مصيرة يحقق لقب دورة الألعاب الرياضية للمرأة .. وصلالة وصيفًا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
حقق نادي مصيرة المركز الأول في الترتيب العام لدورة الألعاب الرياضية للمرأة العُمانية 2024م، بينما حلّ نادي صلالة في المركز الثاني، في حين ذهب المركز الثالث إلى نادي السويق.
وفي لعبة كرة الطائرة، توّج نادي مصيرة بالمركز الأول، وجاء نادي صلالة في المركز الثاني، وحلّ نادي قريات في المركز الثالث، أما في لعبة كرة السلة فقد حقق نادي صلالة المركز الأول، وجاء نادي مصيرة في المركز الثاني، وحلّ ثالثًا نادي السويق.
وفي لعبة كرة اليد، توّج نادي مصيرة بالمركز الأول، وحلّ نادي صلالة في المركز الثاني، وجاء نادي السويق في المركز الثالث، أما في لعبة كرة الريشة الطائرة، حصل نادي صلالة على المركز الأول، وحقق نادي مصيرة المركز الثاني، وحلّ نادي بهلا في المركز الثالث.
وفاز نادي مصيرة بالمركز الأول في بطولة الشطرنج، وحلّ نادي أهلي سداب في المركز الثاني، وجاء نادي مصيرة في المركز الثالث، أما في بطولة ألعاب القوى توّج نادي مصيرة بالمركز الأول بعد حصوله على 140 نقطة في الترتيب العام للأندية، وحلّ نادي صلالة في المركز الثاني برصيد 137 نقطة، وجاء نادي السويق في المركز الثالث برصيد 112 نقطة.
أكثر من 300 لاعبة
أقيم ختام الدورة برعاية صاحبة السمو السيدة عفراء بنت طلال بن طارق آل سعيد، وتضمن الحفل الختامي -الذي أقيم في الصالة الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر- عددًا من المقطوعات الموسيقية مقدمة من شرطة عُمان السلطانية، وعرضًا طلابيًا، وعرضًا مرئيًا للمراحل التي مرت بها اللاعبات خلال فترة الدورة، واختتم الحفل بتتويج الأندية الفائزة.
وشارك في الدورة أكثر من 300 لاعبة يمثلن 14 ناديًا، هي صلالة، وبهلا، والسويق، والكامل والوافي، ومصيرة، وخصب، والبشائر، وقريات، ونادي عُمان، وصحم، والشباب، والاتحاد، والمضيبي، وأهلي سداب، وتنافست الأندية في 6 ألعاب، هي كرة السلة، وكرة الطائرة، وكرة اليد، وألعاب القوى، والريشة الطائرة، والشطرنج.
وجاءت دورة الألعاب الرياضية للمرأة العُمانية 2024 بتنظيم من دائرة الرياضة النسائية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبالتعاون مع الاتحاد العُماني لكرة السلة، والاتحاد العُماني لكرة الطائرة، والاتحاد العُماني لألعاب القوى، والاتحاد العُماني لكرة اليد، واللجنة العُمانية للشطرنج، واللجنة العُمانية لألعاب المضرب، وأسهم في إدارة وتنظيم الدورة 30 حكمة و30 منظمة.
توسيع مشاركة المرأة
في بداية حفل الختام، ألقت خولة بنت راشد الرواحية، مديرة دائرة الرياضة النسائية بالمديرية العامة للأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، كلمة قالت فيها: «جاء ختام دورة الألعاب الرياضية للمرأة العُمانية في خضم احتفالات سلطنة عُمان بيوم المرأة العُمانية، اليوم الذي حظيت فيه المرأة العُمانية بالاهتمام والتقدير، وأسهم هذا اليوم في رفعة المرأة وشأنها، فنراها اليوم صاحبة قرار في مؤسسات مختلفة، ونراها في ميادين العمل والعلم والثقافة والمعرفة، وهذا ما يؤكد أن المرأة العُمانية شريكة في التنمية وبناء المجتمعات ورفعة الأوطان».
