الجزيرة:
2025-03-25@23:01:12 GMT

روبوتات دقيقة للتنظيف.. مستقبل طب الأسنان؟

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

روبوتات دقيقة للتنظيف.. مستقبل طب الأسنان؟

لطالما كان القطاع الطبي أحد أهم القطاعات الحاضرة في جميع أفلام الخيال العلمي التي صورت مستقبل الحضارة الإنسانية، بدءًا من آليات الشفاء السريع وحتى إعادة نمو وتوصيل الأطراف المقطوعة وربما تعزيز القدرات البشرية عبر قطع آلية مدمجة.

ورغم هذا الحضور القوي في ذهن المبدعين، فإن القطاع الطبي عانى من تطور بطيء على أرض الواقع، واقتصر التطور في أغلبه على آلات لتعزيز القدرات التشخيصية للأطباء، حتى إن دور الذكاء الاصطناعي كان مقصورًا على مساعدة وتحليل بيانات المريض دون تقديم تشخيص حقيقي.

في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة بنسلفانيا، قاد كلّ من الدكتور هيون (ميشيل) كو وإدوارد ستيجر أبحاثًا على بعض التطبيقات التقنية في قطاع طب الأسنان تحديدًا، كان أبرزها تقنية روبوتات دقيقة "مايكروبوت" (Microbot) يتم تناولها وتعمل كطاقم تنظيف متكامل للأسنان، في محاولة منهم لخفض مخاطر تلوث الأسنان والضرر اللاحق بها، ورغم بساطة الفكرة، فإنها تفتح الباب أمام فجر جديد في قطاع طب الأسنان تحديدا.

روبوتات يمكن تناولها

تتمتع هذه الروبوتات بمجموعة متنوعة من الوظائف التي يمكن تنفيذها داخل فم الإنسان، بدءًا من القدرة على تنظيف الأسنان وإزالة الرواسب العالقة وحتى تشذيب وعلاج بعض الأمراض الطفيفة التي تصاب بها الأسنان، وذلك بفضل جهاز توجيه مغناطيسي يتيح لك التحكم في هذه الروبوتات لتنفيذ الأوامر المبرمجة عليها مسبقًا.

يوضع جهاز التوجيه المغناطيسي موجهًا ناحية المكان الذي يحتاج إلى علاج أو تنظيف، ثم تبدأ الروبوتات مباشرةً في علاج المشاكل التي تواجهها، وتنفيذ الأوامر الموجهة لها مسبقًا، سواءً كانت لتنظيف الأسنان أو كانت لعلاج مشاكل الأسنان البارزة.

وأما عن طريقة إدخال الروبوتات إلى الجسم، فتحدث كو المسؤول عن المشروع باستفاضة، مشيرًا إلى أن السر يكمن في آلية صناعة هذه الروبوتات، فهي تتكون من مجموعة من الجسيمات الدقيقة للغاية المصنوعة من مركبات أكسيد الحديد، وهي مادة تستخدم بكثرة في الطعام ومرخصة من هيئة الأدوية والغذاء الأميركية "إف دي إيه" (FDA)، لذا فإن المريض يتناول هذه الجسيمات الدقيقة التي تتحد معًا لتشكل الروبوتات الدقيقة.

وأضاف كو أنهم يعملون على طرق وخيارات أخرى ليتم استخدام هذه الروبوتات فيها، بدءًا من دمجها مع معجون تنظيف أسنان خاص يستخدم فرشاة أسنان خاصة، ويتم توجيه الروبوتات في هذه الحالة عبر جهاز يشبه واقي الفم يضم المغناطيس الذي يوجه الروبوتات مباشرةً إلى الهدف.

السر في مركبات أكسيد الحديد

تمكن العلماء من الوصول إلى هذه الروبوتات الدقيقة بفضل الخواص الفريدة التي تتمتع بها مركبات أكسيد الحديد، بدءًا من كونها مركبات محفزة قادرة على توليد مضادات ميكروبية تقتل الميكروبات الموجودة بين الأسنان، فضلًا عن تهذيب أطراف الأسنان.

