خبير يوضح الملابسات ويطرح الحلول.. حادث أتوبيس الجلالة يكشف المتسببين الحقيقيين في حوادث الطرق
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
كان محمد شعيب طالبًا مجتهدًا يحب دراسته في كلية الصيدلة بجامعة الجلالة، ولديه أحلام وطموحات كبيرة للمستقبل، لكنه توفي في حادث أتوبيس يقلّ بعض طلاب الجامعة أثناء عودتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي.
ترك محمد أسرته ومعارفه في حالة حزن شديدة، مثل الحزن نفسه على الطالبة بسملة ممدوح، إحدى ضحايا الحادث، والتي كانت من المتميزات في الجامعة، وتحظى بمحبة واحترام زملائها وأساتذتها، الذين شاركوا أسرتها الحداد على وفاتها.
لم يتوقع أهالي بسملة ومحمد، ونحو 10 وفيات أخرى، أن تكون هذه نهاية أبنائهم، الذين كانوا يشاركونهم الطموحات نفسها.
كما شمل الحادث 29 مصابًا، بعد انقلاب الأتوبيس عدة مرات عند مفارق الطريق، أمام محطة تموين السيارات على طريق الجلالة- السخنة، نتيجة اصطدام إطاره بالجزيرة الوسطى للطريق.
النيابة العامة أمرت بإحالة سائق الأتوبيس إلى محكمة الجنايات المختصة، بتهمة القتل والإصابة الخطأ، لقيادته تحت تأثير المخدر وبحالة تشكل خطرًا على حياة الركاب.. وأكدت النيابة ثبوت تعاطيه لمادة المورفين المخدرة، وفق التحليل النهائي الذي أجرته مصلحة الطب الشرعي، حيث أثبت التقرير الفني إيجابية العينة المأخوذة من السائق.
"تقييم متخصص"
يحلل د.حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، في تصريح لـ«الأسبوع» ملابسات حادث أتوبيس الجلالة وغيره من الحوادث، حيث يرى أن السلوك البشري هو العامل الرئيسي وراء هذه الحوادث، سواء بسبب سلوك السائق، أو نتيجة ثبوت تعاطيه المخدرات مشيرًا إلى وجود خلل فني في المركبة، حيث أفاد الطلاب الذين كانوا على متن الأتوبيس أنهم، بعد عشر دقائق من التحرك، شموا رائحة احتراق ولاحظوا وجود مشكلة في الفرامل، ما دفعهم إلى تنبيه السائق.
يستشهد د.مهدي، بعلم المرور، وأن السائقين الذين يستخدمون الطريق، يوميًا، تكون لديهم معرفة جيدة به، مقارنة بمن يسلكه لأول مرة وهو ما يتطلب مزيدًا من الحذر والانتباه للسرعات. وفيما أوضح بيان جامعة الجلالة أن الأتوبيس ليس تابعًا لها، وأن الطلاب تعاقدوا مع شركة نقل خاصة، فقد تطرق لعدم الالتزام بمعايير الأمن والسلامة، علما بأن طريق الجلالة يمتد على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر، ويتطلب مركبات ذات كفاءة فنية عالية خالية من الأعطال.
"مخدرات وتهور"
ويؤكد د.مهدي ضرورة إجراء تحاليل دورية للسائقين للكشف عن المخدرات، مع تكثيف الرقابة الأمنية والصحية، نظرًا لأن هناك دراسة أظهرت أن 28% من السائقين المهنيين يتعاطون المخدرات، رغم أن بعضهم يقود حافلات مدرسية، كذلك، يمثل التهور في القيادة سببًا رئيسيًا للحوادث، حيث يقوم بعض السائقين بمناورات خطيرة تفقدهم السيطرة على المركبات، متسببة في وقوع حوادث مميتة، كما في حادث أتوبيس الجلالة.
وتشير إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن 67% من أسباب حوادث الطرق تعود إلى العامل البشري، سواء من السائق أو مستخدم الطريق. وبعض المشاة يتكاسلون في استخدام الكباري أو يقفزون فوق الحواجز لعبور الطرق السريعة، ما يعرض حياتهم للخطر.. وعلى الطريق الدائري، الذي توسع إلى 7 حارات، يعبر البعض أمام السيارات المسرعة، مما يشكل خطرًا حقيقيًا.
"تحسن ملحوظ"
كما يشدد د.مهدي، على أن تطوير الطرق يجب ألا يُحمَّل مسئولية الحوادث فلو كانت هناك مشكلة في البنية التحتية، لتكررت الحوادث بشكل أكبر لافتًا إلى أن المشروع القومي للطرق أدى إلى خفض الحوادث بنسبة تتراوح بين 25% و40%، كما حسّن ترتيب مصر عالميًا في جودة الطرق بنحو 100 مرتبة، إذ انتقلت من المرتبة 118 عام 2014 إلى المرتبة 18 عام 2024.
