ساريس.. قرية فلسطينية مهجرة حملت اسم إلهة الغلال عند الرومان
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
حذفت من الخارطة، ولم يتبقى منها سوى بعض الأطلال التي لا تشير إلى أي معنى من معاني الحياة، كانت قرية فلسطينية مرتفعة ومطلة على البحر، وكان من ممكن رؤية البحر من بيوتها، هواؤها عليل ولطيف كان يوصف علاجا من بعض الأطباء.
دخلت قرية ساريس قائمة القرى المهجرة منذ نكبة عام 1948، وتبعد 15 كيلومترا غربي القدس، وكانت القرية تشرف أيضا على مناطق واسعة من فلسطين من جانبها الغربي تحديدا، حيث تشاهد بوضوح الرملة واللد، وكانت الغابات المحيطة بالموقع تضفي مزيدا من الجمال على المشهد.
لواء هاريل يهدم منازل في ساريس في عام 1948.
تحد ساريس من الشمال بيت ثول، ومن الشمال الغربي دير أيوب، ومن الغرب بيت محسير، ومن الجنوب كسلا، ومن الجنوب الشرقي خربة عمور.
وكانت في الموقع عدة خرب مثل "خربة العلقة"، وهناك مقام "الولي أبو نجمة"، الذي تقول الروايات إنه ينحدر من سلالة الصحابي عمر بن الخطاب.
ويقال إن أصل سكان القرية من العلا في الحجاز، وكان عدد سكان القرية يوم احتلالها يزيد على 650 نسمة، ثم تحولوا إلى لاجئين، يتوزعون في الضفة الغربية وقطاع غزة و الأردن.
قدر عدد سكان ساريس عام 1922 بنحو 313 نسمة، وارتفع إلى 470 نسمة عام 1931، وصل عام 1945 إلى 560 نسمة، وربما يصل عددهم حاليا في الشتات إلى نحو 5 آلاف نسمة.
بلغت مساحة الأراضي التابعة للقرية 10.699 دونما لا يملك الصهاينة منها سوى 123 دونما. وتجاور أراضيها أراضي بيت محسير التي تقع في نهاية الطريق المتفرعة من طريق القدس– يافا. وقد ساعد نوع التربة واعتدال المناخ على نشاط الزراعة فيها، وأشهر المزروعات الزيتون الذي تغطي أشجاره مساحة 415 دونما.
كان الاعتماد الأساسي لاقتصاد القرية على الزراعة، وكان السكان يتزودون ما يحتاجون إليه من مياه الاستخدام المنزلي من الينابيع والآبار.
وكانت القرية تجلب العاملين من القرى المجاورة، بسبب وجود 8 كسارات حجر بها، كما أنها اشتهرت بتربية النحل ووجود العسل.
أما سبب تسمية ساريس بهذا الاسم لها تفسيران:
الأول لكثرة أشجار السيريس التي تنمو في أراضيها، ويؤيد ذلك ترديد النساء في أثناء غنائهن في الأعراس عبارة "وعريسنا يا ناس مثل مطرق السيريس".
والثاني أن اسم القرية تحريف لاسم "سيريس"، إلهة الغلال عند الرومان، ويؤيد هذا القول خيرات القرية المتعددة وعليل هوائها، وهذا الرأي يرجحه كثيرون عن غيره.
كانت القرية من القرى التي عاشت الفترة الإسلامية بمختلف دولها حتى الغزو الصليبي، ثم تحريرها من قبل الأيوبيين ومن ثم عاشت ضمن الدولة المملوكية ثم انتقلت كما سائر فلسطين للحكم العثماني، وكانت في القرن التاسع عشر قرية مزدهرة وتدفع الضرائب للدولة العثمانية، حتى مطلع القرن العشرين وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ووقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني في عام 1920 .
وبحسب السجلات العثمانية في عام 1596، كانت ساريس قرية في ناحية القدس (لواء القدس)، وعدد سكانها 292 نسمة، يؤدون الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون والفاكهة والخروب، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل والكرمة.
