الخرطوم- نفذ الجيش السوداني في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، عملية عسكرية برية أفضت إلى عبوره 3 جسور على نهر النيل من أم درمان إلى مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري.

ومهدت هذه الخطوة تقدما للجيش فرض به تغييرات معتبرة على خريطة السيطرة الميدانية له ولقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم التي تضم العاصمة الاتحادية.

وعبرت تشكيلات من الجيش جسري النيل الأبيض من وسط أم درمان إلى منطقة المقرن الواقعة غربي وسط العاصمة الخرطوم، حيث ارتكزت ونصبت دفاعاتها وبدأت بالزحف شرقا بهدف الوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش شرقي الخرطوم.

خريطة عبور الجيش السوداني من أم درمان إلى كل من الخرطوم والخرطوم بحري (الجزيرة) سيطرة الجيش

تمكنت هذه التشكيلات في محور المقرن الثانوي، وفقا لضابط في الجيش السوداني (فضل عدم الكشف عن هويته)، من تحييد عدد من البنايات الشاهقة في المنطقة السياحية، كانت تستغلها قوات الدعم السريع منصات لقناصتها.

بعد أن دكت عددا من الأبراج والبنايات الشاهقة باستخدام القصف المدفعي والضربات الجوية، وصلت هذه القوات حتى شارع الإمام المهدي شرقا، الذي تحول إلى مسرح لعمليات عسكرية نشطة ترتفع وتيرتها وتنخفض أحيانا بين الطرفين، لكنها مستمرة بأشكال متعددة رسمت ملامح واقع ميداني متحرك.

وسيطرت قوات الجيش على عدد من المواقع في منطقة المقرن، من بينها مقر شركتي بترودار والنيل للبترول، وفندق كورال وقاعة الصداقة، فضلا عن المتحف القومي ومنتزه المقرن وحدائق السادس من أبريل.

وحسب خطط الجيش، فإن ثمة وثبة أخرى تنتظر قوات محور المقرن للوصول إلى منطقة السوق العربي وسط الخرطوم، ومنها إلى مقر القيادة العامة للجيش الذي تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب بالبلاد في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.

العملية البرية الواسعة للجيش كان محورها الأبرز والأهم دخول منطقة الحلفايا والسيطرة عليها، حيث عبرت قواته من شمالي أم درمان جسر الحلفايا، الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، واستعادت سيطرتها في شمالي الخرطوم بحري على ضاحيتي الحلفايا والأزيرقاب، فضلا عن إكمال سيطرتها على منطقتي الكدرو والدروشاب، وصولا إلى الفكي هاشم شمالا.

مواجهات محتدمة

في حين لا تزال قوات الدعم السريع تبسط سيطرتها على مواقع عديدة في الخرطوم بحري، أهمها شمبات والختمية وصولا إلى أحياء بحري القديمة جنوبا، إضافة إلى كافوري والحاج يوسف ومنطقة شرق النيل، كما تسيطر على مقر مصفاة الجيلي للبترول منذ بداية الحرب.

لكن الجيش السوداني يحتفظ بمقري سلاح الإشارة والأمن السياسي التابع لجهاز الأمن والمخابرات أقصى جنوبي الخرطوم بحري، إضافة إلى معسكر له بمنطقة العيلفون.

وتعتزم قواته التي عبرت إلى منطقة الحلفايا، وقوات منطقة الكدرو العسكرية شمالي الخرطوم بحري، الالتحام بقوات سلاح الإشارة جنوبي المدينة، ومنها إلى مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم عبر جسر النيل الأزرق الذي يسيطر على ناحيتيه.

أما جنوب غربي العاصمة الخرطوم، فإن منطقة سلاح المدرعات التابعة للجيش، بات محيطها ساحة لمواجهات محتدمة، وأصبحت خلال عدة أشهر ماضية، نقطة انطلاق لإحراز تقدم ميداني.

وكان آخره إعلان الجيش السيطرة على حي اللاماب، في مسعى منه لتحييد مجموعات من قناصة قوات الدعم السريع المتمركزين في أبراج الرواد السكنية، وصولا إلى مقر الإستراتيجية التابع للجيش الذي تسيطر عليه هذه القوات منذ يونيو/حزيران 2023 والقريب من منطقة المقرن، حتى يمكن لمحور سلاح المدرعات الالتحام بقوات الجيش في محور المقرن.

تكتيك

ورغم انفتاح الجيش على مواقع جديدة، فإن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر أيضا على أحياء الرياض والمنشية والمعمورة والصحافة وأَركويت وبري والطائف والجريف شرقي الخرطوم، فضلا عن أحياء ما تعرف بمنطقة جنوب الحزام، وضاحية سوبا حتى حدود ولاية الجزيرة وسط البلاد.

كما تسيطر على ضاحية الكلاكلة وصولا إلى مدينة جبل الأولياء، نحو 45 كيلومترا أقصى جنوب غرب العاصمة الخرطوم مع حدود ولاية النيل الأبيض.

