موقع 24:
2025-03-10@15:28:07 GMT

إحياء الرموز يرسخ الوطنية

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

إحياء الرموز يرسخ الوطنية

حدثني صديق كويتي عن موقف حصل له مع أبنائه الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة، والأبناء أمضوا معظم حياتهم خارج الكويت نظراً لطبيعة عمل والدهم في السلك الدبلوماسي.

ومن المتعارف عليه أن الدبلوماسيين العرب الذين يعملون في دول غير عربية يقومون بجلب مدرسين لأبنائهم لتدريسهم اللغة العربية والتربية الإسلامية، لكي يتعلموا الأساسيات التي لا سبيل لمعرفتها في مدارسهم الأجنبية.


نعود للموقف الذي حدث لصديقنا، فعندما كان الأب يشاهد إحدى روائع المسرح الكويتي "باي باي لندن" وصوت ضحكاته يسمعها كل البيت، جاءه ابنه الكبير وسأله ببراءة: "ليش يا بابا الناس يحبون حسين عبد الرضا؟"
رد الأب: "هل شاهدت شيئاً من أعماله؟"
فأجاب الابن: "شاهدت له عدداً من الفيديوهات على يوتيوب".
يخبرني الأب: "أحسست بخيبة أمل لأن ابني لا يعرف هذا الرمز الفني العربي الذي يتفاخر به أبناء جيلي، وهو مواطن كويتي".
ويكمل قائلاً: "وإذا بوالدته تدخل، فأخبرتها وبدأت أشتكي لها بنبرة تلوم كلينا"، لكنها لم تترك لي المجال كي أفضفض وقالت: "شوف بنتك، عمرها 15 سنة ولا تعرف أسماء كل الخلفاء الراشدين!"
هذا الموقف المحزن لا يقتصر حدوثه في دولة خليجية معينة، بل بإمكاننا تشخيصه كظاهرة اجتماعية سلبية تنتشر في المجتمعات العربية. والقائمون على وزارات التربية لديهم خططهم للارتقاء بمستوى اللغة العربية والتربية الإسلامية ضمن مواد دراسية أخرى، ولكن بالنسبة للتاريخ والثقافة فالمسؤولية مشتركة، وربما لا تقع بأكملها على عاتق وزارة التربية، فهناك جهات أخرى بإمكانها المساهمة في تعميق ارتباط الأجيال العربية الناشئة بالثقافة والتاريخ العربي والإسلامي.
الجهات التي يمكن زيادة مساهمتها للتصدي لظاهرة ابتعاد أو عزوف الشباب العرب عن ثقافتهم تشمل وزارة الثقافة ودوائر الثقافة المحلية ومراكز البحوث الاجتماعية والمعاهد البحثية ومراكز الفكر والمؤسسات الأرشيفية والمكتبات العامة. بإمكان الجميع زيادة مساهماتهم خصوصاً قبل أن يلتحق أبناؤنا بالجامعات لأن دراستهم في المرحلة الجامعية ستكون تخصصية.
وعند الحديث عن الرموز التاريخية المحلية والعربية في دولة الإمارات نجد هناك جهة اتحادية وهي- الأرشيف والمكتبة الوطنية- التي لديها الخبرة والمحتوى الأرشيفي الأكبر والتقنيات والأفكار والمنجزات.
فكرة إنشاء الأرشيف الوطني، الذي تأسس في عام 1968، وهو من أقدم المراكز الأرشيفية في منطقة الخليج، نبعت من حرص الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه - واهتمامه بماضي هذه الأمة، ورغبته الصادقة الملحة في أن يحفظ أبناء الإمارات تاريخهم، وأن يعوا التطورات والأحداث التي مرّت بها الأجيال السابقة، ويستخلصوا الدروس والعِبر.
ويهدف هذا المركز الرائد إلى بناء الجسور بين المواطنين وتاريخهم وتراثهم وهويتهم الإماراتية، والانغماس في تجارب أصيلة من خلال ملايين الوثائق التي تخطّ تاريخ المنطقة، بهدف بناء مجتمع متماسك وقائم على التنوّع، ويشجع الأرشيف الوطني على الإبداع والبحث العلمي في تاريخ دولة الإمارات العربية.
بقيادة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، استطاع الأرشيف والمكتبة الوطنية – في رحلة امتدت لأكثر من خمسين عاماً – أن يحقق موقعاً متميزاً على صعيد المؤسسات المماثلة في الشرق الأوسط والعالم، لاعتماده على قاعدة تكنولوجية حديثة في تنفيذ مهامه، وعلى أكبر مركز وثائق في منطقة الخليج العربي.
في كلمته على الصفحة الرسمية للأرشيف والمكتبة الوطنية، تتجلى رؤية الشيخ منصور بن زايد عندما يقول: "إن الوعي بالتاريخ وأحداثه من المكونات الأساسية للحضارة، والأمة الواعية هي التي تهتم بتاريخها، وتصونه، وتأخذ منه الدروس والعبر، لتكون معالِمَ تهتدي بها على درب التقدم والازدهار".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات ثقافة وفنون الأرشيف والمكتبة الوطنية

إقرأ أيضاً:

