بوابة الفجر:
2024-10-21@15:15:08 GMT

التسامح في الإسلام من أعظم القيم الإنسانية

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

التسامح في الإسلام، التسامح هو من أعظم القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام، وجعلها من ركائز التعامل بين الناس.

 فقد جاء الدين الإسلامي برسالة سلام ورحمة، وأكد على أهمية التسامح في بناء مجتمع متماسك يقوم على المحبة والتعاون. 

إن التسامح ليس فقط وسيلة لحل النزاعات وتجنب الصراعات، بل هو أيضًا قيمة تربوية وأخلاقية تعزز الاحترام المتبادل بين الأفراد وتزرع فيهم الرحمة واللين في التعامل.

مفهوم التسامح

التسامح في الإسلام يعني العفو عن الآخرين والتجاوز عن أخطائهم، وعدم التمسك بالضغينة أو الانتقام.

التسامح في الإسلام من أعظم القيم الإنسانية 

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (الأعراف: 199).

 التسامح لا يعني الضعف أو التنازل عن الحق، بل هو سلوك نبيل يدل على قوة الإيمان والتحكم في النفس.

التسامح في القرآن والسنة

حث الإسلام على التسامح في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، قال الله تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" (آل عمران: 134). 

كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" (رواه الترمذي).

 التسامح هو جزء من الرحمة التي هي صفة أساسية يجب أن يتحلى بها المسلم، ويظهر ذلك في تعاملاته مع الناس في الحياة اليومية.

 

الدعاء.. مفتاح الفرج وأعظم وسائل التقرب إلى الله أهمية التسامح في المجتمع

التسامح يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز التآلف بين الناس، فهو يسهم في حل النزاعات وبناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم.

 عندما يسود التسامح، ينخفض التوتر في المجتمع وتزول الحواجز التي تفرق بين أفراده. فالتسامح يؤدي إلى خلق بيئة سلمية تدعو إلى التعاون والمودة بين الناس.

أثر التسامح على الفرد

التسامح لا ينفع الآخرين فقط، بل يعود بفوائد جمة على الفرد نفسه.

 الشخص المتسامح يشعر براحة نفسية وسلام داخلي، حيث يتخلص من مشاعر الكراهية والغضب التي تؤثر سلبًا على حياته. 

التسامح يجعل الإنسان يعيش بروح إيجابية ويزيد من تقديره للآخرين.

 

دعاء للأبناء في يوم الجمعة: نعمة الحفظ والبركة

في الختام، يبقى التسامح قيمة عظيمة في الإسلام تجسد روح المحبة والإخاء التي جاء بها الدين الحنيف.

 من خلال التسامح، يتمكن المسلم من نشر الخير والسلام في حياته الشخصية وفي مجتمعه، ويتقرب أكثر إلى الله، الذي يحب العافين عن الناس.

 لذا، يجب أن نحرص على غرس هذه القيمة النبيلة في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا لتكون جزءًا أساسيًا من تعاملاتنا اليومية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التسامح أهمية التسامح القيم الإنسانية التسامح فی الإسلام

إقرأ أيضاً:

نماذج علمائية ملهمة (25) عبد الله بن رواحة «الشاعر الشهيد» رضي الله عنه

أحَد شُعَرَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحَدِ الْبَدْرِيِّينَ، وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار، الذي َشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ وَعُمْرَةَ الْقَضِيَّةِ، وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ مُؤْتَةَ، وكان رجلاً صالحاً تقياً سباقاً للخير والفضل، موالياً لأهل الإيمان، معادياً أهل الكفر، لا تأخذه في الله لومة لائم، مجاهداً في سبيل الله، حتى أكرمه الله بالشهادة، إنه الصحابي الأمير السعيد الشهيد عبدالله بن رواحة، أبو عمرو الأنصاري، الخزرجي البدري، النقيب الشاعر، رضي الله عنه وأرضاه.

اسمه ولقبه وكنيته:

هو الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة، بن ثعلبة، بن امرئ القيس، بن عمرو، بن امرىء القيس، بن مالك الأغر، بن ثعلبة، بن كعب، بن الخزرج، بن الحارث، بن الخزرج الأنصاري الخزرجى، الشاعر المشهور، يكنى أبا محمد، ويقال كنيته أبو رواحة، ويقال أبو عمرو، وأمه كبشة بنت واقد، بن عمرو، بن الإطنابة، خزرجية أيضاً (الإصابة، ابن الأثير، م2).