وفي أم درمان يسيطر الجيش على محلية (محافظة) كرري شمالها، ورغم تمكنه من استعادة السيطرة على أحياء أم درمان القديمة جنوبا وبعض أجزاء ضاحية أم بدة غربا، فإن الدعم السريع ما زال يسيطر على ضاحية الصالحة أقصى جنوب غرب أم درمان، فضلا عن أجزاء من ضاحية أم بدة، التي تدور فيها عمليات عسكرية واشتباكات ليست منتظمة بينهما.

ومع استمرار الحرب لأكثر من 18 شهرا في عدة محاور وجبهات قتالية داخل العاصمة الخرطوم وخارجها، ثمة توقعات بارتفاع وتيرة المواجهات بين الجانبين، بحسب ما أفاد المصدر العسكري الرفيع بالجيش السوداني للجزيرة نت، حيث أكد أن قواته تمارس تكتيك إجهاد الخصم عبر تحريك العمل العسكري المتزامن في محاور قتالية عديدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع العاصمة الخرطوم الجیش السودانی الخرطوم بحری وصولا إلى أم درمان فضلا عن إلى مقر

إقرأ أيضاً:

تطهير البلاد من الدعم السريع | ماذا بعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري بالخرطوم؟

أكد الجيش السوداني، في بيانه أنه ماضٍ قدمًا في جميع محاور القتال حتى تحقيق النصر الكامل، مشددًا على عزمه تطهير البلاد من أي تهديدات تمس أمنها واستقرارها.

تطهير البلاد من الدعم السريع 

وأعلن الجيش السوداني، أنه تمكن من تدمير معدات وآليات قوات الدعم السريع في محيط القصر الجمهوري، وصادر أسلحتهم بالكامل.

وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لتطهير البلاد من قوات الدعم السريع.

وأشار الجيش السوداني، أن قواتنا تمكنت من القضاء على الدعم السريع في وسط الخرطوم والقصر الجمهوري.

 وأوضح الجيش السوداني، أنه سيطر على الوزارات في وسط الخرطوم، بالإضافة إلى القصر الجمهوري، مشيرًا إلى أن قواته تمكنت من القضاء على الدعم السريع في هذه المناطق الحيوية.

ومن جانبه أعلن الناطق باسم القوات السودانية، العميد نبيل عبد الله، السيطرة على مبنى رئاسة جهاز المخابرات وإدارة المرافق الاستراتيجية في الخرطوم.إعلان

وقال نبيل عبد الله إن القوات السودانية وسط الخرطوم تواصل الضغط على قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن تلك القوات باتت تسيطر على فندق كورنثيا وإدارة المرافق الاستراتيجية.

وأشار إلى أن القوات السودانية قامت بتطهير مباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني، منوها إلى أن الجيش السوداني حقق مزيدا من النجاحات وأنه تم القضاء على المئات من القوات المناهضة، التي حاولت الهروب من خلال جيوب بوسط الخرطوم.

أضاف أن القوات السودانية أحكمت سيطرتها على موقع عمارة زين وبنك السودان ومصرف الساحل والصحراء وبرج التعاونية وكلية البيان والمتحف وجامعة السودان وقاعة الصداقة.

وكان الجيش السوداني تمكن في وقت سابق من قطع طريق إمداد الدعم السريع من جنوب الخرطوم باستخدام الطائرات والمدفعية بحسب مصادر عسكرية.

وجاء في بيان للجيش السوداني، أمس الجمعة، أن قوات الجيش هزمت قوات الدعم السريع بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات".

الخرطوم خالية من الميليشيات

في هذا الصدد قال السماني عوض الله، رئيس تحرير صحيفة الحاكم نيوز السوداني إن استعادة القصر الجمهوري في الخرطوم له دلالات كثيرة حيث استعادة الوزارات فهذا دليل واضح ان الجيش السوداني استطاع استرداد عدد من الوزارات الاتحادية والسيادية.

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " ان استعادة القصر الجمهوري في الخرطوم يعد بمثابة نهاية التمرد في وسط الخرطوم، وبالتالي الخرطوم أصبحت الآن آمنة ولا وجود لميليشيا الدعم السريع بها خاصة إذا في هذا الشريط الذي يشمل مواقع مهمة جداً أبرزها جامعة الخرطوم، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الداخلية، وزارة الحكومة الاتحادية، وزارة المعادن، وزارة التجارة، وزارة الصناعة وكذلك وزارة الثقافة والإعلام، فبالتالي استعادة هذا الكم الهائل من الوزارات يعني أن الآن الخرطوم أصبحت الآن تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.

وتابع: اما عن السيناريوهات المتوقعة فمن المتوقع أن يتم إعلان الخرطوم خالية من الميليشيات خلال ساعات قليلة جدا بعد أن فقدت كل المواقع الاستراتيجية  وخطوط الإمداد التي كانت تمدها السلاح .

واكد: فبالتالي تحرير القصر الجمهوري في الخرطوم تعني أن الخرطوم أصبحت تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية وأصبحت الميليشيات الآن لا وجود لها في الخرطوم ما عدا بعض المناطق الضعيفة جدا التي تتواجد فيها كبعض المنازل .

