الولايات المتحدة تدفع باتجاه وقف إطلاق النار في لبنان.. ومواقف متشددة للجانبين الإيراني والإسرائيلي
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الوقت الذي زار فيه المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين العاصمة اللبنانية بيروت لمناقشة إمكانية وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، واصلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الترويج للهجمات التي تنفذها الميليشيات المدعومة من طهران ووصفتها بأنها "انتصارات".
وتهدف زيارة هوكشتاين إلى إجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول شروط وقف إطلاق النار بين الجانبين، وسط تكثيف الحملة الجوية الإسرائيلية ضد حزب الله واستهداف مواقع مرتبطة به.
ووفقًا لمصدرين لبنانيين، قدمت إسرائيل وثيقة للولايات المتحدة تحدد شروطها لحل دبلوماسي للصراع في لبنان، تشمل تمكين قواتها من تنفيذ "إنفاذ نشط" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية قرب الحدود.
إلا أن مسؤولا أميركيا أكد لوكالة أكسيوس أن هذه الشروط من غير المرجح أن تحظى بموافقة لبنان والمجتمع الدولي.
وفي تطور متصل، شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت فروعًا متعددة لمؤسسة "القرض الحسن" المرتبطة بحزب الله في بيروت وجنوب لبنان ووادي البقاع.
وقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجمات تهدف إلى تقويض القدرة الاقتصادية لحزب الله على إعادة بناء قواته بعد انتهاء القتال.
من جهتها، أبرزت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية والمستقلة تقارير حول استعداد الميليشيات الموالية لإيران لـ"حرب المدن" ضد إسرائيل، وأشادت بما أسمته "انتصارات" حزب الله، مشيرة إلى هجمات صاروخية متعددة استهدفت مواقع إسرائيلية على طول الحدود.
ورغم الجهود الدبلوماسية، أشارت تقارير إيرانية إلى الصعوبة الكبيرة في التوصل إلى تهدئة بسبب التعقيدات الإقليمية والتوترات المستمرة.
حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة إقليمية مكثفة، ركزت على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، واستغلال نفوذ الدول العربية لتخفيف حدة التوترات والحد من أي رد انتقامي إسرائيلي محتمل ضد إيران.
وقالت إسرائيل إن هدف الهجمات على البنية التحتية التابعة لجمعية "القرض الحسن" هو تقليل قدرة حزب الله على الاستفادة الاقتصادية أثناء الحرب وبعدها لإعادة بناء قوته العسكرية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين بيروت حزب الله وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟
زادت إسرائيل من عمليّات إستهداف واغتيال عناصر بارزين من "حزب الله"، على الرغم من وقف إطلاق النار، واستمرارها بخرق الإتّفاق الذي أنهى الحرب برعاية أميركيّة وفرنسيّة، وسط استمرار احتلالها لـ5 تلال استراتيجيّة في جنوب لبنان، والتضييق على المواطنين عبر عمليّات التمشيط والإستطلاع بهدف منعهم من العودة إلى قراهم، من إعمار منازلهم المُدمّرة.ومن الواضح أنّ الإتّصالات الديبلوماسيّة لم تُفضِ إلى نتيجة حتّى الساعة، للضغط على إسرائيل للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة، وتلافي إستئناف الحرب إذا ما قرّر "حزب الله" في المستقبل شنّ عمليّات عسكريّة كما كان الحال عليه قبل العام 2000، تحت غطاء "المُقاومة. كذلك، فإنّه يبدو أيضاً أنّ لا ضغوط تُمارسها الولايات المتّحدة على الحكومة الإسرائيليّة لتطبيق إتّفاق وقف إطلاق النار، فالإدارة في واشنطن تُشارك تل أبيب الرأيّ في أنّه أصبح من الضروريّ تسليم "الحزب" لسلاحه إلى الجيش، ولم يعدّ الأمر مرتبطاً فقط بمنع تواجد عناصره وعتاده في منطقة جنوب الليطانيّ، وإنّما في كافة البلاد.
ويقول خبير عسكريّ في هذا السياق، إنّ الوجود الإسرائيليّ في الجنوب بات على صلة بمصير سلاح "حزب الله"، وسيظلّ جيش العدوّ في التلال الخمس لسببين: الأوّل كما ذُكِرَ هو إنهاء دور "الحزب" العسكريّ ودفعه للإنخراط في العمل السياسيّ، والثاني، تحسين الحكومة الإسرائيليّة لشروطها في أيّ تفاوض، فهي تتوغّل وتقضم مناطق في سوريا في موازاة ما تقوم به في جنوب لبنان وفي غزة وفي الضفة الغربيّة، لبناء مناطق عازلة لحماية مستوطناتها من أيّ عمل معادٍ من قبل "محور المقاومة" أو أيّ حركات متطرّفة.
ويُضيف المصدر عينه أنّ إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب تُلوّح بتعليق المُساعدات العسكريّة للجيش، إنّ لم تقم الدولة اللبنانيّة بنزع سلاح "حزب الله" وتفكيك بنيته التحتيّة، ما يُشير إلى أنّ واشنطن الراعي الرسميّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، تُساند إسرائيل في مطلبها القاضي بقيام القوى العسكريّة في لبنان بمُصادرة عتاد "الحزب" في كافة المناطق.
ويُذكّر أيضاً الخبير العسكريّ أنّ الولايات المتّحدة اشترطت مع الدول المانحة نزع سلاح "حزب الله" لتقديم المُساعدات لإعادة إعمار المناطق المُدمّرة، بينما أعلن "الحزب" على لسان البعض من قياداته ونوابه، أنّ موضوع سلاحه غير مطروح على الطاولة في الداخل، وأنّ كلّ ما يهمّه هو أنّ تقوم الحكومة ورئيس الجمهوريّة بجهودٍ ديبلوماسيّة من أجل إنسحاب العدوّ نهائيّاً من الجنوب، إضافة إلى وقف أعماله العدائيّة، وعدم خرقه للقرار 1701 برّاً وجوّاً وبحراً.
وأمام ما تقدّم، يتّضح أنّ موضوع الإنسحاب الإسرائيليّ الكامل من الجنوب قد يتأخر، لأنّه أصبح شائكاً وصعباً، كون إسرائيل ومعها أميركا بات هدفهما نزع سلاح "حزب الله" عبر تطبيق الـ1701 حرفيّاً وبقيّة القرارات الدوليّة وفي مُقدّمتها الـ1559. من هذا المُنطلق، فإنّ إدارة ترامب قد تُوقف المُساعدات للجيش غير آبهة إنّ أدّى ذلك إلى إعطاء الشرعيّة إلى "الحزب" لمقاومة الإحتلال، فهي تضغط لإنهاء الدور العسكريّ لحليف إيران في لبنان، وفي الوقت عينه، تُشدّد على حقّ تل أبيب في ضمان أمنها عبر تأييد مطالبها بتسلّم القوى العسكريّة اللبنانيّة للأمن، كذلك، عبر تهجير الفلسطينيين من غزة، والسيطرة على مناطق جديدة في سوريا.
المصدر: خاص لبنان24