شهر التوعية بسرطان الثدي.. كيف تقللين خطر الإصابة؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
منذ عدة سنوات، أصبح شهر تشرين الأول هو شهر التوعية حول ضرورة اللجوء الى الفحص المبكر لسرطان الثدي لتفادي الأسوأ، وبهدف رفع وتيرة الوعي لدى النساء بشكل عام، حيث يعتبر هذا المرض قابلاً للعلاج والشفاء بحال اكتشافه في مراحله الأولى، من هنا التشديد على إجراء الفحوصات كل 6 أشهر. وتم اعتماد شعار "الشريط الوردي" للتعبير عن سرطان الثدي،كما توجد مؤسسات تبيع منتجات مستوحاة من هذا الشعار وذلك لجمع المال لدعم النساء المصابات بالمرض.
وسرطان الثدي هو مرض يحدث عندما تحصل طفرة في الخلايا في منطقة الثدي وتفقد السيطرة وتبدأ بالتكاثر بشكل غير طبيعي، وفي مراحل لاحقة ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الثدي أو ينتقل إلى مناطق أخرى في الجسم.و تُشير بعض الدراسات العلمية الى أن سرطان الثدي يؤدّي الى وفاة ما يزيد عن 600 ألف شخص كل عام، فهو من اكثر السرطانات انتشارا في العالم.
بينما يضج العالم مع بداية شهر تشرين الأول بحملات التوعية والتثقيف بشأن سرطان الثدي وضرورة كشفه المبكر، يغيب لبنان عن أي فعالية بهذا الشأن والأخطر اليوم أن معظم حالات سرطان الثدي التي تسجل يأتي اكتشافها متأخراً، بحيث تتوجه السيدات للكشف بعد شعورهن بوجود المرض، وهي مرحلة متقدمة لسرطان الثدي.
تتحدث الدكتورة وفاء نصرالدين، اختصاصيّة في أمراض سرطان الثدي عن وجود إصابات متقدّمة في لبنان، ويعود هذا الاستفحال في المرض إلى أسباب اقتصاديّة، بالإضافة إلى توقّف الحملات الوطنيّة المشجّعة على إجراء التصوير الشعاعيّ للثدي.
وأكدت نصر الدين أن "الكشف عن سرطان الثدي في مراحله المتأخرة يزيد من صعوبة العلاج واحتمال الوفاة، أما عند اكتشافه مبكرا فإن احتمال التعافي أكبر. وهذا يفسر أن غالبية الوفيات بسرطان الثدي تحصل في الدول النامية حيث يتأخر الكشف عن المرض بالمقارنة مع الدول المتقدمة".
وتشدّد على أهمية الجراحة الجزئية الترميمية وأن يكون الجرّاح متخصّصاً في جراحة الثدي، لأنّه يكون قادراً على تحديد مكان الكتلة السرطانيّة وكيفيّة ومكان شقّ الجلد واقتلاعها بطريقة سليمة، وإجراء هذه العملية بدقّة وبتخطيط متكامل، وترميم نسيج الثدي بحيث يحافظ قدر الإمكان على شكل الثدي.
وأشارت نصرالدين أن "معاناة مرضى السرطان في لبنان تمتد على مستويات عدة، بدءاً من توفر الدواء في لبنان، حيث يشهد انقطاعاً حاداً في العلاجات والأدوية منذ العام 2019 نتيجة تأثيرات الأزمة الاقتصادية،والمعاناة النفسية وانعدام الأمل في أي حلول قريبة للوضع القائم، في ظل ازدياد الضغط على عائلات المرضى، الأمر الذي يترك لديهم شعوراً بالذنب واليأس وميلا نحو الاستسلام".
وتقول أن الأسباب تختلف من سيدة الى اخرى، وتتمثل هذه الأسباب في:
-وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي: في حال وجود أقارب مصابات بسرطان الثدي ترتفع احتمالات الإصابة وسط سيدات الأسرة أو العائلة الواحدة، في حال وجود أكثر من حالة في أسرتك، تكون المتابعة الدورية مع الطبيب أمرا ضروري جدًا للاطمئنان الى صحتك.
