سواليف:
2025-04-25@11:38:07 GMT

خلف ستار الظلام

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

خلف #ستار_الظلام

#هبة_الطوالبة

الحرب النفسية وأبعادها المتعددة تخفي الظلمات الحالكة حربًا شرسة تتجاوز حدود المعارك المباشرة. ففي عالمنا العربي، لا يقتصر الصراع على الجبهات العسكرية، بل يتمدد إلى ساحات أخرى أكثر تعقيدًا وخطورة، ألا وهي ساحات الحرب النفسية. هذه الحرب الخفية التي تستهدف عقولنا وقلوبنا، تسعى إلى تفتيت وحدتنا، وإضعاف عزيمتنا، وزرع بذور الشك والخوف في نفوسنا.

أبعاد الحرب النفسية. تتنوع أدوات وأساليب الحرب النفسية، وتتطور باستمرار مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل. من أبرز هذه الأبعاد: الدعاية والإعلام المضلّل: يتم استغلال وسائل الإعلام المختلفة، من التلفزيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لنشر الأخبار الكاذبة والشائعات، وتشويه الحقائق، وتزييف الوعي العام. يتم التركيز على بث الرعب والخوف، وتضخيم الخلافات، وتقسيم المجتمعات. الحرب السيبرانية: تشكل الهجمات الإلكترونية سلاحًا فعالًا في الحرب النفسية، حيث يتم استهداف البنية التحتية الرقمية للدول والمؤسسات، وتسريب المعلومات الحساسة، والتلاعب بالرأي العام عبر الإنترنت. استهداف الهوية والذاكرة: تسعى الحرب النفسية إلى طمس الهوية الوطنية والقومية، وتشويه التاريخ والموروث الثقافي، وإضعاف الروابط الاجتماعية. يتم ذلك من خلال فرض روايات بديلة للأحداث التاريخية، وتقويض الثقة في المؤسسات الوطنية. زرع الفتن الطائفية والمذهبية: يتم استغلال الخلافات الطائفية والمذهبية لتعميق الانقسامات الاجتماعية، وإشعال حروب أهلية، وإضعاف الجبهة الداخلية. استهداف الشباب: يعتبر الشباب الفئة الأكثر عرضة للتأثر بالحرب النفسية، حيث يتم استغلال طاقتهم وحماسهم لأغراض سياسية، وتجنيدهم في أعمال العنف والتطرف

تترك الحرب النفسية آثارًا عميقة ومدمرة على المجتمعات، من أبرزها تآكل الثقة: تفقد المجتمعات ثقتها في المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام، مما يؤدي إلى انتشار الشائعات ونظريات المؤامرة. تعميق الانقسامات: تزيد الحرب النفسية من حدة الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية، وتضعف الروابط الاجتماعية. إضعاف الاقتصاد: تؤدي حالة عدم الاستقرار والشك إلى تدهور الاقتصاد، وتراجع الاستثمارات، وارتفاع معدلات البطالة. تراجع التعليم والثقافة: تتعرض المؤسسات التعليمية والثقافية للهجوم، مما يؤدي إلى تدهور مستوى التعليم، وتراجع الوعي الثقافي هجرة الكفاءات: يدفع الشباب المؤهل إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل، مما يؤدي إلى فقدان البلاد لكفاءاتها. كيف نواجه الحرب النفسية؟ لمواجهة هذه الحرب الشرسة، يجب علينا اتخاذ مجموعة من الإجراءات، منها: تعزيز الوعي: يجب نشر الوعي بأخطار الحرب النفسية، وتزويد الناس بالمهارات اللازمة لتحليل المعلومات والتمييز بين الحقيقة والشائعة. دعم الإعلام الرصين: يجب دعم الإعلام المهني والمستقل الذي يقدم معلومات موثوقة ومحايدة. تقوية الروابط الاجتماعية: يجب تعزيز التماسك الاجتماعي، وبناء جسور التواصل بين مختلف فئات المجتمع. الحوار والتفاهم: يجب تشجيع الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف، والعمل على حل الخلافات بالطرق السلمية. الدفاع عن الهوية الوطنية: يجب الدفاع عن الهوية الوطنية والقيم المشتركة، والتصدي لأي محاولة لتشويه التاريخ أو الثقافة. إن الحرب النفسية هي تحدٍ كبير يواجه مجتمعاتنا، ولكننا قادرون على مواجهته إذا ما توحدنا وتعاوننا، ورفضنا الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب…

مقالات ذات صلة كم ستصمت الأمة على الإبادة بغزّة! 2024/10/20

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرب النفسیة

إقرأ أيضاً:

كيف تستخدم إسرائيل اللغة العربية في طمس الهوية الفلسطينية؟

اعترفت قوانين الانتداب البريطاني على فلسطين المحتلة، باللغة العربية إلى جانب العبرية والإنجليزية كلغات رسمية منذ عام 1922، وهو ما استمر لدى الاحتلال الإسرائيلي من بعدها لفترة طويلة.

