علي جمعة ينعي فتح الله كولن: مُفكر حكيم نشر التعليم والحوار والعمل الخيري
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
القاهرة (زمان التركية)ــ نعى مفتي مصر الأسبق الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، المفكر الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن، مؤسس حركة الخدمة، وأثنى عهلى دوره في نشر القيم الدينية والأخلاقية في تركيا، وتعريف العالم بالإسلام، وبانه دين لا يحض على العنف.
وقال الدكتور علي جمعة في بيان نشر على فيسبوك: “انتقل إلى رحمة الله الحكيم الصوفي المفكر رجل الحوار والتسامح الخطيب الكاتب الأستاذ محمد فتح الله كولن صاحب المسيرة العطرة القائمة على خدمة الإسلام ونشر مبادئ التسامح والتعايش مع الآخر.
وحول دور كولن الدعوي، قال مفتي مصر الأسبق “بدأ عمله الدعوي في أزمير ثم عمل واعظاً متجولاً، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول وكان يعقد الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة مما ساهم في شهرته حتى قام أتباعه في تركيا بإنشاء العديد من المدارس والأقسام الداخلية وبإصدار الجرائد والمجلات وإنشاء المطابع وتأليف الكتب ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية ثم انتشرت هذه المدارس في العالم بأسره”.
وحول حركة الخدمة، يقول “ويعود إليه الفضل في تأسيس حركة الخدمة وهي حركة مجتمع مدني تتبنى فلسفة تعليمية تتمحور حول القيم الإنسانية العالمية وهي حركة تقوم على أكتاف المتطوعين النشطين لتكافح مرض الجهل والفقر والتشرذم ومبدؤها الأساسي هو العمل الإيجابي البنّاء وهدفها إحياء القيم الدينية والأخلاقية والعالمية ونشرها عن طريق التعليم والحوار والعمل الخيري بالإضافة إلى المساهمة في الجهود المبذولة لتحقيق السلام العالمي. كان الأستاذ فتح الله كولن يؤمن بمبدأ الانفتاح على العالم بأسره وإبلاغ العالم كله بأن الإسلام ليس قائماً على الإرهاب -كما يصوره أعداؤه- وأن هناك مجالات واسعة للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى بعيدا عن التعصب والعنف”.
وذكر أن فتح اللله كولن “ترك لطلابه ومحبيه 60 كتابا، ترجم منها إلى اللغة العربية قرابة ثلاثين كتابا حاول من خلالها أن يوقظ في الناس وعيا إسلاميا جديدا وشرح لقرّائه مفهوم التعايش الإسلامي والسير على المنهج الوسطي بعيدا عن التورط في العنف والتطرف وقد حصل على العديد من الجوائز على كتبه هذه، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم، كما ألف في السيرة النبوية كتابا حديثا أسماه (النور الخالد)
ومن أبرز ما قدم لأحبابه كتاب: القلوب الضارعة وهي مجموعة أدعية منتخبة من الكليات المشتهرة بـ”مجموعة الأحزاب” لمصنفه للشيخ “الگومشخانوي” رحمه اللّٰه تعالى، انتخبها واختارها الأستاذ الفاضل بعنوان “القلوب الضارعة” الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته”.
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: حركة الخدمة فتح الله كولن فتح الله کولن
إقرأ أيضاً:
كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الحمد قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، وقد يكون بالأركان.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن َمِنْ حمد اللسان: الذكر بصريح الحمد (الحمد لله).
وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله، وكما طهرته بالسواك، تطييبًا له؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة. وكان النبي ﷺ يحب السواك، حتى إنه طلبه من السيدة عائشة عندما دخل أخوها في حالة انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فنظر إليه، فعرفت أنه يريد السواك ﷺ، فبللته بريقها وأعطته لسيدنا رسول الله ﷺ فاستاك.
وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تفتخر بأن الله تعالى جعل ريقها مع ريقه الشريف آخر شيء، فقد فاضت روحه الكريمة الشريفة إلى ربها بعد هذا.
فاللهم صَلِّ وسلم على سيدنا محمد، الذي علمنا الأدب مع الله، والحمد قد يكون أيضًا بالجنان؛ فالقلب يشكر ربه.
ومن وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة:
«ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد». والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع.
فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، ثم تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.
وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة، ضاقت به الحال، ضاقت به نفسه من نكد الدنيا، فإنه يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها. وكان يقول لبلال: «أرحنا بها يا بلال».
بعض الناس يصلي على نمط: (أرحنا منها)، يؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكنه يريد أن ينتهي من الفرض.
لابد أن تأتي العبادة بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا، تعلق القلب بالله هو حقيقة الحمد بالقلب.
والحمد قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».
وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له: "جزاك الله خيرًا".
«وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء».
فإذا أنكرت عليه المعروف، فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه. ولذلك لا تشكر الله هكذا، عندما تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنك تكذب. عدم الاعتراف هنا كأنه كذب. بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك.
فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيرة، وهي قلة ديانة.
ولذلك الحديث واضح: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».
إذن، فالحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق الله المعروف إليهم، فهو نعمةٌ مسداة من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير. و«الدال على الخير كفاعله».
لا يَكْمُل الحامد، ولا يبلغ مبلغ الكمال، إِلَّا إذا شكر الناس.