كتب موقع عربي بوست:   لا تزال التَرسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله تُشَكِّل تهديداً متواصلاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي. 

ففي وقت سابق من يوم السبت، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن طائرة مُسَيَّرة أُطلقت من لبنان واستهدفت مقر إقامته في قيساريا، ولم يكن مُتَوَاجِداً فيه.

يأتي ذلك بينما استهدفت مُسَيَّرة أخرى لحزب الله قبل عدة أيام قاعدة عسكرية تتبع للواء "جولاني"، ونجحت المُسَيَّرة في تجاوز الدفاعات الجوية وقتل 4 جنود وإصابة 61 آخرين بينهم 8 بجروح خطيرة، وهو أعلى معدل إصابات جماعي في صفوف جيش الاحتلال خلال يوم واحد منذ تشرين الأول 2023.

 

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المُسَيَّرة التي انفجرت في قيساريا من طراز تلك التي أصابت معسكر غولاني، ويصعب اعتراضها. 

وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن استهداف منزل نتنياهو في قيساريا جنوب حيفا بطائرة مُسَيَّرة هو "فشل أمني خطير للغاية".

ولا يقتصر التهديد الذي يشكله حزب الله على إسرائيل على القدرات الصاروخية والطائرات المُسَيَّرة التي يمكن أن تستهدف القوات البرية والقواعد العسكرية لجيش الاحتلال فقط، وإنما يشمل هذا التهديد أيضاً صواريخ مضادة للسفن تُشكل تهديداً للبحرية الإسرائيلية.

ويتركز الحديث عن هذه الصواريخ المضادة للسفن على صاروخين استخدم حزب الله إحداهما في حرب لبنان الثانية عام 2006.

صواريخ حزب الله المضادة للسفن
أثبت حزب الله لأول مرة أن لديه صواريخ مضادة للسفن في عام 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بُعد 16 كيلومتراً قبالة الساحل بصاروخ من طراز سي- 802؛ ما أسفر عن مقتل أربعة أفراد إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة، وفق تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

تقرير الصحيفة الإسرائيلية الذي جاء تحت عنوان: "لاعب خطير".. التهديد البحري السري لحزب الله، أشار إلى أن حزب الله لا يزال يملك ذراعاً بحرية عاملة تمتلك صواريخ مضادة للسفن وربما صواريخ باليستية بحرية أيضاً.

ووفقاً للتقرير، راقب جيش الاحتلال الإسرائيلي عن كثب القدرات البحرية لحزب الله على مدى العقد الماضي، وكان معظم اهتمامه منصباً على صاروخ ياخونت الروسي الأسرع من الصوت، والذي وصف بأنه "كابوس الأساطيل الغربية". 

ووفقاً للتقييمات، تم بيع الصاروخ من روسيا إلى سوريا ثم تم نقله إلى حزب الله.

وأضاف التقرير أن حزب الله طور وحدة بحرية سرية بدعم من إيران. وتتمتع هذه الوحدة بقدرات متطورة، بما في ذلك الغارات الساحلية وهجمات السفن. كما حصل على صواريخ وأجهزة رادار متطورة، بعضها مشابه لتلك التي يمتلكها الحوثيون في اليمن. 

وتقول مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله العسكرية إنه منذ حرب عام 2006، حصل حزب الله على صاروخ ياخونت روسي الصنع المضاد للسفن الأسرع من الصوت والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، حسب تقرير وكالة رويترز.

ونقلت جيروزاليم بوست عن خبير ميداني إسرائيلي قوله إن الحوثيين استخدموا صاروخاً باليستًيا بحرياً فاجأ العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية، يتمتع بقدرة كهروضوئية على تحديد الهدف.

ووصف الخبير الميداني الصاروخ الباليستي البحري بأنه "لاعب خطير"، فهو يأتي من ارتفاع شاهق ويهبط على السفينة بزاوية حادة، ويمكن للقبة الحديدية البحرية التعامل معه، لكنه تهديد جديد وصعب على الساحة.

وأضاف الخبير أن إسرائيل كانت تعلم أن الصينيين لديهم صواريخ مماثلة، لكن الإيرانيين طوروها ونقلوها إلى الحوثيين الذين استخدموها ضد العديد من السفن. 

