هل قتل صاحب الحذاء البالي قائد اللواء 401 في الجيش الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
"سيبقى معسكر جباليا الشوكة في حلق إسرائيل إلى أن تفنى"، هذه مقولة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نزار ريان الذي اغتالته إسرائيل عام 2009.
وعلى ما يبدو أنه تطبيق لهذه المقولة على أرض الواقع، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الأحد مقتل قائد اللواء 401 العقيد إحسان دقسة وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة في معارك في جباليا شمالي قطاع غزة.
العقيد إحسان دقسة، قائد لواء 401، حصل على وسام تقدير من قائد الجيش على جهوده في حرب لبنان الثانية، وهو أعلى ضابط درزي قُتل في الحرب، وأعلى رتبة قُتلت خلال الحرب البرية.
يُعتبر واحدًا من بين أربعة ضباط برتبة عقيد قُتلوا منذ بداية السابع من أكتوبر.
تولى قيادة لواء 401 بالجيش… pic.twitter.com/Np4IUVfkRK
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 20, 2024
وعن مدى أهمية قتل دقسة على الساحة العسكرية، يرى بعض الناشطين الفلسطينيين أن قائد اللواء 401 هو أهم شخصية عسكرية إسرائيلية تقتل منذ بداية معركة طوفان الأقصى لعدة أسباب:
أولها: أنه أرفع رتبة عسكرية، فالعقيد دقسة قائد اللواء 401 مدرع، ويتبع للفرقة 162، وهو أهم لواء نخبوي مدرع بالجيش، ويُعرف بـ"أعقاب الفولاذ". أما السبب الثاني، فهو أن دقسة قاد جميع العمليات الهجومية في الشفاء والزيتون وبيت حانون وجباليا ورفح، وقد شارك في إبادة البشر والحجر والشجر ويمكن وصفه بأنه "هولاكو".بأحذيتها..
المقاومة تغتال العقيد إحسان دقسة قائد اللواء 401 (أحد أهم ألوية جيش الاحتلال وأخطرها منذ حرب الاستنزاف)، أبرز قادة العدو في شمال غزة، قائد تجويع جباليا وحصار أهل الشمال وترويعهم ومذابحهم، وهو أكبر رتبة عسكرية منذ بدء الاجتياح البري، وتقتل وتجرح معه ضباطا مهمين كانوا… pic.twitter.com/SFecwuXr1G
— يوسف الدموكي (@yousefaldomouky) October 20, 2024
وأشار آخرون إلى أن تمكن المقاومة في جباليا من قتل قائد اللواء 401 هو دليل على قدرة القسام ميدانيا على التحكم بالقوات في الميدان وانتخاب أهداف حساسة وضد قيادات عسكرية إسرائيلية مؤثرة في صفوف قوات الاحتلال.
????معطيات مهمة.. حول مقتل قائد اللواء 401 في الجيش الإسرائيلي العقيد إحسان دقسة في معارك جباليا????
– هذا أهم شخصية عسكرية صهيونية تقتل من بداية الطوفان لعدة أسباب:#ثريد pic.twitter.com/7DGGpboI1Y
— ???????? أدهم أبو سلمية (@AdhamPal922) October 20, 2024
ولفت آخرون الانتباه إلى أن قائد اللواء 401 المدرع قتل على يد كتيبة غرب معسكر جباليا، وهي كتيبة الشهيد عماد عقل، وهي إحدى الكتائب الثلاث التي يظن العدو أنه تم تفكيكها، وأن المقاومة لم تستطع إعادة ترميمها.
وربط مغردون مقتل العقيد دقسة في جباليا بالكمين الذي نشرته كتائب القسام لاستهداف مدرعة إسرائيلية في جباليا، وقالوا إن الشاب الذي زرع العبوة الناسفة كان يرتدي حذاء مهترئا، ورغم ذلك تمكن من قتل قائد اللواء 401 في الجيش الإسرائيلي.
بنقول من وسط مخيم جباليا صباح الخير pic.twitter.com/c8ANY7cmjv
— عبود بطاح???????? (@abod_bt) October 21, 2024
وعلق آخر على المشهد فقال: "إنه الإيمان، فإيمان هذا المجاهد وإخوته المجاهدين بحقه، بعدالة قضيته، بدفاعه عن الأرض والعرض والشرف، بطلبه للشهادة في سبيل الله، دفاعا (عن) وجود أمته ومستقبلها، بعتاده البسيط، تمكن من قتل قائد اللواء 401 في الجيش الإسرائيلي".
