في ظل التوترات المتزايدة في الأراضي الفلسطينية، يبدو أن الأمريكيين يسعون لتحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات الرئاسية، وعقب استشهاد قائد حركة حماس، يحيى السنوار، تتزايد التساؤلات حول مستقبل المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

في هذا الإطار، أكد القيادي في حركة حماس، خليل الحية، أن الحركة لن تتنازل عن مطالبها، وأنه لن يتم الإفراج عن أي أسير إسرائيلي إلا بعد وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين في سجون الاحتلال، بالإضافة إلى جلاء الجيش الإسرائيلي عن قطاع غزة.

جاءت هذه التصريحات في كلمته التي ألقاها خلال نعي السنوار، حيث تعكس التزام حماس بمبادئها الأساسية رغم الظروف الصعبة. ما أعلنه "الحية" يكشف عن الشروط نفسها التي وضعتها حماس تحت قيادة هنية ثم السنوار، والتي لم تتغير حتى بعد استشهادهما: أولاً، وقف نهائي لإطلاق النار. ثانيًا، الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات. ثالثًا، انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.

أشار محللون إسرائيليون وكُتّاب غربيون إلى أن اللحظة الحالية مناسبة لاستئناف المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، حيث يوجد نحو 101 أسير إسرائيلي محتجزين لدى حماس وبقية فصائل المقاومة، ومعرضين للخطر بسبب الغارات المتواصلة والقذائف الصاروخية التي تطلقها دبابات ومدافع جيش الاحتلال في جميع أنحاء غزة.

بعد استشهاد السنوار، أعربت عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن قلقها على مصير ذويهم، خاصة مع إمكانية قيام المقاومة بإجراءات انتقامية، ردًّا على استشهاد زعيم حماس، يحيى السنوار، الذي استشهد خلال اشتباك مباشر مع قوات الاحتلال، بخلاف مزاعم الاحتلال التي ادّعت أنه كان يختبئ في الأنفاق ويحتمي بالأسرى.

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن إرسال بلينكن إلى الشرق الأوسط لبحث إمكانية استئناف المفاوضات، حيث أكد أن مقتل السنوار قد يوفر فرصة فريدة لإنهاء الحرب.

يحاول بلينكن خلال الزيارة إحياء المفاوضات. وأشار محللون إلى أن اللحظة الحالية قد تكون مواتية لاستئناف تلك المفاوضات، خاصة مع وجود 101 أسير إسرائيلي في قبضة حماس، حيث يعيشون في ظروف صعبة وسط القصف المتواصل.

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن مقتل السنوار يمثل إنجازًا كبيرًا، يوفر فرصة استثنائية لإنهاء الصراع وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وفي سياق مشابه، أعرب البيت الأبيض عن اعتقاده بأن الفرصة الحالية للتوصل إلى اتفاق قد تكون حاسمة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يسعى بايدن لتحقيق إنجازات تتعلق بقضية تحرير الرهائن الأمريكيين، في الوقت الذي يواجه فيه تحديات سياسية معقدة. ومع ذلك، يبدو أن التفاؤل الأمريكي قد يكون مفرطًا، خاصة مع توجه رئيس وزراء الكيان المحتل، بنيامين نتنياهو، نحو التصعيد العسكري، حيث أشار في تصريحاته إلى استمراره في القتال لتحرير الأسرى.

تتضح ملامح الموقف الفلسطيني من خلال تأكيدات خليل الحية، التي تعكس تصميم حركة حماس على عدم التنازل عن مطالبها. ومع تزايد الضغوط الدولية، تبقى الشكوك قائمة حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات، مما يجعل المستقبل غامضًا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل قضية فلسطين المقاومة الفلسطينية يحيى السنوار استشهاد يحيى السنوار

إقرأ أيضاً:

الراعي يقدّم واجب العزاء في استشهاد القائد يحيى السنوار

وجدد رئيس مجلس النواب خلال زيارته اليوم، لمكتب حماس بالعاصمة صنعاء، إدانته الشديدة لاستمرار جرائم العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني بدعم أمريكي وبريطاني.

