سواليف:
2025-01-22@22:00:40 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. قلب تحت الترميم

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

#قلب_تحت_الترميم

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 18 / 4 / 2018

لو تفتح مغارات صدورنا طواعية دون الحاجة إلى مشرط ومقصّ،لنطمئن على قلوبنا التي أتعبتها الأحداث ،نمسح دموعها ،نهدئ من ارتجافاتها ،نضع لاصقاً طبياً على طعناتها ، نقرأ الرقية وشوشة ً على الأذين الأيمن ،نمسح سناج الأخبار العالقة على الجدار ، ثم نغلق باب المغارة على الحجرة المعتمة ونتركه يعمل من جديد.

.
**
قلبي متعب وينبض أبطأ مما كان عليه قبل سنوات ، المسألة لا تحلّها “قسطرة” أو تركيب “شبكات” ، المداخلات الجراحية قد ترمم اللحم والدم ، لكنها لا ترمم الضمير والوجع..قلبي متعب بترسبّات عاطفية وتصلبّات وطنية تجرّعتها رغماً عني ،منذ وسّدوني الراديو في بيتنا القديم ،وأخبار فلسطين تقطر دماًً ودمعاً في الفؤاد ، وعندما توجّعت بغداد طوال ثماني سنين في حربها الأولى ،ظل القلب يمضغ النصر والمقاومة و”الفوتيك” العربي ، وعندما سقطت عراقنا ذات نيسان ،لاذ في القلب تمثال الرشيد وقوس النصر وأبو جعفر المنصور وحدائق بابل وحمورابي ،لاذ في القلب بكاء الأمهات وسعف النخل البغدادي وعطر البصرة و “نواح” كربلاء ، لاذ في القلب “طارق أيوب” ،ومشهد الهزيمة، وكل الدبابات العراقية المعطلة ..كم سيحتمل هذا القلب من لاجئين ومدن وعواصم غارقة، كم سيحتمل من صفحات جرائد ونشرات أخبار ،وأكفان مرّقمة ..
صدقوني أنني بحاجة إلى ترميم عاجل ينقذ هذا الوجع العربي من صدري..لم يقف هذا “النخز” عند عاصمتين فقط ، صنعاء بحواضرها بجثث الأطفال المنهكة بالكوليرا ،بالمآتم المقصوفة جواً،بالجوع المنثور أرضاَ هي أيضا ترّسبت بكل مآسيها ،طرابلس وبيروت حضرتا بوجعهما ذات حرب ، وليس أخراً “حمزة الخطيب” فتح القلب على مصراعيه ،ركل الأسلاك الشائكة برجليه وأدخل دمشق الحبيبة بكل تفاصيلها ،أدخل ألاف الشهداء بدمائهم وهتافاتهم الحية ،وأدخل ألاف اللاجئين بخيامهم ، أدخل الانكسار العربي بفتاته وشظاياه الكثيرة ، فاتّكأت مئذنة الأموي على جامع الأمام الأعظم ،وتبعثرت مقتنيات سوق الحميدية على سوق الصفافير، وضاق الصدر بالعواصم الراحلة إليه..صدقوني أن هذا القلب بحاجة الى ترميم عاجل ،يفتح الآمال المسدودة، يستأصل خيبات الإصلاح الكثيرة ، ويرفو جداره بورقة ياسمين..هل من نطّاس حاذق يخرج الحزن من مضغة الوجع ويترك العواصم..فقط أخرجوا الحزن مني واتركوا المدن المضاءة في قلبي تغني للحبّ!.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة مجزرة في لبنان.. استشهاد عائلة بأكملها بغارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في بعلبك 2024/10/21

#112يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

قصة عائلة مصرية احترفت الخط العربي على مدى قرنين من الزمان

لقرنين من الزمان، لم يتوقف أفراد عائلة خالد الصوفي زاده عن ممارسة فنون الخط العربي والنحت والتذهيب، العائلة التي تعد الأقدم في هذا المجال بمصر ولا يزال أبناؤها يمارسون تلك الفنون، من الجد الأكبر إلى الحفيد، تزين أعمالهم المساجد في أنحاء مصر وخارجها أوراق رسمية تاريخية هامة وشواهد القبور وغيرها الكثير، محتفظين بالعديد من الأسرار والأدوات الخاصة جدا، وأيضا بالذكريات.

من عاصمة الخلافة إلى القاهرة.. هكذا بدأت القصة

يحكي محمد شافعي، أصغر الأحفاد والبالغ من العمر 30 عاما، قصة عائلته للجزيرة نت "اسمي محمد شافعي حسن أحمد خالد الصوفي زاده، بدأت القصة عندما قرر جدي الأكبر الشيخ خالد الصوفي زاده، المولود في أنقرة بالربع الأخير من القرن الـ19 الارتحال إلى مصر لطلب العلم، وكان متقا لفني الخط والتذهيب عن والده، وبرع أيضا في علم الكيمياء، وحين استقر به المقام في القاهرة نهاية القرن التاسع عشر التحق بالجامع الأزهر، ثم عُين إماما لجامع محمد علي باشا بالقلعة، ثم قرر أن يتزوج فاختار ابنة الشيخ عبد العزيز سليم وأخت صديقيه العالم الأزهري الشيخ عبد الوهاب سليم والخطاط درويش سليم عام 1895، واتخذ منزلا له بجوار مسجد الإمام الشافعي، أنجب ابنه الوحيد أحمد عام 1900، ومات عام 1931 ودفن بمقابر الإمام الشافعي".