-بداية الدورة الشهرية من سن مبكرة او انقطاع الدورة الشهرية في سن متأخرة.
- التعرض للعلاج الإشعاعي (بالذات في منطقة الرأس أو الرقبة أو الصدر).قد يستخدم الإشعاع أثناء إجراء بعض الفحوصات الطبية، وأثبتت الأبحاث وجود علاقة بين هذه الإشعاعات والإصابة بسرطان الثدي، فيجب تجنب التعرض للإشعاع بصورة مستمرة.
-الكحول: أظهرت غالبية الدراسات على مدى عقدين الصلة بين الكحول وخطر الإصابة بسرطان الثدي.
-العمر: أثبتت الأبحاث الحديثة أن التقدم في العمر يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، لذلك ينصح بضرورة الفحص الدوري للسيدات من عمر الـ50 لـعمر الـ 70، للاطمئنان على صحتها.
-تناول حبوب منع الحمل: يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن يقل الخطر عند توقف تناولها، لذلك يجب أن يكون هناك متابعة مستمرة طوال فترة الاستمرار على حبوب منع الحمل.
وتنصح نصرالدين بإجراءات تساعد على الوقاية من سرطان الثدي:
-التوقف عن التدخين: تزيد خطورة الإصابة بسرطان الثدي في حالة التدخين خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، لذلك يجب على الفتيات في بداية العمر الابتعاد عن التدخين، وتجنب شرب الكحول.
-الخضروات والفاكهة: تُعد الخضروات والفاكهة من أكثر الأطعمة قدرة على مقاومة وحماية الجسم من الإصابة بسرطان الثدي.
-الحبوب الكاملة: القمح والذرة والشوفان والشعير من الأطعمة التي تحتاجين لإضافتها إلى نظامك الغذائي للتقليل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي خاصةً أنها تحتوي على مواد تقلل من احتمالات عودة المرض وحماية المتعافين من الانتكاسة مرة أخرى.
– التمارين: النصيحة الأساسية هي أن تفكر أن "التمرين دواء" وتحث التوصيات على النشاط البدني 150 دقيقة في الأسبوع على الأقل.
- الفحص الذاتي للثدي والمتابعة باستمرار واستشارة الطبيب فورا عند الشعور بأي امر غير طبيعي.
وختمت نصرالدين قولها بأنها تقوم بإرسال تنبيهات شهرية لدائرتها القريبة، بضرورة الفحص الشهري، مع التأكيد على ضرورة مواصلة الحياة، منها العمل خلال فترة العلاج، لأنه يساعد على رفع الروح المعنوية وتخطي التجربة.
تجارب عديدة مروا بها بحلوها ومرها، وبكل منعطفاتها التي شكّلت جزءاً من نضجهم، وجعلت منهم أبطالاً انتصروا في معركتهم بالأمل والإصرار والعزيمة،إنهم الناجون من السرطان.
تؤكد السيدة سجيعة، أن اكتشاف الإصابة كان واقعاً صعباً لا يمكن وصفه، وأن رحلة العلاج في البداية كانت قاسية جداً بسبب ارتفاع التكاليف. ولأن الوضع الصحي لم يكن يحتمل تأخيراً في حصولها على جرعاتها، اضطرت عائلتها للبحث عن الدواء في السوق اللبناني من خارج إطار الدعم وكانت المفاجأة بسعره الذي يبلغ 2000 دولار لحقنتين تحتاجهما كجرعة واحدة كل 3 أسابيع على مدى 10 جلسات.
لم تشعر السيدة سجيعة، التي تبلغ من العمر50عاماً، بأي علامات للإرهاق أو التعب، وخلال فعاليات شهر التوعية بسرطان الثدي، أجرت الفحص وتم تشخيص إصابتها، وكانت صدمة كبيرة لها لعدم وجود تاريخ إصابات بالسرطان في عائلتها، وانقلبت حياتها رأساً على عقب، في ظل ظروفها المادية.
