50 ألفا شهدوا مهرجان السلام والوحدة العالمي في لندن.. لم تغب عنهم فلسطين
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
اختتمت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد في العاصمة البريطانية لندن فعاليات مهرجان السلام والوحدة العالمية (GPU)، وكانت فلسطين عنوانه الأبرز.
وأكد المدير العام للمهرجان محمد علي الحراث في حديث مع "عربي21"، أن "المهرجان في نسخته الحالية تمكن من جمع أكثر من 50 ألف زائر على مدى يومين، تحت لواء واحد وتحت سقف واحد.
وأشار الحراث إلى أن "اللافت في نوعية الحضور ليس فقط أن المهرجان تمكن من استقطاب النخب الإسلامية الأبرز في بريطانيا، وإنما في الحضور اللافت لعنصري المرأة والشباب، وهو حضور نوعي يؤكد أن المسلمين لم يعودا أقلية طارئة، وإنما هم جزء أصيل من المجتمع البريطاني".
وأضاف: "نحن عندما نتحدث عن المسلمين في بريطانيا نتحدث عن الجيل الثالث والرابع، عن أجيال لا تعرف من العالم إلا بريطانيا التي ولدت وترعرعت فيها، أبا عن جد، وهؤلاء تجدهم في كل مؤسسات الدولة، حيث إن نسبة المسلمين العاملين في قطاع الصحة تتجاوز الـ30 بالمائة، وهم في قطاعات القضاء والمحاماة وغيرهما".
وأكد الحراث أن "فلسطين كانت الموضوع الرئيس في مختلف فعاليات المهرجان، سواء من خلال الندوات الفكرية، حيث تم تخصيص ندوة حول فلسطين، أو من خلال المشاركات الفنية، أو حتى من النقاشات الجانبية، إذ إن فلسطين في هذه الأيام لم تعد هما إسلاميا فقط بل هي هم عالمي بالنظر إلى حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن هذا الحضور اللافت لفلسطين في المهرجان، دفع السلطات إلى الضغط من أجل إلغاء دورة رياضية لكرة القدم للبنين والبنات، كانت تحمل أسماء فرق ترمز إلى غزة وقراها ومعالمها الرئيسية.
وأضاف: "لم يتم إلغاء الدورة الرياضية فحسب، بل أيضا تم منع عدد من الضيوف من القدوم إلينا، بدءا بحفيد نيلسون مانديلا الذي تم منعه من ذلك، ونشر مقالات هجومية في عدد من الصحف البريطانية العريقة كان هدفها الضغط على عدد من البرلمانيين والسياسيين لدفعهم لعدم الحضور، وفعلا ألغى بعضهم مشاركاتهم معنا.. لكن كل ذلك لم يمنعنا من الاستمرار في فعاليات المهرجان".
وحول أهم ما تم إنجازه في المهرجان، قال الحراث: "الأمر الأبرز أيضا في مهرجان هذا العام، أننا بدأنا في كتابة مصحف لندن، الذي سيكون حاضرا خلال عام من الآن بحول الله، وأيضا قررنا طباعة مليون نسخة من القرآن لتوزيعها حول العالم، وهي جزء من رسالتنا نحو السلام والتعايش بين المختلفين، وتكريس لسنة الحوار بين مختلف مكونات هذا العالم"، على حد تعبيره.
وشهد المهرجان هذا العام حضور أكثر من 50 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم، ليصبح بذلك واحدًا من أهم الفعاليات التي تبرز الدور الريادي للمسلمين في نشر ثقافة السلام والتعايش.
وشاركت في المهرجان شخصيات بارزة من العلماء والسياسيين وقادة المجتمع، من بينهم الشيخ طارق جميل والداعية نعمان علي خان، بالإضافة إلى الأكاديمي المعروف البروفيسور إيلان بابيه، والأكاديمي الأمريكي الدكتور نورمان فيلكنستاين، الذين ناقشوا قضايا عالمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودور الإسلام في تعزيز قيم السلام.
