لعلنا نشهد الآن  آخر أيام شهر المحرم  ، والتي مرت سريعًا كعادة الأزمنة المباركة ، حيث يوافق اليوم الإثنين السابع والعشرين من شهر محرم الهجري لعام 1445، والرابع عشر من أغسطس لعام 2023 م، وهذا يعني أننا نعيش آخر أيام شهر المحرم تتسلل وتنذرنا بقرب رحيل أحد الأشهر الحُرم ، التي ينبغي اغتنام فضلها، حيث إن شهر الله المحرم هو من الأشهر الحرم، ومن هنا تبدو الحاجة إلى معرفة أفضل عمل في آخر أيام شهر المحرم لتعويض ما فات من فضائله ونفحاته وبركاته، ومن ثم يزيد البحث عن كيفية اغتنام آخر أيام شهر المحرم ، فحتى لو فاتك يوم عاشوراء أو حتى الأيام البيض، فلايزال لديك فرصة لاغتنام خيراته  طالما لم ينقض بعد،  من هنا تأتي ضرورة الوقوف على إجابة استفهام  ما أفضل عمل لاغتنام آخر أيام شهر المحرم ؟، لأهميته الكبيرة في فتح بوابات الفرج والرحمة والمغفرة في الدنيا قبل الآخرة .

آخر أيام شهر المحرم

يوافق اليوم الإثنين الرابع عشر من أغسطس 2023 م، يوم السابع والعشرين من شهر المحرم لعام 1445هـ، حيث كانت غرة شهر المحرم لعام 1445 هـ، في يوم الأربعاء الموافق 19 يوليو 2023، وطبقا للحسابات الفلكية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فمن من المقرر أن يكون عدد أيام شهر المحرم 29 يومًا، وهو ما يعني أنه لم يتبق من آخر أيام شهر المحرم سوى يومين ، لينتهي هذا الشهر الهجري وهو من الأشهر الحُرم بعد غد الأربعاء الموافق 16 أغسطس 2023م، والتاسع والعشرين من شهر المحرم 1445هـ.

أعمال آخر أيام شهر المحرم

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن صيام التطوع له ثواب عظيم ، ويتضاعف عندما يكون في أحد الأشهر الحُرم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار مسيرة سبعين خريفا»،  والخريف هو السَّنة، والمراد: مسيرة سبعين سنة مُتفق عليه، وعليه فإن صيام يوم في شهر محرم المبارك تبعد الإنسان عن النار مسيرة 70 سنة، منوهًا بأنه خصّ نفسه سبحانه بالمجازاة عليها، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ» أخرجه أحمد في مُسنده.

ورد أن الصَّومُ في شهرِ محَرَّم مِن أفضل التطوُّعِ؛ فقد أخرج مسلمٌ من حديث أبي هريرةَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «أفضلُ الصِّيامِ بعد شَهرِ رمضانَ شهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ، وأفضَلُ الصَّلاةِ بعد الفَريضةِ قيامُ الليلِ»، ورجَّح طائفةٌ من العُلَماءِ أنَّ مُحَّرمًا أفضَلُ الأشهُرِ الحُرُمِ؛ قال ابنُ رجب: وقد اختلف العلماءُ في: أيُّ الأشهُرِ الحُرُمِ أفضَلُ؟ فقال الحسَنُ وغيرُه: أفضلُها شهرُ اللهِ المُحَرَّمُ، ورجَّحه طائفةٌ من المتأخِّرين، ويدُلُّ على هذا ما أخرجه النَّسائيُّ وغيرُه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: «سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ اللَّيلِ خيرٌ، وأيُّ الأشهُرِ أفضَلُ؟ فقال: خيرُ اللَّيلِ جَوفُه، وأفضَلُ الأشهُرِ شَهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ» قال ابنُ رجب رحمه الله: "وإطلاقُه في هذا الحديثِ «أفضل الأشهر» محمولٌ على ما بعد رمضانَ، كما في روايةِ الحسَنِ المرسَلةِ".

الصيام في آخر أيام شهر المحرم

 ورد فيه أنه بيَّن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَضْلَ صيامِ شَهرِ اللهِ المُحَرَّمِ بقَولِه: ((أفضَلُ الصِّيامِ بعد رمضانَ شَهرُ اللهِ المُحَرَّمُ)) ، واختلف أهلُ العلمِ -رحمهم الله- في مدلولِ الحديثِ: هل يدلُّ الحديثُ على صيامِ الشهرِ كاملًا أم أكثَرِه؟ وظاهِرُ الحديثِ -واللهُ أعلَمُ- يدُلُّ على فَضلِ صيامِ شهرِ المُحَرَّمِ كاملًا، وحمَلَه بعضُ العُلماءِ على الترغيبِ في الإكثارِ من الصِّيامِ في شهرِ المُحَرَّم لا صومِه كُلِّه؛ لقولِ عائشةَ رضي الله عنها: (ما رأيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شعبانَ) أخرجه مسلم ، ولكِنْ قد يقال: إنَّ عائشةَ رضي الله عنها ذكَرَت ما رأَتْه هنا، ولكِنَّ النَّصَّ يدُلُّ على صيامِ الشَّهرِ كاملًا.

ويعد شهر المحرم هو أول شهرٍ من الأشهرِ الهجرية، وأحدُ الأشهر الأربعة الحرم، وأفضلها، فالصوم فيه يلي في الفضل صومَ شهر رمضان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم، كما حدث فيه أمر عظيمٌ ونصرٌ مبينٌ، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجَّى فيه موسى -عليه السلام- وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.

