بغداد – تتصاعد التهديدات الموجهة إلى منابع الطاقة وطرق نقل منتجاتها في الشرق الأوسط مع هجمات متكررة على أنابيب النفط ومرافق التكرير وناقلات النفط في منطقة البحر الأحمر، وما تلاها من تهديدات لفصائل عراقية بخسارة العالم 12 مليون برميل نفط يوميا إذا اندلعت حرب امتدت إلى منشآت الطاقة ضمن حرب إسرائيل على غزة وتداعياتها.

وكتب المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقي أبو علي العسكري في منشور عبر تطبيق تليغرام "إما أن ينعم الجميع بالخيرات أو يحرم الجميع"، في إشارة إلى إمكانية توسيع دائرة الاستهدافات لمنشآت الطاقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أسواق المال والسلعlist 2 of 2تداول السعودية تحقق زيارة في أرباحها بنسبة 37%end of list

وتساءل النائب في البرلمان العراقي سجاد سالم -في تدوينة على منصة إكس- عن مدى إمكانية الفصائل التي تهدد بحرب منشآت الطاقة لتأمين رواتب شهرين فقط إذا وقعت الحرب وتوقف تصدير النفط العراقي.

أخطار غير محدودة

وللخوض في أبعاد هذه المواقف المتصاعدة، وكيف تهدد أمن الطاقة العالمي، وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، حذر الخبير الاقتصادي دريد العنزي من أخطار حرب الطاقة التي قد تؤدي إن وقعت إلى تداعيات تصيب العالم بالكامل، مشيرًا إلى أن هذه الحرب لن تكون محدودة بتصريحات شخصية أو حتى دولة معينة، بل أكبر من ذلك بكثير.

وقال العنزي -للجزيرة نت- إن حرب الطاقة المقصودة تعني إيقاف كل طرق وصول إمدادات النفط، ومن ثم دخول العالم في حالة شلل كاملة، خاصة أن هذه الحرب ستكون مفاجئة ولن يكون ثمة وقت للتحضير.

وأضاف أنه مهما كان حجم المخزون الإستراتيجي للدول، فإنه سينتهي خلال شهر أو شهرين، وذلك يعني أن العالم سيدخل في حالة أزمة طاقة غير مسبوقة.

وأشار إلى أن العراق سيكون من أكثر الدول تضررًا، فهو يعتمد اعتمادا كبيرا على تصدير النفط واستيراد المواد الغذائية، ولذا فإن العراقيين سيواجهون مجاعة حادة، منبها إلى احتمال انتشار الأضرار إلى دول الجوار مثل سوريا ولبنان والأردن، وحتى بقية دول المنطقة، نظرًا لانقطاع الإمدادات وعدم القدرة على الإنتاج الكافي لتغطية الحاجات.

وأكد العنزي أن حرب الطاقة ستختلف عن أي حرب سابقة، ومن المتوقع أن تشمل 80% من سكان العالم، وأن تؤدي إلى توقف كل خطوط النقل، سواء كانت برية أو جوية أو بحرية، بسبب نقص الطاقة.

وستكون لهذا التوقف تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، إذ سيعود العالم إلى ظروف أقسى من تلك التي شهدها خلال جائحة كورونا.

واستبعد العنزي أن يكفي المخزون الإستراتيجي من المواد الغذائية مع تعرض الدول لأزمات غذائية حادة بسبب انقطاع طرق النقل وعدم وصول المواد الإضافية، مشيرا إلى أن لهذه الأزمة تداعيات على العمليات الاقتصادية العالمية بشكل عام تجعل العملية أكبر من تأثر دولة معينة على حدة.

المقاومة العراقية تتأهب

وأكد رئيس مركز الرفد للدراسات والشخصية المقربة من فصائل المقاومة العراقية عباس الجبوري أن الحرب الحالية التي يقودها محور المقاومة بمشاركة العراق محصورة في لبنان وسوريا وفلسطين، وقد تكون بعيدة نوعا ما عن الأرض العراقية.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن الاقتصاد لا علاقة له بهذه الحرب، وأن المقاومة لديها العديد من الأوراق التي لم تستخدمها حتى الآن.

