«خريجي الأزهر» تناقش تفكيك الفكر المتطرف من الناحية الأصولية في دورة لأئمة بريطانيا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
ألقى د. محمد صلاح، رئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، محاضرة حول: (تفكيك الفكر المتطرف من الناحية الأصولية)، ضمن فعاليات الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، لعدد من أئمة ووعاظ بريطانيا، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
قال د. محمد صلاح: إنه علينا أن نراعي القواعد المنهجية عند التعامل مع النصوص واستنباط الأحكام، وهذا يستلزم مراعاة فهم ومقاصد ودلالات الألفاظ، لأنه أحيانا تأتي الألفاظ عامة، وبعدها يأتي التخصيص بالعقل أو الدليل أو غيرها، مؤكداً أن من لم يراع هذه الأحكام والألفاظ، وعمّم في المطلق، فقد وقع في الخطأ.
وتناول رئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، أمثلة للتطرف في فهم الجماعات المتطرفة، كتفسير المتشددين لحديث: (أمرتُ أن أُقاتل الناسَ)، موضحاً أنه من الأحاديث التي تتضمن لفظاً عاماً هو كلمة (الناس)، ولكن أراد به الرسول صلى الله عليه وسلم الخصوص، وهم الناس الذين يقاتلونه، وذلك استباطاً من قوله تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحب المعتدين".
مؤكداً أن الفهم الصحيح لهذا الحديث، واستنباطنا لهذا الحكم، جاء من الفهم الصحيح للدلالات اللفظية، كما أن الحكم لا يؤخذ من نص واحد، بل يجب جمع النصوص الواردة في نفس الموضوع، لاستنباط الحكم الصحيح منها بطريقة منهجية سليمة، لمنع الفهم الخاطئ الذي يؤدي إلى التشدد والتطرف.
وفي الختام، أكد رئيس قسم أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين يحترم العقل، ومن عظمة هذا الدين أن أحكامه معللة بمصالح الناس، لأنه دين يخاطب الفطرة السليمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر خريجي الأزهر المنظمة العالمية لخريجي الازهر جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
هل هذا هو إسلامكم ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
نحن نعلم ان الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين الموحدين، فهو دينُ الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وبعث به كل الرسل ليُبلغوه للناس، ودعا له الرسلُ ونشروه في أرجاء المعمورة، فهو أصلُ عقيدتهم التي اتّحدوا عليها، وانطلقوا منها، فكان هو دينهم جميعاً. .
ونعلم أيضاً ان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، لكن بعضهم جعل السلامة مقتصرة على المسلمين وحدهم، فقالوا: المسلم من سلم المسلمون (وليس الناس) من لسانه ويده، ثم جاءنا التكفيريون ووضعوا قواعد جديدة اخرجوا بها عشرات الفرق من الملة، وأهدروا دماءهم، فما بالك بدماء الشعوب والأمم التي لا تنتمي إلى الإسلام ؟. .
المؤسف له ان الصورة التي نراها بأم أعيننا على أرض الواقع تختلف تماما عن كل المفاهيم الإسلامية العامة، وتتقاطع مع أبسط المبادئ الإنسانية في التعامل مع البشر على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. فمنذ عام 1988 وهو العام الذي تأسس فيه تنظيم (القاعدة) في افغانستان، وعام 1992 الذي انطلقت فيه مذابح العشرية السوداء في الجزائر، وظهور تنظيم (داعش) في العراق والشام، ونحن نقف مندهشين ازاء ممارسات لم نألفها، ولم نسمع بها، وفتاوى ما انزل بها الله من سلطان، حيث صار القتل على الهوية، وفوجئنا بتفشي ظواهر بربرية جديدة تمثلت بسبي النساء واغتصابهن، والتفاخر بقتل الأطفال والتمثيل بأجسادهم، ومصادرة ممتلكات الناس باعتبارها من الغنائم. وظهرت لدينا حكومات غير متدينة (عربية وإسلامية) توفر الدعم المطلق لهذه الجماعات الارهابية التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين. .
قبل قليل كنت اشاهد مقطعا مصورا لواجهات الدكاكين المغلقة في الأسواق السورية، مكتوب عليها بأحرف كبيرة (سني) – (شيعي) – (درزي) – (علوي) – (مسيحي)، وشاهدت مقطعا موجها لإخواننا المسيحيين في الشام، يظهر فيه مسلح ملتحي يأمرهم بدفع الجزية. ولقطات مصورة لمسلحين يقتحمون القرى العلوية ويضرمون فيها النيران، ثم يقتلون شبابها ويسبون نساءها. .
فهل هذا هو الإسلام الذي ننتمي اليه ؟.
تارة يأمرون بمعاملة الحيوانات برحمة وعدل، ويقولون: ان الإحسان إليها بابٌ من أبواب الأجر والثواب. وتارة يطلقون النيران على الجموع الغفيرة من المدنيين بلا رحمة وبلا هوادة. .
هل امركم الإسلام ان تقتلوا العلويين والشيعة والمسيحيين والدروز ؟. لماذا ؟. على أي أساس ارتكزتم ؟. وما هو دليلكم ؟. ما هو النص من القرآن، وما هو النص من السنة النبوية ؟. .
ما مورس الآن بحق الطوائف السورية ليس انتقاماً، بل هولوكوست وابادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، يصورونها ويوثقونها ويتفاخرون بها. يقتلون الرجال والأطفال ثم يرمونهم من شاهق، أو يرمونهم في البحر، أو يحرقون جثامينهم كما حدث في بعض القرى والبلدات. فالساحل السوري يغرق الآن بدماء التصفيات حيث الاعدامات الميدانية، والفاعلون يتراقصون فوق جثث المغدورين، وكانت حصيلة القتلى في منطقة الساحل منذ السادس وحتى الثاني عشر من مارس 1225 مدنيا علوياً. بينما يؤكد بشار إسماعيل أنهم 22 ألف قتيل. .
فهل هذا هو اسلامكم يا جولاني ؟. .