وتابعت الرواحية: «سعت دائرة الرياضة النسائية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، منذ النسخة الأولى لهذه الدورة، إلى تحقيق عدد من الأهداف، ولعل أبرزها توسيع قاعدة المشاركات في رياضة المرأة في مختلف أندية سلطنة عُمان، ومساعدة الاتحادات واللجان الرياضية على اكتشاف وانتقاء المواهب المختلفة بما يسهم في رفد منتخباتنا الوطنية. وتوسيع مشاركة المرأة في الأندية ومنحها مساحة في أنشطة الأندية بالمجتمع، وقد مرت الأيام سريعًا في هذه الدورة التي بدأت بمنافسات الشطرنج في المجمع الرياضي بالرستاق خلال الفترة من الرابع إلى الخامس من أكتوبر الجاري، ثم منافسات ألعاب القوى التي أقيمت في الحادي عشر من أكتوبر، وختامًا في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وكذلك في نادي الأمل، حيث كانت المنافسة على ألعاب كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة والريشة الطائرة، وقد شهدت الدورة مشاركة ما يقارب 314 لاعبة يمثلن 14 ناديًا، و30 حكمة و30 منظمة ومتطوعة، كما شهدت هذه النسخة من الدورة مشاركة 14 ناديًا، وهو ضعف العدد الذي شارك في العام الماضي، مما يؤكد أن المرأة العُمانية تملك المواهب والقدرات والطموح والعزيمة لممارسة الرياضة متى ما أتيح لها المجال لذلك، كما أن الوزارة سعت هذا العام إلى أن تكون خصوصية المرأة حاضرة في كل زوايا الدورة، فكانت هي اللاعبة والمدربة والحكمة والمنظمة والمصورة والمتطوعة».
وأضافت مديرة دائرة الرياضة النسائية بالمديرية العامة للأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: «نقدم الشكر للأندية الأربعة عشر التي شاركت معنا في هذه النسخة، والشكر موصول للهيئات الرياضية التي كانت معنا في هذه الدورة، وهي الاتحاد العماني لكرة الطائرة، والاتحاد العماني لكرة السلة، والاتحاد العماني لكرة اليد، واللجنة العمانية لألعاب المضرب، واللجنة العمانية للشطرنج، والشكر أيضًا لكل العاملين في هذه الدورة ولكل من أسهم وعمل في منافسات الدورة».
منافسة قوية
بينما عبّرت اللاعبة أحلام العريمية من نادي مصيرة عن فرحتها بحصول فريقها على المركز الأول في الترتيب العام لدورة الألعاب الرياضية للمرأة العُمانية 2024م، مشيرة إلى أن نادي مصيرة استحوذ على المراكز الأولى في أغلب بطولات الدورة، وقدم أداءً تنافسيًا قويًا.
وضم فريق نادي مصيرة لاعبات موهوبات في ألعاب كرة اليد والسلة والطائرة والريشة الطائرة والشطرنج وألعاب القوى، وخضعت جميع لاعبات نادي مصيرة لتدريبات مكثفة قبل انطلاق مسابقات الدورة، حيث كان لكل لعبة مدرب خاص أسهم في وضع الخطة التدريبية ورفع جاهزية اللاعبات للمنافسة بمستوى عالٍ.
وتعد هذه الدورة من أبرز الأحداث الرياضية المحلية التي تحرص الفتيات على المشاركة فيها، لأنها تضم أكثر من لعبة في فترة زمنية قصيرة، وتفتح المجال لأغلب الفئات العمرية للمشاركة، كما أن أحكامها وشروطها متوافقة مع ظروف اللاعبات والأندية.
وأضافت العريمية: «ندعو وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى الاستمرار في تنظيم هذه الدورة بشكل سنوي، مع الحرص على تنظيم بطولات نسائية أكثر على مستوى الأندية في سلطنة عُمان، حيث تشكل هذه البطولات والمسابقة فرصة للاعبات للانضمام إلى فرق الأندية الرياضية في مختلف الألعاب الرياضية، حتى يشاركن لاحقًا في الدوريات المحلية في كرة السلة وكرة اليد وغيرها من الألعاب، كما أن المشاركة فيها فرصة جيدة لقياس المستويات الفنية وإمكانيات اللاعبات الرياضية، واختيار العناصر المتميزة وتوجيهها إلى الاتحادات أو اللجان أو الأندية الرياضية، والتنظيم العام للدورة رائع جدًا، والجوائز المالية التي منحت للأندية الفائزة بالمراكز الأولى تشكل حافزًا جيدًا للاستمرار في المشاركة بالنسخ القادمة من الدورة».