وأوضح الجبوري أن المقاومة لديها أسلحة متطورة جدا، وفي المدة الأخيرة حصلت على طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تتمتع بالقدرة على الوصول إلى أهدافها من دون التأثر بمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أو باقي أنواع الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى القدرة على الوصول إلى مفاعل ديمونة، كما أن لديها خرائط شاملة لجميع المواقع الحساسة داخل إسرائيل.

وأكد أن الفصائل لديها أهداف أولها الدفاع عن فلسطين ولبنان، وفي حال ضربت الاحتلال الإسرائيلي فلن يتأثر الاقتصاد العراقي ولن تتأثر الطاقة.

وأضاف الجبوري أن "الكيان الصهيوني يرتكب جرائمه في كل شبر بحق الأبرياء"، مشيرًا إلى أن المقاومة لن تهدأ ما لم تضرب جميع الأهداف المرسومة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسواق حرب الطاقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل باتت القدس أبعد؟

 

– مع كل احتفال سنوي لإحياء يوم القدس كنا نقيس المدى الذي يفصلنا عن القدس ونقول إنها باتت أقرب، ونحن نشهد تنامي قوة المقاومة في لبنان وفلسطين، خصوصاً بعد ظهور محور المقاومة إلى حيّز الوجود، وتحوله إلى محور حقيقي، ظهرت ملامح تبلوره كجبهة مقاتلة موحّدة بعد طوفان الأقصى. وها نحن اليوم مع الإحياء السنوي ليوم القدس نجد السؤال يطرق أبوابنا، وقد حوصرت المقاومة في العراق حتى أقفلت الإسناد واضطرت للبحث عن كيفية حماية حضورها من الحصار، بينما المقاومة في لبنان قد أصيبت بجراحات بالغة خسرت معها كثيراً من كبار قادتها، وعلى رأسهم قائد محور المقاومة السيد حسن نصرالله، الذي أتاح اغتياله لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن يقول إن المحور انتهى باغتيال السيد نصرالله، وصولاً إلى سقوط سورية من موقعها في محور المقاومة وخياراتها، وإقفالها كقاعدة لقوى المقاومة وإغلاق مسارات الإمداد التي كانت تمثلها لهذه القوى، فهل يجب أن نستنتج أن القدس باتت أبعد ونحن نرى غزة تواجه حرب الإبادة منفردة، لولا يمن عزيز بقي وحيداً يساندها؟

– بالعودة الى عناصر قرب القدس وبُعدها ثمة معياران يشكل اجتماعهما مصدر الجواب، الأول هو درجة حضورها كقضية ساخنة تُلهب المشاعر وتستنهض الهمم في وجدان شعوب الأمتين العربية والإسلامية، والثاني هو درجة تأثير كل عناصر القوة التي تمثلها المقاومة في بنية كيان الاحتلال وجيشه وجبهته الداخليّة، ودرجة بلوغ هذا التأثير الحد الذي يجعل المأزق الوجودي أشدّ عمقاً وحضوراً. وكي نستطيع فهم المشهد بعقل بارد، لأن المشاعر الحارة تفسد هنا القدرة على الملاحظة والاستنتاج، بحجم الخسائر التي لحقت بقوى المقاومة ودرجة حرارتها الحارقة للقلوب والمشاعر، لأن هذه الحرب بما تمثل من تصادم وارتطام كبير لقوّتين متعاكستي الاتجاه بكل القوة والسرعة، تركت خراباً على ضفتي التصادم، وإذا كنا نلاحظ ونستشعر ما حلّ بالضفة التي نقف عليها، فما يهمّ هو رؤية ما لحق بالضفة المقابلة؟

