ500 فنان مشارك.
وأشارت إلى أن النسخة الحالية من المعرض تتضمن أقسامًا جديدة ومبتكرة، مثل قسم مخصص لدول آسيا الوسطى وآخر يسلط الضوء على الفنانين من الوطن العربي، مشيرة إلى أن المعرض يشمل أيضًا "صالون مقتني الفنون"، الذي يضم مجموعة من الكتب القديمة والخرائط التاريخية.
وأكدت أن المعرض يواصل دعمه للفنانين الناشئين من خلال معارض مثل "آفاق الفنانين"، الذي يبرز ثلاثة فنانين إماراتيين ناشئين، و"بوابة"، الذي يركز على الفنانين العرب في أمريكا اللاتينية، ولفتت إلى أن المعرض يتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية، مثل الحوارات، وورش العمل، والجولات الفنية. قصص تاريخية من جانبها، قالت فاطمة آل علي، الفنانة المشاركة في "آفاق الفنانين الناشئين" بمعرض فن أبوظبي 2024، إن عملها الفني يركز على فترة ما قبل اتحاد الإمارات بين عامي 1820 و1971، وتهدف من خلاله إلى إعادة استكشاف القصص التاريخية التي لم تذكر.
وأشارت إلى أن عملها الفني يتناول بداية الوجود البريطاني في المنطقة، والعملات المستخدمة في تلك الفترة، بالإضافة إلى استعراض منحوتة مجسمة مصنوعة من الطين، والصحف والمجلات الصادرة في الستينات وما قبلها، والتي تعكس الوجوه المختلفة لتلك الحقبة من خلال المنظورين البريطاني والخليجي. ارتباط عميق بدورها، أوضحت دينا نظمي، الفنانة التشكيلية، أن أعمالها الفنية تعتمد بشكل كبير على الأنسجة والأقمشة وفن السيراميك باستخدام البورسولين، وتدمج في أعمالها مواد متنوعة مثل التصوير والرسم.
ونوهت أن أعمالها تتضمن بعدًا نفسيًا يعكس ارتباطها العميق ببلدها فلسطين، حيث تسعى من خلالها إلى التعبير عن هذا الارتباط عبر استخدام رموز طبيعية مثل الأشجار المغمورة بالمياه، والتي ترمز إلى التكيف والنمو في أماكن جديدة، استجابة لمشاعر الحنين إلى الوطن.