أشرف عميد جامع الجزائر، محمد المأمون القاسمي الحسني، مساء أمس الأحد، على انطلاق حلقات تحفيظ القرآن الكريم لطلبة المدرسة العليا للعلوم الإسلامية (دار القرآن)، في قاعة الصلاة بالفضاء المسجدي.

وأوضح بيان لعمادة الجامع، أن عميد جامع الجزائر توجه إلى الطلبة والطالبات بالقول: “ما أنتظره منكم. أن تكون هذه الهمة العالية التي عهدناها، فيكم وفي أمثالكم ومثيلاتكم”.

مضيفا “القرآن الكريم جعله الله ميسرا للحفظ والذكر، وهو الكتاب الوحيد في هذه الدنيا. الذي يحفظه ملايين المسلمين عن ظهر قلب، وهو ما نراه في هذه النهضة القرآنية التي يشهدها وطننا. في شرق البلاد وغربها، وفي شمالها وجنوبها”.

وبالمناسبة أبرز عميد جامع الجزائر بأن “هناك الآلاف ممن يقبلون على حفظ القرآن الكريم، من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، ويحصلون أشرف علم ينال”، مشيرا إلى أنه “حين تصح النيات وتصدق العزائم وعندما يكون المسعى خالصا لله مع  الرغبة الصادقة في حفظ كتابه الكريم، فإن الله يفتح لصاحبها وييسر له الأسباب”، حسب ذات المصدر.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟

فقد وصف الله تعالى القرآن الكريم بقوله "وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيم"، والحكمة كما يقول الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور محمد الخطيب هي وضع كل شيء في موضعه.

ويدل وصف "عليٌّ" على أن كل آية من آيات القرآن قد نزلت في موقعها المحدد الذي لا يصح لها موضع غيره وأن هذا الترتيب لا دخل لأحد فيه لأنه جاء من قبل الله عز وجل، كما يقول الخطيب في الحلقة التي يمكن مشاهدتها في هذا الرابط.

ووفقا للخطيب، فإن هناك ما يعرف بـ"علم المناسبات" الذي يبحث أسباب وضع آيات القرآن في مواضعها والحكمة من ترتيبها على نحو لا يمكن الإخلال به دون الإخلال بالمعنى.

صلاح العبادة من صلاح العمل

ففي سورة البقرة على سبيل المثال، جاءت آية "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" بين آيات تتناول قضية الطلاق وموت الأزواج والوصية، وهو سياق يبدو منفصلا عن الصلاة.

وقال الخطيب إن علماء توقفوا عند هذه الآية ولم يفهموا سبب الإتيان بها في هذا الموضع، ومنهم الشيخ سيد قطب الذي أورد في "ظلال القرآن" أنه لم يعرف سببا لموضع هذه الآية تحديدا.

والسبب في هذا -كما يقول الخطيب- أن الناس يعتقدون أن الحياة عبارة عن معاملات وعبادة بينما هي عبادة فقط، فمن لم يقم بمعاملاته على النحو المطلوب فسدت عبادته.

إعلان

لذلك، فقد خلص قطب في سبب موضع هذه الآية إلى أن كثيرا من الرجال يعتادون المساجد ويحافظون على الصلوات، لكنهم يسيئون معاملة زوجاتهم وأولادهم والمجتمع المحيط بهم على نحو يفقد هذه الصلاة معناها، حسب الخطيب.

ولأن الصلاة هي العبادة الأهم في حياة المسلم، فقد قرنها الله تعالى في هذه الآية بحسن المعاملة مع الزوجة والانصياع لما أمر به في هذه العلاقة تحديدا لأنها أهم العلاقات في حياة الإنسان، وفق تعبير الخطيب.

ربط الصلاة بحقوق الغير

وبناء على هذه النظرة، فإن المقصود من هذه الآية في هذا الموضع أن الحفاظ على حقوق الأسرة والزوج لا يقل أهمية عن علاقة المسلم بربه من خلال الصلاة، وأن من يفرط في الأولى لن يستقيم في الثانية.

والأمر نفسه في سورة الماعون التي يتحدث فيها الله عن معاملة اليتيم والمسكين ثم ينتقل فجأة إلى الساهين عن الصلاة، وهو انتقال مرده -وفق الخطيب- أن الصلاة هي التي تدفع الإنسان لحسن معاملة اليتيم والمسكين، ومن ثم فإن من لم يقم بهذين الأمرين يعتبر ساهيا عن صلاته وإن أدَّاها لأنه غفل عن معناها.

ومن هنا، يقول الخطيب إن قبول الصلاة مقرون بشروط صحتها المعنوية المتعلق بالالتزام بأوامرها ونواهيها وليس فقط بشروطها المادية من طهارة ونية واستقبال للقبلة، وهو ما جعل الصلاة في هاتين الآيتين مقرونة بحقوق الزوجات واليتامى والمساكين.

ومن المواضع اللافتة للآيات في القرآن، موضع قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم ترحمون، واتقوا النار التي أعدت للكافرين، وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين" في سورة آل عمران، والذي جاء بين حديث عن معركة بدر وآخر عن معركة أحد.

ويأتي موضع هذه الآيات على هذا النحو، وفق الخطيب، ليؤكد أن حياة المسلم كلها عبادة، وليست معاملة وعبادة، لأن المعاملات جزء من العبادة وليست مسألة مستقلة عنها.

إعلان

لذلك، فإن المقصود من الآية السابقة -برأي الخطيب- أن من يهزم أخلاقيا سيهزم عسكريا لا محالة، وهو ما حدث للمسلمين في غزوة أحد عندما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهم الذين انتصروا نصرا مؤزرا قبلها في غزوة بدر عندما لم يخالفوه.

وبناء على هذا، فإن الحديث عن الربا في هذا الموضع مرده إلى أن الانتصار في معركة المال لا يقل أهمية عن الانتصار في الحرب لأن حب المال واحدا من أشد المعارك التي يخوضها المسلم بحثا عن الحلال وتجنبا للحرام على سهولته، كما يقول الخطيب.

26/3/2025-|آخر تحديث: 26/3/202505:20 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • تكريم 250 طالبًا من مدارس جيل القرآن الكريم بهمدان
  • محافظ الغربية: تكريم الأسرة القرآنية من سجين الكوم شرف وفخر لمصر
  • محافظ أسيوط يشيد بعودة كتاتيب تحفيظ القرآن لتدبر معانيه والتحلي بالسلوكيات الحميدة
  • مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية: سنعمل على تعزيز مكانة الجامعة داخلياً وخارجياً
  • ترجمات القرآن والكتب الإسلامية.. بين نشر الدين وأمانة الكلمة
  • ما سبب ترتيب آيات القرآن الكريم؟ ومن الذي رتبها؟
  • تأجيل 75% من مباريات «البلاي أوف» في دوري الطائرة
  • بآيات من القرآن الكريم.. انطلاق احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر
  • السيسي يكرم اليوم عددا من حفظة القرآن الكريم من مصر والدول الإسلامية
  • لماذا تعد الفاتحة خريطة القرآن الكريم؟