أما عن الثأر لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فقال مدونون إن رد القسام جاء سريعا ومدويا، إذ إنها تمكنت من تصفيه الحساب بقتل قائد اللواء 401 في الجيش الإسرائيلي حسان دقسة برفقه عدد من الضباط الإسرائيليين.
العقيد إحسان دقسة الذي قتل اليوم في معارك جباليا شمال، هو أعلى رتبة عسكرية يقتل في هذه الحرب، وهو واحد من بين 4 ضباط برتبة عقيد قتلوا منذ بداية الحرب.
أهل الأرض في #غزة بعد أكثر من عام على الإبادة، وبعد محرقة #جباليا والتّنكيل بالأبرياء هناك، ما زالوا ثابتين، يقاتلون ويَقتلون✌???? pic.twitter.com/40LdeM6oT4
— حسن الدّر (@HasanDorr) October 20, 2024
وعبر أحد المدونين عن إعجابه بما تفعله المقاومة الفلسطينية في جباليا وشمال غزة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم الحصار، بالقول: "لا سابقة تاريخية منذ ظهور الأسلحة النارية لحالة تماثل الصمود الإعجازي منذ أكثر من عام في قطاع غزة المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام في ظل الحصار واختلال كاسح بميزان القوة أمام جنون حرب الإبادة الأميركية بأدوات إسرائيلية".
الصمود الأسطوري لأهل جباليا، والمعارك الضارية التي يخوضها مقاتلو المخيم لابد وأن يتم إسنادها بجهد شعبي إسنادي كبير، وإلا فهي مهددة بالتبدّد والذوبان في دوامة الابادة والتطهير والخذلان والصمت.
يا لحسرتنا وندامتنا لو فرطنا بهؤلاء
انزلوا للشوارع
حاصروا السفارات#حصار_السفارات…
— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) October 20, 2024
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات فی جبالیا pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
القدس المحتلة- صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعند الساعة 5:34، وردت رسالة صوتية على شبكة الاتصالات العسكرية وفرق الحراسة بمستوطنات "غلاف غزة"، بعث بها سماغد كيسوفيم نائب قائد الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، يطمئن السكان اليهود في المنطقة، وأعلن أن القوات رفعت حالة التأهب والاستنفار وفقا للأوامر المتبعة وتقييم الوضع.
وعكست الرسالة الفشل الذريع في منع معركة "طوفان الأقصى"، حيث اتضح أن جميع قوات العسكرية وبضمنها "فرقة غزة" كانت غافلة تماما عن خطط حماس للهجوم، وفق صحيفة "هآرتس" التي استعرضت أبرز محاور الفشل والإخفاق في انهيار القيادة العسكرية وسقوط كيبوتس "نير عوز" بأيدي المقاومين الفلسطينيين أكثر من 6 ساعات.
وتشير كلمات كيسوفيم عبر شبكة الاتصالات، حسب يانيف كوبوفيتش مراسل الشؤون العسكرية بـ"هآرتس"، إلى أنه والقوات الأخرى في القطاع لم يكونوا يعلمون أنه في غضون 55 دقيقة سيتسلل آلاف المقاومين الفلسطينيين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعند الساعة 06:49 دخل أوائل المقاومين إلى الكيبوتس من البوابة الشمالية، ومن ثم من بوابة "كيرم" والبوابة الجنوبية، وبداية دخل 100-130 مقاتلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الذروة 300-500 مقاتل من منظمات مختلفة، وبعد دقائق، بدأ أول اشتباك وتبادل لإطلاق النار، في "نير عوز"، المعزول عن القوات الإسرائيلية.
واستمر تبادل إطلاق النار بين عناصر فرقة الحراسة وقوات النخبة (من المقاومين) أكثر من ساعتين، وبعدها سقط الكيبوتس بأيدي المقاومين، وعند الساعة 09:22، وصلت، لأول مرة، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وهاجمت جنوب المحور المؤدي من قطاع غزة إلى الكيبوتس، حيث تم تجمع عشرات المقاومين.
ووفق "هآرتس" لم يعلم الجيش الإسرائيلي بسقوط "نير عوز"، حيث طُلب من المروحية عبر الاتصال اللاسلكي إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، لكنها وبفعل تحليقها المنخفض أصابها المقاومون بنيرانهم عند مشارف الكيبوتس، وهبطت اضطراريا.
إعلانومع استمرار المعارك عند تخوم "نير عوز"، كانت هناك 4 طلعات جوية أخرى لطائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية، التي أطلقت النار على المنطقة وأصابت عددا من المقاومين، وقتل أيضا عدد من سكان الكيبوتس المحتجزين.
