قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الإثنين، إن استمرار القتال في مخيم جباليا، شمال قطاع غزة ، يُظهر مدى المبالغة في الادعاءات الإسرائيلية بشأن استكمال النصر على حركة حماس ، وهو الأمر ذاته ينطبق على المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة العبرية، أنه في غياب أي بديل سياسي لحماس في مواجهة إصرار الحكومة الإسرائيلية على استكمال خططها، تعود الحركة وتتشبث بالسيطرة على تلك المناطق.

وتابعت، "حماس فقدت الكثير من قياداتها لكنها لا زالت تعمل جزئيا وتصرف رواتب موظفيها وغيرهم كما أن السكان في قطاع غزة لا يرون بديل لها بدون توافق فلسطيني".

في حين أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، بأن الجنود الإسرائيليين في غزة سئموا من مماطلة المستوى السياسي من تحويل الانجازات العسكرية على الأرض إلى انجازات استراتيجية وسياسية.

ومن جانبه، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته في جباليا لتدمير أنفاق والقضاء على خلايا حماس، وتم تصفية العشرات منهم وتصفية خلية في رفح وفريق هندسي من حماس بغزة. وفق زعمه

وبخصوص مفاوضات وقف إطلاق النار، نقلت "هآرتس" عن مسؤول كبير في فريق التفاوض قوله لعوائل الأسرى الإسرائيليين: "بعد مقتل السنوار حماس لا زالت تتمسك بشروطها وعلى إسرائيل أن تقدم مرونة أكبر من أجل العودة للمفاوضات وتم تقديم معلومات استخباراتية وتقارير مختلفة لنتنياهو لكنه لا زال هو الآخر يتشبث بموقفه".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: القصف الإسرائيلي حوّل جباليا إلى مقبرة للذكريات

عرض تقرير، نشرته صحيفة فايننشال تايمز، تفاصيل تدمير إسرائيل مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، والذي يبلغ عدد سكانه حوالي 200 ألف نسمة، ووفقا لشهود عيان ومسؤولين محليين، فإن المخيم الذي وُصف بأنه "جزء حيوي من الحياة الفلسطينية"، تحول الآن إلى "أكوام من الأنقاض".

وأنجز التقرير كل من مراسلة الأمن السيبراني ميهول سريفاستافا، ومراسلة القاهرة هبة صالح، والصحفية مليكة تابر ومحررة الرسوم البيانية أديتيو بهانداري.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلينكن يوجه انتقادات حادة لنتنياهو لكن في الوقت الميتlist 2 of 2واشنطن بوست: بعد 23 عاما من الخزي أغلقوا غوانتاناموend of list الأوضاع الإنسانية

فعلى مدى أشهر من القصف المستمر، تدهورت أوضاع السكان بشكل مأساوي، ووصف المحامي إبراهيم الخرباشي، أحد سكان المخيم، الوضع قائلا "نرى الجثث ولا يجرؤ أحد على رفعها، ونسمع الجرحى يستغيثون إلى أن يموتوا"، ووصفت الصحيفة أفعال إسرائيل بأنها محو تام للمخيم.

ومع الحصار المستمر، يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية. ووفقا للأمم المتحدة، كانت محاولات إيصال المساعدات إلى المنطقة شبه مستحيلة، وقال رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر "لقد حاولنا إيصال المساعدات 140 مرة، ولكن بلا طائل".

إبادة

ويرى كثير من الفلسطينيين أن تدمير جباليا ليس مجرد هجوم على البنية التحتية للمنطقة، بل فيه أيضا طمس لتاريخ اللاجئين الفلسطينيين الذي يمتد منذ النكبة في 1948، وقال النازح والشاعر الفلسطيني مصعب أبو طه في هذا الصدد إن "تدمير هذا المخيم الذي كان مركز الانتفاضة الأولى، هو تدمير لتاريخ اللاجئين الذي استمر حوالي 76 عاما".

إعلان

ووفق التقرير، برزت المنطقة كمركز للحياة الفلسطينية، واستذكر النازحون منها معالمها مثل مسجد العودة والأسواق المزدحمة، والمثلجات والكعك من متجر الزيتون الشهير في قلب السوق، وقاعة بغداد للأعراس حيث تزوج كثيرون.

