آخر مواقع السيطرة العسكرية بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
الخرطوم- نفذ الجيش السوداني في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، عملية عسكرية برية أفضت إلى عبوره 3 جسور على نهر النيل من أم درمان إلى مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري.
ومهدت هذه الخطوة تقدما للجيش فرض به تغييرات معتبرة على خريطة السيطرة الميدانية له ولقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم التي تضم العاصمة الاتحادية.
وعبرت تشكيلات من الجيش جسري النيل الأبيض من وسط أم درمان إلى منطقة المقرن الواقعة غربي وسط العاصمة الخرطوم، حيث ارتكزت ونصبت دفاعاتها وبدأت بالزحف شرقا بهدف الوصول إلى مقر القيادة العامة للجيش شرقي الخرطوم.
تمكنت هذه التشكيلات في محور المقرن الثانوي، وفقا لضابط في الجيش السوداني (فضل عدم الكشف عن هويته)، من تحييد عدد من البنايات الشاهقة في المنطقة السياحية، كانت تستغلها قوات الدعم السريع منصات لقناصتها.
بعد أن دكت عددا من الأبراج والبنايات الشاهقة باستخدام القصف المدفعي والضربات الجوية، وصلت هذه القوات حتى شارع الإمام المهدي شرقا، الذي تحول إلى مسرح لعمليات عسكرية نشطة ترتفع وتيرتها وتنخفض أحيانا بين الطرفين، لكنها مستمرة بأشكال متعددة رسمت ملامح واقع ميداني متحرك.
وسيطرت قوات الجيش على عدد من المواقع في منطقة المقرن، من بينها مقر شركتي بترودار والنيل للبترول، وفندق كورال وقاعة الصداقة، فضلا عن المتحف القومي ومنتزه المقرن وحدائق السادس من أبريل.
وحسب خطط الجيش، فإن ثمة وثبة أخرى تنتظر قوات محور المقرن للوصول إلى منطقة السوق العربي وسط الخرطوم، ومنها إلى مقر القيادة العامة للجيش الذي تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب بالبلاد في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.
العملية البرية الواسعة للجيش كان محورها الأبرز والأهم دخول منطقة الحلفايا والسيطرة عليها، حيث عبرت قواته من شمالي أم درمان جسر الحلفايا، الرابط بين أم درمان والخرطوم بحري، واستعادت سيطرتها في شمالي الخرطوم بحري على ضاحيتي الحلفايا والأزيرقاب، فضلا عن إكمال سيطرتها على منطقتي الكدرو والدروشاب، وصولا إلى الفكي هاشم شمالا.
مواجهات محتدمة
في حين لا تزال قوات الدعم السريع تبسط سيطرتها على مواقع عديدة في الخرطوم بحري، أهمها شمبات والختمية وصولا إلى أحياء بحري القديمة جنوبا، إضافة إلى كافوري والحاج يوسف ومنطقة شرق النيل، كما تسيطر على مقر مصفاة الجيلي للبترول منذ بداية الحرب.
لكن الجيش السوداني يحتفظ بمقري سلاح الإشارة والأمن السياسي التابع لجهاز الأمن والمخابرات أقصى جنوبي الخرطوم بحري، إضافة إلى معسكر له بمنطقة العيلفون.
وتعتزم قواته التي عبرت إلى منطقة الحلفايا، وقوات منطقة الكدرو العسكرية شمالي الخرطوم بحري، الالتحام بقوات سلاح الإشارة جنوبي المدينة، ومنها إلى مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم عبر جسر النيل الأزرق الذي يسيطر على ناحيتيه.
أما جنوب غربي العاصمة الخرطوم، فإن منطقة سلاح المدرعات التابعة للجيش، بات محيطها ساحة لمواجهات محتدمة، وأصبحت خلال عدة أشهر ماضية، نقطة انطلاق لإحراز تقدم ميداني.
وكان آخره إعلان الجيش السيطرة على حي اللاماب، في مسعى منه لتحييد مجموعات من قناصة قوات الدعم السريع المتمركزين في أبراج الرواد السكنية، وصولا إلى مقر الإستراتيجية التابع للجيش الذي تسيطر عليه هذه القوات منذ يونيو/حزيران 2023 والقريب من منطقة المقرن، حتى يمكن لمحور سلاح المدرعات الالتحام بقوات الجيش في محور المقرن.
تكتيكورغم انفتاح الجيش على مواقع جديدة، فإن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر أيضا على أحياء الرياض والمنشية والمعمورة والصحافة وأَركويت وبري والطائف والجريف شرقي الخرطوم، فضلا عن أحياء ما تعرف بمنطقة جنوب الحزام، وضاحية سوبا حتى حدود ولاية الجزيرة وسط البلاد.
كما تسيطر على ضاحية الكلاكلة وصولا إلى مدينة جبل الأولياء، نحو 45 كيلومترا أقصى جنوب غرب العاصمة الخرطوم مع حدود ولاية النيل الأبيض.
وفي أم درمان يسيطر الجيش على محلية (محافظة) كرري شمالها، ورغم تمكنه من استعادة السيطرة على أحياء أم درمان القديمة جنوبا وبعض أجزاء ضاحية أم بدة غربا، فإن الدعم السريع ما زال يسيطر على ضاحية الصالحة أقصى جنوب غرب أم درمان، فضلا عن أجزاء من ضاحية أم بدة، التي تدور فيها عمليات عسكرية واشتباكات ليست منتظمة بينهما.
ومع استمرار الحرب لأكثر من 18 شهرا في عدة محاور وجبهات قتالية داخل العاصمة الخرطوم وخارجها، ثمة توقعات بارتفاع وتيرة المواجهات بين الجانبين، بحسب ما أفاد المصدر العسكري الرفيع بالجيش السوداني للجزيرة نت، حيث أكد أن قواته تمارس تكتيك إجهاد الخصم عبر تحريك العمل العسكري المتزامن في محاور قتالية عديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع العاصمة الخرطوم الجیش السودانی الخرطوم بحری وصولا إلى أم درمان فضلا عن إلى مقر
إقرأ أيضاً:
تنسيق مشترك لتنفيذ خطة تدخل صحي سريع بمدينة الخرطوم بحري
تشمل توفير آليات لحفظ المياه وأجهزة لفحصها، إلى جانب تعزيز المراكز الصحية المخصصة للرعاية الصحية الأولية والتغذية، ودعم فرق الاستجابة السريعة.
أمدرمان – تاق برس
أكدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم التزامها بتعزيز التنسيق مع منظمة اليونيسيف لضمان وصول الخدمات الصحية للمواطنين وتذليل أي عقبات قد تعوق تقديمها.
جاء ذلك خلال اجتماع عُقد الخميس، برئاسة نائب المدير العام للوزارة ومشاركة ممثلي المنظمة وشركائها، حيث تم بحث سبل التعاون في مواجهة التحديات الصحية بمحلية بحري.
من ناحيتها أعلنت منظمة اليونيسيف التزامها بدعم خطة التدخل السريع التي وضعتها الوزارة، والتي تشمل توفير آليات لحفظ المياه وأجهزة لفحصها، إلى جانب تعزيز المراكز الصحية المخصصة للرعاية الصحية الأولية والتغذية، ودعم فرق الاستجابة السريعة، وبرنامج حصاد المياه.
وأوضح نائب مدير عام وزارة الصحة، أحمد البشير فضل الله، أن التنسيق مع اليونيسيف يتم وفق أنظمة ولوائح العمل المتبعة، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يسهم في رفع جودة الخدمات الصحية وتوسيع نطاقها جغرافيًا بمحليتي بحري وأم درمان.
كما أكد أن الوزارة تشرف على أنشطة المنظمات الصحية بالتنسيق مع المفوضية لضمان توافقها مع الاحتياجات الصحية للولاية.
من جانبها، أشادت ممثلة اليونيسيف، بدور إدارة التحصين في تنفيذ حملات التطعيم رغم تحديات الحرب، مؤكدة التزام المنظمة بتقديم مزيد من الدعم، بما في ذلك توفير ثلاجات لحفظ اللقاحات وتحسين مواقع تخزين أدوية الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
الخرطوم بحرياليونسيفوزارة الصحة بولاية الخرطوم