العربية:
2025-03-20@11:33:22 GMT

ثروات تجنيها شبكات تهريب البشر.. مهاجرون يروون

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

ثروات تجنيها شبكات تهريب البشر.. مهاجرون يروون

‍‍‍‍‍‍

على الرغم من التحذيرات المتكررة والإجراءات الصارمة التي تفرضها السلطات الأمنية في الدول الأوروبية والشرق أوسطية للحدّ من تدفّق المهاجرين غير الشرعيين والعبور بشتى الطرق باتجاه أوروبا، إلا أن شبكات تهريب البشر تتكيّف باستمرار مع تلك الإجراءات وتتغلب عليها لكسب المزيد من المال مقابل إيصال المهاجرين إلى الدول الأوروبية.

فكم يبلغ حجم تلك الأموال التي تجنيها هذه الشبكات المنظمة؟

مادة اعلانية

حتى الوقت الحالي، لا توجد أرقام دقيقة للمبالغ المالية التي تحصل عليها شبكات تهريب البشر نظراً لكثرة عددها.

ليبيا "عنف واغتصاب".. مهاجرات يروين معاناتهن في ليبيا

فهي تعمل بين حدود دولٍ متفرّقة، إلا أن عدداً من المهاجرين الذين تواصلت معهم "العربية.نت" أكّدوا أن شبكة التهريب الواحدة قد تحصل في اليوم الواحد على مبلغ نصف مليون دولارٍ أميركي إذا كان لديها 100 مهاجر يرغبون في العبور من الأراضي التركية مثلا نحو بلغاريا أو اليونان.

5 آلاف دولار على الأقل

وقال مهاجر عراقي إن "متزعّم شبكة التهريب يطلب على الأقل مبلغ 5 آلاف دولار للعبور من تركيا إلى بلغاريا، لكن هذا المبلغ يزيد إذا كانت الوجهة ألمانيا انطلاقاً من الأراضي التركية مروراً ببلغاريا وصربيا ودولٍ أخرى".

كما أضاف موضحا أن "القافلة الواحدة تضمّ 15 شخصاً ويمكن للشبكة تسيير 10 قوافل يومياً وبطرقٍ مختلفة".

انقاذ أحد قوارب الهجرة في البحر (فرانس برس) شركات حوالات مالية

إلى ذلك، قال في حديث مسجّل لـ"العربية.نت" إن "شبكات التهريب على صلة بمكاتب وشركات حوالات مالية، على اعتبار أن اللاجئين لا يثقون بالمهرّبين، ولذلك يطلبون منهم تسليم المبلغ المتفق عليه لتلك المكاتب، بحيث لا يمكنها تسليم المبلغ للمهرّبين إلا في حال قام اللاجئ بتصوير فيديو يؤكد أنه وصل إلى أوروبا وفي هذه الحالة يتمّ تسليمهم المال، لكن في بعض الحالات تتواطؤ المكاتب مع المهرّبين".

ولم يتمكن هذا المهاجر من الوصول إلى ألمانيا رغم أنه تمكن من عبور الحدود بين تركيا وبلغاريا، لكنه تاه في الغابات إلى أن عثرت عليه الشرطة الحدودية البلغارية وقامت بترحيله إلى تركيا مجدداً، حيث لم يقم المكتب الذي أودع لديه المال بإعادة المبلغ بالكامل.

وقال في هذا الصدد إن "شبكة التهريب استولت على جزء من المبلغ الذي كان 8500 دولار، ودفعت قسماً منه بعد مماطلة استمرت لأسابيع وهو ما حصل مع كثير من المهاجرين الذين كانوا معي وتاهوا في الطريق".

كما أضاف قائلا إن "القافلة التي أقلته كانت تضمّ 15 شخصاً ودفع كلّ شواحد 5 آلاف دولار على الأقل لمن كان يرغب في الوصول فقط إلى بلغاريا، في حين هناك من دفع 8500 دولار للوصول إلى ألمانيا، وبالتالي بلغ المبلغ الذي وصل للشبكة وسطياً في يومٍ واحد ما بين 75 ألف و 100 ألف دولار".