تضمين ألعاب جديدة
من جانبها، قالت فاطمة البلوشية من نادي صلالة: «تعتبر دورة الألعاب الرياضية للمرأة العُمانية من أهم الاستحقاقات المحلية التي يحرص نادي صلالة على المشاركة فيها، ففي العام الماضي حققنا المركز الأول في الترتيب العام، لكن هذا العام لم يكن الحظ حليفنا، وخرجنا بالمركز الثاني، واستطعنا تحقيق المركز الأول في بعض الألعاب الرياضية، ونأمل من اللجنة المنظمة للدورة تضمين ألعاب أكثر تنوعًا خلال النسخة القادمة، وكذلك تمديد الفترة الزمنية للدورة لإتاحة فرصة أكبر للأندية للمنافسة».
وأضافت: «قدّمت لاعبات نادي صلالة أداءً جيدًا وحققن مراكز متقدمة في كل بطولة، لكن حدثت بعض الإشكاليات والظروف الفنية في بعض المسابقات التي لم نحقق فيها المركز الأول، مما أثر على الترتيب العام للنادي، كما توجد بعض الثغرات الفنية في الدورة، وأبرزها التحكيم، ونود أن نلفت عناية اللجنة المنظمة إلى هذا الشأن لتفاديه في المستقبل؛ لأن التحكيم من النقاط الجوهرية في البطولات والمسابقات، وقرارات الحكمات تؤثر بشكل مباشر على نتائج الفرق».
واختتمت البلوشية حديثها بالقول: «استمتعنا بحفل ختام الدورة، حيث شهد تنظيمًا حديثًا لم تشهده النسخ السابقة، ونجحت اللجنة المنظمة في إخراج الدورة بمستوى يتناسب مع المنافسة التي شهدتها الألعاب الرياضية الست، وبالتأكيد سنلتزم بالمشاركة في الأعوام القادمة لتحقيق المزيد من المراكز المتقدمة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب المرأة الع مانیة فی المرکز الثالث فی الترتیب العام المرکز الأول فی نادی السویق ألعاب القوى کرة الطائرة فی لعبة کرة هذه الدورة مانی لکرة کرة السلة وجاء نادی کرة الید نادی ا فی هذه
إقرأ أيضاً:
الصناعات الحِرفية العُمانية
تعد الصناعات الحِرفية أحد أركان الصناعات الإبداعية التي برزت خلال التطورات التقنية والإبداعية الحديثة، وقدَّمت دورا مهما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ فهذه الصناعات ترتبط بالمجتمع وحياة مواطنيه، كونها جزءًا من الممارسات اليومية التي تفتح مجالات الإبداع والابتكار والتعبير عن التراث الثقافي وتربط بينه وبين القطاعات التنموية الأخرى، لما لها من دور في فتح فرص عمل إبداعية، وتعزِّيز الإنتاج المحلي، وزيادة التبادل التجاري والسياحي وغيرها.
لذلك فإن المؤسسات الحرفية تفتح مجالًا واسعًا للتطوُّر التكنولوجي لاعتمادها على الإبداع والابتكار في صناعاتها، وقدرتها على التطوير والاستثمار التنموي في الموارد الثقافية المتنوِّعة، إضافة إلى أهميتها في تلبية حاجة الأسواق المحلية والإقليمية من المنتجات ذات القيمة المضافة، والتي تتخذ أنماطا جديدة من الإنتاج اعتمادا على التطوُّرات التقنية وآفاق الابتكار، وسعة التنوُّع الثقافي وتعدده، وإمكانات إعادة إنتاجه وتوظيفه في المجالات الاقتصادية والسياحية.