تحكي سجيعة قصتها "بالطبع شعرت بالخوف والفزع، لكن مع الوقت استسلمت لإرادة الله، واستلهمت الشجاعة من نفسي والمحيطين بي، حين بدأت العلاج من سرطان الثدي، كنت أجلس في غرف العلاج الكيميائي ونتحدث عن أمور لا علاقة لها بالمرض، عند تلك النقطة شعرت بقوتي وتأثيري في الآخرين".
وتقول"الدعم النفسي والمعنوي الذي قدمته لي عائلتي، عزَّز شعوري بالقدرة على التحكم بالسرطان بدلاً من تحكّمه بي، والتغلّب عليه في هذه المعركة المصيرية، والحمد لله أصبحت بحالة أحسن، وأقوى، وأفضل مما كنت عليه في السابق، ولم اتوقع حين علمت بإصابتي بسرطان الثدي، أنني سوف اتحول من مريضة عادية إلى أشهر داعمي مريضات السرطان".
وتوصي بإجراء الفحص مرّة كلّ سنة، واتّباع الإرشادات لأنّ نسبة سرطان الثدي مرتفعة في لبنان، خصوصاً أنّ 50 في المئة من حالات سرطان الثدي تصيب من هنّ دون سنّ الـ50. لذلك فليكن شهر تشرين الأول شهراً لتوعية النساء من سرطان الثدي، ودعوة عامّة لمن لديه أي عوارض للجوء الى الطبيب والاستفسار وإجراء الفحوصات لأن الحياة تعتمد على الفحص والعلاج. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الإصابة بسرطان الثدی سرطان الثدی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
حزمة جديدة من الفحوصات لحديثي الولادة في سلطنة عمان
د.نادية الهاشمية: إجراءات وقائية وعلاجية للحد من مضاعفات 62 مرضا
- تجهيز المختبر الوطني بأحدث التقنيات والفرق الطبية المتخصصة
تعتزم وزارة الصحة إطلاق حزمة جديدة من الفحوصات التي تستهدف الأطفال حديثي الولادة بداية العام المقبل، استمرارا لجهودها في تعزيز الصحة العامة عبر برامج الفحص المبكر الشاملة. وسيتم البدء في البرنامج بمرحلته الأولى في محافظة مسقط، على أن يتم التوسع بعدها في باقي محافظات سلطنة عمان المختلفة، بما فيها المؤسسات الصحية الخاصة؛ لتحسين جودة حياة الأطفال وخفض معدلات المراضة والوفيات. حيث سيتم إجراء مجموعة من الفحوصات للكشف عن الأمراض الوراثية والاستقلابية، لإجراء التدخل السريع وتوفير العلاج اللازم والوقاية من المضاعفات شديدة الخطورة، لتشمل 62 مرضًا بالاعتماد على 22 مؤشرًا كيميائيًا.
وقالت الدكتورة نادية بنت موسى الهاشمية، استشاري أول أمراض وراثية كيميائية بالمركز الوطني للصحة الوراثية: "تسعى سلطنة عمان إلى توسيع برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة، وهو برنامج وقائي وطني تشرف عليه وزارة الصحة، إضافة إلى الحزمة الحالية من الفحوصات، والتي تتضمن: الفحص الإكلينيكي لحديثي الولادة للكشف عن أي إعاقات أو تشوهات خلقية، وفحص السمع للكشف عن الإعاقات السمعية، وفحص قصور الغدة الدرقية، وهو من أوائل الفحوصات التي تم إدخالها ضمن الفحوصات الوطنية الدورية".
الفحوصات الجديدة
سيشمل البرنامج الجديد الكشف عن مجموعة من الأمراض الوراثية والاستقلابية، حيث تم اختيار هذه المجموعة بناءً على قابليتها للعلاج والوقاية من المضاعفات وتوافر آليات العلاج والمتابعة، وتشمل 62 مرضًا اعتمادًا على 22 مؤشرًا كيميائيًا مما يتيح التدخل الطبي السريع لإنقاذ حياة الطفل أو تحسين جودة حياته.
