كان محمد شعيب طالبًا مجتهدًا يحب دراسته في كلية الصيدلة بجامعة الجلالة، ولديه أحلام وطموحات كبيرة للمستقبل، لكنه توفي في حادث أتوبيس يقلّ بعض طلاب الجامعة أثناء عودتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي.

ترك محمد أسرته ومعارفه في حالة حزن شديدة، مثل الحزن نفسه على الطالبة بسملة ممدوح، إحدى ضحايا الحادث، والتي كانت من المتميزات في الجامعة، وتحظى بمحبة واحترام زملائها وأساتذتها، الذين شاركوا أسرتها الحداد على وفاتها.

لم يتوقع أهالي بسملة ومحمد، ونحو 10 وفيات أخرى، أن تكون هذه نهاية أبنائهم، الذين كانوا يشاركونهم الطموحات نفسها.

كما شمل الحادث 29 مصابًا، بعد انقلاب الأتوبيس عدة مرات عند مفارق الطريق، أمام محطة تموين السيارات على طريق الجلالة- السخنة، نتيجة اصطدام إطاره بالجزيرة الوسطى للطريق.

النيابة العامة أمرت بإحالة سائق الأتوبيس إلى محكمة الجنايات المختصة، بتهمة القتل والإصابة الخطأ، لقيادته تحت تأثير المخدر وبحالة تشكل خطرًا على حياة الركاب.. وأكدت النيابة ثبوت تعاطيه لمادة المورفين المخدرة، وفق التحليل النهائي الذي أجرته مصلحة الطب الشرعي، حيث أثبت التقرير الفني إيجابية العينة المأخوذة من السائق.

"تقييم متخصص"

يحلل د.حسن مهدي، أستاذ هندسة الطرق والنقل بجامعة عين شمس، في تصريح لـ«الأسبوع» ملابسات حادث أتوبيس الجلالة وغيره من الحوادث، حيث يرى أن السلوك البشري هو العامل الرئيسي وراء هذه الحوادث، سواء بسبب سلوك السائق، أو نتيجة ثبوت تعاطيه المخدرات مشيرًا إلى وجود خلل فني في المركبة، حيث أفاد الطلاب الذين كانوا على متن الأتوبيس أنهم، بعد عشر دقائق من التحرك، شموا رائحة احتراق ولاحظوا وجود مشكلة في الفرامل، ما دفعهم إلى تنبيه السائق.

يستشهد د.مهدي، بعلم المرور، وأن السائقين الذين يستخدمون الطريق، يوميًا، تكون لديهم معرفة جيدة به، مقارنة بمن يسلكه لأول مرة وهو ما يتطلب مزيدًا من الحذر والانتباه للسرعات. وفيما أوضح بيان جامعة الجلالة أن الأتوبيس ليس تابعًا لها، وأن الطلاب تعاقدوا مع شركة نقل خاصة، فقد تطرق لعدم الالتزام بمعايير الأمن والسلامة، علما بأن طريق الجلالة يمتد على ارتفاع 700 متر فوق سطح البحر، ويتطلب مركبات ذات كفاءة فنية عالية خالية من الأعطال.

"مخدرات وتهور"

ويؤكد د.مهدي ضرورة إجراء تحاليل دورية للسائقين للكشف عن المخدرات، مع تكثيف الرقابة الأمنية والصحية، نظرًا لأن هناك دراسة أظهرت أن 28% من السائقين المهنيين يتعاطون المخدرات، رغم أن بعضهم يقود حافلات مدرسية، كذلك، يمثل التهور في القيادة سببًا رئيسيًا للحوادث، حيث يقوم بعض السائقين بمناورات خطيرة تفقدهم السيطرة على المركبات، متسببة في وقوع حوادث مميتة، كما في حادث أتوبيس الجلالة.

وتشير إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن 67% من أسباب حوادث الطرق تعود إلى العامل البشري، سواء من السائق أو مستخدم الطريق. وبعض المشاة يتكاسلون في استخدام الكباري أو يقفزون فوق الحواجز لعبور الطرق السريعة، ما يعرض حياتهم للخطر.. وعلى الطريق الدائري، الذي توسع إلى 7 حارات، يعبر البعض أمام السيارات المسرعة، مما يشكل خطرًا حقيقيًا.

"تحسن ملحوظ"

كما يشدد د.مهدي، على أن تطوير الطرق يجب ألا يُحمَّل مسئولية الحوادث فلو كانت هناك مشكلة في البنية التحتية، لتكررت الحوادث بشكل أكبر لافتًا إلى أن المشروع القومي للطرق أدى إلى خفض الحوادث بنسبة تتراوح بين 25% و40%، كما حسّن ترتيب مصر عالميًا في جودة الطرق بنحو 100 مرتبة، إذ انتقلت من المرتبة 118 عام 2014 إلى المرتبة 18 عام 2024.

ووفق متابعة «الأسبوع» لإحصائيات حوادث الطرق في مصر، انخفض معدل الوفيات بين كل 100 ألف نسمة من 7.5 عام 2022 إلى 5.6 عام 2023. وبلغ عدد وفيات حوادث الطرق 7، 762 حالة عام 2022، وانخفض إلى 5، 861 حالة في 2023. ولم تصدر بعد الإحصائيات النهائية لعام 2024.

