كشف تقارير (غير رسمية) عن أن القوات الإسرائيلية شرعت في انتهاك اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين سوريا وإسرائيل في 31 مايو 1974، وتنص الاتفاقية على أن يُرسم خط UNDOF" "بحيث يقع شرقه الأراضي السورية وغربه إسرائيل، وأن هذا التعدي ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن قامت القوات الإسرائيلية في عام 2022 بالتوغل شرقًا في الأراضي السورية، متجاوزةً خط قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، وأنشأت طريقًا يُعرف باسم "سوفا53" يخترق الأراضي السورية بعمق يصل إلى كيلومترين.

يأتي هذا فيما نفت الحكومة السورية ووسائل إعلام رسمية، تقارير تفيد بتوغل القوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، تحديدًا في منطقة تل الأحمر الغربي بريف القنيطرة الجنوبي، وتجريف أراضٍ زراعية بالقرب من بلدة "كودنة"، بعمق 500 متر وطول 1000 متر، مع نزع الألغام ووضع أسلاك شائكة، بالإضافة إلى إقامة حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان والشريط المنزوع السلاح، لكن وكالة "رويترز" أوردت سعي إسرائيل لإنشاء منطقة آمنة، بزعم مراقبة تحركات الجماعات المسلحة ومنع تسللها، بالإضافة إلى ضرب طرق الإمداد إلى لبنان.

أعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا عن إنشاء وحدة جديدة في الجولان السوري المحتل، تهدف إلى الاستجابة الفورية لمختلف التهديدات، وتأسيس سياج أمني على الحدود مع سوريا. ويعكس هذا التوجه نية إسرائيلية لتوسيع عملياتها من لبنان إلى الداخل السوري، ما قد يسمح للقوات الإسرائيلية بتطويق حزب الله من الشرق.

على مدى العقود الخمسة الماضية، كانت المنطقة المنزوعة السلاح موقعًا لقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية بعد حرب عام 1973. وفي هذا السياق، أكد مسؤول في قوات حفظ السلام الدولية في نيويورك أن "قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك لاحظت مؤخرًا بعض الأنشطة الإنشائية للقوات العسكرية الإسرائيلية في محيط منطقة الفصل". كما أفاد تقرير لمجلس الأمن الدولي عن أنشطة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في 24 سبتمبر بوجود انتهاكات على جانبيْ المنطقة المنزوعة السلاح.

من جهة أخرى، أفاد مراسل "I 24" الفرنسية أن القوات الإسرائيلية تقوم بأعمال برية على طول الحدود مع سوريا مقابل مرتفعات الجولان، شملت تعبيد طرق جديدة، حفر خنادق، وإنشاء تحصينات ونقاط مراقبة جديدة، مدعومة بالدبابات والآليات الثقيلة، في مناطق حرش الشحر قرب بلدة جباتا الخشب شمال القنيطرة. ومع ذلك، نفى محافظ القنيطرة "معتز أبو النصر" وجود أي توغل إسرائيلي في الأراضي السورية.

كشف تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن القوات الإسرائيلية تتخذ من هذه التحركات وسيلة للتمركز شرق "خط فض الاشتباك لعام 1974" داخل الأراضي السورية، وهو ما يعد انتهاكًا لـ"اتفاقية فض الاشتباك" الموقعة بين سوريا وإسرائيل في 31 مايو 1974. وعلى صعيد متصل، أفادت "القناة 14" العبرية أن إسرائيل تسعى إلى إنشاء "سياج أمني" لمنع تسلل المسلحين نحو الجولان المحتل. وتم رصد دبابات من طراز "ميركافا" ترافقها جرافات تعمل على إنشاء طريق ترابي يُسمى "سوفا53".

وتناقلت تقارير إعلامية في وقت سابق أن إسرائيل بدأت مؤخرًا العمل على شق طرق وحفر خنادق داخل الأراضي السورية، بالإضافة إلى تنفيذ "عمليات هندسية" قرب السياج الحدودي، مما أدى إلى اقتلاع أشجار وتجريف أراضٍ، وسط صمت رسمي سوري واستنفار عسكري على الجبهة الجنوبية.

من جانبه، نفى أمين فرع حزب "البعث" في القنيطرة، خالد أباظة، في تصريح لصحيفة "الوطن" المحلية، وجود توغل إسرائيلي في جنوب سوريا، مؤكدًا أن "كل ما ينشر حول توغل صهيوني في الأراضي السورية لا أساس له من الصحة، وهو من محض خيال من ينشر ويروج لمثل هذه الإشاعات".