ووفق متابعة «الأسبوع» لإحصائيات حوادث الطرق في مصر، انخفض معدل الوفيات بين كل 100 ألف نسمة من 7.5 عام 2022 إلى 5.6 عام 2023. وبلغ عدد وفيات حوادث الطرق 7، 762 حالة عام 2022، وانخفض إلى 5، 861 حالة في 2023. ولم تصدر بعد الإحصائيات النهائية لعام 2024.
"حلول للسلامة"
كما يرى د.مهدي ضرورة إصلاح السلوك البشري عبر تشديد الردع المروري وتكثيف الرقابة، خاصة أن السائقين أصبحوا يستخدمون تطبيقات مثل Google Maps لاكتشاف مواقع الرادارات الثابتة والالتفاف عليها. وينبغي أن يشمل تجديد تراخيص القيادة الكشف الطبي الدوري للسائقين، لضمان عدم وجود أمراض تشكل خطرًا على حياتهم، مثل غيبوبة السكري.
كما يقترح تطبيق نظام النقاط، بحيث يتم خصم عدد معين من النقاط مع كل مخالفة يرتكبها السائق، وعندما تنفد نقاطه يُمنع من القيادة نهائيًا. وينبغي تعزيز التوعية المرورية، من خلال برامج تدريبية للسائقين، خصوصًا الجدد، مع ضرورة الالتزام بالفحص الدوري للمركبات، للتأكد من سلامتها، خاصة الإطارات والفرامل.
كانت النيابة العامة طالبت شركات النقل والمؤسسات التعليمية في أعقاب حادث الجلالة بوضع ضوابط واضحة للكشف الدوري على السائقين، لضمان عدم تعاطيهم المخدرات أو المواد المسكرة التي قد تعرض حياة الركاب وحياتهم للخطر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أتوبيس الجلالة حادث أتوبيس الجلالة حوادث الطرق حادث أتوبیس حوادث الطرق د مهدی
إقرأ أيضاً:
فوضى الطرق السيارة.. توقف الحافلات لنقل الركاب يتسبب في حوادث مميتة
زنقة 20 | الرباط
قبل أيام شهد الطريق السيار الرابط بين المحمدية والدار البيضاء، حادثة خطيرة راحت ضحيتها سيدة وأُصيبت أخرى بجروح خطيرة أثناء محاولتهن عبور الطريق للوصول إلى حافلة كانت متوقفة تنتظرهن رغم أن التوقف في الطريق السيار ممنوع على الحافلات إلا لطارئ.
الحادث كشف عن فوضى عارمة تعرفها العديد من محاور الطرق السيارة في غياب المراقبة ، حيث تعمد عدد من الحافلات إلى التوقف لنقل الركاب ، وهو ما يعرض السائقين لأخطار كبيرة.
المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، عبرت عن قلقها مما يتم تداوله حول قيام بعض الحافلات بالتوقف العشوائي على شريط التوقف الاستعجالي بالطريق السيار الرابط بين مراكش والدار البيضاء عبر سطات، وإنزال المسافرين في أماكن غير آمنة، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل مباشر.
هذه الممارسات وفق المنظمة، تمثل خرقاً واضحاً للقوانين المنظمة للنقل، وتعد انتهاكاً صريحاً لحق المواطن في التنقل الآمن، وهو حق أساسي يكفله الدستور المغربي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.
المنظمة عبرت عن رفضها القاطع لهذه الممارسات الخطيرة التي تعرّض أرواح المسافرين للخطر، خاصة في أوقات الليل أو في ظروف مناخية صعبة مثل الضباب.
ودعت السلطات المعنية إلى التدخل الفوري والحازم لتطبيق القوانين المنظمة للتوقف على الطرق السيارة، ومعاقبة المخالفين من أصحاب الحافلات، حفاظاً على سلامة وأمن المواطنين.
كما أكدت المسؤولية المشتركة بين الشركة الوطنية للطرق السيارة وأصحاب الحافلات لضمان احترام القوانين وتحقيق الأمن على الطرق.
المنظمة طالبت وزارة النقل والتجهيز بوضع ضوابط صارمة لتنظيم المحطات الطرقية ومنع التوقف العشوائي، مع تخصيص فرق للمراقبة على الطرق السيارة لمتابعة أي خروقات مماثلة.
كما دعت كافة المواطنين إلى التبليغ عن مثل هذه الممارسات غير القانونية عبر القنوات الرسمية، مشددة على ضرورة تفعيل مبدأ المحاسبة لكل من يستهتر بأرواح وسلامة المواطنين.