فيديو | خالد بن محمد بن زايد يكرّم الفائزين بجائزة الإمارات الدولية للقرآن

أبوظبي - الخليج
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، كرّم سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الفائزين بالدورة الأولى من «جائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم» التي تنظمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة.
وقد حضر الاحتفال الذي أقيم، اليوم، في مجلس محمد بن زايد في أبوظبي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، والعلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله – في شهر رمضان المبارك.
كما حضر حفل تكريم الفائزين كل من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير دولة، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، وسارة عوض عيسى مسلم، وزير دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، والدكتور أحمد مبارك بن ناوي المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ومحمد خليفة المبارك، رئيس دائرة السياحة والثقافة، ومحمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل، ومنصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، وأحمد تميم الكتاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي، وسيف سعيد غباش، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعددٌ من كبار المسؤولين.
بدأ الاحتفال بتلاوةٍ عطرةٍ من الذكر الحكيم تلتها القارئة غنية علي العزيزي، ثم تابع الحضور فيلماً مصوراً عن الجائزة استعرض جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في خدمة القرآن الكريم والعناية بحفظته من خلال العديد من المبادرات ومن بينها إنشاء المراكز القرآنية المحلية والدولية التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كما تناول الفيلم المصور فروع الجائزة وأهدافها وجهود الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة المسؤولة عن تنظيم هذه الجائزة.
ثم ألقى الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، رئيس جائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم، كلمةً تقدم فيها بأسمى آيات الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، على الرعاية الكريمة للجائزة قائلاً: إنها تُعد إضافةً قيّمة لمبادرات سموّه لتعزيز نشر القرآن الكريم وإكرام حفظته داخل الوطن وخارجه، مشيداً بدعم سموّه للهيئة في كل شؤونها وتمكينها من تحقيق أهدافها بمهنيةٍ وابتكارٍ وتميز، مؤكداً أن هذا المشروع النوعيَّ الذي يأتي بدعمٍ سخي من قيادتنا الرشيدة، هو حافزٌ لترسيخ القيم والمعاني السمحة التي مصدرها القرآن الكريم وتشريعنا الإسلامي ودعوةٌ لتنشئة أبنائنا وبناتنا على حفظه وتلاوته والتحلي بأخلاقه، متوجهاً بالدعاء أن يحفظ سموه والقيادة الرشيدة ويوفقهم لكل خير.
كما تقدم بجزيل الشكر والتقدير لسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان على تكريم الفائزين وحضور فعاليات هذه الجائزة، مهنئاً الفائزين في هذه الجائزة وأسرهم، ودعاهم إلى المحافظة على العمل الجليل واتباع القدوة الحسنة في حياتهم ومجتمعهم، كما ثمَّن جهود الشركاء والجهات الداعمة للهيئة في هذه المسابقة.
وشهدت الجائزة تكريم نخبة من الفائزين بالمركز الأول في المسابقات والجوائز القرآنية المنظمة على مستوى العالم عام 2024، من 10 دول، حيث فاز في فرع الأوائل الدوليين لهذه الدورة، كل من الشيخة علياء بنت سعيد بن راشد آل مكتوم، راشد علي خلفان بن خلف النقبي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وليث بن إسحاق الكندي من سلطنة عمان، ومحمد عدنان العمري، ومحمد سمير مجاهد من مملكة البحرين، ومحمود علي عطية حبيب من جمهورية مصر العربية، وإلياس مهياوي من المملكة المغربية، وآكاه ولد بيتات من الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومحمد سامي متولي من فلسطين، وفاطمة لون أبوبكر من جمهورية نيجيريا.
وفاز بالمركز الأول المحلي كل من صهيب علي محمد داود عبدالله، وعمر محمد علي الكابوري النقبي، وعمر معمر علي أحمد بانبيله، وعائشة علي محمد العجلة آل علي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وعبدالودود شريف حسين من بنغلاديش، ومنصور محمد منصور العتراوي، وعائشة السباعي محمد محمد البسيوني من جمهورية مصر العربية، وأنسام أحمد سويدان من الجمهورية العربية السورية، وزينب أكبار من الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
كما شهدت الجائزة تكريم منى عبدالقادر سالم الغساني، مديرة إدارة مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمعاهد الدينية سابقاً في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، تقديراً لجهودها في خدمة القرآن على مدى 20 عاماً، وتكريم الهلال الأحمر الإماراتي كجهة داعمة ل«جائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم».
وفي ختام الاحتفال تم التقاط صورةٍ جماعيةٍ لتظلَّ في أرشيف الجائزة للأجيال المتلاحق

مقالات مشابهة

  • «محمد بن راشد للأعمال الخيرية» تدعم «وقف الأب» بـ20 مليون درهم
  • مهرجان الشيخ زايد.. تجربة استثنائية في رمضان
  • هزاع بن زايد: نعول على المؤسسات التعليمية لتعزيز الكفاءات الوطنية
  • انطلاق بطولة مهرجان الشيخ زايد الرمضانية الإثنين
  • مليون درهم جوائز بطولة مهرجان الشيخ زايد الرمضانية
  • رئيس الشيخ زايد تتفقد محطات رفع الصرف الصحي وتنقية مياه الشرب بالمدينة
  • نظر دعوى الامتناع عن تسليم الميراث لطبيبة الشيخ زايد.. غدًا
  • فيديو | خالد بن محمد بن زايد يكرّم الفائزين بجائزة الإمارات الدولية للقرآن
  • منصور بن زايد يحضر مأدبة الإفطار التي أقامها سلطان بن حمدان
  • العلماء الضيوف: جامع الشيخ زايد الكبير مصدر إشعاع حضاري للتسامح والقيم