– إذا كانت القدس ترمز في ما ترمز للقضية الفلسطينية، فإن الأعداء أنفسهم لا ينكرون أن ما جرى خلال عام ونصف نقل القضية الفلسطينية إلى مرتبة ومكانة ما كانتا لها في يوم من الأيام، وقد صارت استحقاقاً سياسياً وأخلاقياً ودبلوماسياً واستراتيجياً لا مفرّ منه بالنسبة لكل دول العالم وشعوبه وحكومات المنطقة وشعوبها. وبالتوازي فإن شعور شعوب العرب والمسلمين بالتقصير والخزي بسببه مع فقدان الثقة بأن تفعل الحكومات شيئاً زاد من تطلّع الشعوب نحو قوى المقاومة، ولعل أبرز مثال على ذلك هو مقارنة مكانة اليمن في عيون العرب قبل الطوفان وجبهات الإسناد وبعدهما، وقد صار اليمن قدوة الجميع في الحديث عن الشرف والنخوة والشهامة ومقياس العروبة والتقيّد بأحكام الإسلام. وفي الجواب على السؤال من هذه الزاوية، فإن القدس باتت أقرب بكثير مما كانت عليه من قبل، وأن يوم القدس صاحب أفضل في مراكمة الوعي وشحن الذاكرة لإبقاء القدس حاضرة عصيّة على النسيان.

– في حال كيان الاحتلال، رغم صخب الحرب ومظاهر القوة التي يُبديها قادة الكيان إلى حد التوحّش، ومن خلفهم كل القدرات الأميركية العسكرية والسياسية والمالية والدبلوماسية، فإن النظر إلى المشهد داخل الكيان، ومتابعة خطابات قادته، يكشف لنا بوضوح أن الحديث يجري عن كيفية تفادي خطر الحرب الأهلية، وعن وجود أكثر من “إسرائيل” يجب أن تضمحل إحداهما كي تبقى الأخرى على قيد الحياة، وأن الفشل في التخلص من حركات المقاومة، يجعل المأزق الوجودي حاضراً بقوة، بدليل رفض نازحي مستوطنات الشمال والجنوب العودة إلى مستوطناتهم، بينما رفض الانضمام إلى الخدمة العسكرية يتسع بصورة تصيب القادة بالذهول، والهجرة المعاكسة من الكيان بلغت أرقاماً قياسية مع التحفظ على العودة، ولا أحد يجرؤ من القادة العسكريين على التحدث عن كفاءة القوات البرّية للفوز في جبهات لبنان وغزة، ولا عن كفاءة القبّة الحديدية أمام صواريخ اليمن وطائراته المسيّرة، وأمام أي احتمال للعودة إلى المنازلة مع المقاومة في لبنان، وفرضيّة الحرب مع إيران.

– تستمرّ الحرب أساساً لأن إقفالها يعني تكريس الفشل الاستراتيجي لمشروع اسمه “إسرائيل”، ولذلك يجهد قادة الكيان ومن خلفهم الغرب كله كي تنتهي بصورة تتيح للكيان الاحتفال بصورة نصر يتفادى بها كتعويذة بقاء خطر التفكك، لكن الحرب لم تنته بعد ولا يبدو في الأفق أن الكيان يستطيع الحصول على التعويذة المنشودة لإنهائها، وعندما يضطر لإنهاء الحرب بغير شروط تتيح الحصول على تعويذة البقاء بمزاعم النصر، سوف نكتشف كم جعلتنا هذه المتغيّرات، رغم الجراحات وآلامها، أقرب إلى القدس.

* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

 

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط تتراجع بنحو 5% وسط تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم
  • الدفاع الروسية: إسقاط 333 مسيرة أوكرانية خلال يوم واحد 
  • الدفاعات الجوية الروسية تسقط 333 مسيرة أوكرانية خلال يوم واحد
  • خلال يوم واحد .. الدفاعات الجوية الروسية تسقط 333 مسيرة أوكرانية
  • الدفاع الروسية: إسقاط 333 مسيرة أوكرانية خلال يوم واحد
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • في عام ونصف.. تقرير: الاحتلال دمر 25% فقط من أنفاق المقاومة في قطاع غزة
  • أرواح منسية خلف القضبان
  • هل باتت القدس أبعد؟
  • انتخابات 2025: بين تهديدات إقليمية ودعوات لحكومة طوارئ