ورغم أن دولة الاحتلال أقرت في تموز/ يوليو 2018 قانون أساس: "إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي أحدث تغييرات واسعة ومنها اعتبار اللغة العبرية الرسمية والوحيدة، بينما تراجعت العربية من رسمية إلى "لغة بمكانة خاصة".

ولم يأتِ تبني "إسرائيل" للقوانين البريطانية المتعلقة باستخدام اللغة العربية "احتراما" للسكان الفلسطينيين الأصليين المتبقين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 جراء أحداث النكبة، إنما على ما يبدو من أجل استكمال مهمة التهجير وطمس آثارها، بحسب ما جاء في دراسة لمركز "أركان للدراسات والأبحاث".

وجاءت قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بالاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب العبرية والإنجليزية لتعمل على ترسيخ استخدام العربية وضرورة وجودها في الحيز العام، وظهر ذلك بشكل واضح عام 2012، عندما جرى إلزام بلدية تل أبيب بوضع أسماء الشوارع والمناطق والمرافق العامة باللغة العربية إلى جانب العبرية والإنجليزية.

 وبات قرار المحكمة العليا ملزما لجميع مؤسسات "إسرائيل" الرسمية والبلديات وكل ما يتبع لها، وذلك بنشر اللافتات العامة مثلا باللغات الثلاثة.



ومع حلول عام 2018 وإقرار قانون القومية، لم يعد إلزاميا وضع اللغة العربية في الأماكن العامة على اللافتات، إلا أن "إسرائيل" واصلت وضعها لأهداف أخرى، لعل أهمها هو "عبرنة" الأسماء العربية، من خلال كتابة لفظها واسمها العبري بحروف عربية.

اللفظ العبري 
وتغيرت لافتات الشوارع التي تشير إلى الاتجاهات إلى مدينة عكا التاريخية إلى اسم "عكو أو "أكو"، وهو اللفظ والاسم الذي أقرته "إسرائيل" للمدينة بعد احتلالها وتهجير غالبية سكانها عام 1948.


ووضعت على اللافتات اسم "يافو"، مكان اسم يافا، و"لود" مكان اسم مدينة اللد، وذلك بهدف طبع هذه الأسماء في أذهان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، الذين يمرون يوميًا على العشرات منها، وكذلك أمام السياح الأجانب وكل من يرى هذه اللافتات، بحسب ما ذكرت الدراسة.

وفي القدس، تقوم لجنة التسميات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس بوضع الأسماء العبرية والتوراتية للمناطق، مثل "شمعون هتسديك" مكان الشيخ جراح، و"هجفورا" مكان طريق الواد التاريخي، كما أنها حولت اللافتات الإرشادية لمدينة القدس من القدس إلى "أورشليم".

View this post on Instagram A post shared by Kharita ™ | خــــريـــــطة (@mykharita)
ورغم ذلك، فقد بقيت مثلا قرية بذات الاسم رغم محاولات "إسرائيل" تحويل اسمها لإلى "تسيبوري"، وبقي الاسم الفلسطيني الأصلي على اللافتات الإرشادية بدل الاسم واللفظ العبري.

أصل المخطط
منذ أواخر القرن التاسع عشر، شرع "صندوق استكشاف فلسطين" بعملية مسح للأرض، وجمع خلالها أسماء عربية للمواقع، ثم ربطها بأسماء توراتية لتأكيد علاقة اليهود بالأرض، وأكد مسؤولون في هذا الصندوق أنهم "أعادوا البلاد إلى العالم" عبر الخرائط التي ربطت فلسطين بالتوراة، بحسب ما جاء في دراسة لمركز "بيت المقدس للدراسات التوثيقية".

وأوضحت الدراسة أنه قبل قيام "إسرائيل"، اعتُبرت "الهوية اليهودية" لفلسطين من المسلمات في الفكر الصهيوني الرافض لوجود شعب فلسطيني، وسط مزاعم أن العرب هم مهاجرون حديثون من الدول المجاورة.

