في الوقت الذي تتفاقم فيه التوترات بين القوى العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتهديدات النووية المتبادلة، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، دعوة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإجراء محادثات حول ضبط الأسلحة النووية بأنها مجرد «خداع»، وقد جاء هذا الجدل في ظل تصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن على خلفية الحرب في أوكرانيا، فماذا حدث؟

انتقاد روسيا للرئيس الأمريكي

قال «لافروف»، في تصريحات إن دعوة بايدن: «عبارة عن شر»، مؤكدًا أنها بدون شروط مسبقة موضحًا أنها: «تعني أن الأمريكيين يحتفظون بالحق في تصنيفنا كخصم في وثائقهم والإعلان رسميًا عن هدفهم المتمثل في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة»، بحسب وكالة «تاس» الروسية.

وأكد أنه يجب أن تقوم مفاوضات ضبط الأسلحة على الاحترام والاعتراف المتبادل بضرورة تجنب توسيع رقعة الحرب، مؤكدًا استعداد روسيا لإجراء مفاوضات ولكن «دون أي شروط».

ماذا قال بايدن عن روسيا؟

الرد الروسي على ضبط الأسلحة النووية، يعود لتصريح سابق للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال أكتوبر الجاري، قال فيه إن واشنطن مستعدة للدخول في محادثات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية دون شروط مسبقة ودون رفض السياسة الأمريكية الحالية للحد من التهديد النووي، وذلك أثناء تهنئة الفائزين بجائزة نوبل للسلام لعام 2024، بعد حملتهم لتخليص العالم من الأسلحة النووية.

جاءت تصريحات بايدن بعد أن حذرت روسيا الولايات المتحدة وحلفاءها من أن دعمهم لأوكرانيا يخاطر بدفعهم إلى صراع مباشر مع موسكو، وذلك قد يتحول إلى صراع نووي.

وأجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تغييرات استراتيجية بتوسيع السيناريوهات التي قد تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية، ما زاد من التوترات مع الغرب، وذلك مع استمرار التحالفات بين روسيا وكوريا الشمالية والصين.

روسيا والانتخابات الأمريكية 

وفي إطار الحملة الانتخابية الأمريكية، أكد لافروف أن موسكو تراقب تطورات الانتخابات الأمريكية بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، وقال: «نحن مستعدون للعمل مع أي إدارة يختارها الشعب الأمريكي في النهاية، ولكن فقط إذا كانت محادثة متبادلة الاحترام ومتساوية»، وفقًا لوكالة «رويترز».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيرجي لافروف روسيا الأسلحة النووية الولايات المتحدة بايدن الانتخابية الأمريكية الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

كيف قضى بايدن يومه الأخير بالرئاسة الأمريكية؟

واشنطن - الوكالات

قضى الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن يومه الأخير بمنصبه بتكريم الحقوق المدنية في ولاية كارولينا الجنوبية التي انتخبت خصمه دونالد ترامب عام 2020، ليترك بذلك البيت الأبيض بعد ولاية واحدة حاول فيها "استعادة روح أميركا والانتقال من عصر ترامب" العائد للسلطة، ليتركز إرثه بمحاولة الإصلاح داخليا رغم إخفاقات خارجية سيحفظها تاريخه.

وفي آخر زيارة رسمية له، أمضى بايدن وزوجته جيل بايدن يومهما في مدينة تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية التي عانت العبودية والتمييز العنصري.

وحضر بايدن -الرئيس 46 للولايات المتحدة- قدّاسا في الكنيسة المعمدانية التبشيرية الملكية، وهي كنيسة تاريخية للسود في شمال تشارلستون وقعت فيها مذبحة بحق مرتادي كنيسة من السود، وهدفت زيارته إلى التحدث عن إرث رمز الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي يوافق اليوم الاثنين ذكرى تكريمه.

كذلك زار بايدن وزوجته المتحف الدولي للأميركيين الأفارقة بالولاية، والذي بُني على موقع يطل على الساحل حيث جلب عشرات الآلاف من الأفارقة إلى الولايات المتحدة من أواخر ستينيات القرن 18 حتى عام 1808.

واعتبر النائب الديمقراطي جيم كليبرن من كارولينا الجنوبية أن زيارة بايدن في يومه الأخير بالسلطة "رسالة شكر للولاية" التي ساعدته بالفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2020، رغم خسارته لها بالانتخابات الرئاسية.

حديث عن السلطة
وفي الكنيسة، توجه بايدن للمصلين قائلا "اعتاد والدي أن يقول إن الخطيئة الكبرى هي إساءة استخدام السلطة"، من دون أن يذكر اسم ترامب، والذي وجه له هذا الاتهام سابقا، لا سيما في خطابه السياسي خلال حملته الرئاسية معتبرا أن "ترامب يضع مصالحه الشخصية فوق مصالح البلاد".