وتتابع الصحيفة الإسرائيلية أن الأمر لم يقتصر على مهاجمة محور ومنطقة الكيبوتس، فعند 09:45، وردت تقارير عبر شبكة الاتصالات، ومجموعة قادة المجلس الإقليمي "إشكول"، حول إحراق منازل في "نير عوز"، وبعد دقائق، وصلت دبابة إلى بوابة الكيبوتس وأبلغت عن وجود مقاومين عند المدخل، قبل أن يتمكنوا من تفجيرها.
ووصلت قوات الاحتلال إلى المكان عند الساعة 13:10، بعد حوالي 40 دقيقة من آخر تحديد لهوية مقاتلي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تعثر على أي منهم، وفي المساء، انضمت قوات أخرى لعمليات التفتيش والإنقاذ.
وتقول "هآرتس" إن المقاومين الفلسطينيين اشتبكوا أكثر من 6 ساعات مع عناصر فرقة الحراسة وقتلوهم وأسروا نحو ربع السكان، ولم يدخل خلال تلك الساعات أي جندي إلى الكيبوتس، ولم يكن الجيش الإسرائيلي يعلم بما يحدث هناك.
كما لم تقع أي معركة في "نير عوز"، الذي تلقى الضربة الأكثر إيلاما وصدمة، و"كان هذا فشلا، ضمن فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، حسب اعتراف هرتسي هاليفي رئيس الأركان المنتهية ولايته، خلال عرض نتائج التحقيق العسكري في الهجوم المفاجئ، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأظهرت نتائج التحقيقات في الهجوم المفاجئ على "نير عوز"، أن جيش الاحتلال فشل بالوصول إلى الكيبوتس، الذي كان يوجد فيه يوم الهجوم 386 شخصا، وقتل خلال الاشتباكات41 من المستوطنين العسكريين والمدنيين، وأُسر 76 آخرين، لا يزال 14 منهم محتجزين لدى حماس.
إعلان
انهيار
ووفق تحقيقات استعرضها يوآف زيتون مراسل الشؤون العسكرية لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية انهارت بالكامل وفقدت السيطرة، وإن القوات العسكرية في "نير عوز" لم تأت لحماية المستوطنين الذين طلبوا مساعدتها بكل الوسائل المتاحة، لكنهم تركوا وحدهم لمواجهة هجوم قوات النخبة.
ونقل زيتون عن فريق التحقيق، قوله إن "فشل الجيش الإسرائيلي في عدم الوصول إلى نير عوز ليس تكتيكيا أو أخلاقيا، بل هو منهجي، حيث لم تفهم القيادات العسكرية أن الوضع كان صعبا، ولم تعط الأولوية لإرسال القوات إلى هناك على حساب أماكن أخرى".
وذكر الفريق أن "انهيار أنظمة القيادة والسيطرة، وخاصة في لواء وفرقة غزة، عامل رئيسي في فشل بناء صورة وتقييم حقيقي للوضع، وكان متوقعا أن تسعى هيئة الأركان العامة لاستخلاص صورة وضع حقيقية، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الاستخباراتية التي اتضح أنها كانت غير صحيحة ومضللة".
وحاول فريق التحقيق الإجابة عن 4 أسئلة رئيسية في التحقيق بالفشل والإخفاق الممنهج خلال الهجوم؛ ما هو تسلسل الأحداث؟ ولماذا وصل هذا العدد الكبير من المقاومين إلى نير عوز؟ ولماذا فشلت الكتيبة في القطاع بإيقاف المسلحين؟ ولماذا لم تصل قوات الاحتياط بالوقت المناسب لتغيير الوضع، وأضاف الفريق "لو وُجِّه تحذير، حتى لو كان قصيرا، كان من الممكن تقليل الأضرار".
ويظهر التحقيق -حسب يديعوت- أن الكتيبة 51 لم تكن مستعدة بشكل صحيح لسيناريو بحجم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولم تتلق أي تحذير، وانهارت سلسلة قيادتها بأقل من ساعة، ولم يتمكن مقاتلوها للتجمع لإجراء تقييم منظم للوضع، وكان عليها أن تتعاون مع فرق الحراسة بمستوطنات الغلاف لفهم حقيقة الوضع.
إعلانوأشار معدو التحقيق إلى أن إخفاق مراكز القيادة العسكرية في فهم الوضع الصعب، وحقيقة أنهم كانوا في حالة هجوم، وانهيار القيادة من مستوى اللواء والكتيبة إلى مستوى الفرقة، وخلصوا إلى أن "التحضيرات التي جرت السبت -قبل الهجوم- روتينية، وليست استعدادات للحرب، ولم تكن هناك وحدات مأهولة لحالات الطوارئ".