إن الصناعات الحرفية اليوم تكشف المكانة الحضارية للدولة، ووعي المجتمع بتلك المكانة من خلال إحياء تراثها الثقافي، ومساهمتها في تحقيق العدالة التنموية والتوازن الجغرافي في الدولة، لما تتميَّز به من مرونة في الانتقال بين محافظة أو منطقة وأخرى، وقدرتها على (التوطُّن الصناعي)؛ الذي يقلِّل تكاليف النقل والعمل والإنتاج الحرفي والإبداعي، وإمكانات دعم المواهب والمبدعين العاملين في هذا المجال، من خلال التدريب والتأهيل والتمكين الصناعي.
فلقد تمكَّن قطاع المؤسسات الحِرفية من خلال المدخلات (المبدعين، ورأس المال، والأجهزة، والمهارات، والخبرات، والإبداع والتسويق)، من تشكيل صورة ذهنية عن المنتج الحرفي المحلي، الذي نجده اليوم يقدِّم أفضل المنتجات وأجودها قيمة وفنًا وجمالية، بناء على المعطيات الاجتماعية والاقتصادية، التي تتميَّز بها المنتجات المحلية، ولهذا فإن تلك المدخلات تحتاج على الدوام إلى تعزيز ودعم قادر على تمكينها ليس من أجل صمودها في السوق وحسب بل لكي تتطوَّر وفق أفضل الأنظمة والمعايير.
إن هذا القطاع يمثِّل قوة اقتصادية داعمة للاقتصاد الوطني، لما يقدِّمه من دعم لتنمية دخل الأفراد، وزيادة الصناعات الإبداعية، ولهذا فإن العمل على رفع مستوى قدرات المبدعين والعاملين في هذا القطاع ضرورة ملِّحة كي لا تكون المؤسسات الحِرفية صورة مكرورة من الإنتاجات التقليدية التي لا ترتقي إلى مستوى الإبداع بل تستقر في مستوى الصور النمطية المنتجة في التراث الثقافي المتوارث دون الالتفات إلى التنوُّع الثقافي والفرص الاستثمارية التي يوفِّرها.
ولأن القطاع الحِرفي ركن أساسي في الاقتصاد المعرفي، والعمل الحر، فإن ريادة الأعمال في هذا القطاع تُعَّد من السمات الأساسية في الاقتصاد على المستوى العالمي؛ إذ أصبحت هناك مشروعات رائدة في المجال لما تُسهم به في فتح فرص عمل جديدة متسمة بالابتكار والاستدامة، ومواكبة التطلعات المستقبلية القائمة على الجودة والقدرة على المنافسة محليًا وإقليميًا، بُغية تحقيق الأهداف المؤسسية والوطنية.
ولقد اعتنت عُمان بالحرف التقليدية عناية فائقة منذ القدم، لما مثَّلته من مكانة اقتصادية واجتماعية؛ فالمجتمع بكافة أطيافه شارك في دعم الحرف والمهن التقليدية، من خلال العمل الجماعي من ناحية، ثم تأسيس المؤسسات الحِرفية التي أسهمت في بناء الوعي المجتمعي بتلك الحِرف، وتمكين الأجيال من الاستفادة منها عبر حقب تاريخية كثيرة، إضافة إلى تلك العناية الخاصة التي حظيت بها المؤسسات العاملة في القطاع الحِرفي، والسعي إلى توسعة آفاقها وحفظ حقوقها وتمكين مكانتها الاقتصادية والاجتماعية من خلال التشريعات والسياسات المنظمة لعملها والميسِّرة لها.
تمثِّل الصناعات الحِرفية العمانية أصلًا من أصول الصناعات المرتبطة بالتنمية والاستثمار من ناحية، وبالمجتمع وحالات تشكلاته وتطوره عبر الحقب التاريخية من ناحية أخرى، ولهذا فإن نجاح هذا القطاع لا يعتمد فقط على قدرته الإنتاجية، بل على جهود تطوير أداء المبدعين والعاملين فيه، بوصفهم أساسًا للإبداع والابتكار، وتحقيق الأهداف، ومواجهة المتغيرات المتزايدة التي قد تشكِّل تحديًا أمام استدامتها، والأمر هنا لا يتعلَّق برؤوس الأموال وكيفية إدارتها منظومتها الإدارية وتطويرها فقط، بل أيضا بالاهتمام بالمبدعين وتأهيلهم.