مهاجرون أنقذوا من الغرق (فرانس برس) لا إيصالات

كذلك أوضح أن "شبكات التهريب هي التي تحدّد أسماء المكاتب التي تودع لديها الأموال من دون أن تقدّم إيصالات أو أدلة تؤكد دفع المهاجر للمال"، مشدداً على أن "حقوق اللاجئ غير مضمونة والمكاتب تضمن فقط أموال شبكات.

ومع أن هذا اللاجئ فشل في الوصول إلى ألمانيا، لكن رفيق دربه الآخر وصل بعد رحلة محفوفة بالمخاطر داخل الأراضي البلغارية.

وقال في هذا السياق إن "رحلتنا بعد عبور الحدود البلغارية امتدت سيراً على الأقدام مدّة 5 أيام ومن ثم انتقلنا بالسيارة إلى العاصمة صوفيا ومن هناك إلى صربيا في رحلة امتدت ليومٍ واحدٍ سيراً على الأقدام ومن ثم بواسطة سيارة وهو أمر تكرر أيضاً بين الحدود الصربية المجرية قبل الوصول إلى ألمانيا".

مهاجرون تحت لهيب الشمس بين تونس وليبيا

وبحسب شهادة هذا اللاجئ لـ"العربية.نت"، فقد كلّفه الوصول إلى ألمانيا 8500 دولار دفعها لشبكات التهريب، ليضاف إلى هذا المبلغ مصاريفه الشخصية التي بلغت نحو ألفي دولار أميركي خلال رحلة وصوله التي دامت قرابة شهرٍ ونصف.

تتكيف مع العقبات

إلى ذلك، شدّد معظم اللاجئين الذين تواصلت معهم "العربية.نت" على أن "شبكات التهريب تتكيّف دوماً مع العقبات التي تضعها الحكومات على الحدود، بحيث يستمر تهريب البشر في كلّ حين دون توقف".

ويوم أمس الأحد، أعلنت ألمانيا أنها تمكّنت من إلقاء القبض على حوالي 1000 مهرّب مرتبطين بشبكات تهريب البشر بين الشرق الأوسط وأوروبا ومن بينهم 89 مواطناً تركياً و148 آخرين يحملون الجنسية السورية، علاوة على جنسياتٍ أخرى أوكرانية وألمانية وأفغانية.

حسابات المهربين

إلا أن السلطات الألمانية لم تقدّم أرقاماً نهائية عن الأرصدة البنكية لأولئك المهرّبين، لكنها كشفت أنها ضبطت خلال العام الماضي مبلغ 940 ألف يورو في حسابات بنكية مختلفة تعود لعدد من المهربين.

وفي الخامس من شهر يوليو/تمّوز الماضي، شنّت السلطات الألمانية حملة مداهمات وتفتيش كبيرة في عدد من ولايات البلاد لمكافحة عصابات تهريب البشر، حيث شارك 900 شرطي من الشرطة الاتحادية ومقر شرطة أوسنابروك في 36 عملية تفتيش لمنازل، واعتقلت 18 شخصاً في سكسونيا السفلى وبريمن وشمال الراين وستفاليا وبادن فورتمبيرغ.

قوارب الهجرة ورحلات الموت عبر البحر (فرانس برس)

ويُتهم الأشخاص الذين تم القبض عليهم بتشكيل عصابة لتهريب البشر والتهريب التجاري للأجانب، وفق ما أفاد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI في تقريرٍ مطوّل.