استعادة الجيش السوداني للقصر الجمهوري

أكد أبي عز الدين، المحلل السياسي وأمين جمعية الصحفيين السودانيين، أن استعادة الجيش السوداني للقصر الجمهوري في الخرطوم تحمل دلالات عسكرية وسياسية مهمة.

وأوضح، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن القصر لم يكن خاضعًا لاحتلال مباشر، لكنه كان تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع منذ تمردها، مستغلةً انتشارها في مواقع استراتيجية بالعاصمة، مما سهل استيلاءها عليه في وقت سابق.

وأضاف عز الدين أن عملية تحرير القصر كانت معقدة واستغرقت وقتًا طويلًا، نظرًا لحجمه الكبير وموقعه المحاط بشوارع رئيسية وجسور، مما جعل استعادته تحديًا عسكريًا كبيرًا.

أشار إلى أن الهجوم الذي أعقب تحرير القصر أسفر عن سقوط عدد من الإعلاميين شهداء، في تصعيد خطير يعكس شراسة المعارك الدائرة في العاصمة، مشددًا على الأهمية التاريخية للقصر الجمهوري، الذي يعود تاريخه إلى نحو مائتي عام وكان مقرًا لحكومات السودان المتعاقبة، معتبرًا أن استعادته تمثل ضربة نفسية قوية لقوات الدعم السريع، وتضعف موقف قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمام الدول التي تدعمه، مثل كينيا وإثيوبيا.

كما كشف عز الدين عن وجود أنفاق في بعض المناطق التي استخدمها المتمردون للهروب، إلا أن الجيش السوداني تمكن من إحكام سيطرته على معظمها، وأوضح أن قوات الدعم السريع بدأت في الانسحاب نحو إقليم دارفور، حيث يُعتقد أن المواجهة الحاسمة ستدور هناك، في ظل سعيهم لإقامة كيان منفصل بين السودان وتشاد.

وأكد وزير الإعلام السوداني، خالد الإعيسر، أن السيطرة على القصر الجمهوري من قبل الجيش السوداني تشكل نقطة تحول مهمة في مسار المعارك الدائرة في الخرطوم، لما يمثله القصر من رمزية تاريخية وسيادية.

وأوضح الإعيسر، في مداخلة مع الإعلامي حساني بشير، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن القصر الجمهوري تأسس عام 1830 وشهد مراحل استعمارية مختلفة، وكان مسرحًا لأحداث تاريخية بارزة، من بينها مقتل الجنرال البريطاني تشارلز جوردون، مشيرًا إلى أن استعادة السيطرة عليه تعزز السيادة الوطنية وتعيد الأمل للسودانيين في استعادة دولتهم من المليشيات المسلحة.

وأضاف الوزير أن العملية العسكرية التي قادها الجيش السوداني أدت إلى تحرير مناطق واسعة في الخرطوم، بحري، وأم درمان، مشيرًا إلى أن المليشيات لم تعد تملك أي تواجد منظم في العاصمة، باستثناء بعض الجيوب المتفرقة التي يجري التعامل معها.

وتابع: "تحرير القصر الجمهوري سيؤدي إلى تأمين ظهر القوات المسلحة، ما يمكنها من التقدم جنوبًا لاستكمال تحرير المناطق المتبقية في الخرطوم، خاصة أن المليشيات كانت تعتمد على القناصة الذين تمركزوا في القصر الجمهوري والمباني العالية المحيطة به، مثل الأبراج الكويتية وواجهات النيل".

وأشار الإعيسر إلى أن الجيش السوداني بات يتحرك بحرية في الخرطوم، بعد استعادة السيطرة على جميع الجسور، باستثناء جسر خزان جبل أولياء، الذي يُستخدم كممر آمن لمن يرغب في تسليم سلاحه ومغادرة مناطق القتال.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يقترب من المدينة الرياضية.. والدعم السريع يسحب سيارات قتالية وتناكر باتجاه جبل أولياء
  • سقوط ثلاثة مدنيين في قصف للدعم السريع على أم درمان
  • مقتل 3 في قصف للدعم السريع على أم درمان بعد تقدم الجيش في الخرطوم وجزيرة توتي  
  • الجيش السوداني يحقق تقدمًا استراتيجيًا والدعم السريع يواجه ضغوطًا متزايدة.. تفاصيل
  • قائد منطقة امدرمان العسكرية يصل القيادة العامة للجيش مرورا بوسط الخرطوم
  • تطهير البلاد من الدعم السريع | ماذا بعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري بالخرطوم؟
  • بالفيديو.. الجيش السوداني يسيطر على مقر «البنك المركزي» بالخرطوم
  • قائد كتائب البراء يكشف مصير قوات الدعم السريع وسط الخرطوم
  • بعد السيطرة على القصر الجمهوري الجيش السوداني يستعيد مواقع استراتيجية هامة في الخرطوم
  • عاجل.. الجيش السوداني يستعيد السيطرة على مقر رئاسة جهاز المخابرات بالخرطوم