محمد شافعي خلال عمله (الجزيرة)

ويواصل محمد شافعي قص حكايته قائلا "حفظ الابن الوحيد أحمد أفندي القرآن كاملا، وأخذ فن الخط العربي عن والده وعن خاله الخطاط درويش سليم، وتخصص في تنفيذ النقوش الكتابية خطا ونحتا وتذهيبا، فكتب شواهد مقابر مشاهير القرن الماضي أمثال سعيد باشا ذو الفقار، وصبري باشا أبو علم، كما كتب بالعديد من المساجد منها مسجد نازلي هانم حليم ومسجد أحمد حمزة باشا، وتوفي عام 1969".

إعلان بطاقات المشاهير وقبورهم

امتد إرث عائلة الصوفي زاده خارج مصر، خاصة بعد مولد حسن أحمد خالد الصوفي، الذي تميز منذ طفولته بحفظ القرآن الكريم وتعلم فنون الخط والنحت والتذهيب على يد والده وخاله. التحق بمدرسة تحسين الخطوط الملكية، حيث كرمه الملك فاروق ضمن أوائل دفعته. حصل على دبلوم التخصص في التذهيب عام 1945، ثم عُين خطاطا وأصبح مراقبا عاما لدار الكتب المصرية.

يروي محمد "بفضل مهارته ودقته، أسندت إليه كتابة شواهد قبور الملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر وإسماعيل باشا صدقي، ومحمد محمود باشا، وجلال باشا فهيم، وطه حسين، ويوسف وهبي، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وغيرهم. كما شارك في كتابة بالعديد من المساجد، أبرزها مسجد نمرة بجبل عرفات حيث خط الأشرطة الكتابية فوق أبواب المسجد الـ64، بالإضافة إلى مسجد الإمام الحسين ومساجد الليث بن سعد والسيدة عائشة".

الجد حسن خالد (الجزيرة)

 

رغبةً منه في توسيع العائلة، أنجب حسن أبناء عدة. كان رسمي أحمد خالد الصوفي من أبرزهم، إذ تخصص في الخطوط أكاديميا، وعمل خطاطا بوزارة الداخلية. ساهمت وظيفته في كتابة البطاقات الشخصية يدويا لرؤساء ووزراء ومشاهير منهم جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك.

أما يوسف أحمد خالد الصوفي، فقد عمل خطاطًا بالمطابع الأميرية. وواصل الحفيد مصطفى بن حسن خالد التخصص في المجال، حيث حصل على دبلوم الخطوط وانتُدب مصممًا للعديد من المؤسسات والعلامات التجارية. واستمر الإرث حتى أصغر الأحفاد محمد، الذي سماه والده تيمنا بالإمام الشافعي.

يقول محمد شافعي للجزيرة نت "تعلمت فن الخط من عمي مصطفى خالد وجدي يوسف خالد، وحصلت على دبلوم الخطوط عام 2020، بالإضافة إلى ثلاث جوائز في فن الخط العربي، أبرزها الجائزة الأولى لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي".

من أعمال محمد شافعي (الجزيرة) ميراث يندثر شيئا فشيئا

تواجه كتابات عائلة الصوفي زاده خطر الاندثار تدريجيًا، مما دفع محمد شافعي إلى بذل جهود كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يقول محمد "تُجرى حاليًا مجموعة من أعمال التطوير في مقابر القاهرة، تشمل إزالة بعض القبور لتوسعة الطرق ورصفها. للأسف، من بين هذه القبور، توجد مقابر خطت عائلتنا نقوشها وكتاباتها على مدى قرنين من الزمن. ولأن النقش ذاته يُعد الوثيقة الوحيدة التي توثق أعمالنا، ولغياب النماذج الورقية حاولت توثيق ما أمكنني عبر التصوير".

إعلان

ويشير محمد إلى صعوبة الحفاظ على هذه الأعمال قائلا "نقل النقوش أو الاحتفاظ بها أمر شبه مستحيل. أولًا، لأن هذه النقوش تعد ملكيات خاصة لأصحابها، وليس لي الحق في التصرف بها. ثانيًا، القرار بنقلها أو إزالتها يعود لأصحابها. كما أن بعض المواقع مغلقة، مما يجعل حتى عملية التصوير مستحيلة. هذا الأمر يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لي، لأن جزءًا مهمًا من الإرث الفني لعائلتي، الذي يشمل نقوشًا تحمل أسماء المتوفين، أدعية وأشعارًا وآيات قرآنية، مهدد بالضياع. لقد أفنت عائلتنا عمرها في هذا المجال، ورغم استمرارنا في ممارسة هذا التخصص، فإن الطلب على النقوش الكتابية تراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالماضي".

مقالات مشابهة

  • الخطيب تفقد أعمال الترميم في مقر المجلس الشيعي على طريق المطار
  • الكاتب الصحفي أحمد أيوب: الدولة المصرية قادرة على صناعة السلام في العالم
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رشفة حنين!
  • أحمد حسن الزعبي: عودة القلم الحر من ظلال السجن إلى نور الحرية”
  • شاب ينتقد استخدام كلمة “يا بعد قلبي” في المجالس: عيب والله .. فيديو
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه
  • قصة عائلة مصرية احترفت الخط العربي على مدى قرنين من الزمان
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … لا تصفّر عدّادك
  • القطاع النسائي في محافظة إربد يهنئ الكاتب أحمد الزعبي
  • نخوة شاب أردني من عشيرة الشديفات .. وهذا ما فعله مع الكاتب الزعبي ليلة الإفراج عنه