ومع إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين، هاجمت العصابات الصهيونية المسلحة القرية في عام 1948 فتصدى لهم رجال المقاومة المحلية وجيش الإنقاذ الذي تكون من متطوعين عرب، ولكن هذه المقاومة العنيفة لم تكن لتكفي لصد هجمات العصابات الصهيوني فاحتلوها ومارسوا فيها سياسة التطهير العرقي فهدموا بيوتها وشردوا أهلها وأقاموا مغتصبات صهيونية على أرض القرية .
ودمرت العصابات الصهيونية قرية ساريس أثناء "عملية نحشون" ويفيد تاريخ عصابة "الهاغاناه" الصهيونية بأن احتلال القرية كان في نيسان/ أبريل عام 1948.
وقبل الاستيلاء على القرية بوقت قصير، كتب قائد عصابة "الهاغاناه" ، يسرائيل غاليلي، إلى أحد كبار المسؤولين الرسميين في الصندوق القومي اليهودي، طالبا إنشاء مستوطنة في ساريس بأسرع وقت ممكن.
أعضاء لواء هاريل أمام بيوت ساريس المهجرة عام 1948.
واستنادا إلى المؤرخ اليهودي بني موريس، فقد قال غاليلي إن إنشاء المستوطنات في هذا الموقع وفي 7 مواقع أخرى أمر ضروري للأمن. وقد استشهد بني موريس برسالة بريطانية رسمية عاجلة أرسلت في وقت لاحق من ذلك الشهر يفهم من تضميناتها أن سكان ساريس فروا من جراء مجزرة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في القرية المجاورة التي وقعت في 9 نيسان/أبريل من عام 1948.
وفي عام التهجير أقيمت مستوطنة "شوريش" وهي تحريف عبري لساريس على بعد كيلومتر واحد جنوبي غربي القرية، أما مستوطنة "شؤيفا" وتعني "المضخة" نسبة للمضخة البريطانية التي كانت تضخ الماء للقدس قريبا من الموقع، فأنشئت عام 1950، وتبعد 500 متر إلى الشمال الشرقي من قرية ساريس، وكلتا المستوطنتين مبنية على أراضي القرية.
وتغطي الأنقاض الحجرية موقع القرية، وتشاهَد القضبان الحديدية الناتئة من السقوف المنهارة، وثمة عدة آبار مفتوحة في الموقع، وبضعة كهوف.
ونبت في موقع قرية ساريس عدد كثير من الأشجار، مثل السرو والسماق واللوز والصبار.
وفي الجانب الشرقي من المنحدر، تقع مقبرة القرية المحاطة بالأشجار جنوب غربي الموقع، وفيها بضعة قبور كبيرة يحيط بواحد منها سياج صغير غير مسقوف وتنتصب شجرة لوز وسط المقبرة.
المصادر:
ـ قرية ساريس..بلدة فلسطينية سميت على "إلهة" رومانية"، الجزيرة نت، 11/8/2024.
ـ مصطفى مراد الدباغ، كتاب " بلادنا فلسطين" .
ـ وليد الخالدي، كتاب "كي لا ننسى".
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير فلسطينية تاريخ فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام عام 1948
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية تعقب على اغتيال 3 فلسطينيين في جنين
عقبت فصائل فلسطينية، اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، على اغتيال الجيش الإسرائيلي لـ3 فلسطينيين في عملية عسكرية قرب مدينة جنين.
وفيما يلي نصوص بيانات الفصائل كما وصلت "سوا":
حركة حماس :
▪جريمة الاغتيال التي نفّذتها قوات الاحتلال الصهيوني المجرم لثلاثة شبان من أبناء شعبنا الفلسطيني فجر اليوم في كفر قود بجنين، هي حرب جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الدموية التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في الضفة المحتلة، ضمن سياسة القتل الميداني الممنهجة.
▪ننعى شهداء شعبنا لنؤكد أن هذه الجريمة تمثل نهج الاحتلال الدموي، وتصعيده الخطير الذي يمارسه في الضفة الغربية، في محاولة يائسة لتركيع شعبنا وكسر إرادته، وهو ما لن يتحقق مهما بلغ بطش الاحتلال.
▪إن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، فشعبنا سيواصل صموده ومواجهته للاحتلال وقطعان مستوطنيه، والمقاومة ماضية في الدفاع عن شعبها بكل الوسائل.