لم يقتصر المهرجان على المؤتمرات فقط، بل قدم تجارب متنوعة للمشاركين، شملت حفلات إنشاد دينية بمشاركة الفنانين مثل مسعود كرتس وهاريس جي، والفنان الكويتي حمود خضر، الذي غنى لفلسطين، وردد معه الحضور أغنيته ذائعة الصيت التي كتبها بعد الطوفان بعنوان "فلسطين بلادي"، التي تركز على معالم الانتماء لفلسطين والتمسك بها في مواجهة الاحتلال، إلى جانب ورش العمل والندوات التي غطت مواضيع متنوعة مثل السياسة والمجتمع والتعليم الإسلامي.
واستضاف المهرجان معرضًا ضخمًا على مساحة 18 ألف متر مربع ضم أكثر من 500 كشك من مختلف قطاعات الاقتصاد الحلال، بما في ذلك الملابس، والرحلات، والتمويل الإسلامي.
ولم تغب الأنشطة الترفيهية والتعليمية عن المهرجان، حيث خصصت مناطق للأطفال تضمنت ألعابًا وتحديات تعليمية، بالإضافة إلى ركن للصحة شارك فيه أطباء ومستشارون صحيون لتقديم النصائح والفحوصات المجانية.
و أتاح المهرجان فرصة للاستمتاع بتجارب الطهي الحلال من مختلف أنحاء العالم في ساحة الطعام، مع عروض طهي حية قدمها كبار الطهاة.
جدير بالذكر أن مهرجان "السلام والوحدة العالمية" يُنظم بواسطة قناة "إسلام تشانل"، التي أطلقته أول مرة في عام 2005 بهدف الاحتفاء بالتنوع الثقافي والإسلامي وتعزيز قيم التعايش والسلام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية فعاليات مهرجان بريطانيا بريطانيا مهرجان مسلمون فعاليات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
(صنعاء) ومؤتمر فلسطين..!
بغض النظر عن النتائج المترتبة على مواقف صنعاء فيما يتصل بالقضية المركزية الأولى للأمة قضية فلسطين وحق شعبها في استعادة حريته وكرامته وسيادته على وطنه المحتل فلسطين الذي يعيش منذ أكثر من قرن تحت (سنابك خيول) الاحتلال و(جنازير دباباته) بدءاً من (الاحتلال العثماني) إلى (الاحتلال البريطاني) ثم (الاحتلال الصهيوني) الاستيطاني العنصري الإستيصالي، الذي جاء مختلفا عن كل أسلافه السابقين له، ورغم أنه جاء ليمثل المصالح الاستعمارية ويحرس نفوذها الجيوسياسي ويكون رأس حربة لقوى الاستعمار في سبيل إبقاء المنطقة وخيراتها وثرواتها ومكانتها الجغرافية والاقتصادية والروحية والحضارية تحت رحمة المحاور الاستعمارية التي أكثر ما تخشاه وتخاف منه وتراه خطرا على مصالحها هو أن تستقل هذه الأمة بقرارها وتمتلك سيادتها وتبني قدراتها المادية والمعنوية، وتوحد طاقاتها المادية والروحية في مواجهة الهيمنة الاستعمارية، ولهذا كانت فلسطين هدف القوى الاستعمارية التي وجدت نفسها تعيش ذروة التمتع بخيرات الأمة في ظل الوجود (الصهيوني)، الذي منح وجوده في قلب الأمة الحرية للقوى الاستعمارية بأن تمارس عبثها في نهب وتدمير الأمة وتمزيق أواصرها الجغرافية والاجتماعية والفكرية والحضارية والعقائدية، حيث أنه بفضل الوجود (الصهيوني) تمكنت القوى الاستعمارية من تحقيق مخططاتها الاستهدافية بتدمير الأمة واحتواء كل قدراتها وطاقاتها المادية والروحية وتسخيرها في تحقيق أهدافها الاستعمارية.
أن تحتضن -صنعاء- وفي هذا التوقيت الحرج مؤتمرا دوليا لنصرة فلسطين، فهذا دليل على عمق الترابط المصيري بين اليمن وفلسطين، ترابط لا يجب ولا يفترض أن يقف في نطاق اهتمام صنعاء التي قدمت نموذجا يحتذى به في كيفية التعاطي مع القضية الفلسطينية التي لا يجب أن تكون قضية شعبها، بل يجب أن تكون فلسطين قضية الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، بدرجة أساسية، ثم هي قضية إسلامية بدرجة ثانية، وهي قضية إنسانية ويجب أن يقف معها كل أحرار العالم الرافضين لبقاء هذا الشعب وحيدا بين كل شعوب العالم يرزح تحت نير احتلال ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين..!