لذا فإن الدولة اهتمت بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في المجالات الحِرفية، واعتنت في ذلك بالكوادر البشرية المؤهَّلة القادرة على ريادة الأعمال، فعملت على تدريبهم وتأهيلهم من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات الفنية والاستشارية والتمويلية، التي تُسهم في تمكين هذه المؤسسات ومبدعيها تحت شعار الهُوية البصرية الخاصة بالمنتج الحِرفي العماني (حِرف عُمان)، بُغية تسويقها محليًا وإقليميًا بل وحتى عالميًا، وضمان جودتها وقدرتها على المنافسة في هذه الأسواق.
ولقد مثَّلت العديد من المواقع التراثية منافذ لبيع وتسويق المنتجات الخاصة بتلك المؤسسات، كما أسَّست بعضها منافذ خاصة بها سواء أكانت مفردة أو مشتركة، إضافة إلى تدشين عدد من المنافذ التي تعرض تلك المنتجات وتسوِّقها في المحافظات، بُغية دعمها وتمكينها وتعزيز استدامتها، وقد تم إطلاق منصة (البيت الحرفي العُماني) قبل أيام قليلة، التي تُعنى بـ(عرض وتسويق وبيع منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحرفيين ... بحيث يمكنهم عرض منتجاتهم والترويج لها عبر هذا المنفذ، كما تتيح إمكانية الشراء المباشر من المنصة).
إن إطلاق هذه المنصة توفِّر فرصًا لأعمال المؤسسات من أجل تسويقها وفق مقتضيات حديثة قادرة على توسعة آفاق التعريف بمنتجاتها وتكوين صور ذهنية جديدة عن المنتج المحلي الحِرفي، كما أن اشتراط (عرض المنتجات ذات الجودة العالية والتغليف المميَّز)، يدفع هذه المؤسسات إلى المنافسة في إثبات القدرة على التطوير والابتكار وتقديم الأفضل، فالجودة هي المعيار الأساسي الذي يغيِّر الصور الذهنية النمطية عن المنتج المحلي الحِرفي ويخرجه من بوتقة التكرار والتقليد القائم على المسارات السوقية التي لا تعتمد الابتكار بقدر ما تعتمد على بُعد الشراء العام، ما تسبَّب في التركيز على بعض المجالات بل حتى المنتجات المتشابهة المتكررة، الأمر الذي جعل الإبداع والابتكار في تراجع لدى بعض تلك المؤسسات.
فالجودة والقدرة على المنافسة هما الأساس الذي يجب أن يتوفَّر لدى المؤسسات الحِرفية، بوصفها قطاعًا واعدًا له أهميته وقيمته الاقتصادية والاجتماعية، وله قدرته على توفير فرص عمل إبداعية ليس للحرفيين والمبدعين وحدهم بل أيضًا للكثير من الوظائف المساندة، التي تدعم هذا القطاع وتفتح له آفاق الإبداع؛ فالتقنية والابتكار تحتاج إلى الخبراء والمصممين والفنيين الذين يتولُّون مع المبدعين مهام تقديم منتجات قادرة على الصمود في الأسواق والمنافسة على المستوى الإقليمي والعالمي.
إن الاهتمام بالصناعات الحِرفية ومؤسساتها، يرتكز على تلك المنافذ التسويقية من ناحية، وضبط جودتها الإنتاجية، وقدرتها على التطوير من نفسها من ناحية أخرى، ولهذا فإن تقديم الفرص الاستثمارية في التراث الثقافي عمومًا وما يمكن لتلك الصناعات أن تتبناه، يمكِّنها من تقديم منتجات محلية رائدة ومتفرِّدة، لا تعتمد على ما هو متوفِّر في السوق بل على ما يحتاجه السوق من منتجات جديدة تتكامل مع ذلك المتوفِّر وتمنح فرصًا لتوسعة السوق المحلي ومجالات رائدة للأعمال الحرة.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة