حرب الطاقة.. تهديدات من العراق بشل العالم باستهداف منشآت النفط
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
بغداد – تتصاعد التهديدات الموجهة إلى منابع الطاقة وطرق نقل منتجاتها في الشرق الأوسط مع هجمات متكررة على أنابيب النفط ومرافق التكرير وناقلات النفط في منطقة البحر الأحمر، وما تلاها من تهديدات لفصائل عراقية بخسارة العالم 12 مليون برميل نفط يوميا إذا اندلعت حرب امتدت إلى منشآت الطاقة ضمن حرب إسرائيل على غزة وتداعياتها.
وكتب المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي أبو علي العسكري في منشور عبر تطبيق تليغرام "إما أن ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع"، في إشارة إلى إمكانية توسيع دائرة الاستهدافات لمنشآت الطاقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أسواق المال والسلعlist 2 of 2تداول السعودية تحقق زيارة في أرباحها بنسبة 37%end of listوتساءل النائب في البرلمان العراقي سجاد سالم -في تدوينة على منصة إكس- عن مدى إمكانية الفصائل التي تهدد بحرب منشآت الطاقة لتأمين رواتب شهرين فقط إذا وقعت الحرب وتوقف تصدير النفط العراقي.
أخطار غير محدودةوللخوض في أبعاد هذه المواقف المتصاعدة، وكيف تهدد أمن الطاقة العالمي، وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، حذر الخبير الاقتصادي دريد العنزي من أخطار حرب الطاقة التي قد تؤدي إن وقعت إلى تداعيات تصيب العالم بالكامل، مشيرًا إلى أن هذه الحرب لن تكون محدودة بتصريحات شخصية أو حتى دولة معينة، بل أكبر من ذلك بكثير.
وقال العنزي -للجزيرة نت- إن حرب الطاقة المقصودة تعني إيقاف كل طرق وصول إمدادات النفط، ومن ثم دخول العالم في حالة شلل كاملة، خاصة أن هذه الحرب ستكون مفاجئة ولن يكون ثمة وقت للتحضير.
وأضاف أنه مهما كان حجم المخزون الإستراتيجي للدول، فإنه سينتهي خلال شهر أو شهرين، وذلك يعني أن العالم سيدخل في حالة أزمة طاقة غير مسبوقة.
وأشار إلى أن العراق سيكون من أكثر الدول تضررًا، فهو يعتمد اعتمادا كبيرا على تصدير النفط واستيراد المواد الغذائية، ولذا فإن العراقيين سيواجهون مجاعة حادة، منبها إلى احتمال انتشار الأضرار إلى دول الجوار مثل سوريا ولبنان والأردن، وحتى بقية دول المنطقة، نظرًا لانقطاع الإمدادات وعدم القدرة على الإنتاج الكافي لتغطية الحاجات.
وأكد العنزي أن حرب الطاقة ستختلف عن أي حرب سابقة، ومن المتوقع أن تشمل 80% من سكان العالم، وأن تؤدي إلى توقف كل خطوط النقل، سواء كانت برية أو جوية أو بحرية، بسبب نقص الطاقة.
وستكون لهذا التوقف تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، إذ سيعود العالم إلى ظروف أقسى من تلك التي شهدها خلال جائحة كورونا.
واستبعد العنزي أن يكفي المخزون الإستراتيجي من المواد الغذائية مع تعرض الدول لأزمات غذائية حادة بسبب انقطاع طرق النقل وعدم وصول المواد الإضافية، مشيرا إلى أن لهذه الأزمة تداعيات على العمليات الاقتصادية العالمية بشكل عام تجعل العملية أكبر من تأثر دولة معينة على حدة.
المقاومة العراقية تتأهبوأكد رئيس مركز الرفد للدراسات والشخصية المقربة من فصائل المقاومة العراقية عباس الجبوري أن الحرب الحالية التي يقودها محور المقاومة بمشاركة العراق محصورة في لبنان وسوريا وفلسطين، وقد تكون بعيدة نوعا ما عن الأرض العراقية.
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن الاقتصاد لا علاقة له بهذه الحرب، وأن المقاومة لديها العديد من الأوراق التي لم تستخدمها حتى الآن.
وأوضح الجبوري أن المقاومة لديها أسلحة متطورة جدا، وفي المدة الأخيرة حصلت على طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تتمتع بالقدرة على الوصول إلى أهدافها من دون التأثر بمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أو باقي أنواع الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى القدرة على الوصول إلى مفاعل ديمونة، كما أن لديها خرائط شاملة لجميع المواقع الحساسة داخل إسرائيل.
وأكد أن الفصائل لديها أهداف أولها الدفاع عن فلسطين ولبنان، وفي حال ضربت الاحتلال الإسرائيلي فلن يتأثر الاقتصاد العراقي ولن تتأثر الطاقة.
وأضاف الجبوري أن "الكيان الصهيوني يرتكب جرائمه في كل شبر بحق الأبرياء"، مشيرًا إلى أن المقاومة لن تهدأ ما لم تضرب جميع الأهداف المرسومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسواق حرب الطاقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.
ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيهاوعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.
وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.
ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".
ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.
إعلانأما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.
كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادرعلى الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.
وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.
تداعيات على الأسواق العالميةوفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.
ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.
هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.
فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.
إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.
ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.
ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.
لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