كذلك في الرابع من يونيو/حزيران الماضي، ألقت السلطات الألمانية القبض على 5 زعماء مفترضين لما يعرف بشبكات التهريب الدولية، التي تقوم باستغلال لاجئين وإدخالهم بطرق غير شرعية إلى أوروبا، إذ قامت تلك الشبكات بتهريب نحو 10 آلاف شخص أغلبهم سوريون وأفغان وباكستانيون، ووصل منهم قرابة ألفي شخص إلى ألمانيا بعد أن دفع كل واحد منهم مبلغ 10 آلاف يورو، وهو ما يعني أن شبكات التهريب جمعت مبلغ 20 مليون يورو من هذه الدفعة فقط من اللاجئين.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News العربية_نت

المصدر: العربية

كلمات دلالية: العربية نت

إقرأ أيضاً:

تحذيرات إسرائيلية من تصاعد عمليات التهريب عبر الأردن ومصر بواسطة المسيّرات

رغم الإجراءات الأمنية الاسرائيلية المكثفة لتأمين الحدود مع الدول العربية المجاورة، لكن استمرار ‏عمليات التهريب تشير الى خروقات أمنية مقلقة، وهناك خشية جدية من تعاظمها ‏بوسائل متطورة مثل المسيرات، مما يأخذ المسألة نحو اتجاهات خطيرة.

فيلد أربيلي مراسل صحيفة معاريف في المنطقة الجنوبية، ذكر أنه "منذ 71 عاما ‏بالضبط، في 17 مارس 1954، قامت مجموعة مسلحة بنصب كمين لحافلة إيغيد في طريقها من إيلات إلى تل ‏أبيب في مستوطنة معاليه هعقربيم، مما أدى لمقتل 12 مستوطنا، وهو أول هجوم دموي في تاريخ الاحتلال، ‏وكشفت تحقيقات الجيش أن المقاومين تسللوا من الأردن ضمن مجموعة فدائية، وهناك تكهنات بأنهم قدموا من ‏مصر، أو أنهم من سكان النقب يعملون في التهريب". ‏

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "إحياء ذكرى هذه العملية بعد كل هذه العقود الطويلة تؤكد أن ‏الاسرائيليين لم يتعلموا الدرس حقا، لاسيما مع دخول الطائرات المسيرة على خط التهريب، وإتقان الجماعات ‏المسلحة لتغيير قواعد اللعبة، فيما قال قائد منطقة الشرطة الجنوبية حاييم بوبليل إننا بتنا نعثر على طائرة بدون ‏طيار في كل منزل تقريبا" وتشير الأدلة لظاهرة مثيرة للقلق تتوسع وهي التهريب المتطور ‏باستخدام الطائرات بدون طيار. ‏

وأوضح أن "مجموعات التهريب الماهرة تغير قواعد اللعبة، وتجبر الشرطة على الانخراط في ‏مطاردةٍ لا هوادة فيها، تكاد تكون مستحيلة، وتستخدم طائرات رش مسيرة رخيصة الثمن نسبيا، قادرة على حمل ‏حمولات تتراوح بين 60 و70 كغم، لتنفيذ عمليات تهريبٍ سريعةٍ للغاية من الحدود الأردنية والمصرية، ولا تستغرق ‏العملية برمتها سوى بضع دقائق، لأنها تجتاز رحلة سريعة لمسافة 300 متر عبر الحدود، والهبوط، ونقل ‏البضائع إلى عربات تجرها الدواب تنتظر في الميدان". ‏

وأكد أنه "حتى لو تم ضبط الطائرات المسيرة، ففي غضون ساعات قليلة، فإن المهربين يزودون أنفسهم  ‏بمعدات جديدة، ويواصلون أنشطتهم، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول غياب الرصد الأمني، لأننا أمام ‏عمليات تهريب لأسلحة وبضائع غير بريئة، وأكثر خطورة، والجواب المقلق معروفٌ لدى الشرطة بأن المهربين ‏ينقلون أيضا الأسلحة والمخدرات وغيرها بالطريقة نفسها باستخدام الطائرات بدون طيار نفسها، وبالتالي فليس ‏هناك ما يمنعهم من تهريب المتفجرات، أو حتى المقاتلين".‏

وأشار أن "الاعتقالات الأخيرة التي نفذتها الشرطة في بعض المناطق داخل الدولة، وتضمن بعضها ‏تبادلا لإطلاق النار، يشير الى تصميم عصابات التهريب، وخطورتها، لأننا أمام بنية تحتية يمكن استخدامها في ‏أنشطة مسلحة معادية بسهولة مثيرة للقلق، ولا يمكن للدولة بعد هجوم السابع من أكتوبر، أن تتهاون، لأن الهجوم ‏على مستوطنات غلاف غزة جاء نتيجة مباشرة لتسلل المسلحين الذين استغلوا الثغرات في السياج الأمني، ولكن ‏بشكل رئيسي نتيجة التراخي الأمني السابق". ‏