وتشمل الفحوص اضطرابات الأحماض العضوية، التي تؤدي إلى تراكم الأحماض الضارة في الجسم، حيث يسمح التشخيص المبكر بالعلاج الغذائي الفوري. بالإضافة إلى فحص اضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية، التي تؤدي إلى نقص حاد في الطاقة وقد تسبب نوبات انخفاض السكر في الدم، ويشمل العلاج تعديلات في النظام الغذائي، كما سيتم فحص الأمراض الهرمونية، بما في ذلك قصور الغدة الدرقية الخلقي، حيث يؤدي الكشف المبكر إلى منع التأخر في النمو والإعاقة الذهنية، وفحص فرط تنسج الكظر الخلقي، الذي يؤثر على التوازن الهرموني عند الأطفال، ويمكن أن يسبب مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم علاجه مبكرًا.
وأضافت: "إن الاعتماد على التشخيص الإكلينيكي بعد ظهور الأعراض قد يؤدي إلى فقدان فرصة التدخل المبكر في مجموعة معينة من الأمراض الوراثية، وخاصة الأمراض الأيضية، ويمكن الفحص المبكر من تحديد الحالات قبل ظهور الأعراض، مما يسمح ببدء العلاج في وقت مبكر، بعض هذه الأمراض تكون أعراضها غير واضحة في الأسابيع أو الأشهر الأولى من عمر الطفل، لكن بمجرد ظهور الأعراض، قد يكون الأوان قد فات لمنع المضاعفات، والفحص المبكر يمكننا من تحديد الحالات قبل ظهور الأعراض، مما يسمح ببدء العلاج في وقت مبكر، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على صحة الطفل ويمنع حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى إعاقات دائمة. ومن الضروري التأكيد على أن الفحص الإكلينيكي لا يحمل دورًا واضحًا في الكشف المبكر عن العديد من الأمراض الوراثية أو الأيضية، حيث إن أعراض هذه الأمراض قد تكون غير واضحة أو غير ظاهرة في الأسابيع أو الأشهر الأولى من حياة الطفل، ولذلك، جاء دور الفحص المبكر ليكون أساسيًا، حيث يمكننا من تحديد الحالات قبل ظهور الأعراض".
خطوة وقائية
وأكدت الدكتورة نادية أن الفحص المبكر يعتبر خطوة وقائية تعزز الصحة العامة، وهو حق لكل مولود في سلطنة عمان. إن الرؤية المحلية كانت تركز على ضرورة جمع بيانات واضحة حول انتشار هذه الأمراض ومدى فائدة الكشف عنها في تحسين الصحة العامة قبل اتخاذ قرار بشأن الفحص المبكر، كما ساعد ذلك في تعزيز الاستعدادات بشكل أفضل، من خلال دراسة الثغرات التي قد تعيق نجاح البرنامج، وتوفير الفرصة لتدريب الكوادر الطبية والفنية اللازمة لضمان تنفيذ البرنامج بنجاح.
وأوضحت أن البرنامج سيبدأ بشكل تدريجي في محافظة مسقط، نظرًا لاحتوائها على أكبر عدد من المواليد من مختلف محافظات سلطنة عمان بسبب الكثافة والتنوع السكاني، ويهدف هذا التدرج إلى دراسة التحديات المحتملة ومعالجتها قبل التوسع إلى بقية المحافظات، بالإضافة إلى تعزيز المعرفة حول مدى انتشار الأمراض بشكل أكثر دقة، مما يساعد على تحسين الاستعداد لتوفير التدخل والعلاج اللازم.
التحضيرات الفنية
وأشارت الدكتورة الهاشمية إلى أن القدرات البشرية والفنية في المختبرات الوطنية قد تطورت، مما يعزز قدرة تفعيل هذا البرنامج الوقائي المهم، وقد تم تجهيز المختبر الوطني بأحدث التقنيات، إلى جانب وجود فرق طبية متخصصة لمتابعة وتشخيص الحالات، ويتم التعاون بين المختبر المركزي لفحص حديثي الولادة في المركز الوطني للصحة الوراثية وقسم علم الكيمياء الحيوية بالمستشفى السلطاني وقسم علم الوراثة والكيمياء الحيوية بمستشفى جامعة السلطان قابوس لضمان متابعة الحالات المشكوك بها بسرعة وكفاءة.
