كيف يترقى الضباط الدروز في الجيش الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
أثار إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل قائد اللواء 401 العقيد إحسان دقسة -الذي ينتمي للطائفة الدرزية- بالمعارك الدائرة بمنطقة جباليا في قطاع غزة جدلا واسعا حول علاقة شرائح من العرب خاصة "الدروز "بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كما أثار تساؤلات حول قضايا معقدة تتعلق بالهوية والولاء والتمييز.
وبحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، فإن ترقي الضباط الدروز في الجيش الإسرائيلي يأتي في سياق تاريخي وسياسي معقد.
وأوضح شديد أنه منذ بداية الخمسينيات في القرن الماضي، مرت الطائفة الدرزية بمرحلة غسل دماغ بحيث تم إخراجها من الإطار العربي الفلسطيني وعزلها بشكل تام عن الجماهير العربية من حيث المؤسسات الدينية والقضائية والتعليمية، وأصبحت ذات هوية مستقلة منفصلة تماما عن بقية مكونات المجتمع الفلسطيني.
وأشار شديد إلى أن هذا العزل ترافق مع منح الطائفة الدرزية بعض الامتيازات، خاصة بعد توقيع ما سمي بـ"حلف الدم" بين الزعيم الروحي للطائفة آنذاك الشيخ سلمان طريف والحركة الصهيونية، وبناء على ذلك أصبح الدروز يتجندون مع اليهود في الجيش الإسرائيلي.
ويشير الخبير إلى مفارقة مهمة، حيث يقول إنه رغم أن الدروز يلتزمون بالخدمة العسكرية بنسبة أعلى من اليهود، فإنهم يعانون من التمييز نفسه الذي يواجهه المواطنون العرب الآخرون في إسرائيل من قبيل هدم بيوتهم.
وفي هذا الصدد أكد شديد أن الآلاف من الدروز وبمجرد إنهائهم للخدمة العسكرية في الجيش عانوا من قرارات إسرائيلية بهدم منازلهم، شأنهم شأن سائر العرب في إسرائيل، وقال شديد إنه ربما كان العقيد الدرزي إحسان دقسة -الذي قتل مؤخرا بجباليا- كان سيواجه الأمر نفسه بمجرد انتهاء خدمته في الجيش الإسرائيلي.
وفي تفسيره لترقي الضباط الدروز في الجيش الإسرائيلي، أوضح شديد أن هذا يأتي في سياق تحولات أوسع شهدها الجيش الإسرائيلي، بدأت مع تحول الجيش نحو نموذج "الجيش الصغير الذكي المهني" في التسعينيات، الأمر الذي دفع شرائح واسعة من اليهود العلمانيين للابتعاد عن الخدمة العسكرية الطويلة، مما فتح المجال أمام الدروز والمتدينين اليهود لشغل مناصب عليا في الجيش.
ولفت شديد إلى صراع تيارات داخل جيش الاحتلال موضحا أن: "الدروز يرون في الخدمة العسكرية فرصة عمل وليس هدفا قوميا، بينما يسعى المتدينون اليهود لتحويل الجيش إلى أداة لخدمة مشروعهم العقائدي الصهيوني".
ورغم الترقيات التي يحصل عليها بعض الضباط الدروز، يؤكد شديد أن وصولهم إلى أعلى المناصب في الجيش، مثل رئاسة الأركان، يبقى أمرا مستبعدا في ظل السيطرة المتزايدة للتيار الصهيوني الديني على المؤسسة العسكرية، وقال إن الوصول إلى رتبة عسكرية متقدمة يتطلب موافقة الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأوضح أن التمييز العنصري داخل الجيش الإسرائيلي لا يقتصر على الدروز فقط، بل يطال أيضا مجموعات أخرى مثل اليهود الإثيوبيين، وقال: "لا يخلو شهر دون حدوث شجارات كبيرة داخل الجيش، أحيانا يشارك فيها مئات الجنود من اليهود والجنود غير اليهود، مما يعكس عمق التوترات العرقية والدينية داخل المؤسسة العسكرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات فی الجیش الإسرائیلی شدید أن
إقرأ أيضاً:
لتعويض النقص بـ«جنود الاحتياط».. الجيش الإسرائيلي ينفّذ استراتيجيات «غير مسبوقة»
كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “أن هناك أزمة متفاقمة تواجه الجيش الإسرائيلي في تجنيد قوات الاحتياط، ما دفعه إلى تبنّي إجراءات استثنائية وغير تقليدية لسد العجز”.
وذكر التقرير الإسرائيلي أن “الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية مع تآكل معنويات قواته، إذ أشار ضباط خدموا في غزة إلى استنزاف واضح بين الجنود بعد أكثر من 200 يوم من القتال، كما دعا التقرير القيادة العسكرية إلى مراجعة محادثات الجنود على مجموعات “واتسآب”، التي تعكس تنامي مشاعر الإحباط، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأداء العسكري في المستقبل”.
وبحسب الصحيفة، “على الرغم من أن نسبة الاستجابة للاستدعاء بلغت 90% في بداية الحرب على قطاع غزة، إلا أنها انخفضت تدريجيا إلى 70%، مع توقعات بتراجعها إلى 50% قريبًا، ما أثار مخاوف القيادة العسكرية حول استمرارية الجيش في ظل استمرار الصراع”.
وأرجع التقرير هذا التراجع “إلى غياب الروابط القوية بين الجنود، إذ يتم تجنيد أفراد جدد باستمرار دون تحقيق الانسجام المطلوب داخل الوحدات”.
ووفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، “لتعويض النقص، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” (أنشطة شركة “ميتا”، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام”) للترويج لوظائف قتالية في غزة ولبنان، إلى جانب تقديم عروض مرنة غير مسبوقة تتجاوز شروط القبول المعتادة”.
وبحسب الصحيفة، “من بين الخطوات المثيرة للجدل، تقديم حوافز مالية، مثل رواتب للطهاة وعمال الصيانة، وعروض تدريب مكثفة لقيادة الدبابات أو تشغيل الطائرات المسيّرة في غضون أسبوع فقط. كما استخدم الجيش أساليب دعائية عاطفية، أبرزها إعلانات تحفّز الشعور بالذنب، مثل صورة لجنود في شوارع فلسطينية مرفقة بتعليق: “إخوتكم يقاتلون، فهل ستبقون جالسين؟” لحث المواطنين على التطوع”.