نجل طبيب أطفال سوهاج يكشف وصية والده قبل رحيله.. مات في حادث قطار
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
«اشهد الله أن والدي كان صواما قواما بارا بأهله واصلا لرحمه، لا يغضب الله، ونحتسبه شهيدا ولا نزكيه على الله».. بتلك الكلمات بدأ الدكتور محمد أسامة نجل طبيب أطفال سوهاج الدكتور أسامة فوزي رئيس قسم الأطفال بمستشفى سوهاج العام الذي لقي مصرعه، بحادث قطار بمدينة سوهاج، حديثه لـ«الوطن».
قال «محمد»، إن الجميع يشهد لوالده بحسن الخلق ووفاته كانت صدمة للجميع، وقد فوجئوا وهم أبناؤه بالأعمال والصدقات التي كان يحرص عليها، حيث حرص الكثير من أصحابها على الحضور لتقديم واجب العزاء ورواية مآثره.
فذلك يروى كيف أعطى طبيب أطفال سوهاج إيراد عيادته كاملا دون أن يحصيه لفتاة تكمل جهازها للزفاف، وأخرى تروي كيف كان يحضر دواء الأطفال من ماله الخاص ولا يتقاضي ثمن الكشف.
طبيب أطفال سوهاج.. ويبقى الأثروأضاف محمد، أن والده طبيب اطفال سوهاج كان يقسم المال بحافظة نقودة لعدة أقسام بينها قسم أطلق عليه، الصدقة ولم يخبر به أحدا حتى أنه عرفه من والدته مصادفة وغضب والده لذلك، فكان يرى أن يظل ذلك خفيا بينه وبين ربه، موضحا أن والده كان بارا بوالديه، وبلغ بره بوالدته أن يصلي الفجر يوميا ويذهب لوالدته يقرأ عليها الأذكار والأوراد لترددها معه، كما كان قائما لليل ويحث أبناءه على ذلك، ويدعوهم لتقوى الله قائلا، ألا أن سلعة الله غالية.
طبيب أطفال سوهاج يترك وصيتهوكشف محمد، أن والده كان دائما يكتب وصيته والتي تضمنت بأنه بريء من البكاء والنحيب عليه بعد وفاته وكل ما يغضب الله، مؤكدا أن والده تولى رئاسة قسم الأطفال بمستشفى سوهاج العام ليقوم بواجبه تجاه الأطفال.
واختتم: أن آخر خطوات والده بالخير ذهابه رفقة والدته وأشقائه لمحطة سوهاج ليودعهم للسفر لصلة الرحم فكان آخر وداع بينهم.
تفاصيل الواقعةوكان قد تلقى اللواء محمد عبد المنعم شرباش مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج إخطارا يفيد مصرع طبيب أطفال سوهاج إثر سقوطه بمحطة قطار سوهاج وتم نقله لمستشفى سوهاج الجامعي لإسعافه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وشيع جثمانه الآلاف من أبناء محافظة سوهاج وتم تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة الغربية
جنين- على بعد 5 أمتار فقط من نافذة حجرته، دفنت عائلة الشهيد الطفل محمد حمارشة جثمانه اليوم الاثنين، في مقبرة بلدة يعبد جنوب مدينة جنين، وأمام القبر وقف ربيع حمارشة يدعو لولده، ويقول إن الزمن بين مغادرة محمد المنزل وبين صوت إطلاق النار لم يتجاوز 5 دقائق، وإن المسافة بين منزله وموقع استشهاده لا تتجاوز 100 متر.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد قتلت الطفل حمارشة البالغ من العمر 13 عاما أمام منزله خلال اقتحامها بلدة يعبد ليلة أمس الأحد، حيث أطلقت النار عليه من مسافة قريبة وبطريقة متعمدة، ثم أطلقت النار أيضا على الشاب أحمد زيد (20 عاما) حين حاول الاقتراب من حمارشة لسحبه وإسعافه، فاستشهد هو أيضا.
ويصف جيران حمارشة ما حدث بأنه "إعدام بدم بارد" لطفل لا يمكن أن يشكل أي خطر لمجموعة من الجنود المدججين بالسلاح، الذين كانوا أصلا داخل جيب عسكري مصفح.