▪ندعو جماهير شعبنا إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال في كل نقاط التماس، وإلى الوحدة الميدانية والسياسية لمواجهة هذا العدوان المتواصل على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
حركة الجهاد الإسلامي:
إنّ إقدام قوات الاحتلال على اغتيال ثلاثة شبّان فجر اليوم في قرية كفر قوْد (غرب مدينة جنين)، مستخدمة القناصات والقصف الجوي، ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة مستمرة من جرائم الحرب والتنكيل المنظم الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق شعبنا الأعزل في الضفة المحتلة.
لقد كشفت عملية الاغتيال هذه عن الاستهتار المطلق بحياة أبناء شعبنا، حيث حاصرت قوات الاحتلال المنزل ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان لإنقاذ الجرحى، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية. إن استخدام أسلحة القناصة والقصف الجوي في مناطق سكنية مأهولة بالمدنيين هو تصعيد خطير يعكس مستوى الإجرام والتوحش الذي وصل إليه جيش الاحتلال.
يرتكب الاحتلال هذه الجريمة في سياق حملة ممنهجة من الاقتحامات وعمليات التوغل والهدم التي ينفذها العدو في مختلف أنحاء الضفة الغربية. فخلال الأشهر الماضية فقط، دمر جيش الاحتلال أكثر من 1000 منزل في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، ما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 25 ألف مواطن، وتحويل مناطق بأكملها إلى أماكن شبه خالية من الحياة، ما يكشف عن مخطط عقابي جماعي يُمارَس بحقّ أبناء شعبنا الفلسطيني. كما تستمر هذه السياسة الوحشية في قرى النقب، حيث تم مؤخراً هدم 40 منزلاً في قرية "السر"، ضمن مخطط واضح لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وتهجيرهم قسراً.
إننا، إذ نحذر من خطر سياسات الاحتلال ومخططاته على أمن شعوب أمتنا ومنطقتنا، فإننا نؤكد أن هذه الجرائم لن تزيدنا إلا تمسكاً بنهج المقاومة دفاعاً عن شعبنا وأرضنا.
الجبهة الشعبية:
▪في جريمة حرب جديدة تُسجّل في سجل العدو الصهيوني، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة راح ضحيتها ثلاثة فلسطينيين في منطقة كفر كود شمال غرب مدينة جنين بالضفة المحتلة، إثر قصف جوي.
▪يُشكّل هذا التصعيد الخطير تأكيداً على استمرار سياسة الحكومة الصهيونية الهادفة إلى تصفية الوجود الفلسطيني، وتدمير مقوّمات الحياة، واستباحة دماء أبناء شعبنا في الضفة.
▪تأتي هذه الجريمة كحلقة من مخططٍ مُمنهج يسعى لنقل نموذج الجرائم الصهيونية المستمرة في قطاع غزة إلى الضفة، بهدف فرض واقع جديد يتماهى مع مخططات الضم.
▪اعتماد القناصة والقصف الجوي ضد مناطقٍ مدنيّة في الضفة يعكس تصعيداً متعمَّداً ونية مُبيتة لخلق بيئة استهداف مُستدامة.
▪ننعى شهداء شعبنا الثلاثة الأبطال، ونؤكد أن دماءهم الطاهرة لن تذهب هدراً، وأن جرائم العدو الصهيوني لن تمر دون رد.
▪إن المقاومة في الضفة، رغم كلّ الاستهدافات والملاحقات والاغتيالات، ستبقى ثابتة ومتصاعدة، ولن تُثنِيها جرائم الاحتلال عن مواصلة طريق النضال والمقاومة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين قوات الاحتلال تعتقل 5 شبان من الخليل تصعيد إسرائيلي وهدم واسع في غزة وسط استمرار الخروقات الاحتلال يهدم منزلين ويستهدف المواطنين والصحفيين في شقبا غرب رام الله الأكثر قراءة بالفيديو: وثيقة "مسربة" تضم أسماء 30 ألف جندي إسرائيلي متورطين في إبادة غزة هرتسوغ أبلغ عائلات الأسرى بإمكانية العفو عن نتنياهو الاحتلال يعتقل 3 صيادين بعد إطلاق النار عليهم في بحر مدينة غزة مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية أمام قبة الصخرة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025