يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيهنئ نفسه بعد الاتفاق على تبادل أسرى مع إيران الأسبوع الماضي.
يخاطر بايدن بتوجيه إشارات ضعف
ويقول دانيال جونسون في صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية إن ذلك سيعني منح نظام شرير 6 مليارات دولار، لكن هذه عائدات نفطية محجوزة بموجب قوانين العقوبات.. لذلك يمكن للرئيس أن يدعي أن صفقته لن تكلف دافع الضرائب الأمريكي سنتاً واحداً.
لا شك في أن بايدن بدأ يتطلع إلى الوهج الدافئ لوسائل الإعلام الصديقة وهو يرحب بالرهائن في الوطن، ربما يأمل تعزيز شعبيته في السباق إلى البيت الأبيض.. لكن الحقيقة هي أن تبادل الأسرى الغامض الذي وافق عليه بايدن لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالهيبة الأمريكية، وتشجيع الإيرانيين على أخذ المزيد من الرهائن الغربيين والمساعدة في تمويل طموحات النظام النووية.
Joe Biden has given in to Iranian blackmail pic.twitter.com/r9H08nd41K
— Reimund Burress (@BuckSperry) August 13, 2023يُفهم أن من بنود الاتفاق نقل 6 مليارات دولار من كوريا الجنوبية إلى قطر. سيتم منح إيران إمكانية الوصول إلى الأموال النقدية لأغراض "إنسانية"، بالرغم من أن ضبط هذا الأمر سيكون إشكالياً. ومن المرجح أيضاً أن يشمل الاتفاق إعادة عدد من الإيرانيين المحتجزين في الولايات المتحدة بسبب خرقهم العقوبات. عندها فقط سيتم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين.
بديل عن موت الاتفاق النوويبالطبع، تابع الكاتب، ليست هذه أول اتفاقية فاوستية من نوعها بين الغرب وإيران، ولن تكون الأخيرة.. سلم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون السنة الماضية ما يقرب من 400 مليون جنيه إسترليني، من الأصول المجمدة مقابل الرهينتين البريطانيتين نازانين زاغاري راتكليف وأنوشه عاشوري.. كسبت حملة الإضراب عن الطعام التي قام بها زوج نازانين ريتشارد راتكليف الرأي العام البريطاني، ما أجبر رئيس الوزراء آنذاك على نقض إحجام وزارة الخارجية عن تأييد طلبات فدية كهذه.
Biden is giving money to Iran now...
Quote: "The terms of the deal are understood to include moving $6 billion from South Korea to Qatar. Iran will be given access to the cash for “humanitarian” purposes."https://t.co/gRpVS3cBTQ
حسب أنباء واردة، انزعجت إدارة بايدن بسبب قرار داونينغ ستريت الموافقة على اتفاق منفصل، بعدما كانت تأمل في تضمين الثنائي البريطاني في حزمة شاملة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المحتضر.. مع ذلك، تتقبل وزارة الخارجية الآن أن آمالها في إحياء اتفاق 2015 قد ماتت وتكتفي بتبادل الأسرى.
أين الخطورة؟يتمثل أحد الجوانب السلبية لصفقة بايدن في أنها تضفي الصدقية خلال لحظة حاسمة على واحدة من أخطر الدول المارقة في العالم، ما يمكّن إيران من نشر نفوذها الخبيث.. قدم الهجوم الروسي على أوكرانيا عرضاً للطائرات الإيرانية من دون طيار، وهي الدعامة الأساسية لهجمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المدن.. من خلال تحدي عقوبات الأمم المتحدة على روسيا بالتوازي مع إفلاتها من العقاب، أدخلت طهران نفسها في صراع آخر مع الغرب، كما أنها تبني صناعة أسلحة جديدة وتحيي حلم الخميني بتمرد عالمي ضد "الشيطان الأكبر".
الحرس الثوري يصعّدفي الخليج العربي، تهاجم البحرية الإيرانية الناقلات التجارية، ما يهدد حركة الملاحة البحرية العالمية.. لطالما كان الحرس الثوري الإيراني في طليعة مثل هذه القرصنة، وينتشر الحرس الثوري في سوريا واليمن وجميع أنحاء الشرق الأوسط، ويتسلل إلى الدول الغربية.. كما وصفت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان الأسبوع الماضي الحرس الثوري الإيراني بأنه أخطر تهديد حالي للأمن القومي البريطاني.
بعد أن تفادى تصنيفه كمنظمة إرهابية، تمتد مجساته إلى عمق المملكة المتحدة.. فقد أحبط جهاز أم آي 5 نحو 15 مخططاً للحرس الثوري الإيراني، يهدف إلى اغتيال أو اختطاف إيرانيين يعيشون في بريطانيا.. في غضون ذلك، أمر المرشد الأعلى علي خامنئي الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي بسحق كل المعارضة.
يساعدها لتصبح قوة عالميةمن خلال اقتطاع دور محوري بين روسيا والغرب، رفعت إيران نفسها من دولة منبوذة إلى قوة إقليمية.. وبمجرد أن تمتلك أسلحة نووية، ستكون قوة عالمية.