وورد فيه أن شهر المحرم يشتمل على يوم عاشوراء، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:" ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء.."، متفق عليه.

لماذا أوصى النبي بالإكثار من الطاعات في محرم

لماذا أوصى النبي بالإكثار من الطاعات في محرم ؟، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أن للأشهر الحرم ومن بينها المحرم، خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرى، لهذا أوصى النبي –صلى الله عليه وسلم بالإكثار من العمل الصالح فيها. 

وأوضح «مركز الأزهر»  في إجابته عن سؤال لماذا أوصى النبي بالإكثار من الطاعات في محرم ؟، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالإكثار من العمل الصالح والطاعات والعبادات مع اجتناب المحرمات في هذه الشهور لثلاثة أسباب، أولها أن فيها الفضلُ الكبير، فاللهُ يُضاعِفُ لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ هذهِ الأشهر. 

وأضاف أن ثانيها حرمة القتال فيها مشددة، فقال الله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ» الآية 217 من سورة البقرة، وثالثها تشديدُ حرمةِ الظلم فيها، لقوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم» الآية 36 من سورة التوبة.

ما شهر المحرم  

، ورد أن المُحَرَّم (بالألف واللام دائمًا) الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجري، كان اسمه في الجاهلية مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر، في حين كان يطلق اسم المُحَرَّم في الجاهلية على شهر رَجَب. 

و قال تعالى «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»، سورة التوبة: 36، والأشهر الأربعة الحرم هي أشهر قمرية «رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم»، ولأن الله تعالى نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، أول يوم هذا التقويم الجمعة 1 محرم سنة 1هـ.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الشيخ قاسم: مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة وستكون أقوى

الثورة نت/
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، أن مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي ‏والأشرف.
وكتب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم الخميس، رسالة الى الجرحى جاء فيها:

بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
أحبائي الجرحى من المجاهدين والمجاهدات، الرجال والنساء والأطفال.‏
تحيةً لكم أيُّها الشهداء الأحياء، يا من حصلتُم على مقام الشهداء ولم تنتقلوا إلى دار البقاء، لتستكملوا ‏دوركم في الرُّقي والسُّمو في درب الإيمان والجهاد والولاية والمقاومة.‏
أنتم أعظمُ بلاءً ممن يجاهد في سبيل الله، لأن جراحاتِكم المؤلمة تُرافقكم في كل لحظة، من دون أن تُثنيكم ‏عن الاستمرار في العطاء والتضحية.‏

أنتم المقتدون بأبي الفضل العباس (عليه السلام) حامي المسيرة بقيادة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه ‏السلام) في قمة الفناء في الله والتضحية في سبيله، في كربلاء الشهادة ونُصرة الدين والحق.
ما أروع هذا ‏الوصف في زيارة أبي الفضل العباس، والذي ينطبق عليكم: “فنِعم الصابر المجاهد المحامي الناصر والأخ ‏الدافع عن أخيه، المجيبُ إلى طاعة ربِّه، الراغبُ فما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل والثناء الجميل، وألحقك ‏الله بدرجة آبائك في جنات النعيم”.‏

“عدوكم الكيان الإسرائيلي وداعمته أمريكا، وهو أعتى الطغاة في عالمنا اليوم، ولكنكم بجراحكم كسرتم ‌‏تطلعاته، وهزمتم أهدافه، وأصبحتم أصواتاً صادحةً بالحق، أنتم الأوفياء لسيد شهداء الأمة السيد حسن ‏ ‏نصر الله (رض) ولكل الشهداء والأسرى والجرحى والمؤمنين بهذا الخط، وقد ابقاكم الله تعالى على قيد ‏الحياة ‏لتستكملوا مهمتكم وتقوموا بِدوركم بقدر استطاعتكم”.‏
مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة، وستكون أقوى بالمجاهدين والجرحى والأسرى والشعب الوفي ‏والأشرف، هذه سيرة الأنبياء والأئمة، سيرة الإمام المهدي (عج)، سيرة خط الإمام الخميني(قده)، والولي ‏الإمام الخامنئي (دام ظله)، وسيد شهداء الأمة السيد حسن (رض) والسيد الهاشمي(رض)، والشهداء، قال ‏تعالى: “ونُريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين”.‏
مكافأتكم محفوظةٌ عند الله، فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام): “رحم الله العباس، فلقد آثر وفدى أخاه ‏بنفسه حتى قُطعت يداه، فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطيرُ بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لِجعفر ‏بن أبي طالب (ع)، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلةً يَغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة”.‏
أخوكم في الله ‏نعيم قاسم.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صيام يوم واحد من الأيام البيض في شعبان 2025؟
  • دار الإفتاء المصرية تحث على محاسبة النفس وزيادة العبادات في مواسم الطاعات
  • (ماما عزة) مسيرة قرآنية امتدت لخمسة عقود
  • الشيخ قاسم: مسيرة المقاومة والتحرير مستمرة وستكون أقوى
  • ترامب يصرّ على فتح بوابات جهنم
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • موعد صيام ليلة النصف من شعبان 2025
  • دعاء الضيق كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
  • خصوصية جبل الطور وتجلي الله تعالى عليه لسيدنا موسى.. تعرف عليها
  • هل يجوز صيام يوم 15 من شعبان منفردا؟ مسموح به في هذه الحالة