حكاية مسجد| ضريح أم الغلام «تجاور فاطمة بنت الحسن».. وخلافات حول شخصيتها
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
مئات المساجد التاريخية تضمها شوارع مصر، ما بين قاهرة المعز ومحافظات الصعيد ومحافظات الوجه البحري، تضم العديد منها بين جدرانها أضرحة بعضها لأولياء الله الصالحين، وأخرى لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن القاسم المشترك بين العديد من تلك المساجد والأضرحة أن هناك العديد من الروايات المتعلقة بصاحب أو صاحبة المقام، بل وتاريخ الإنشاء.
مسجد أم الغلام
ويعد ضريح ومسجد أم الغلام بحي الحسين بالقاهرة واحد من أهم الأضرحة المختلف عليها ليس فقط من حيث تاريخ الإنشاء ولكن أيضًا حول شخصية السيدة الذي يحمل اسمها الضريح والممر الموجود به.
خلف مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وفي أحد الممرات الضيقة التى لا يعرفها إلا دائمي التردد على المشهد الحسيني، تجد لافتة خضراء كبيرة الحجم مكتوب عليها "مقام السيدة فاطمة أم الغلام والسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن" إلا أن اللافتة لا تحمل تاريخ محدد لإنشاء الضريح، وما إن تنزل درجات الضريح حتى تجد غرفتين إحداهما للسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن بن على، وزوجة الإمام علي زين العابدين، أما السيدة الثانية وهي فاطمة أم الغلام، والتي يسمى الممر والضريح باسمها، فقد اختلفت الروايات حول تعريف شخصيتها، بالإضافة إلى لوح معلق داخل الضريح حول قصة قدوم رأس الحسين إلى القاهرة، يوجد بذات الضريح لوح أخر يذكر أن السيدة فاطمة أم الغلام، هي زوجة الإمام الحسين الفارسية، شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، وهي إحدى بنات كسرى ملك الفرس، وقد زوجها الإمام على رضى الله عنه، لابنه الحسين فى حضور عمر بن الخطاب، وكانت قد أسرت خلال فتح المسلمين لبلاد فارس، وطلب علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب إعتاقها وأخريات وقعن في الأسر، لتغيير اسمها عقب دخول الإسلام إلى فاطمة وأنجبت الأمام على زين العابدين الملقب بـ"علي الأصغر".
11 دعاء شامل وجامع لكل هم وغم وابتلاءوأما سر وجود لافتة بالضريح تروي قصة دخول رأس الإمام الحسين بن علي للقاهرة، فوفقَا للروايات الصوفية فإن رأس الإمام الحسين قد دخلت لمرقده الحالي، من خلال ممر بضريح أم الغلام ويصل ذلك الممر إلى مسجد الحسين.
ورغم أن تلك الرواية تبدو الأقرب للتصديق، إلا أن التاريخ المكتوب على جدران المقام، ينفيها، فقد كُتب على الضريح أنها دفنت عام 702 من الميلاد، بينما زواج الحسين من شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، لم يتم إلا عقب معركة نهاوند سنة 642 ميلاديًا أي بفارق 60عامًا، فمن غير المعقول أن تكون هي صاحبة المقام.
أشهر دعاء لتيسير الزواج.. مُجرب ومستجابمعركة كربلاء
أما الرواية الثانية والمتداولة أيضًا أنه في القرن الخامس عشر، أقام السلطان الأشرف إينال السيفي مدرسة تحمل اسمه في ذات المكان، ورفض القائمون عليها الرواية المنتشرة في ذلك الوقت بإن سيدة قبطية كانت تمر مصادفة خلال أحداث معركة كربلاء بين الحسين وأصحابه وجيش يزيد بن معاوية، ورأت رأس الإمام الحسين فأخذتها وضحت برأس رضيعها ووضعتها في ذات المكان وغطتها حتى تستطيع الهروب برأس الحسين، ودفنت الرأس بالقاهرة، ورفض القائمين على مدرسة السيفي تلك الرواية لأن القاهرة التي أسست على يد جوهر الصقلي قائد جيوش الدولة الفاطمية، لم تكن قد أسست في ذلك الوقت وهناك فارق زمني 4 قرون بين موقعة كربلاء وتأسيس القاهرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المساجد التاريخية قاهرة المعز مسجد أم الغلام الأضرحة السلطان الأشرف معركة كربلاء الإمام الحسین أم الغلام
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تطلق مقرأة كبار القراء بمسجد الحسين برواية البزي عن ابن كثير
تبدأ وزارة الأوقاف، صباح غدً الثلاثاء ١٩ من نوفمبر ٢٠٢٤م، فعاليات مقرأة كبار القراء برواية البزي عن ابن كثير، وذلك في مسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة.
وتنعقد المقرأة برئاسة الدكتور عبد الكريم صالح رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، وتجمع نخبة من أعلام دولة التلاوة في مصر، حيث تنطلق في أجواء إيمانية مميزة تعكس جهود الوزارة في خدمة كتاب الله (عز وجل).
وتنعقد الختمة المرتلة برواية البزي عن الإمام ابن كثير، وهي إحدى الروايات العشر للقرآن الكريم، المعروفة بدقتها وإبداعها في أحكام التجويد، حيث نقلها أحمد بن محمد بن عبد الله البزي عن الإمام المكي عبد الله بن كثير.
جدير بالذكر أن وزارة الأوقاف نظمت ختمتين مرتلتين للقرآن الكريم، إحداهما برواية حفص عن عاصم، والأخرى برواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية، في إطار حرصها على تعزيز ثقافة القراءات المتنوعة وتعريف الأئمة والقراء بثراء هذه القراءات ودقة أحكامها.
وتهدف هذه المبادرات إلى تأصيل الفهم العميق للقرآن الكريم وأدائه بأسلوب متقن؛ بما يسهم في رفعة مكانة التلاوة المصرية عالميًّا، كما تشجع الوزارة من خلال هذه الختمات على الالتزام بأحكام التلاوة والتجويد، وتهيئة الأجواء الإيمانية للتدبر في آيات الذكر الحكيم.
يشارك في المقرأة كبار القراء من شتى أنحاء الجمهورية، حيث يتبادلون التلاوات المرتلة بأسلوب مميز يعكس جماليات الأداء القرآني لهذه الرواية.
وتواصل وزارة الأوقاف جهودها المستمرة في العناية بالقرآن الكريم وتطوير أداء القراء؛ لتظل مصر منارةً لحفظ القرآن الكريم وتجويده.