وأكد ثبات الموقف اليمني الرسمي والشعبي المساند والداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى تحقيق النصر وإنهاء الاحتلال واستعادة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وعبر الأخ يحيى علي الراعي، خلال لقائه ممثل حركة حماس في اليمن معاذ أبو شمالة وممثلي حركات المقاومة الفلسطينية، عن صادق العزاء والمواساة للشعب الفلسطيني وحركة "حماس" وفصائل المقاومة ودول المحور في استشهاد القائد المجاهد السنوار وكل الشهداء من قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

وأعرب عن أسفه لمواقف الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذلة عن نصرة القضية الفلسطينية .. لافتاً إلى الدعم الأمريكي والأوروبي اللا محدود لكيان العدو الصهيوني وتزويده بأحدث وأفتك أنواع الأسلحة لقتل أبناء الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب من كل أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم التحرك العاجل لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بكافة السبل والوسائل.

وأشاد رئيس مجلس النواب بتضحيات الشهيد البطل يحيى السنوار الذي نذر حياته في سبيل الانتصار للقضية الفلسطينية .. منوهاً بالدور الجهادي للشهيد في التخطيط والتنفيذ لعملية "طوفان الأقصى"، التي أذلت الصهاينة.

وبارك للجميع وأسرة الشهيد السنوار، نيله الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، مجسداً صدق الانتماء للعروبة والإسلام.

فيما عبر ممثل حركة "حماس" بصنعاء أبو شمالة عن التقدير لرئيس مجلس النواب ومرافقيه على الزيارة وتقديم واجب العزاء والمواساة في استشهاد القائد الكبير يحيى السنوار .. مشيراً إلى ما تجسده هذه الزيارة من مشاعر أخوية صادقة.

وثمن مواقف اليمن المشرفة قيادة وشعباً في مناصرة وإسناد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكداً أن القائد السنوار استشهد مقبلاً غير مدبر، عكس ما روجت له الرواية الإسرائيلية من مزاعم وأكاذيب بأنه يحتمي بالأسرى.

وقال "لقد صدق الله فصدقه وعلى الأجيال أن يتعلموا من مدرسة القائد الشهيد السنوار وشجاعته والإرادة والعزيمة التي لا تلين".

وأضاف "أن السنوار هو الرجل الذي تحطمت على يديه جبروت اسرائيل بعملية السابع من أكتوبر 2023م، حيث لم تعد الأراضي الفلسطينية المحتلة أرض آمنة لليهود الصهاينة كما كانوا يزعمون ويروجون، فلقد حطم القائد السنوار قدرات الاستخبارات الصهيونية والغربية وأحيا الأمل في الأمة بروح المقاومة والاستبسال".

وأكد أبو شمالة أن استمرار ثبات وصمود أبناء غزة والشعب الفلسطيني، مؤشر النصر القادم بالرغم من المعاناة والقصف والدمار والقتل والتنكيل والحصار، وبالرغم من محاولة مجرمي الحرب الصهاينة تهجيرهم واخلاء شمال القطاع".

وشدد على أهمية وحدة الأمة للتعجيل بزوال الكيان المحتل والغاصب.. مثمناً الدور البطولي لمحور المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وتوسع عمليات استهداف العدو وآخرها عملية الأردن لتشتيت أمن العدو.

وتابع ممثل حركة "حماس" نحن ثابتون على المبدأ الجهادي لأننا اصحاب الحق حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف".

مقالات مشابهة

  • مصادر مخابراتية للاحتلال تكشف موقف حماس من تبادل الأسرى بعد استشهاد السنوار
  • يحيى السنوار .. قائد استثنائي في زمن التخاذل
  • رئيس الشاباك يبحث في مصر صفقة تبادل الرهائن بغزة
  • استشهاد "جيفارا العرب"
  • الراعي يقدّم واجب العزاء في استشهاد القائد يحيى السنوار
  • عاجل- مقتل يحيى السنوار: حماس تفقد قائدها الأمني في عملية معقدة.. ماذا عن مستقبل المقاومة؟
  • عاجل- دماء السنوار تشعل الصراع: حماس تتوعد بالانتقام وملف الأسرى يزداد تعقيدًا
  • الدكتور بن حبتور يعزي في استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار
  • حماس تنعي السنوار  وتحدد 3 شروط لإعادة الأسرى