"تركوه ينزف"يقول أحد السكان الملاصقين لمنزل حمارشة، "كنت في الحي حين اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، فجأة سمعنا صوت إطلاق النار بشكل كثيف وقريب، ثم سمعنا صوت صراخ، حاولنا تفقد ما يجري، شاهدنا الجيب العسكري بالقرب من الشهيد الطفل حمارشة، وإطلاق النار لم يتوقف، حاول الشاب أحمد مساعدته لكنهم بدؤوا برشه بالرصاص فسقط فوق حمارشة، لذا لم نستطع الاقتراب أكثر، خوفا من استهدافنا نحن أيضا".
ويؤكد الجار في شهادته على ما حدث أن جيش الاحتلال واصل إطلاق النار على جثمان الشهيدين، ومن ثم منع سيارات الإسعاف من الوصول إليهما حتى تأكد من استشهادهما.
ويصف والد محمد ما حدث للجزيرة نت قائلا: "تفاجأ محمد بوجود جيش الاحتلال في حينا، لأن عادة الجنود حين اقتحام البلدة أن يدخلوا من مدخلها الرئيسي، بينما نحن نسكن في شمالها"، ويضيف: "قتلوه على الفور، لم يسألوه ماذا تفعل؟ ولم يسمحوا له أن يقول لهم إنه خرج من المنزل للتو، وسوف يعود على الفور".
ويقول حمارشة "سمعت صوت الرصاص، وحين خرجت، كان الجيب العسكري فوق رأس ابني، والإسعاف في الخلف، ولم يتحرك الجيب العسكري حتى تأكدوا من أن محمد قد سلم روحه، لقد تركوه ينزف لأكثر من ربع ساعة".
أحمد زيد استشهد في أثناء محاولته إسعاف الطفل محمد حمارشة (مواقع التواصل) عنف مستمريقول رئيس بلدية يعبد أمجد عطاطرة، للجزيرة نت، إن ما حدث جريمة إعدام بحق طفل "من المفترض أن كل المواثيق الدولية والعالمية تضمن له الحق بالعيش بحرية وبأمان في بلده"، مذكرا أنه قبل أيام كانت مناسبة اليوم العالمي للأطفال، "بينما أطفالنا يقتلون، ويعذبون، ويحرمون من التعليم والأمان والكرامة وأن يعيشوا طفولتهم بشكل طبيعي كبقية أطفال العالم".
ويؤكد عطاطرة أن حادثة إعدام الطفل حمارشة يمكن أن تتكرر مرات ومرات، "لأن العالم كله يصمت أمام كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم، في كل فلسطين".
ويضيف رئيس البلدية أن يعبد محاصرة من جهاتها الثلاث بالمستوطنات الإسرائيلية، وتعاني بشكل شبه يومي من اقتحام قوات الاحتلال، ومداهمة منازل المواطنين وتخريب ممتلكاتهم، كما يهاجم المستوطنون الأهالي والمزارعين في ظل توسع السعي لمصادرة الأراضي والاستيلاء عليها، مما يعني إمكانية تكرار تعرض أهالي البلدة للإصابات والقتل.
وذكرت منظمة "يونيسيف" في تقرير، نشر أواخر يوليو/تموز الماضي، أن الخسائر في أرواح الأطفال تصاعدت في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة بوتيرة كبيرة، موضحة أنه منذ ذلك الحين "تقتل إسرائيل طفلا فلسطينيا واحدا كل يومين في الضفة الغربية والقدس"، وهو ما يمثل 3 أضعاف ونصف ما تم تسجيله قبل الحرب على غزة.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسيف كاثرين راسل في التقرير إن "الأطفال الذين يعيشون في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، بقوا معرضين منذ سنوات لعنف فظيع، وقد تدهور الوضع بشكل شديد تزامنا مع تصاعد الأعمال العدائية داخل غزة".
وأضافت راسل أن المنظمة تحصل على أخبار بشكل متواتر "بشأن أطفال فلسطينيين يُحتجزون في طريق عودتهم من مدارسهم إلى منازلهم، أو يتعرضون لإطلاق الرصاص بينما يسيرون في الشوارع"، وتقول "يجب أن يتوقف هذا العنف الآن".