موقف صنعاء يأتي تجسيدا وتأكيدا على أهمية القضية الفلسطينية في ذاكرة النخب اليمنية وقادة صنعاء وأنها ليست مجرد قضية عابرة مدفوعة بتعاطف سياسي عرضي وعابر من باب إسقاط واجب، بل هو تأصيل لموقف صنعاء الثابت الذي عبرت عنه ولا تزال من خلال الميدان والتحامها مع أبطال فلسطين منذ ملحمة (طوفان الأقصى) وما ترتب على الموقف اليمني من تداعيات جعل صنعاء تقف في مواجهة الغطرسة الأمريكية –الصهيونية- البريطانية، في ظل تواطؤ عربي وصمت إسلامي وتآمر متعدد الجبهات يستهدف صنعاء على خلفية مواقفها من القضية الفلسطينية، ليأتي هذا المؤتمر الدولي الذي تحتضنه صنعاء بمشاركة واسعة عربية إسلامية ودولية وتزامنا مع ترقب حلول يوم (القدس العالمي) الذي يحل في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، هذا التفاعل فيه من الأدلة ما يكفي لدحض أجندات المزايدين على مواقف صنعاء سواءً من خلال التشكيك بدوافع ونوايا صنعاء، أو بمحاولة البعض ربط الأمر بالأزمة المحلية، أو كما يذهب البعض للأسف في تقييم مواقف صنعاء وفق جدلية الربح والخسارة، منطلقين في مواقفهم من أوضاع البحر الأحمر والحصار الذي فرضته صنعاء على السفن الصهيونية والحليفة معها والذي ربطته صنعاء بالأوضاع في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من (مليوني عربي فلسطيني خطر الموت جوعا) على خلفية حرب الإبادة والحصار الذي يشنه جيش الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من (16 شهرا) في تحدٍ لكل القوانين والتشريعات الدولية والقيم الإنسانية، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزا عن لجم الغطرسة الصهيونية بفعل الدعم الأمريكي بوجهه الاستعماري القبيح..!
أعود وأقول إنه وبغض النظر عن نتائج المواقف التي تتخذها القيادة السياسية في صنعاء، فإن من المهم الأخذ بالاعتبار أن صنعاء بكل مواقفها تفضح مواقف وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية وتفضح المجتمع الدولي والنظام الدولي وتسقط عن الجميع بقايا أوراق توت كانت تستر عوراتهم..!
إن مواقف صنعاء السياسية والعسكرية والإعلامية فيما يتصل بالمشهد العربي الفلسطيني، تعد بمثابة (صفعات مهينة) توجه للأنظمة العربية والإسلامية، ورسائل أكثر من مهينة ترسلها صنعاء لأولئك الذين يتحدثون عن (العالم الحر) الذي سقط أخلاقيا وإنسانيا وتجرد من كل القيم التي ظل لعقود يتشدق بها ولكنها سقطت بالضربة القاضية حين تعلق الأمر بفلسطين، حيث داس العدو (الصهيوني) بأقدامه الهمجية على كل الشرائع الأرضية والسماوية، كما داس على القوانين الدولية وعلى كل أنظمة (العالم الحر) التي لم تؤمن يوما بالحرية إلا حريتها في قتل ونهب الآخر الحضاري..!
إن انعقاد مؤتمر فلسطين الدولي في صنعاء في ظل عدوان استعماري إمبريالي همجي تواجهه اليمن وصنعاء والشعب اليمني، فيه من الدلائل ما يدين ويهين كل العالم المتحضر الذي يرى يزعم أن صنعاء محكومة من قبل (جماعة إرهابية)، فيما الإرهاب الحقيقي هو ما يمارسه العدو الصهيوني بحق الأمة وتمارسه العواصم الاستعمارية الإمبريالية في واشنطن ولندن ودول الغرب التي لم تكن يوما إلا دولاً إرهابية ومارست وتمارس كل صنوف الإرهاب والإجرام بحق شعوب العالم ومنها شعوب الأمة العربية.