وخلال الخطاب، حضّ بايدن الأميركيين على "الحفاظ على الإيمان بأيام أفضل مُقبلة"، مضيفا أن "الإيمان يعلمنا أن أميركا التي نحلم بها هي دائما أقرب مما نعتقد"، في ظل إشارته مرات سابقة إلى أن ترامب "دمر روح أميركا التي يحلم بها الأميركيون" بسياساته المقوّضة للديمقراطية، لا سيما بعد اقتحام مبنى الكابيتول من قبل داعميه 2021.

ورغم أن سياسات بايدن الداخلية طوال السنوات الأربع الماضية حاولت تعديل سياسات ترامب بقضايا الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية، فإن الحزب الديمقراطي وجّه اتهامات له بأنه ساهم بعودة ترامب للبيت الأبيض، واعتبروا أن ذلك سيبقى بإرثه.

فمن أبرز المشاهد في رئاسة بايدن هي المناظرة التي وصفت "بالسيئة" مع ترامب في 27 يونيو/حزيران الماضي، حين ظهر خلالها تراجع قدراته البدنية والذهنية، الذي أثار مخاوف الحزب الديمقراطي حول قدراته، غير أنه أصر على الترشح مرة أخرى، لينسحب بوقت متأخر من السباق الرئاسي.

ونتيجة ذلك، اعتبر الديمقراطيون أن بايدن لم يترك فرصة لنائبته كامالا هاريس التي ترشحت للرئاسة، مما أدى بالنهاية إلى خسارتها أمام ترامب رغم التبرعات الكبيرة التي حصدتها.

ويرى محللون أن إخفاق بايدن ببعض النواحي الاقتصادية، والذي أدى إلى ارتفاع مستويات التضخم في عامي 2021 و2022 حتى بلغ ذروته عند 9%، أسهم بعودة ترامب الذي أدرك أهمية الاقتصاد عند الأميركيين.


إخفاقات خارجية
وبينما احتفل ترامب بواشنطن الليلة الماضية مع بعض مقتحمي مبنى الكابيتول بتنصيبه، مستعدا لتنفيذ تعهده بتوقيع 100 أمر تنفيذي بيومه الأول بالبيت الأبيض وإلغاء بعض قرارات سلفه ليرسم سياسة أميركية جديدة فخورا بإنجازه صفقة قطاع غزة، يغادر بايدن بإخفاقات خارجية سيحفظها إرثه.

إذ يعتقد محللون أن سياسة بايدن الخارجية ساهمت باستمرار حرب قطاع غزة 15 شهرا، باستمرار دعمه لإسرائيل دون ممارسة الضغوط الكافية، حتى التوصل إلى صفقة الأسبوع الماضي في الدوحة بعد مشاركة ستيف ويتكوف مبعوث ترامب بالمباحثات.

كذلك يترك بايدن الرئاسة دون تمهيد الطريق لإنهاء الحرب المتواصلة في أوكرانيا، فلم تقدم إدارته أيضا في هذه الحرب سوى الدعم العسكري لكييف، كما لم تستطع منع اندلاع الحرب رغم معرفتها الاستخباراتية بنية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شنها.

وأول قراراته التي تعدّ إخفاقا بسياسة بايدن الخارجية كان الانسحاب الأميركي الذي وصف بالفوضوي من أفغانستان في أغسطس/آب 2021 وعودة طالبان للسلطة.

ورغم أن بايدن قال عام 2016 إنه "سيكون أفضل رئيس للولايات المتحدة" بخبرته السياسية التي استمرت عقودا، فإن إرثه يعكس إخفاقات اعتبر الديمقراطيون أنها قادت ترامب للرئاسة من جديد.

مقالات مشابهة

  • كيف قضى بايدن يومه الأخير بالرئاسة الأمريكية؟
  • كيف سيؤثر حظر «تيك توك» في أمريكا على الاقتصاد والمجتمع الأمريكي؟
  • موثقة بمقاطع فيديو.. موسكو تتهم أوكرانيا بقتل 7 مدنيين في كورسك
  • البرهان يرد على بايدن والعقوبات الأمريكية ضده ويكشف تفاصيل حسابه البنكي
  • وماذا عن دفن النفايات النووية في السودان يا أمريكا
  • بعد مقتل 4 كييف..موسكو: الهجوم رداً على مهاجمة روسيا بصواريخ أتاكمز الأمريكية
  • روسيا تشترط وقف دعم أوكرانيا لاستئناف المفاوضات النووية والاقتصادية مع واشنطن
  • أمريكا: إعادة توحيد المؤسسات الليبية يُشكل مفتاحًا لإعادة تأكيد السيادة
  • كيف دفع تشاك شومر الرئيس الأمريكي «بايدن» للانسحاب من الانتخابات الأمريكية؟
  • استمرار التوترات الأمنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة| تفاصيل