وكان السوق مشهورا بأسعاره الزهيدة، وكانت حلويات البقلاوة المحشوة بالفستق من متجر القاضي علامة بارزة فيه، كما كانت الرياضة جزءا أساسيا من الحياة، وكان الناس يلتقون بالمقاهي لمشاهدة المباريات الكبرى.

ولكن القصف الإسرائيلي المستمر الذي لم يقتصر على جباليا فقط، بل امتد إلى بلدة بيت لاهيا وبيت حانون، حوّل كل ما يعرفه الفلسطينيون إلى "مقبرة للذكريات"، ووصفت هذه الأعمال من قبل مسؤول إسرائيلي سابق بأنها تصل إلى "التطهير العرقي".

من قلب المأساة

وتعكس قصص السكان، التي نقلها التقرير، حجم المعاناة الإنسانية، ومن ذلك ما حصل مع عبد الله أبو سيف، وهو رجل مسن يبلغ من العمر (82 عاما)، حيث اضطر وعائلته إلى مغادرة منزلهم المدمر على عربة يجرها حمار بعد أن نفد الطحين، وأصبح سقف بيتهم المنهار غير قادر على حمايتهم من المطر.

ورغم ضعفه الجسدي ووعيه المحدود باحتمالية عدم عودته للأبد، طلب أبو سيف من حفيده الأصغر أن يساعده على رؤية المعالم التي شكلت حياته للمرة الأخيرة، مثل قاعة الزفاف التي تزوج فيها جميع أبنائه، والمدرسة التي تعلم ودرس فيها، والمقبرة حيث دفن والديه.

ولكن ما واجهه في كل موقع كان الحطام، ووضح ابنه إبراهيم أنه "لم يكن هناك شيء يُرى، لا شيء سوى الخراب والأنقاض. لقد محيت معالم حياة والدي بالكامل، ولم يتبق سوى الذكريات".

من جانبه، فقد أبو طه مكتبته التي كانت تضم آلاف الكتب جراء القصف، وقال متحسرا أن الفقد أصبح جزءا من حياة الفلسطينيين، الذين تدفعهم إسرائيل "بعيدا أكثر فأكثر عن بلادهم وذكرياتهم التي يجب الحفاظ عليها".

إعلان

كذلك لفت التقرير إلى عابد أبو غسان، الذي كان من بين الذين أصروا على البقاء في المخيم رغم الخطر، وقال للصحيفة قبل 10 أيام من استشهاده بقصف إسرائيلي "نحن سكان الشمال نعشق هذه الأرض، ولكن الوضع أصبح كارثيا، والجوع والخوف والدمار في كل مكان".

ومع تصاعد القصف وتزايد الاستهداف العشوائي، استشهد أبو غسان في غارة جوية على منزله في بيت لاهيا، المنطقة التي أحبها ورفض مغادرتها.

واستشهد وسط الدمار الذي طال كل ركن من أركان حياته، ليصبح شاهدا جديدا على الكارثة الإنسانية في غزة، وفق التقرير.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي: فشلنا في إنهاء “حماس”
  • فايننشال تايمز: القصف الإسرائيلي حوّل جباليا إلى مقبرة للذكريات
  • أبو عبيدة: بعد الإعلان عن الاتفاق استهدف الجيش الإسرائيلي مكان تواجد أسيرة ضمن صفقة التبادل
  • الكشف عن أسباب تأخر الإعلان الرسمي الإسرائيلي عن اتفاق وقف القتال بغزة
  • الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في محيط غزة
  • هآرتس .. “نتنياهو ضحى بالرهائن الإسرائيليين من أجل مصلحته الشخصية”
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي ينسف مربعات سكنية في جباليا
  • الجيش الإسرائيلي يستعد لاستقبال الرهائن من غزة
  • استمرار جهود البحث عن مفقودين جراء الحريق في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية
  • السلطات الأمريكية تواصل البحث عن مفقودين جراء الحريق في لوس أنجلوس