صفاته وفضائله:

إن من يقرأ سيرة هذا الصحابي الجليل، وما جاء عنها  في كتب التاريخ والسير ونقله الرواة، أو ما استعرضه وحلله الدارسون والباحثون، يستطيع أن يستخلص من ذلك نموذجاً فريداً عن رجل قل نظيره من الرجال عبر التاريخ، حيث تتجلى الصفات السامية والقيم الفضيلة في حياة عبدالله بن رواحة، والتي تعطيه سمة مميزة له، مثل شجاعته فهولا يهاب الأعداء، ولا يخاف الموت، مقدام لا يتوانى عن طلب المبارزة في المعارك، كما حصل في غزوة بدر عندما خرج مسرعاً للمبارزة، بعد أن دعا إليها عتبة بن ربيعة، كما عرف عنه حب الشهادة وحرصه عليها، وقد وهبه الله الشهادة، فقُتل رضي الله عنه، بعد صاحبيه، في قلب المعركة، وهو يحث المسلمين على قتال الروم مقبلين غير مدبرين، وقد كان رضي الله عنه محباً لرسول الله ﷺ مدافعاً عنه بكل ما يملك من مقدرة كلامية بالشعر، أو قوة بدنية بالسلاح، ففي الغزو كان أول الخارجين، وآخر العائدين، وفي الشعر فقد انصهر حب الرسول والإسلام بقلبه ودمه، فبان ذلك في شعره بأبهى صورة، وكان يحرص أشد الحرص على التمسك بدينه ودفاعه عنه، ويجعل ذلك نصب عينيه في الجد والهزل، ويتصف بصدق الحديث، وهو كغيره من الصحابة الذين حرصوا على أن يطبقوا أوامر دينهم عملاً، وأن يجعلوا تعليماته نموذج سلوك، وكان رضي الله عنه سريع البديهة حاضر القلب، قال عنه الرسول ﷺ (ليأتينكم وقد لقن حجته)، فكان حريصاً على طاعة الله ورسوله، كثير العبادة والخوف من الله، متفهم لمعاني القرآن الكريم بنظره الفاحص المدقق. ومن هذه الصفات يبرز أمامنا صدق إيمان عبد الله بن رواحة وتعاطف قلبه ووجدانه مع الرسالة وحاملها صلى الله عليه وسلم، ووعيه لدقائقها وهيمنة ذلك على هواجسه وانفعالات نفسه حيث عبر عن لك شعراً (عبدالله بن رواحة، الشويعر، ص21).

ابن رواحة المحدث:

إذا عرفنا ما تقدم من حياة عبد الله بن رواحة واتصاله بالرسول ﷺ وجدنا من البداهة أن يكون له شأن مذكور في رواية الأحاديث النبوية الشريفة، فقدر روى عبد الله بن رواحة عن النبي ﷺ وعن بلال مؤذنه رضي الله عنه، وروى عنه جماعة كثيرة منهم: ابن عباس، وأسامة بن زيد، وأنس بن مالك، والنعمان بن بشير ـ ابن أخت عبد الله . وأبو هريرة، وأرسل عنه جماعة من التابعين كأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة، وعطاء بن يسار وغيرهم، وكل أولئك من عظماء الإسلام (عبد الله بن رواحة أمير شهيد، سلطان، ص71).

إسلامه ومشاهده واستشهاده:

كان رضي الله عنه من ألمع الصحابة شخصية وأظهرهم أثراً، فهو لا يكاد يغيب عن أنظارنا في السيرة منذ إسلامه إلى أن لقي الله تعالى شهيداً مكرماً، لأنه شهد مع رسول الله ﷺ  المشاهد كلها، وعندما هاجر الرسول ﷺ إلى يثرب، آخى بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الله بن رواحة والمقداد بن عمرو، وأصبح عبد الله بن رواحة شاعر النبوة وأحد أمناء الوحي يكتب بين يدي رسول الله، وأول مشهد نراه فيه هو العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار،  ثم شهد بدراً،  وهو يتوقد إيماناً وثقة بالله تعالى، وحضر عبد الله موقعة أحد، وأبلى فيها بلاءً حسناً، كما استخلفه رسول الله ﷺ  على المدينة وسار في ألف وخمسمائة، فيهم عشرة أفراس، وحمل لواءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشهد ابن رواحة الخندق، وكان رسول الله ﷺ  ينقل التراب يومئذ مع القوم، حتى وارى التراب بياض إبطيه، ويرتجز برجز عبدالله بن رواحة:

والله لولا أنت ما اهتدينا      ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا         وثبت الأقدام إن لاقينا (سابق، سلطان، ص19ـ 30).

كما شهد رضي الله عنه المريسيع، والحديبية، وعمرة القضاء، وفي مؤتة ودع الناس الأمراء ومن معهم، ولما دعوا ابن رواحة بكى، فقالوا: ما يبكيك؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقرأ: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً)، فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم الله، وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم، فقال ابن رواحة:

لكنني أسأل الله مغفرة    وضربة ذات فرع تقذف الزبدا

أو طعنة بيدي حران مجهزة     بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

حتى يقولوا إذا مروا على جدثي   يا أرشد الله من غاز وقد رشداً

ثم أتى ابن رواحة رسول الله فودعه، وقال:

أنت الرسول فمن يحرم نوافله     والوجه منه فقد أزرى به القدر

فثبت الله ما آتاك من حسن     في المرسلين ونصراً  كالذي نصروا

إني تفرست فيك الخير أعرفه    فراسة خالفت فيك الذي نظروا

ثم قال: يا رسول الله مرني بشيء أحفظه عنك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنك قادم غداً بلداً السجود فيه قليل فأكثر السجود.