ولفت جونسون في الختام إلى أنه ومن خلال رشوة إيران للإفراج عن رهائن من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، يخاطر بايدن بتوجيه إشارات ضعف، ليس فقط إلى الشرق الأوسط، ولكن إلى أعداء أمريكا في كل مكان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
تلغراف: كواليس الاجتماع الأكثر استثنائية في مسيرة ترامب حتى الآن
اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان تحت قباب كنيسة القديس بطرس الفخمة، في لقاء اعتُبر من أبرز لحظات الدبلوماسية العالمية في السنوات الأخيرة، وفق تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية.
وركز التقرير على كواليس اللقاء الدبلوماسي غير المتوقع بعد جنازة البابا فرانشيسكو، وردود فعل كبار الحضور مثل الأمير وليام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أكسيوس تكشف تفاصيل عرض ترامب النهائي للسلام في أوكرانياlist 2 of 4سلاح طاقة بريطاني جديد يغير قواعد الحربlist 3 of 4هذه هي التنازلات الكبرى التي يطلبها ترامب وبوتين من أوكرانياlist 4 of 4التايمز: لماذا تفضل أوكرانيا القتال على تسليم القرم لروسيا؟end of listوكان الأمير يتمشى مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عندما وجدا ترامب جالسا مع زيلينسكي، وبدا أن الأمير أدرك أهمية الحوار فانسحب بهدوء "أظهر حنكته الدبلوماسية"، وفق التقرير.
وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة أن فكرة عقد لقاء مباشر بين ترامب وزيلينسكي ظهرت في محادثات السلام الأخيرة التي جرت في لندن، حيث رأت أوكرانيا أن جنازة البابا تشكل فرصة للحوار بعيدا عن الأجواء الرسمية الثقيلة.
وانفصل ترامب وزيلينسكي عن الحشد بعد الجنازة، وجلسا على مقعدين تم وضعهما بعجل، ووضع بجوارهما كرسي ثالث أثار جدلا واسعا، وقيل إنه كان مخصصا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غير أن مصادر فرنسية أكدت للصحيفة أنه كان مخصصا للمترجم.
تخطيط فرنسيوأوضحت مصادر دبلوماسية فرنسية للصحيفة أن الرئيس إيمانويل ماكرون كان قد شجع زيلينسكي على التحدث مباشرة مع ترامب.
إعلانكما أضاف المصدر أن ماكرون حاول الموازنة بين الأطراف، إذ شجع زيلينسكي على تأكيد دعم أوكرانيا لوقف إطلاق النار، في حين شجع ترامب على زيادة الضغط على روسيا.
وعلى الرغم من أن فرنسا لم تنظم اللقاء بشكل رسمي، إلا أنها "سهلت" الاجتماع، بينما كان الفاتيكان مسؤولا عن الترتيبات اللوجستية، حسب التقرير.
ومن جهته بدا زيلينسكي متفائلا، وصرح لمسؤولين معه أن المحادثة كانت "الأكثر إيجابية" مع ترامب منذ بداية علاقتهما المتوترة، معتبرا اللقاء "تاريخيا"، لا سيما أنه جرى أمام شعار البابا يوحنا بولس الثاني الذي يحمل معاني الحرية والنضال بالنسبة للأوكرانيين.
ملاحظات قارئ الشفاه
وأضافت مصادر دبلوماسية فرنسية أن الرئيس ماكرون اقترب من الرئيسين قبل بدء المحادثات وصافحهما بحرارة ثم انسحب بأدب بعد إشعار من ترامب، الذي كان مصمما على أن يقتصر الحوار على زيلينسكي فقط.
ووفق قارئ شفاه لم يذكر التقرير هويته، عرض ماكرون على ترامب "المساعدة"، ولكن ترامب قال "إنك لست على حق هنا، أريدك أن تسدي لي معروفا وتذهب، لا يجب أن تكون هنا".
وأكد قارئ الشفاه أن ترامب أبدى تضامنا مع زيلينسكي، إذ بدأ المحادثة بقول إن "الهجمات الروسية على المدنيين في كييف مقززة"، وكان زيلينسكي يظهر استجابة واضحة ويومئ برأسه.
وفي مرحلة أخرى من الحديث الذي دام 15 دقيقة، أفاد قارئ الشفاه بأن ترامب رد على زيلينسكي بقوله "إن هذه إستراتيجية مثيرة للاهتمام، ويمكنك أن تطمئن"، بينما كان زيلينسكي يبدو مندمجا في النقاش.
تطورووصف البيت الأبيض اللقاء، بأنه "كان مثمرا للغاية"، في حين أعرب ترامب بعد الاجتماع عن استعداده لدعم أوكرانيا بشكل أكثر صرامة إذا استمرت روسيا في استهداف المدنيين.
ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن واشنطن ستُعيد تقييم جدوى مواصلة جهود الوساطة ما لم تر بوادر جدية لتحقيق اتفاق سلام قريب.
إعلانوأعد التقرير مراسل الصحيفة في باريس هنري سامويل ومحرر الشؤون السياسية بن رايلي سميث ومراسلة الأخبار فيونا باركر و كبير المراسلين في الولايات المتحدة روب كريلي، وخلصوا إلى أن اللقاء قد يسجل بداية جديدة لمسار السلام في أوكرانيا بعد سنوات من "الدمار والمآسي".