واستدرك بالقول إن "هذه الثغرات موجودة أيضا في السماء، فالطائرات المسيرة المستخدمة في التهريب ‏مجهزة بتكنولوجيا متطورة، وسريعة، ويصعب اكتشافها، وتعترف الشرطة بأنها تواجه صعوبة في مواكبة أساليب ‏التهريب المتطورة، لأن طول الحدود مع مصر والأردن، وسرعة التهريب يجعلان من الصعب القبض عليهم، حيث ‏تتسابق الشرطة مع الزمن والتكنولوجيا والخبرة المتراكمة للمهربين، الذين استغلوا سهولة اختراق الحدود واستخدام ‏الطائرات المسيرة في عمليات تهريب سريعة ومتطورة ومربحة".‏

وأضاف أن "الدولة مطالبة بأن تستيقظ، وتدرك أن التهريب ما هو إلا قمة جبل الجليد لتهديد أمني ‏خطير، وهناك حاجة لاستراتيجية متكاملة، تعتمد إنشاء وحدة متخصصة لمكافحة تهريب الطائرات المسيرة، ‏تتضمن تقنيات متطورة للكشف والتعطيل والاعتراض، وتكثيف تعاون الجيش والشاباك والشرطة، للتعامل مع هذه ‏الظاهرة، وفرض عقوبات شديدة على مهربي الأسلحة والذخائر باستخدام الطائرات بدون طيار، والاستثمار في ‏التقنيات المتقدمة لإحباط عمليات التهريب، بما فيها أنظمة تحديد التحركات المشبوهة على ارتفاعات منخفضة، ‏وتكثيف العمل الاستخباراتي المعمق في المناطق التي تتركز فيها أنشطة التهريب".‏

ودعا الكاتب إلى "زيادة التنسيق الأمني مع مصر والأردن لإحباط عمليات التهريب على الحدود ‏المشتركة، لاسيما وأنه في ٢٠٢٥ لم يعد التهديد الأمني على الأرض أو في الأنفاق فحسب، بل في السماء أيضا، ‏لأنه عندما يكون ممكنا تهريب الأسلحة والذخائر عبر الحدود خلال 300 متر من الطيران السريع، وبضع دقائق ‏من النشاط المعقد، فهذا يعد خرقا أمنيا يتطلب نهجا قوميا، ومؤشر على ضعف أمني خطير قد يكلف الاسرائيليين ‏أرواحهم، وإذا لم تغلق الدولة حدودها الجوية، فإن الدرس المؤلم الذي تعلمته في أكتوبر 2023 قد يصبح بمثابة ‏تحذير آخر لم تأخذه على محمل الجد".‏

مقالات مشابهة

  • ترحيب بقاعي بانتشار الجيش رغم التخوين والبدء بإغلاق معابر التهريب
  • “شعور لا يوصف”.. زوار مكة يروون لحظة رؤية الكعبة لأول مرة .. فيديو
  • وقاحة أمريكا
  • الواردات الاتحادية: دعم حكومي لتعزيز الشفافية والعدالة في توزيع ثروات الدولة
  • في السرايا.. اجتماع يخصّ مراقبة الحدود ومكافحة التهريب وهذا ما تقرّر
  • بـ3 مليار دولار.. ألمانيا تقدم دعماً عسكرياً جديداً لأوكرانيا
  • تحذيرات إسرائيلية من تصاعد عمليات التهريب عبر الأردن ومصر بواسطة المسيّرات
  • مهاجرون يرفضون الإخلاء من مسرح في باريس.. والشرطة تتدخل
  • التهريب لم يتوقّف
  • 10 ملايين دولار..مكافآت من أمريكا لمن يكشف شبكات تهريب أموال حزب الله