تزامن ذلك مع غارات إسرائيلية على منطقة اللاذقية وطرطوس، حيث أفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية بأن العدوان الإسرائيلي استهدف مدينة اللاذقية. وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الدفاعات السورية تصدت لأهداف معادية في أجواء اللاذقية، حيث سُمع دوي انفجارات ضخمة في مستودعات الصواريخ التابعة للميليشيات الإيرانية، مُخلفة حرائق استمرت لساعات وأضرارا مادية كبيرة بعدد من المنازل والسيارات.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ بداية العام 2024، قامت إسرائيل بـ113 عملية استهداف للأراضي السورية، منها 93 جوية و20 برية، مما أسفر عن إصابة وتدمير نحو 195 هدفًا، بما في ذلك مستودعات للأسلحة والذخائر ومراكز عسكرية، وتسببت الضربات في مقتل 257 عسكريًا، وإصابة 181 آخرين بجروح متفاوتة. كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مناطق في طرطوس واللاذقية، وتمكنت الدفاعات السورية من إسقاط عدد من الطائرات المسيرة.

في منتصف الشهر الماضي، نفذت إسرائيل أول عملية إنزال جوي لعناصر من قوات النخبة من وحدة "سايريت ماتكال"، حيث تم تدمير مصنع للصواريخ تحت الأرض في مصياف، المعروف باسم "الطبقة العميقة". وقد أسفرت العملية عن مقتل عدد من الحراس السوريين، وذكر المشفى الوطني في مصياف أن 43 شخصًا أصيبوا في الهجمات، منهم من كانت حالته حرجة.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن أكثر من 22 شخصًا لقوا حتفهم، معظمهم من العسكريين السوريين والإيرانيين. وأوضح أن المركز المستهدف يعمل تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات، ويهدف إلى تطوير صواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيرة، عكس ما يروج بأنه يُجري أبحاثًا نووية. كما أشار إلى أنه يضم فريقًا من الخبراء العسكريين الإيرانيين المشاركين في إنتاج الأسلحة.

شهدت منطقة البحوث العلمية بمصياف، غرب حماة، 13 انفجارًا عنيفًا، حيث سقط صاروخان إسرائيليان في موقعين بمنطقة الزاوي بريف مصياف، مما أسفر عن اندلاع النيران فيهما، بالإضافة إلى استهداف موقع على طريق مصياف - وادي العيون وآخر في منطقة حير عباس.

وفقًا لصحيفة "Times Of Israel"، يُعتقد أن منطقة مصياف تُستخدم كقاعدة للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لطهران، وقد تعرضت لهجمات متكررة على مدى السنوات الماضية، نُسبت إلى إسرائيل. تحتوي مصياف على مركز "الدراسات والبحوث العلمية"، المعروف باسم "CERS" أو SSRC""، الذي تستخدمه القوات الإيرانية وفقًا لإسرائيل، لتصنيع صواريخ أرض-أرض دقيقة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد صرح عام 2022، أن إيران تستخدم منشآت مركز البحوث العلمية في مصياف لإنتاج صواريخ وأسلحة متطورة لوكلائها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل الشرق الأوسط إيران الداخل السوري القوات الإسرائیلیة الأراضی السوریة بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

(إسرائيل) تفجر منزل الاشتباك الأخير مع السنوار ومغردون: يرعبهم حيا وميتا

سرايا - المنزل، الكرسي، الكوفية، والعصا، جميع هذه الأشياء ارتبطت بالمشهد الأخير لمقاومة رئيس حركة حماس يحيى السنوار قبل استشهاده.

كل ما في المشهد الأخير للشهيد السنوار أثار جنون الاحتلال الإسرائيلي، إذ حول نصره الذي اعتقده إلى هزيمة إعلامية منكرة، وهو ما جعله يجند جميع أدواته الإعلامية في محو هذا المشهد من منصات التواصل الاجتماعي.

Israeli army blows up house where Yahya Sinwar was

They are even afraid of the house where Yahya Sinwar was. pic.twitter.com/ryjoSHKggm

— S p r i n t e r (@SprinterFamily) October 20, 2024

ولكن جميع هذه المحاولات قد فشلت ولم تنجح إسرائيل في كسر ومحو صورة المقاوم السنوار، وهو ما جعل الاحتلال يفكر في تفجير المنزل الذي تحصن واستشهد فيه رئيس المكتب السياسي لحماس.