وأما المزايا المغناطيسية التي تتمتع بها هذه المركبات، فهي ما تتيح بناء الروبوتات الدقيقة وتوجيهها داخل الفم بكل سهولة ويسر، ولأن الروبوت يتكون من جزئيات دقيقة للغاية، فإن هذا يتيح له التكيف مع تضاريس التجويف الفموي والأسنان وبالتالي الوصول إلى أماكن يصعب الوصول إليها باستخدام فرشاة الأسنان المعتادة.

نجاح باهر في التجارب العملية

لن يكتمل البحث العلمي دون وجود تجارب تعزز من نتائجه وتثبت قدرته على حل التحديات بعينها، وبحسب التجارب التي أجراها الفريق البحثي في جامعة بنسلفانيا، فإن هذا الابتكار لديه القدرة على تنظيف الأسنان والقضاء على الميكروبات بنسبة تصل 80%.

اعتمد الفريق على نوعين من التجارب لتعزيز فكرته، في البدء قام الفريق بطباعة هيكل ثلاثي الأبعاد يحاكي تركيب الأسنان البشرية مع الأنسجة المحيطة بها، واستخدم الفريق الروبوتات الدقيقة لتنظيف التلوث المحيط بهذه الأسنان، ثم بدؤوا بمقارنة النتائج مع نموذج آخر تم استخدام طرق التعقيم المعتاد فيه.

بينت النتائج أن نموذج الروبوتات قد وصل إلى نسبة تعقيم 100% من الميكروبات الموجودة في الهيكل، وهذا يعني أن الأسنان أصبحت نظيفة تمامًا دون وجود أي بقايا بكتيرية عليها، وهو الأمر الذي يتفوق على العديد من منظفات الأسنان والمركبات الكيميائية الخاصة بها.

ومن أجل تعزيز هذه النتيجة، أجرى الفريق اختبارًا آخر على الحيوانات، وفي هذا الاختبار تمكنت الروبوتات من القضاء على 80% من الميكروبات الموجودة، ورغم أن هذا الاختلاف قد ينبع من اختلاف طبيعة الفم وتركيبة الأسنان في الإنسان والحيوان، فإن الفريق يحاول جاهدًا تحسين هذه النتائج مع اقتراب نهاية مرحلة اختبارات الحيوانات والانتقال إلى الاختبارات البشرية نهاية هذا العام.

يذكر أن عملية تصنيع وبرمجة هذه الروبوتات الدقيقة ليست مكلفة للغاية، إذ إن تكلفتها تقترب من تكلفة فرشاة الأسنان الكهربائية، لذا يتوقع الفريق تقبّلا جماهيريا واسعا لها فور طرحها، رغم أن مدة التنظيف قد تصل إلى 10 دقائق في بعض الحالات، وهي من الجوانب التي يحاول الفريق حلها.

تطبيقات منوعة للتقنية

يسعى الفريق بشكل أساسي لتطبيق عمله على الأسنان وتنظيفها مباشرةً، ورغم بساطة هذا المسعى، فإنه يوفر فرصًا كثيرة لمن يعانون من تحديات حركية تمنعهم من التحكم في فرشاة الأسنان بشكل سلس، وهو الأمر الذي يخفف من معدلات التلوث والإصابات التي تطرأ في أسنانهم.

فضلًا عن ذلك، فإن هذه التقنية تفتح الأبواب أمام عالم الروبوتات الدقيقة التي يمكن التحكم فيها عن بعد، وهي ما يمكن استخدامه لاحقًا في إزالة الميكروبات المعوية أو حتى التنفسية، وربما تتطور التقنية بشكل يتيح لهذه الروبوتات القيام بعمليات جراحية بسيطة وتعقيم الجروح بشكل يمنع تلوثها نهائيًا.