جانب من تشييع جنازة الطفل الشهيد محمد حمارشة (الجزيرة) غياب المساءلةخلال الأشهر الماضية، سجلت حالات إعدام لأطفال في عدة مدن فلسطينية، كان من آخرها مشهد استشهاد الطفل عبد الله هواش (11 عاما) الشهر الماضي، الذي أطلق عليه قناص إسرائيلي رصاصة نحو الصدر في أثناء انسحاب قوات الاحتلال من البلدة القديمة في نابلس، مما أدى لاستشهاده على الفور.
ورغم أن عملية جنود الاحتلال كانت في البلدة القديمة لاعتقال أحد المقاومين، فإن القناص الإسرائيلي تعمد إصابة هواش، في شارع فطاير، البعيد نسبيا عن البلدة القديمة وسط المدينة، وذلك في أثناء انسحاب الجيش.
وفي بلدة كفر دان غرب جنين، أعدم الاحتلال الطفلة جنى عابد داخل غرفتها بعد أن أطلق قناص إسرائيلي رصاصة على رأسها، في أثناء حصاره منزلا في البلدة.
ومنذ تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، قتلت إسرائيل قرابة 167 طفلا في الضفة الغربية، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.
وعلى مدى السنوات الماضية، سجلت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عددا كبيرا من جرائم الإعدام بحق أطفال في مدن الضفة الغربية، وعلى الرغم من توثيقها وتقديم عدة أدلة بحق جنود الاحتلال من قبل الحركة، فإنه لم يتم النظر بشكل جدي لهذه القضايا في المحاكم الإسرائيلية، ولم يعاقب أي جندي إسرائيلي بتهمة قتل طفل فلسطيني، حسب مدير برنامج المساءلة في الحركة عايد قطيش.
ويؤكد قطيش للجزيرة نت أن غياب المساءلة القانونية لإسرائيل وحكومتها هو السبب في استمرارها باستهداف الأطفال، ويقول إن "كل حوادث إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين تكون بالضرورة لقتلهم بشكل مباشر، وفي كلها لم يكن الطفل يشكل خطرا على جنود الاحتلال، لكن عملية استسهال القتل وعدم المساءلة هي ما تعطي المبرر بشكل دائم للجنود لتكرار هذه العمليات".
ويضيف "خلال السنوات العشر الأخيرة لم تتم مسائلة أي جندي قام بإطلاق النار وقتل طفلا في الضفة وغزة، وعلى العكس لم تقم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ولا المحاكم بأي تحقيق حقيقي ومهني لهؤلاء الجنود، والتحقيقات التي تمت كانت فقط لذر الرماد في العيون".
ويذكر قطيش أنه خلال سنوات عمله في المؤسسة، تم فقط فتح تحقيق واحد عام 2014 بحق جندي أطلق النار على طفلين بالقرب من سجن عوفر في ذكرى النكبة من ذلك العام، "وعلى الرغم من محاولة إسرائيل التنصل من الجريمة حينها واتهام شرطي فلسطيني بالأمر، فإننا قدمنا تسجيلات تثبت قيام جندي إسرائيلي بقتل الطفلين".
ويؤكد مدير برنامج المساءلة أنه بعد تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن ثلث الحالات التي تم فيها إطلاق النار على الأطفال بشكل خاص والمواطنين بشكل عام في الضفة مُنعت سيارات الإسعاف من نقل المصابين وتركوا للنزف فترات طويلة بهدف قتلهم.
ووفق الحركة، فإن كل التقارير الدولية التي صدرت عن لجان التحقيق أدانت إسرائيل لاستهدافها المباشر للأطفال، "لكن المجتمع الدولي لم يقم بأي تصرف لمحاسبة إسرائيل ومحاكمتها على هذه الجرائم ضد الأطفال، رغم صدور أحكام في المحاكم الدولية باعتبارها جرائم" يقول قطيش.
ويضيف المتحدث ذاته أنه رغم مرور ذكرى اليوم العالمي للأطفال في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن جرائم الاحتلال من قصف مراكز الإيواء وتجويع الأطفال وحرقهم، وإطلاق النار من المسيرات عليهم في غزة، وإعدام الأطفال في الضفة وترويعهم وحرمانهم من مدارسهم في القرى النائية، كلها لم تلق أي تحرك من قبل الدول الموقعة على قانون حماية الطفولة.