وبالفعل بعد الأخبار التي انتشرت عن نية الاحتلال تفجير المنزل، تداولت حسابات مقطع فيديو قيل إنه لنسف إسرائيل لمربع سكني في مدينة رفح، ومن ضمنه البيت الذي تحصن داخله يحيى السنوار.


ومع انتشار مقطع تفجير إسرائيل للمنزل، كان السؤال الذي انتشر على منصات التواصل هو: هل يعتقد الاحتلال أنه يستطيع محو مشهد اللحظة الأخيرة للسنوار بتفجيره المنزل؟

وإجابة على هذا السؤال قال ناشطون إن الاحتلال يظن أن تفجيره المنزل الذي قاتل فيه #يحيي_السنوار بشرف حتى الرمق الأخير أنه سيمحي صورته من ذاكرة الشعوب الحرة فهو واهم.


وأضاف آخرون أنه مهما فعل هذا الاحتلال بقتله القائد #يحيي_السنوار وتفجير المنزل لن يستطيع أن يكسر الصور التي رسمها المشهد الأخير له كمقاوم فلسطيني.


وسخر مدونون من تفجير إسرائيل للمنزل الذي تحصن فيه السنوار بالقول إنه "أرعبهم لدرجة أنهم يخافون أن يخرج عليهم من تحت الأنقاض، لأن السنوار سبب لهم عقدة نفسية في حياته وبعد مماته، وما زال يحرز الانتصار عليهم حتى وهو ميت يا الله ماذا فعل هذا الرجل في دولة إسرائيل؟".


وكتب ناشطون وهم يعلقون على مشهد تفجير المنزل قائلين "حتى وإن قصفوا المنزل سيتم إعادة بنائه ليكون (الأكاديمية العليا للأسطورة #يحيي_السنوار للعلوم العسكرية) وحتى العصى ستدخل من ضمن الأسلحة التي تُدرس بهذه الاكاديمية".



وتعليقا على تخليد المشهد الأخير في حياة يحيى السنوار طالب مغردون بإضافة مثل عربي جديد يُخلِّد هذه اللحظة التي تُختزل فيها كل معاني المروءة والشجاعة والبسالة، ويطلق عليه "عصا السنوار"، وتكون دلالة على أن الإنسان حاول بكل ما يستطيع، وبذل كل جهده، فتقول "رميته بعصا السنوار" فيعني أنك رميته بآخر ما في جعبتك بعدما استنفدت كل الوسائل المتاحة.


وأشار آخرون إلى أن آخر مشاهد حياة السنوار كحياته كلها مشتبكا حتى لو بعصا مقاوما حتى لو بيد واحدة، وهذا المشهد لن تستطيع إسرائيل كسره بتفجيرها المنزل.إقرأ أيضاً : الصحة العالمية ستجلي ألف امرأة وطفل من غزةإقرأ أيضاً : مصدر عسكري إيراني: أي هجوم إسرائيلي سيقابل برد يفوق التوقعاتإقرأ أيضاً : الاحتلال يرفض طلبا عاجلا للأونروا بإجلاء العالقين تحت الأنقاض في شمال غزة

مقالات مشابهة

  • (إسرائيل) تفجر منزل الاشتباك الأخير مع السنوار ومغردون: يرعبهم حيا وميتا
  • إسرائيل تفجر منزل الاشتباك الأخير مع السنوار ومغردون: يرعبهم حيا وميتا
  • لليوم 29.. "إسرائيل" تواصل عدوانها على لبنان وحزب الله يواصل ضربها
  • حزب الله يعلن استهداف منطقة عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل
  • أوكرانيا تستهدف مصنع متفجرات في «عمق الأراضي الروسية» وسط تبادل لهجمات المسيّرات
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين الجرائم الإسرائيلية في بيت لاهيا شمال قطاع غزّة
  • حزب الله يعلن عن قصف تجمعات القوات الإسرائيلية بصواريخ متوسطة المدى
  • أستاذ علاقات دولية: القوات الإسرائيلية تستهدف جباليا لإخلائها من سكانها
  • وزير الخارجية اللبناني: استمرار إسرائيل في سياسة المجازر سيؤدي إلى مزيد من التطرف