وبلغ المسلمون مؤتة، بعد أن اقاموا يومين بمعان، وهرقل يومئذ بمآب، فرأوا كثرة الأعداء وكانوا مائة ألف من الروم، ومعهم من العرب مائة ألف، فأراد المسلمون أن يكتبوا إلى الرسول ﷺ  فشجعهم عبد الله بن رواحة وقال: (والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد، ولا بكثرة سلاح، ولا بكثرة خيول، إلا بهذا الدين، الذي أكرمنا الله به، انطلقوا، والله قد رأيتنا يوم بدر، ما معنى إلا فرسان، ويوم أحد إلا فرس واحد، فإنما هي إحدى الحسنين، إما ظهور عليهم، فذلك ما وعدنا الله ووعد نبينا، وليس لوعده خلف، وإما الشهادة فنلحق بإخوان نرافقهم في الجنان، فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فقال عبد الله في محبسهم:

جلبنا الخيل من أجإ وفرع       تغر من الحشيش لها العكوم

حذوناها من الصوان سبتاً     أزلك أن صفحته أديم

أقامت ليلتين على معان      فأعقب بعد فترتها جموم

فرحنا والجياد مسومات    تنفس من مناخرها السموم

فلا وأبي مآب لنأتينها     وإن كانت بها عرباً وروم

فعبأنا اعنتها فجاءت   عوابس والغبار لها بريم

بذي لجب كان البيض فيه   إذا برزت قوانصها النجوم

فراضيه المعيشة طلقتها   اسنتها فتنكح أو تئيم

ثم مضى الناس، واستعر القتال والطعن والضرب، حتى سقط زيد بن حارثة شهيداً، وتبعه جعفر بن أبي طالب فدعى الناس عبد الله بن رواحة، وهو في جانب المعسكر، فتقدم فقاتل حيناً ثم نزل فآتاه ابن عم له بعرق من لحم قال له: شد بهذا ظهرك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده، فانتهش منه نهشة، ثم سمع الحطمة في ناحية الناس – أي: سمع صوت القتال في ناحية الناس- ، فقال لنفسه: وأنت في الدنيا! ثم أخذ سيفه وأسرع وقال مخاطباً نفسه:

يا نفس إلا تقتلي تموتي     هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد أعطيت     إن تفعلي فعلهما هديت

وإن تأخرت فقد شقيتي

وحمي الوطيس، فطعن عبد الله بن رواحه فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه، ثم صرع بين الصفين، فجعل يقول: يا معشر المسلمين ذبوا عن لحم أخيكم فجعل المسلمون يحملون حتى يحوزوه، فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه شهيداً، وكان رسول الله ﷺ قد قال له حينما أنشده قوله:

فثبت الله ما آتاك من حسن     تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا

وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة، قالوا: فثبته الله أحسن الثبات، فقتل شهيداً وفتحت له أبواب الجنة فدخلها سعيداً (سابق، سلطان، ص44ـ 48).

هذا هو عبد الله بن رواحة في نظرة عاجلة على سيرته العطرة، صحابي عرف حقيقة هذا الدين ودور الفرد المسلم فيه، وأهمية التضحية والشجاعة في نصرته، فسار مجاهداً لإعلاء كلمة الله، وكان نموذجاً للشاعر المجاهد في عدة جبهات: جهاد النفس، وجهاد مع الشيطان، وجهاد شعراء قريش والمناوئين للدعوة الإسلامية، وجهاد مع أسرته ومجتمعه، وجهاد نوازع النفس، وجهاد بالكلمة والفكرة.

المراجع:

عبد الله بن رواحة رائد شعر الجهاد الإسلامي، محمد الشويعر، دار الرفاعي للنشر والتوزيع، ط1، 1986م. الإصابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير. عبد الله بن رواحة أمير شهيد وشاعر على سرير من ذهب، جميل سلطان، دار القلم، دمشق، ط5، 1994م.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • رحيل المفكر الصوفي محمد فتح الله كولن.. وعلي جمعة ناعيًا: صاحب المسيرة العطرة
  • علي جمعة ينعي فتح الله كولن: مُفكر حكيم نشر التعليم والحوار والعمل الخيري
  • نماذج علمائية ملهمة (25) عبد الله بن رواحة «الشاعر الشهيد» رضي الله عنه
  • خريجي الأزهر بقنا يشارك المنطقة الأزهرية ومديرية الأوقاف في ندوة “المعاملة الحسنة”
  • 6 طرق لتترك أثر طيب في حياة الناس
  • هل اليمن في الصراع مع اليهود.. (تأصيلٌ تاريخي – وقائعُ معاصرة) (تحليل موضوعي)
  • مأرب: ندوة للمركز القومي للدراسات الاستراتيجية بعنوان "اللاجئون الأفارقة بين القيم الإنسانية والمخاطر الأمنية"
  • سفير الدولة لدى سوريا: القيم الإنسانية الراسخة في سياسة الإمارات تتجلى في ظل تطورات المنطقة
  • دار الإفتاء: الإسلام لم يهمل الغلاء وعالجه بعدَّة سُبل