وهناك وثائق تُظهر أن أحد صواريخهم أصاب سفينة بزاوية 40 درجة، وذلك يمثل تحدياً للدفاعات، فكلما نزل الصاروخ من الأعلى بشكل أكثر حدة كان من الصعب اعتراضه".

وكانت تقارير نقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين ومسؤول سابق أن حزب الله بنى مجموعة مثيرة للإعجاب من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن.

وقال أحد المسؤولين: "من الواضح أننا نولي هذا الأمر اهتمامًا كبيرًا… ونأخذ القدرات التي لديهم على محمل الجد"، دون التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت المجموعة تمتلك صاروخ ياخونت المضاد للسفن.

بحسب تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن صاروخ ياخونت الذي يتم إطلاقه من الأرض يقترب من هدفه على ارتفاع منخفض – من 10 إلى 15 متراً عن الأرض – لتجنب اكتشافه. وهو أحد أشكال صاروخ بي-800 أونيكس الذي تم تطويره لأول مرة في عام 1993، تم تطويره في عام 1999 للتصدير من قبل شركة دفاع روسية، ويمكن إطلاقه من الجو أو الأرض أو من الغواصات. يبلغ قطر الصاروخ 0.67 متر، ويحمل رأسا حربيا واحدا، أما مداه 300 كيلومتر في مساره الافتراضي و120 كيلومتراً في مسار منخفض الارتفاع.   أما بالنسبة للدول التي تمتلكه فهي روسيا- فيتنام – سوريا – إندونيسيا، ويمكن للصاروخ الوصول إلى ارتفاعات تصل إلى 14 كيلومتراً وسرعات تصل إلى 750 متراً في الثانية (ماخ 2.2)

صاروخ سي- 802 المضاد للسفن
هو صاروخ مضاد للسفن من أصل صيني يعود تاريخه إلى تسعينيات القرن العشرين.  الصاروخ عبارة عن تطوير آخر لصاروخ YJ-8 باستخدام محرك توربيني فرنسي من أجل زيادة المدى.  تم تصدير صاروخ سي- 802 إلى دول مختلفة تربطها علاقات وثيقة بالصين، لكن لم يتم اعتماده من قبل الجيش الصيني.  قامت إيران بتطوير صاروخ أخر من صاروخ سي- 802 أطلق عليه اسم نور، ثم طورت لاحقاً نماذج محسنة أخرى.   تم استبدال محرك الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب بمحرك Microturbo TRI 60 النفاث الهوائي الفرنسي.  ويحتوي الصاروخ سي- 802 على رأس حربي شديد الانفجار يزن 165 كجم.  يبلغ أقصى مدى له حوالي 120 كيلومتراً، ويطير بسرعة أقل من سرعة الصوت على ارتفاع يتراوح بين 5 إلى 7 أمتار فوق مستوى سطح البحر عند الاقتراب من هدفه.   ويستخدم الصاروخ رأسا حربيا موجها بالرادار النشط، ويستخدم الملاحة بالقصور الذاتي للوصول إلى منطقة الهدف. (عربي بوست)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله صاروخ سی

إقرأ أيضاً:

هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".

 وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  قواسم مشتركة

ورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.


ظهور حزب الله

وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى. 


السابع من أكتوبر

وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.


محاولات تطبيع سابقة

ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.

وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".

هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025  خطورة حزب الله

بحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • سليمان من قصر بعبدا: المعادلة التي تُفيد البلد هي معادلة الجيش والشعب
  • «كابوس».. مصطفى عنبه يكشف سبب رفضه دخول الثانوية العامة
  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • وزير خارجية الاحتلال: حظر ‎اليمنيين للسفن الإسرائيلية يشكل خطراً علينا
  • تركيا تعلن نجاح إطلاق صاروخ موجه مضاد للسفن من غواصة (شاهد)
  • استنفار غير مسبوق لسلاح الجو الصهيوني خوفاً من صواريخ ومسيرات اليمن
  • ضبط كمية من الألعاب النارية بحوزة شخصين بالإسكندرية بقصد الإتجار
  • الأمير فيصل بن جلوي: حصلنا على فتوى ابن باز بجواز إفطار المشاركين في نقل صواريخ رياح الشرق .. فيديو