توفي اليوم الاثنين، الحكيم الصوفي المفكر رجل الحوار والتسامح الخطيب الكاتب محمد فتح الله كولن، وقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في نعيه أنه صاحب المسيرة العطرة القائمة على خدمة الإسلام ونشر مبادئ التسامح والتعايش مع الآخر.

وفاة محمد فتح الله كولن

ولد فتح الله في أسرة طيبة معروفة مشهود لها بالأخلاق والدين وأتم حفظ القرآن الكريم صغيرا على يد والدته الفاضلة.

ثم بدأ بتلقي العلوم الدينية من علماء معروفين من أبرزهم عثمان بكتاش، حيث درس عليه النحو والبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد، كما درس العلوم الوضعية والفلسفة لكنه وبشكل خاص اهتم اهتماما بالغا برسائل النور للعلامة بديع الزمان سعيد النورسي وتأثر بمبادئه ومنهجه تأثرا كبيرا.

بدأ عمله الدعوي في أزمير ثم عمل واعظاً متجولاً، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول وكان يعقد الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة مما ساهم في شهرته حتى قام أتباعه في تركيا بإنشاء العديد من المدارس والأقسام الداخلية وبإصدار الجرائد والمجلات وإنشاء المطابع وتأليف الكتب ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية ثم انتشرت هذه المدارس في العالم بأسره.

لماذا توفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمد وهو خاتم الرسل؟.. علي جمعة يوضح ما معنى «كبُر مقتاً عِندَ اللَّهِ»؟.. علي جمعة يوضح

ويعود إليه الفضل في تأسيس حركة الخدمة وهي حركة مجتمع مدني تتبنى فلسفة تعليمية تتمحور حول القيم الإنسانية العالمية وهي حركة تقوم على أكتاف المتطوعين النشطين لتكافح مرض الجهل والفقر والتشرذم ومبدؤها الأساسي هو العمل الإيجابي البنّاء وهدفها إحياء القيم الدينية والأخلاقية والعالمية ونشرها عن طريق التعليم والحوار والعمل الخيري بالإضافة إلى المساهمة في الجهود المبذولة لتحقيق السلام العالمي.

كان الأستاذ فتح الله كولن يؤمن بمبدأ الانفتاح على العالم بأسره وإبلاغ العالم كله بأن الإسلام ليس قائماً على الإرهاب -كما يصوره أعداؤه- وأن هناك مجالات واسعة للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى بعيدا عن التعصب والعنف .

ترك لطلابه ومحبيه 60 كتابا، ترجم منها إلى اللغة العربية قرابة ثلاثين كتابا حاول من خلالها أن يوقظ في الناس وعيا إسلاميا جديدا وشرح لقرّائه مفهوم التعايش الإسلامي والسير على المنهج الوسطي بعيدا عن التورط في العنف والتطرف وقد حصل على العديد من الجوائز على كتبه هذه، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم.

كما ألف في السيرة النبوية كتابا حديثا أسماه (النور الخالد).

ومن أبرز ما قدم لأحبابه كتاب : «القلوب الضارعة وهي مجموعة أدعية منتخبة من الكليات المشتهرة بـ"مجموعة الأحزاب" لمصنفه للشيخ "الگومشخانوي" رحمه اللّٰه تعالى، انتخبها واختارها الأستاذ الفاضل بعنوان "القلوب الضارعة"».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة القران الكريم فتح الله

إقرأ أيضاً:

فقدنا كنزا من كنوز العلم.. كتاب ودعاة مصريون ينعون كولن

القاهرة (زمان التركية)ــ نشر العديد من الكتاب والمفكرين والدعاة المصريين رسائل تعزية في وفاة الداعية والمفكر الإسلامي التركي، فتح الله كولن، الذي أعلنت حركة الخدمة صباح اليوم الاثنين وفاته.  

وقال الكاتب والأكاديمي المصري محمد ياسين فيما يتعلق بوفاة المعلم فتح الله كولن: “رحم الله أستاذي العظيم ومعلمي القدير محمد فتح الله كولن. لا يعرف قيمة هذا الشخص إلا من قرأ كتبه أو أخذ منه العبر أو شاهد آثار أفعاله عن كثب. إنا لله وإنا إليه راجعون. وما القوة والقوة إلا من عند الله”.

وقال رئيس تحرير مجلة “حراء”، الكاتب والأكاديمي الدكتور صابر المشرفي ناعيا فتح الله كولن: “فقدنا اليوم كنزا من كنوز العلم وجوهرة من أثمن جواهر الإصلاح. توفي أحد رواد الدعوة إلى الله بالبصيرة، تغمده الله برحمته وكرمه. وأدخله جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء. وما أجمل الصداقة بينهم، قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء”. ونسأل الله أن يصبر الأمة ويعطيها أجرا نافعا على هذه المصيبة العظيمة”.

كما نعى الداعية الإسلامي المصري الدكتور يحيى سلام الأزهري المعلم فتح الله كولن، وكتب ما يلي: “توفي اليوم عالم كبير وصديق لله على طريق الدعوة: الداعية الإسلامي التركي الشيخ محمد فتح الله كولن، جزاه الله خير الجزاء على كل ما قام به في سبيل الدعوة، وجازاه خير الجزاء”.

وكان قد نعى مفتي مصر الأسبق، الأستاذ الدكتور علي جمعة، وفاة المفكر الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن، مؤسس حركة الخدمة، وأثنى على جهوده في نشر القيم الدينية والأخلاقية في تركيا، وتعريف العالم بجوهر الإسلام كدين سلام لا يروج للعنف.

في بيان نشره على صفحته في فيسبوك، أشاد الدكتور علي جمعة “بالمفكر الإسلامي الصوفي الحكيم، الخطيب والكاتب الأستاذ محمد فتح الله كولن، الذي وافته المنية”. ووصفه بأنه “رجل الحوار والتسامح”، وأشار إلى أنه “وُلد في أسرة طيبة تتمتع بسمعة طيبة في الأخلاق والدين”. كما أشار إلى أنه “حفظ القرآن الكريم منذ الصغر تحت إشراف والدته الفاضلة. وبدأ كولن رحلته العلمية بدراسة العلوم الدينية مع علماء معروفين، من بينهم عثمان بكتاش، حيث تعمق في دراسة النحو والبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد، بالإضافة إلى العلوم الوضعية والفلسفة. ويُذكر أنه كان يولي اهتمامًا خاصًا برسائل النور للعلامة بديع الزمان سعيد النورسي، وتأثر بمبادئه ومنهجه بشكل كبير”.

 

Tags: تركياجولنفتح الله كولنكولنمصروفاة جولن

مقالات مشابهة

  • فقدنا كنزا من كنوز العلم.. كتاب ودعاة مصريون ينعون كولن
  • كتاب وباحثون عرب ينعون فتح الله كولن: خلد إرثًا غنيًا أثرى العالم الإسلامي
  • حكيم صوفي مفكر.. علي جمعة ينعى الداعية التركي فتح الله كولن
  • علي جمعة ينعي فتح الله كولن: مُفكر حكيم نشر التعليم والحوار والعمل الخيري
  • ما معنى «كبُر مقتاً عِندَ اللَّهِ»؟.. علي جمعة يوضح
  • رسائل نعي من محبي فتح الله كولن في العالم العربي
  • من هو فتح الله كولن مؤسس حركة الخدمة
  • لماذا توفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمد وهو خاتم الرسل؟.. علي جمعة يوضح
  • فورين بوليسي: رحيل السنوار قد يجعل حركة حماس أكثر تمسكًا بالمقاومة