لذا، فإن حدود هذه التقنية هي السماء، ولا يمكن التأكد من استخداماتها المستقبلية حتى انتهاء التجارب الحقلية عليها، ولكنها تقنية قد توازي اكتشاف "البنسلين" في الأهمية، فهل نرى مستقبلًا الروبوتات الدقيقة تحل مكان الأطباء في هذا الشأن؟

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذه الروبوتات بدء ا من

إقرأ أيضاً:

صور.. اكتشاف كائنات دقيقة حفرت أنفاقًا في صخور قبل مليوني عام

اكتشف باحثون من جامعة ماينتس غربي ألمانيا آثارًا لكائنات دقيقة غير معروفة حفرت أنفاقًا في الرخام والحجر الجيري في مناطق صحراوية.
وأوضح الباحثون في نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "جيوميكروبولوجي جورنال" العلمية، أن هذه الأنفاق تقع في الصحاري الواقعة في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وناميبيا.الاكتشافات الأثريةوبلغ عرضها قرابة نصف ملّيمتر وطولها يصل إلى ثلاثة سنتيمترات، وأنها وجدت مصطفة بشكل متواز، ما شكل أنماطًا شريطية يصل طولها إلى عشرة أمتار.
أخبار متعلقة سحب نحو 220 ألف سكوتر من أنحاء أمريكا بسبب خطر السقوطالألعاب القديمة تشهد إقبالًا من زوار "بسطة خير السعودية" بجدةونقل بيان عن عالم الجيولوجيا سيس باسشير، قوله:" لا نعلم حاليًا ما إذا كانت هذه كائنات انقرضت أم لا تزال موجودة في مكان ما".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اكتشاف كائنات دقيقة حفرت أنفاقًا في صخور قبل مليوني عام - وكالات
وتابع البيان أن أول الاكتشافات عُثر عليها في ناميبيا قبل 15 عامًا، ودرسها باسشير مع زملائه بشكل أكثر تفصيلًا.
وأوضح أن العلماء يشتبهون في أن الكائنات الدقيقة ربما حفرت هذه الأنفاق للحصول على العناصر الغذائية، الموجودة في كربونات الكالسيوم، وهي المكون الأساسي للرخام".هياكل قديمةوأضاف باسشير: "المسألة تتعلق في جميع الحالات بهياكل قديمة، ويحتمل أن يكون عمرها مليونًا أو حتى مليوني سنة"، مشيرًا إلى أنه لا يزال نوع الكائن الحي الذي تسبب في تكوين هذه الهياكل مجهولًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } اكتشاف كائنات دقيقة حفرت أنفاقًا في صخور قبل مليوني عام - وكالات
وذكر أنه قبل 500 إلى 600 مليون عام، تشكلت القارة العظمى "جوندوانا" نتيجة اندماج القارات، وخلال تلك الفترة، تراكمت الرواسب الكلسية في المحيطات القديمة.
وتحولت لاحقًا إلى رخام تحت تأثير الضغط والحرارة، وظهرت في هذا الرخام الهياكل الغريبة التي لا تعود إلى أحداث جيولوجية معروفة.

مقالات مشابهة

  • إيران تكشف عن مدينة صاروخية تحت الأرض... آلاف الصواريخ الدقيقة
  • عاجل | الحرس الثوري الإيراني: الكشف عن مدينة صاروخية في أعماق الأرض تضم آلاف الصواريخ الدقيقة
  • هذا ما سيحدث في الدقيقة 11 من مواجهة النشامى وكوريا الجنوبية
  • احترس .. عصير طبيعي لذيذ يسبب أضرارا خطيرة
  • وزارة الصحة: توعية 33 ألف مواطن بصحة الفم والأسنان في 19 محافظة
  • «سند» روبوتات ذكية لصيانة محركات الطائرات بدقة عالية
  • صور.. اكتشاف كائنات دقيقة حفرت أنفاقًا في صخور قبل مليوني عام
  • كيف تحمي نفسك من خطر الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟
  • كيف تقلل رائحة الفم أثناء الصيام؟.. نصائح مهمة
  • نقيب المحامين: «أزمة الفاتورة الإلكترونية ستعود من جديد.. وخسرنا 107 ملايين بسبب علاج الأسنان»