"حلول للسلامة"

كما يرى د.مهدي ضرورة إصلاح السلوك البشري عبر تشديد الردع المروري وتكثيف الرقابة، خاصة أن السائقين أصبحوا يستخدمون تطبيقات مثل Google Maps لاكتشاف مواقع الرادارات الثابتة والالتفاف عليها. وينبغي أن يشمل تجديد تراخيص القيادة الكشف الطبي الدوري للسائقين، لضمان عدم وجود أمراض تشكل خطرًا على حياتهم، مثل غيبوبة السكري.

كما يقترح تطبيق نظام النقاط، بحيث يتم خصم عدد معين من النقاط مع كل مخالفة يرتكبها السائق، وعندما تنفد نقاطه يُمنع من القيادة نهائيًا. وينبغي تعزيز التوعية المرورية، من خلال برامج تدريبية للسائقين، خصوصًا الجدد، مع ضرورة الالتزام بالفحص الدوري للمركبات، للتأكد من سلامتها، خاصة الإطارات والفرامل.

كانت النيابة العامة طالبت شركات النقل والمؤسسات التعليمية في أعقاب حادث الجلالة بوضع ضوابط واضحة للكشف الدوري على السائقين، لضمان عدم تعاطيهم المخدرات أو المواد المسكرة التي قد تعرض حياة الركاب وحياتهم للخطر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أتوبيس الجلالة حادث أتوبيس الجلالة حوادث الطرق حادث أتوبیس حوادث الطرق د مهدی

إقرأ أيضاً:

متى تبدأ إثيوبيا فى تفريغ سد النهضة؟.. خبير يكشف تفاصيل جديدة

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا أنهت عملية التخزين الخامس والأخير في سد النهضة في 5 سبتمبر 2024، عند منسوب 638 مترًا، بإجمالي تخزين وصل إلى 60 مليار متر مكعب.

وأضاف الدكتور عباس شراقي، في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: أنه مع إمرار الزيادة بعد تعويض مياه البخر والتسرب. تأتى الزيادة من الأمطار (أثناء الموسم)، بحيرة تانا ومن بعض تصافى الروافد العديدة التى تصب فى النيل الأزرق، وتراوحت هذه الكمية من 400 مليون م3 فى سبتمبر إلى 12 مليون م3 فى ابريل، وسوف تبدأ فى الزيادة بدءًا من الشهر المقبل (21 مليون م3).

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إن الصور الفضائية توضح عدم تغير يذكر فى كمية المياه المخزنة فى بحيرة سد النهضة منذ سبتمبر 2024 حتى 18 ابريل 2025، وهو ما يؤكد على عدم تشغيل التوربينات بكفاءة، ومع بدء هطول الأمطار الخفيفة خلال الأسابيع القادمة سوف تضطر إثيوبيا غالبا إلى تفريغ المياه قبل أن تزداد الأمطار فى يوليو إذا لم تستطع تشغيل التوربينات بكامل طاقتها وهذا غير متوقع، والأفضل للجميع أن يتم التفريغ تدريجيا من الآن بفتح بوابة واحدة من المفيض العلوى أو السفلى. 

هل يؤثر سد النهضة حقًا على أراضي طرح النيل؟ خبير يكشف مفاجأة

وختم الدكتور عباس شراقي منشوره قائلا إن السودان استعدت لهذه الخطوة بزيادة التفريغ من سد الورصيرص الذى يقع خلف سد النهضة حيث أن به حاليا أقل كمية مياه (3 مليار م3 حوالى 50% من سعته)، فى حين أن التخزين قى السدود السودانية كالمعتاد خاصة مروى (12 مليار م3).

وفي منشور سابق، علق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على غرق بعض أراضى طرح النيل.

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن الأراضى التى غرقت فى المنوفية أو غيرها الأيام الماضية هى أراضى طرح نهر النيل أى أجزاء من جوانب النهر أو جزر لا يصلها غالبا المنسوب المعتاد للنيل، وتسمح وزارة الرى للمزارعين باستئجارها مع علمهم بأن مياه النيل ممكن أن ترتفع فى أى وقت، والمعتاد أن يرتفع منسوب النيل فى بعض السنوات مرتفعة الأمطار وفيها تملأ بحيرة السد العالى وفى حالة استمرار الفيضان يتم فتح مفيض توشكى وإذا زاد الإيراد يتم فتح بوابات أخرى من السد العالى، وهو ما يؤدى إلى ارتفاع منسوب النيل وغرق بعض أراضى طرح النهر، وهذا يحدث مرة كل عدة سنوات فى شهر سبتمبر أو أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • “التبريد بالأشجار”.. خبير يوضح دور الغطاء النباتي في خفض حرارة الخليج ضمن رؤية السعودية 2030
  • الدفاع المدني يوضح أهم الطرق السليمة للتعامل مع تسرب الغاز
  • خبير عقاري يوضح الفرق بين عقد الوساطة الفرعي والعادي.. فيديو
  • الدفاع المدني يوضح الطرق السليمة للتعامل مع تسرب الغاز
  • خبير يوضح علامات التمييز بين القهوة الأصلية والمغشوشة في الأسواق
  • في يومه الثاني.. مؤتمر سلامة الغذاء يناقش الحلول التحليلية وتقييم المخاطر لدعم استدامة الغذاء
  • 12 حادث سير في يوم واحد
  • متى تبدأ إثيوبيا فى تفريغ سد النهضة؟.. خبير يكشف تفاصيل جديدة
  • كاميرات المراقبة تحدد مصير السائق المتهم فى حادث الفنانة علياء صبحى
  • حادث مروّع في النبطية.. اصطدام و 7 جرحى!