آلية التنفيذ
وحول آلية تنفيذ برنامج الفحص المبكر، ذكرت الدكتورة أنه سيتم أخذ عينة صغيرة من دم الطفل من كعب القدم خلال اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، حيث تُجمع العينة على ورقة خاصة تُعرف ببطاقة جاثري ويتم إرسالها إلى المختبر المركزي للفحص، يتم تحليل العينة باستخدام تقنية الطيف الكتلي المزدوج، وهي تقنية دقيقة تسمح بفحص العديد من الأمراض في آنٍ واحد، وإذا أظهر الفحص احتمال وجود مرض معين، يتم التواصل الفوري مع الأهل لإجراء اختبارات إضافية، وإذا تم تأكيد التشخيص، يتم بدء العلاج المناسب بسرعة، مما يساعد على تجنب المضاعفات.
وعن دقة النتائج في حالة ظهور الفحص إيجابيًا، أفادت الهاشمية بأنه يجب التوضيح أن الفحص المبكر هو فحص أولي (فحص كاشف) وليس تشخيصًا نهائيًا، وإذا كانت النتيجة إيجابية، فهذا لا يعني أن الطفل مريض وإنما قد يكون معرضًا للإصابة بأحد الأمراض، وإن هناك احتمالًا لوجود خلل في إحدى العمليات الأيضية أو الوراثية، ويتطلب الأمر إجراء فحوص تأكيدية إضافية. والهدف من الفحص الكاشف هو تحديد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة من أجل متابعة حالتهم بمزيد من الدقة.
وتابعت: "في حالة كانت نتيجة الفحص إيجابية، يتم التواصل مع الأهل بسرعة لإجراء الفحوصات التشخيصية التأكيدية، والرسالة التي نريد إيصالها للأسر هي أن النتيجة الإيجابية ليست مدعاة للقلق الفوري، بل هي إشارة إلى ضرورة التحقق الإضافي لضمان صحة الطفل"،
ومن الضروري التأكيد على أن الفحص المبكر يشمل فقط مجموعة معينة من الأمراض الوراثية والأيضية التي يمكن الكشف عنها في مرحلة مبكرة وتكون قابلة للتدخل العلاجي، ولا يشمل الفحص المبكر جميع الأمراض الوراثية.
وأشارت الدكتورة نادية إلى أن سلطنة عمان اتخذت خطوات رائدة في مجال الوقاية الصحية، حيث حرصت على تنفيذ مجموعة من البرامج الوقائية الشاملة، ومن أبرزها برنامج التحصين الموسع للأطفال، الذي يهدف إلى وقاية الأطفال من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مما ساهم في خفض معدلات الأمراض والوفيات المرتبطة بها بشكل كبير.
كما أطلقت برنامج الفحص المبكر لقصور الغدة الدرقية عند حديثي الولادة، وهو إجراء وقائي يهدف إلى الكشف المبكر عن اضطرابات الغدة الدرقية التي قد تؤثر على النمو العقلي والجسدي للأطفال، ويسهم هذا الفحص في التدخل العلاجي المبكر، مما يضمن للأطفال المتأثرين حياة صحية ونموًا سليمًا، ويأتي برنامج الفحص المبكر عن الأمراض الأيضية وأمراض الغدد الصماء تكاملًا مع هذه الجهود.
وشددت الدكتورة الهاشمية على أهمية دور الأسر في نجاح البرنامج، من خلال الالتزام بإجراء الفحوصات في الوقت المناسب والاستجابة للفريق الطبي، لضمان أخذ المزيد من الفحوصات اللازمة والتعرف على الأمراض لتأمين مستقبل أفضل للأطفال.