وأكدت أن "الدعاية الصهيونية وسعت إلى تكريس فلسطين كأرض بلا شعب، وجعلت "إيرتس يسرائيل" (أرض إسرائيل) الاسم البديل لفلسطين.

وبعد النكبة مباشرة، جرى تأسيس "اللجنة الحكومية للأسماء" لتبديل الأسماء العربية إلى أخرى عبرية، ولا تزال فاعلة حتى الآن، وعملت على فرض الأسماء العبرية في المناهج التعليمية، وإجبار المعلمين والتلاميذ العرب على استخدامها.


وعملت اللجنة على إصدار خرائط جديدة باللغة العبرية تشمل تسميات جديدة، واستبعاد التسميات العربية من الخرائط البريطانية القديمة.

وأكدت الدراسة أن تغيير الأسماء يُعدّ جزءاً من استراتيجية "التشريش" (زرع الجذور) لإضفاء شرعية على الوجود الصهيوني، إذ تعمل "إسرائيل" على خلق هوية عبريّة جديدة تستمد شرعيتها من نصوص العهد القديم والتلمود، في تجاهل تام للهوية الفلسطينية.



ويظهر ذلك أيضا في مذكرات رئيس الوزراء التاريخي للاحتلال دافيد بن غوريون، التي قال فيها إنه خلال جولة إلى منطقة سدوم في النقب ثم إلى إيلات جنوبا، صادف أن كل الأسماء للحيز المكاني كانت عربية.

وأضاف بن غوريون: "اتجهت إلى إيلات بتاريخ 11 حزيران/ يونيو 1949 في يوم السبت، مررنا في منطقة العارابا، وصلنا إلى عين حاسوب، ثم إلى عين وهنة، لذا فإن من الضروري إكساب هذه الأماكن أسماء عبرية قديمة، وإذا لم تتوفر أسماء كهذه، فلتعط أسماء جديدة".

المواجهة
وتُبذل في فلسطين جهود متعددة من قِبَل مؤسسات ومبادرات تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية، خاصة في مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الإسرائيلية. 

وفي 2021، جرى تأسيس جمعية حماية اللغة العربية في فلسطين "ضاد" بمبادرة من أدباء ونقّاد وأكاديميين فلسطينيين، وتهدف إلى أن تكون حلقة وصل بين المؤسسات والهيئات المختلفة، بالإضافة إلى كونها ملتقى للأفراد المهتمين باللغة العربية. 

وتسعى الجمعية إلى تعزيز البحث والدراسة في مجال اللغة، وتشجيع النقاد والمجددين على إغناء المكتبة الفلسطينية والعربية، وإيصال الجهود إلى المتلقين والمعنيين بوسائل وآليات فعّالة.

وفي داخل الأراضي المحتلة عام 1948، جرى إطلاق "مبادرة اللغة العربية في يافا" وهي برنامج شاملًا لتعليم اللغة العربية يستهدف الأطفال والشباب في المدينة، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على اللغة كجزء من التراث الفلسطيني.


وجرى أيضا إطلاق مبادرة من قبل جمعية الثقافة العربية في مدارس الداخل الفلسطيني بهدف تعزيز استخدام اللغة العربية كلغة هوية في المدارس، خاصةً في ظل مناهج التعليم الإسرائيلية التي لا تتعامل مع العربية على هذا الأساس. 

وتسعى المبادرة إلى تعريف الجيل الشاب بالأدب الفلسطيني وباللغة العربية كجزء من هويتهم الثقافية.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تفتح ملف "تيك توك"... هل يهدد التطبيق الصحة النفسية للشباب؟
  • في أثر فرانسيس دينق: سؤال الهوية بين النهر والمجلس
  • الحرب النفسية وتداعياتها
  • الهوية العُمانية في الميادين الدبلوماسية
  • عدن…8 ساعات في الظلام والدولار يحلق فوق 2500
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • عدن تغرق في الظلام بعد توقف محطة “بترومسيلة”.. ومناشدات لإنقاذ القطاع من الانهيار
  • تقنيات المراقبة الرقمية في إيران.. تصعيد القمع ضد النساء بأصفهان تحت ستار الحجاب
  • كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟
  • كيف تستخدم إسرائيل اللغة العربية في طمس الهوية الفلسطينية؟